ويجب على أصحاب الشركات والمؤسسات والمدراء وأصحاب المحال التجارية أن يأمروا العاملين فيها بعدم التظاهر بالمحرمات أو بما يتنافى مع العفة والحشمة والأخلاق العامة
تحدث سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة عن فضائل شهر شعبان وأعماله وآدابه الروحية والعبادية والاجتماعية والانسانية فاعتبر: ان مقتضى الاقتداء برسول الله (ص) أن نهتم بهذا الشهر الشريف، ونحرص على الإتيان بهذه الأعمال لما لها من فوائد جليلة تحصن الفرد والمجتمع من خطوات الشيطان وأوليائه.
وقال: إن أمير المؤمنين (ع) جمع في أحد النصوص أهم ما ينبغي القيام به من أعمال روحية واجتماعية وإنسانية في شهر شعبان. ولفت الشيخ دعموش: الى ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما من أعظم الواجبات.. بل هما اساس الواجبات الأخرى لأنه بهما ومن خلالهما تقام الواجبات الأخرى من صلاة وصوم وحج وصلة رحم وجهاد وغيره.
ويجب على أصحاب الشركات والمؤسسات والمدراء وأصحاب المحال التجارية أن يأمروا العاملين فيها بعدم التظاهر بالمحرمات أو بما يتنافى مع العفة والحشمة والأخلاق العامة وعدم السماح لهم بالقيام بذلك.كما يجب على الشباب المؤمن والفتيات المؤمنات في الجامعات والثانويات في مقابل المفاسد والمنكرات التي يشاهدونها في تلك الاماكن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا كانوا يحتملون التأثير في الآخرين، وعليهم القيام بذلك بأسلوب ليّن وهادىء يقرب الآخرين من الدين ولا ينفرهم عنه.
وفي الموضوع السياسي أكد الشيخ دعموش : أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي المُعدّ للمنطقة بدأ بالتراجع والضمور والهزيمة بعد فشل الكثير من الرهانات حتى الآن، وأن محور المقاومة هو الذي يتقدم في مقابل تراجع المحور الآخر وعجزه حتى الآن عن تحقيق أهدافه في المنطقة.
نص الخطبة:
لقد انقضى شهر رجب المبارك وسندخل في شهر شعبان غدا، ها نحن نودّع شهر أمير المؤمنين (ع) ونستقبل شهر محمد بن عبد الله (ص) لأن شعبان هو شهر رسول الله (ص). وفضائل شهر شعبان كثيرة جداً إلى حد أن رسول الله كان يعطيه عناية خاصة ، ويحث المسلمين على الاهتمام به والقيام فيه بالمزيد من أعمال البر والإحسان والعبادة والطاعة.
إن مقتضى الاقتداء برسول الله (ص) أن نهتم بهذا الشهر الشريف، فنعرف أعماله وآدابه ، ونحرص على الإتيان بها لما لها من فوائد جليلة تحصن الفرد والمجتمع من خطوات الشيطان وأوليائه.وقد ورد عن الإمام الصادق (ع): إن رسول الله كان إذا رأى هلال شهر شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة: يا أهل يثرب إني رسول رسول الله إليكم، ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري.
إن هذا الأسلوب اللافت الذي كان يتبعه النبي (ص) مع بداية شهرشعبان بحيث يأمر منادياً ينادي في شوارع المدينة واحيائها بحلول الشهر الشريف ، يكشف عن أن هذا الشهر هو فرصة حقيقية لاستكمال ذخيرتنا المعنوية على حد تعبير سماحة الإمام القائد دام ظله ، وهو فرصة لنعمق فيه ارتباطنا بالله ونعبّر فيه عن عبوديتنا الحقيقية له من خلال عبادته وطاعته ومناجاته والأعمال الصالحة التي يحبها ومن خلال تحمل المسؤوليات العامة فيه ، كما أن النبي (ص) يريد بهذا الأسلوب أن ينبّه المسلمين والأجيال إلى أهمية اغتنام هذه الفرصة الحقيقية.
وفي الروايات ما يدل على أن شهر شعبان أفضل من شهر رجب، فقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال: شعبان شهر شريف وهو شهري، وحملة العرش تعظمه، وتعرف حقه، وهو شهر زاد الله فيه أرزاق العباد لشهر رمضان، وتُزيّنُ فيه الجنان، وإنما سمي شعبان لأنه يتشعب فيه أرزاق المؤمنين، وهو شهر العمل فيه مضاعف، الحسنة بسبعين، والسيئة محطوطة، والذنب مغفور، والحسنة مقبولة، والجبار جل جلاله يباهي فيه بعباده، وينظر إلى صوامه وقوامه فيباهي بهم حملة العرش.
هذا النص يدل بوضوح على أن شهر شعبان أفضل من شهر رجب، فكيف ينبغي أن نتعامل فيه؟ وكيف نستيجب فيه لقول رسول الله (ص): رحم الله من أعانني على شهري؟ كيف نعين النبي (ص) على شهره؟ وبماذا نعينه فيه؟
والجواب ما ورد عن أمير المؤمنين (ع) حيث قال: هذا غرة شعبان، وشعب خيراته : الصلاة ، والصوم، والزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبرّ الوالدين والقرابات والجيران، وإصلاح ذات البين، والصدقة على الفقراء والمساكين.
لقد جمع أمير المؤمنين (ع) في هذا النص أهم ما ينبغي القيام به من أعمال في هذا الشهر المبارك وهي:
أولاً: الصلاة، فإن لكل ليلة من ليالي شعبان صلوات متعددة ، بعضها ثقيل وطويل، وبعضها خفيف وقليل، ويمكن للمؤمنين اختيار ما يتناسب مع أوقاتهم وأوضاعهم وظروفهم ، فيتزودوا منها ويصلونها بخشوع وحضور قلب.
ثانياً: الصوم، وهو من المستحبات الأكيدة والمهمة في هذا الشهر المبارك.
فعن النبي (ص): شعبان شهري، ورمضان شهر الله، فمن صام يوماً من شهري كنت شفيعه يوم القيامة، ومن صام يومين غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن صام ثلاثة أيام من شهري قيل له طهُرت من ذنوبك استأنف العمل.
ثالثاً: الزكاة والخمس، بمعنى دفع الحقوق المالية المتوجبة علينا للمستحقين.
رابعاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما من أعظم الواجبات.. بل هما اساس الواجبات الأخرى لأنه بهما ومن خلالهما تقام الواجبات الأخرى من صلاة وصوم وحج وصلة رحم وجهاد وغيره.
وهما واجبان على كل مؤمن ومؤمنة، وليسا وظيفة منحصرة أو مختصة بطبقة معينة أو بصنف خاص من الناس، ليسا من واجب العلماء أو الوعاظ فقط ، بل هما من واجب كل إنسان واجد للشروط من جميع الطبقات والفئات، الأب ، الأم ، الزوج ، الزوجة، الأبناء ،الأخوة ، العالم ،الغني ،الفقير ،الوجيه والإنسان العادي... الجميع عليهم القيام بهذا الواجب .. فلو شاهد الأب أبناءه يقومون بالحرام أو يتركون الواجب عليه أن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، وهكذا لو شاهد الأبناء أباهم يقوم بذلك أو الزوج شاهد زوجته أو العكس فإن عليهم القيام بهذه الفريضة، فلا يجوز إهمال هذه الفريضة أو التراخي فيها، بل يجب القيام بها في كل دائرة يشعر الإنسان بأنه مؤثر فيها، مع زوجته مع أولاده مع أقربائه مع جيرانه وأصدقائه مع أبناء مجتمعه.
يجب على أصحاب الشركات والمؤسسات والمدراء وأصحاب المحال التجارية أن يأمروا العاملين فيها بعدم التظاهر بالمحرمات أو بما يتنافى مع العفة والحشمة والأخلاق العامة وعدم السماح لهم بالقيام بذلك.
كما يجب على الشباب المؤمن والفتيات المؤمنات في الجامعات والثانويات في مقابل المفاسد والمنكرات التي يشاهدونها في تلك الجامعات القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا كانوا يحتملون التأثير في الآخرين، وعليهم القيام بذلك بأسلوب ليّن وهادىء يقرب الآخرين من الدين ولا ينفرهم عنه وفيه الكثير من النصح والتوجيه والحرص.
خامساً: برّ الوالدين: والبر بالوالدين يعني أن نحسن عشرتهما ونوقرهما ونحترمهما ونخفض جناحنا لهما ، بأن نتذلل لهما ونتواضع أمامهما ونطيعهما ونطلب رضاهما ونقضي حوائجهما ونقوم بخدمتهما في كل الاحوال ولا نرفع أصواتنا في حضرتهما.
سادساً: الإحسان إلى الأقرباء والأرحام والبر بهم، والبر بالأرحام يكون بصلتهم وزيارتهم والاهتمام بشؤونهم والسؤال عنهم وعدم مقاطعتهم، ومن كانت لديه مشكلات مع أقربائه فإن شعبان فرصة لرفع القطيعة وإعادة العلاقات إلى طبيعتها.
سابعاً: الإحسان إلى الجيران، والتعبير (بالبر بالجيران) وليس (بعدم الإساءة إليهم)هو للتدليل على أن عدم الإساءة إلى الجيران يجب أن يكون أمراً مفروغاً عنه، وأن المطلوب ليس عدم الإساءة فقط ،بل المطلوب هو الإحسان إليهم والتعامل معهم بأخلاق عالية ونبيلة وباحترام بما لا يسيء إليهم أو يؤذيهم بشيء.
ثامناً: إصلاح ذات البين، يعني: السعي في إصلاح العلاقة بين شخصين متخاصمين، والسعي في إرضاء من له حق علينا ، فنحاول أن نتسامح منه ونرضيه في شهر شعبان، و السعي في إصلاح العلاقة مع من لنا حق عليه، لندخل إلى شهر رمضان بقلب صاف نقي لا غل فيه ولا حقد ولا بغضاء على أحد.
تاسعاً: الصدقة على الفقراء والمساكين، فقد سَأل أحد أصحاب الإمام الصادق (ع) عن أفضل ما يُفعل في شهر شعبان؟ فقال (ع): الصدقة والاستغفار ، ومن تصدق بصدقة في شعبان ربّاها الله كما يربّي أحدكم فصيله(ولد الناقة) حتى يوافي يوم القيامة وقد صار مثل جبل أحد.
شهر شعبان فرصة لكل هذه الأعمال ولكل هذا السمو الروحي والمعنوي والاجتماعي والأخلاقي والانساني.
نحن بحاجة إلى كل هذه الذخيرة المعنوية والروحية ليس من أجل الآخرة فقط بل من أجل الدنيا أيضاً لنقوى بها على إصلاح أنفسنا وإصلاح مجتمعنا وعلاقاتنا ، ولنقوى بها على مواجهة التحديات والاستحقاقات والمؤامرات..
لقد بدأ المشروع الأمريكي الإسرائيلي المُعدّ للمنطقة بالتراجع والضمور والهزيمة بعد فشل الكثير من الرهانات حتى الآن، سواء في سوريا أو في العراق أو حتى في لبنان. ومحور المقاومة هو الذي يتقدم في مقابل تراجع المحور الآخر وعجزه حتى الآن عن تحقيق أهدافه في المنطقة.
هناك مؤشرات على بدء هزيمة مشروعهم في المنطقة تبدأ من:
- قبول التفاوض مع إيران حول ملفها النووي والاعتراف لها مبدئيا بحق التخصيب بمعزل عن النسبة ، والاقرار الضمني بدورها ونفوذها السياسي في المنطقة.
- دعوة السعودية لوزير خارجية إيران لزيارتها بعد رفض السعودية على مدى أكثر من سنتين استقبال الإيراني وحتى أصل الحديث معه.
- التقدم الميداني الكبير الذي يحرزه الجيش السوري في أكثر المناطق.. وتعديل الميزان الشعبي لمصلحة النظام والرئيس الأسد ، وقد شاهدنا بالأمس زحف السوريين نحو السفارة السورية في لبنان لانتخاب بشار الأسد بما يفوق كل التوقعات.
- نتائج الانتخابات العراقية وهزيمة المدعومين من بعض القوى الإقليمية.
اليوم كل المحور الآخر بات يشعر بالخيبة والخسران والهزيمة..
نحن أمامنا المزيد من المسؤوليات والاستحقاقات والإنجازات والانتصارات إن شاء الله، وأمام الآخرين المزيد من الخيبة والبؤس والخسران والهزيمة.