ألم تكن الأبواب مفتوحة أمام كل هؤلاء بعد انسحاب المحتل للعودة والمثول أمام القضاء اللبناني إن لم يكونوا من أصحاب السوابق والجرائم؟!
أكد العلامة السيّد علي فضل الله أن لم تنطلق صفة العملاء على الذين كانوا يد العدو التي تبطش وتقتل وتعتقل فأي صفة نعطي هؤلاء، مشيراً إلى أن العمالة لا طائفة لها وأن الخونة لا يمثلون هذا المذهب أو ذاك.
وعلق سماحته على ما صدر من البطريرك الراعي خلال زيارته إلى فلسطين المحتلة قائلا:
إن ما صدر عن البطريرك الراعي في ختام زيارته لفلسطين المحتلة كان مفاجئاً للبنانين الذين رصدوا خروجاً لهذه الزيارة عن طابعها الراعوي كما كان الحديث عنها من قبل، إضافة إلى الموقف الصادر عن غبطته حيال الذين تعاملوا مع العدو الصهيوني بقوله: أنا أرفض أن يُقال بأن هؤلاء عملاء أو خونة.
إننا نتساءل وبمحبة ومن موقع الحرص على العلاقات المسيحية الإسلامية والتي نريد أن لا تشوبها أي شائبة ولاسيما في هذه المرحلة الصعبة: أي صفة نطلق على هؤلاء الذين كانوا يد العملاء التي تبطش وتقتل وتعتقل، كما كانوا أذنه التي تسمع وعينه التي ترصد، وكل ذلك على حساب وطنهم وأهلهم، فأن رفضنا تصنيفهم في خانة العملاء الذين خانوا وطنهم وأهلهم وتعاملوا مع العدو ففي أي خانة نضعهم؟! هل نقول إنهم الأخلص للبنان والأكثر لبنانية حتى من كل هؤلاء الذين ضحّوا بمستقبلهم ومستقبل أولادهم، وقدموا دماءهم رخيصة ليعود الوطن إلى ربوع الحرية.
أضاف: ثم ألم تكن الأبواب مفتوحة أمام كل هؤلاء بعد انسحاب المحتل للعودة والمثول أمام القضاء اللبناني إن لم يكونوا من أصحاب السوابق والجرائم؟! خصوصاً وأن الجميع يعترف للمقاومة وأهلها بأنهم كانوا في غاية النبل والترفع والسمو في التعاطي مع كل من أساء وتعامل مع العدو حتـى أن ذلك أدى إلى المس بأمن المقاومة وأمن البلد وسلمه الأهلي.
لقد صدق البطريرك الراعي عندما قال: أن الأبرياء دائما يدفعون ثمن أخطاء الكبار فلوا أن الكبار عاشوا الصدق لبلدهم وقضيته وطبقوا القانون على أساس إثابة المخلص ومعاقبة المجرم لما وصل في الحال إلى هذا المستوى من حيث تنقلب المقاييس ويصبح العميل بريئاً وأكثر حباً لبلده حتى من اولئك الذين قدموا أغلى ما عندهم في سبيله.
إننا في القوت الذي نؤكد فيه على أن العمالة لا طائفة لها وان الخونة لا يمثلون هذا المذهب أو تلك الطائفة لأن مذهبهم هو العمالة فحسب، ندعو بكل محبة إلى العمل جميعاً وفق شعار المحبة والشركة الذي رفعه البطريرك الراعي وعلى أساس تعاليم السيد المسيح(ع) والنبي محمد(ص) في رفض الظلم والظالمين ورفض مسيرة الحق والمحقين.