22-11-2024 06:53 AM بتوقيت القدس المحتلة

بوتين لم يرد على اتصالين من هولاند..

بوتين لم يرد على اتصالين من هولاند..

ليست العلاقات الروسية الفرنسية على ما يرام، فالخلافات بين البلدين تتسع على اتساع رقعة امتداد النفوذ الروسي في اوروبا والعالم، بدءاً من سوريا وانتهاءً بالأزمة الأوكرانية.


ليست العلاقات الروسية الفرنسية على ما يرام، فالخلافات بين البلدين تتسع على اتساع رقعة امتداد النفوذ الروسي في اوروبا والعالم، بدءاً من سوريا وانتهاءً بالأزمة الأوكرانية. وما يزيد الانفعال في الخارجية الفرنسية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو تمسك ألمانيا بموقفها المتفهم  لروسيا في اوكرانيا، وهذا الموقف الألماني اوردته صحيفة "لوكانارد انشينيه" القريبة من الأجهزة الفرنسية في عددها الصادر الاسبوع الماضي، بالقول "حضر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير  في اجتماع مجلس الوزراء الفرنسي الاخير على يمين الرئيس فرانسوا هولند في المقعد المخصص لوزير الخارجية لوران  فابيوس، وأثار امتعاض الرئيس بقوله أن بوتين يتعامل بواقعية مع الازمة الأوكرانية، لا يمكن القول انه متطرفا ما زال لحد الان منطقي في تعامله ".

فرنسا التي تستعد للاحتفال بالذكرى السبعين للانتصار على المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، رحبت بقدوم بوتين لحضور الاحتفال في السادس من شهر حزيران القادم، ولكن دون ان يكون هناك  أي برنامج او ملف في يدها لتناقشه مع الرئيس الروسي، بل اكثر من ذلك تقول مصادر فرنسية خبيرة بالشأن الروسي، في حديث خصت به موقعنا "العلاقة بين بوتين وهولند ليست على ما يرام، حيث اجرى الرئيس الفرنسي اتصالين مع بوتين ولم يرد الآخير على الاتصالات".

وتشعر روسيا بالامتعاض من المواقف الفرنسية المعادية لروسيا حيث يعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من الصقور التاريخيين المعادين لروسيا منذ أيام الاتحاد السوفيتي، ويظهر العداء الفرنسي في سوريا وفي اوكرانيا، خصوصا في موضوع احتضان باريس للمعارضة السورية الأكثر تطرفا وعداءا لروسيا، و الاصرار الفرنسي على الذهاب الى مجلس الامن الدولي في كل منعطف بالأزمة السورية.

في المقابل، تشعر باريس بالعزلة من المواقف الأمريكية والروسية في سوريا، وتظهر المواقف الفرنسية هذه في تصريحات المسؤولين الفرنسيين الممتعضة والمستنكرة لما يسمونه عدم مبالاة الرئيس الأمريكي باراك اوباما في التعاطي مع الشأن السوري، وهذا ما صرح به علانية وزير الخارجية الفرنسي من واشطن عندما قال "فرنسا تأسف لان الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يوجه ضربة عسكرية الى سوريا في خريف العام 2013". وقال فابيوس "نأسف لذلك لاننا كنا نعتقد انها كانت ستغير كثيرا من الامور على مستويات عدة، الا ان هذا واقع حصل ولن نعيد صنع التاريخ".

في أوكرانيا أيضا لا توفر الدبلوماسية الفرنسية انتقاداتها للطرفين الروسي والأمريكي، وفي هذا الصدد نقلت الصحف الفرنسية تصريحات لمصدر في الخارجية الفرنسية، قال فيها "أوباما وبوتين يتفرجان على اندلاع حرب أهلية في اوروبا".

الازمة في أوكرانيا جعلت الرئيس الروسي اكثر تشددا في سوريا، تقول مصادر فرنسية على اطلاع وثيق بالسياسة الروسية في حديث خصت به موقع المنار، وتكشف المصادر فحوى ما جرى في جلسة جمعتها مع مسؤولين عسكريين روس، وصفتهم برموز التيار الوطني الروسي المتشدد في مواجهة الغرب، وتنقل المصادر قولهم ان روسيا تريد بكل بساطة ان يتم حل حلف شمال الاطلسي، كما تم حل حلف وارسو.

وتنقل المصادر ايضا عن مسؤول عسكري روسي كان موجودا في الاجتماع قوله ان موسكو تعلم جيدا أن حلف الأطلسي أداة سياسية وعسكرية بيد واشنطن، لا تتورع الاخيرة عن التلويح به واستخدامه عندما تحتاج مصالحها، وهذا الحلف أصبح يحيط بروسيا من كل الجهات وهو يريد الدخول الى أبواب موسكو عبر اوكرانيا، وهذا ما لن تقبل به موسكو على الإطلاق، فالأمور تغيرت ولم تعد روسيا الان كما كانت عشية انهيار الاتحاد السوفيتي، قلنا للأمريكي إذا كانت سياستكم فتح حروب أهلية في مناطق النفوذ، فلن يقتصر هذا الامر على طرف دون الآخر.