فارتعشت روح الأمة كما الأزهار.. كالصبح تنفس..فدبّت الحركة في الأجسادبعد خمول الرقاد كالنهر تفجّر من عل فأترعت روافده الأمة بعد يباس تحكم فيها لأحقاب هزّ ضمير العالم ..ضربه بقوة..
نبيّ هو؟!..
رساليّ عرفاني ؟!..
ملك تجسّد بصورة بشر؟!!..
لم يأت من كوكب أخر ..
لم تنشق الأرض عنه ....
ثمانينه توكأت متبعة على يتم الطفولة ...
شبابه مفعم بالدرس والاجتهاد..
أرّقه تهميش الأمة للقرآن..
أرّقه حلم بالثورة..
قاسم الطويل/ خاص موقع المنار
كهولته .. أضناها أوجاع المستضعفين..
أضناها ..ضياع بلاد المسلمين..
أضناها صقل المجاهدين..
ثمانينه !! يا لثمانينه المذهلة بأفنائها الفارعة..
عمره من عمر منجزات القرن العشرين..
لم تذهله تلك المنجزات بل احترمها...
انسجم معها ..إنما سفّه بعض مستخدميها..
عاصر الحروب الكونية ..عاصر الثورات البارزة ..
خبر رجالها.. لم يمنّ النفس بتلك الثورات..
ولا برجالها ..أولئك ادعو محاربة الكبار
والكبار مثلهم الأعلى.. ومتى كان المثل الأعلى خصماً يقاوم؟!..
قيمه لا تمت بصلة إلى دساتير القرن العشرين ورجاله..
القرن العشرون.. يا للقرن العشرين وطفراته..
يا لعجائبه ..طفرات في العلوم والإنجازات..
في الجبابرة.. في قوة المال .. في ضغط الأزمنة..
في المسافات.. كل الفلسفات سقطت..كل الدساتر تراخت..
كل الآداب والفنون اضمحلت أمام طفرات العلوم ومنجزاتها ..
أصحاب المنجزات في سباق مسعور للتحكم بأهل الأرض..
بمعايشهم ..بحياتهم.. بموتهم..
سعار نتج منه وعنه، المزيد من الظلم والجور والفقر..
سعار نتج عنه تمزق المجتمعات والأمم.. بقيمها .. بأخلاقها..
كما في سنن الولين .. المفاصل الحضارية بحاجة إلى رسل..
القرن العشرون بحاجة إلى نبي !!..
وحده دستور الإسلام القرآن العظيم..
لم يضمحل.. لم يتلاش.. لم يتراخ..
وحده القرآن العظيم بقي يستشرف كل العصور..
يحتضنها، يرشد منجزاتها..
وحده القرآن العظيم دستور الحاضر والأتي وكل آتٍ...
هام به.. تضمخ بطيبه..
روّى دمه من معينه...
غرس آياته بتراب قلبه..
فأينعت أيكة رحمانية وارفة الظلال ملآت كيانه ووجدانه..
شهر سلاح القرآن بهمة الرسالي.. القرآن في القلب..
وفي الصوت البشير النذير
وفي السيف..
حتى أشعل الأرواح الخامدة..
كالفجر انبلج بعد ليل طويل..
فارتعشت روح الأمة كما الأزهار..
كالصبح تنفس..
فدبّت الحركة في الأجساد
بعد خمول الرقاد
كالنهر تفجّر من عل
فأترعت روافده الأمة
بعد يباس تحكم فيها لأحقاب
هزّ ضمير العالم ..
ضربه بقوة..
شقق تكّساته الغليظة..
لفتهم .. أجبرهم على الالتفات
إلى الفرق الشاسع بين عظمة منجزاتهم وتعاظم أنانيتهم..
حقارتهم..جورهم.. فجورهم..
كبح جماح الطغاة ..
كمّم سعارهم..
عكّر عليهم صفار العيش ..
أقلق دنياهم..
حاتر العقول فيه ..
هذا الكهل الهرم من أين له هذه القوة؟!!
هذه الجذوة!! وهذه الجسارة ..!!
أيها الآتي من عتمة ليل المتعبين من ديجور المستضعفين..
أي سر فيك ؟!!
أي سر في ثمانينك؟!
أي ربيع زاه بشمسه واخضراره..
ورحانه بعث في ثمانينك؟!!..
لتنشر خصوبته واخضلاله..
وعبقه الأريجي، في قلب خريف القرن العشرين..
اهو : مخزون دم الشهادة المتعاظم
من بدر إلى أحد إلى صفين إلى كربلاء
أختزن فيك حتى فاض فاشتعل لهبا مقدساً؟!!
ام هي الأنوار الإلهية
في الأصلاب الشامخة تلألأت في كنهك فاستحالت نورا على نور؟!!..
هو عاشق للشهادة يخوض غمراتها كل يوم..
سخر من جهلهم..
أشواقه..أمانيه.. مراتعه..لا تمت إلى دنياهم بصلة
إنها في السموات العلى
من على بساطه المتواضع..
إذ رفع يديه متمتاً بالدعاء..
لامست أصابعه الشريفة مدارة سدرة المنتهى
وهم صغار صغار..
بالكاد تجاوزا مدار الجاذبية
لعله كجده أمير المؤمنين علي
قبسة من قبساته
عزمة من عزمائه
حروبه..حروب علي
زهده ..زهد علي
مثله أعدؤه كثيرون ... حياده أكثر..
مثله.. تبادل لوعة العشق مع المستضعفين ..
هاموا به ..
حضّهم على امتشاق السيف..
هبّوا من قماقم الذل .. قلوبهم قبل السواعد
للسيوف مقابض
أرواحهم لعشق الشهادة مرابض
فجر فيهم مخزون الشهادة أنهارا
حوّلوا ليل المسلمين نهارا
بدّلوا رياض الطغاة صحارى..
..وكان ليلا حزيرانياً ..
يا لحزيران كم له من نكسات
غارت نجومها في السماء
غلّف قمرها غيمة سوداء
وصوت رحماني هتف ناحباً ناعياُ في الأفاق..
أيها المستضعفون هبّوا لوداع الإمام..
وإذ المستضعفون في يوم حشر..
ثكالى
أيتام
كهول
عجزة
اطفال
وشباب
يصرخون إلى أين يا بركة المؤمنين
إلى أين يأيا أبا الأيتام
إلى أين يا أبا الشهداء..
لأيام خلت حطّ حمله الشريف في بهشتي زهراء..
لتشيعه الملايين الملايين..
جهارا نهارا، بلا خوف ولا وجل..
كان ولم يزل صوت زين العابدين
يجلجل في العصور وهو يتقدم وحيدا فريدا لدفن سيد الشهداء...
لأيام خلت ملايين بهشتي زهراء
تلاحمت مع زين العابدين..
هاتفة ملء الحناجر
لبيك يا بن رسول الله
لبيك يا ابن سيد الشهداء..
لبيك نحن أنصار الخميني
..نبكيكم سادتنا أبد الدهر
لكن لن نجزع
لن نسقط
يا غيث السماء
يا طيف شمس النهار
يا دعاء الأنبياء المستجاب
يا منّة الله على المستضعفين
يا حجة الله بن الحسن
سيوفنا مشرّعة تحت لواء الجمهورية الإسلامية
وحتى يحين ظهورك
لنا النصر أو الشهادة..