ما يلفت النظر أكثر مشهد العلم السوري حيث لم تخلُ وسيلة نقل أو محل تجاري أو أي واجهة ولا مفرق من علم سوري يرفرف باتجاه اليوم الوطني كما اسماه السوريون، ليبقى الثالث من حزيران الجاري اليوم المنتظر.
خليل موسى - دمشق
لم يكد المشهد السوري في الخارج ينتهي يومه الثاني إلا وكانت ردات فعل الداخل أكبر رغم أن الموعد لم يحن بعد، فالانتظار والترقب الشعبي على اشده، وكلما زادت التحديات والتحذيرات الخارجية من قبل المحور المعادي للانتخابات الرئاسية، اتضح أكثر مشهد الإصرار لدى الناخب السوري في بلده وهذا ما أعلنه اللاجئ السوري في بلاد الجوار والمهجر.
موقع المنار الالكتروني تجول في أحياء دمشق ليرصد استعداد الشعب السوري للانتخابات، وذلك على مدار أيام عدة بأوقات مختلفة، ما يلفت النظر أولا وأخيرا صور المرشحين التي ما لبثت تتزايد لتأخذ صور الرئيس المرشح السوري بشار الأسد الصدارة الكاسحة في العدد والانتشار، فحيثما ولى الناظر وجهه في دمشق قرأ عبارة كُتبت تأييدا للأسد بتقدمة من شخص أو مؤسسة ما أو حتى عشيرة، وذلك فضلا عن الحملة المنظمة تحت عنوان "سوا"، والتي تداول الإعلام بكل قطاعاته الحديث عنها.
ما يلفت النظر أكثر مشهد العلم السوري حيث لم تخلُ وسيلة نقل أو محل تجاري أو أي واجهة ولا مفرق من علم سوري يرفرف باتجاه اليوم الوطني كما اسماه السوريون، ليبقى الثالث من حزيران الجاري اليوم المنتظر.
أما ما بدر من السوريين في الخارج فقد حفز أكثر وأكثر وقلب الطاولة على كل أعداء سورية، ليبشر بيوم أسماه البعض بأنه سيكون أشبه بيوم الحشر حين يتوافد السوريون إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيسهم الذي سيقود المرحلة القادمة في البلاد، مغيرا دفة العالم كما قيل باتجاه يناسب سير المركبة السورية، وهذا أدلى به كل السوريين الذين التقيناهم.
عبارة رددها الكثير من أصوات في الخارج، تحول لسؤال وكان جوابه في الصميم، هل انتم مجبرون على وضع الصور او الذهاب للانتخابات .. قال أحدهم بحكمة وثقة "من أجبر السوريين في الخارج على الانتخاب.. فلا يوجد لا أمن ولا مخابرات في الخارج تأخذ الناس عنوة إلى السفارات .. مشهد بيروت كفيل بالجواب.. لكل من يقول أننا مجبرون أجبرنا حب الوطن ..".
وسام طالب جامعي يرتدي قميصا أبيض عليه صورة للرئيس الأسد وعبارة سوا يقول "سأنتخب بكل اعتزاز السيد الرئيس وسأدلي بصوتي" فوسام واحد من كثر يرتدون هذا القميص ولديهم ذات الثقة بشخصية الأسد وانتصار سورية معه كما عبر.
اما مها فهي موظفة وتقول "سأنتخب رغما عن الجميع ولن نرضخ للتهديدات" وعندما سألناها من انتم قالت بكل ثقة وابتسام "نحن السورين، وقد جعلنا العالم كله يعرف من نحن ... ومن لم يعرف بعد من هم السوريون فليسأل السفارات السورية يعرف من هم السوريون"، ووافقها كثيرون على رأيها هذا.
جورج صاحب محل صغير في أحد أحياء دمشق منهمك بزبائنه، عندما سألناه إن كان سيشارك في الانتخابات أجاب دون أن يترك عمله ومشيرا بيده إلى صورة للرئيس الأسد قائلا "هذا هو الامل.. سورية انتصرت" تابع الحديث زبائنه الذين قالوا "نحنا الي لازم ننتخب البلد بلدنا ونحنا أحق فيها باختيار رئيسنا".
لم تقف الجولة التي قام بها الموقع عند الشوارع والمحال، إنما انتظرنا المساء، قصدنا أماكن فيها تجمعات للمقاهي والمطاعم التي يرتادها زبائنها مساءا وليلا، تبدأ السهرة بحديث السياسة، والموضوع السياسي عند السوريين عن انتخاب الرئيس السوري، وماذا يجب ان يقوم به، آراء كثيرة ممن تحدثوا تقول "الرئيس وحده لن يفعل شيء علينا ان نسانده ونضع يدنا معه".
حاولنا أن نعرف ماذا يعني أن تسهرون في ظروف مثل هذه، فأجاب رجل عمره حوالي الأربعين يمسك بيده هاتفه النقال ويطالع منه آخر الأخبار "هل نجلس في بيوتنا .. ماذا سنفعل لو تركنا البلد ومرافقها وحياتنا .. هل سيتركوننا وشاننا إن كنا خائفين.. انت يا أخي تعرف ماذا يعني ان نتحدى" .. وتابع وقال لهجته "الشامية" مبتسما "ناطرين هون ليوم الانتخابات.. ولنشوف شو ممكن يمنعنا إنّو نعمر سورية من أول وجديد"، وسرعان ما تحول المقهى بعدها لما يشبه خيمة انتخابية تدعم الرئيس الأسد بالهتافات والأغاني والوطنية.
الحديث السوري في البيوت أيضا بين زيارات الجيران على الأفران وفي الحافلة التي يستقلها الركاب، مضمونه اليوم واحد عند السوريين، الانتخابات والعد التنازلي ليوم يختارون به من يريدون غير آبهين لما يقوله الغرب تحت اعتبار أنه يوم سوري وشأن سوري بامتياز كما عبر الجميع، رغم بعض أصوات وصفها رجل بانها نشاز تحاول أن تعكر صفو العملية السورية الديموقراطية، وتحلم أن تطيل أزمة اخذت من الشعب السوري ما أخذته.