28-11-2024 12:46 PM بتوقيت القدس المحتلة

نزاع على السلطة في ليبيا واللواء المتقاعد حفتر هو المستفيد

نزاع على السلطة في ليبيا واللواء المتقاعد حفتر هو المستفيد

تشهد ليبيا ارتباكا سياسيا يضاف الى ازماتها الامنية المتكررة بوجود حكومتين تتنازعان الشرعية، من دون ان تتمكن اي منهما من وضع حد لاعمال العنف الدموية في بنغازي، معقل المجموعات المتشددة في الشرق.

تشهد ليبيا ارتباكا سياسيا يضاف الى ازماتها الامنية المتكررة بوجود حكومتين تتنازعان الشرعية، من دون ان تتمكن اي منهما من وضع حد لاعمال العنف الدموية في بنغازي، معقل المجموعات المتشددة في الشرق.

واستفاد اللواء المتقاعد خليفة حفتر من الارتباك السياسي ليحصل على دعم اوسع من الشعب والسياسيين والعسكريين على حد سواء بعد اطلاقه حملة عسكرية ضد من سماهم بـ "الارهابيين".

وقال العضو السابق في المجلس الوطني الانتقالي، الذراع السياسي للثورة التي اطاحت بحكم معمر القذافي في 2011 عثمان بن ساسي انه "حين تغيب الدولة فان اي شخص يبرز قد ينظر اليه على انه خشبة خلاص".

ويوم الاثنين وفي وقت كانت بنغازي تشهد اشتباكات دموية بين القوات الموالية لحفتر وجماعات متطرفة، عقد رئيس الحكومة الجديد احمد معيتيق اول اجتماع لحكومته في مقر مجلس الوزراء في العاصمة طرابلس برغم رفض رئيس الحكومة المؤقت عبدالله الثني تسليمه المنصب.

وكان الثني اكد الاربعاء الماضي انه ينتظر قرار القضاء لتقرير ما اذا كان سيسلم السلطة لرئيس الوزراء الجديد، مشيرا الى طعون تقدم بها نواب ضد طريقة انتخاب معيتيق في بداية شهر أيار/مايو من قبل اعضاء المؤتمر الوطني العام (البرلمان).

واعلن الثني ان المحكمة العليا ستنظر في الطعون الخميس، مضيفا انه اذا كان قرار المحكمة لمصلحة معيتيق "فان اجراءات التسليم والاستلام تحتاج ما بين الاسبوع والاسبوعين"، وكرر ان "الخلاف مصدره المؤتمر الوطني العام"، داعيا اعضاء المؤتمر الى "ان يدركوا خطورة ما في البلاد وعليهم أن يجلسوا مع بعضهم ويصلوا لقرار والحكومة على أتم الاستعداد إذا وصلوا لتوافق أن تسلم (السلطة) خلال أيام معدودة".

ووصف نائب رئيس المؤتمر الوطني العام، السلطة التشريعية والسياسية الاعلى في البلاد الليبرالي عزالدين العوامي سيطرة معيتيق على مقر الحكومة بـ "الانقلاب".

وبعد خروج تظاهرات مؤيدة له قال اللواء حفتر انه حصل على "تفويض" من الشعب لمواصلة "معركته ضد الارهابيين".

وتتهم كل من السلطات والمسلحين اللواء المتقاعد بالانقلاب على الحكم، الامر الذي ينفيه مؤكدا انه ليس لديه اي طموحات سياسية.

ولم يعلن اي من معيتيق او الثني علنا دعمه للحملة العسكرية التي اطلقها حفتر، ولكن كليهما اكد على محاربة الارهاب، وان اي عملية عسكرية يجب ان تحصل في اطار الدولة.

وبحسب بن ساسي فان حفتر كان يحضر لحملته العسكرية قبل بدء الازمة السياسية في طرابلس، وقال ان "الانقسام في الطبقة السياسية والغياب الكامل للدولة في بنغازي منحاه دعما اكبر يسمح له بان يحل مكان الدولة عبر استخدام القوات النظامية وحتى القوات الجوية" التي انضمت الى حملته.

من جهتها، دعت بعثة الامم المتحدة في ليبيا في بيان "السلطات الرسمية الى اتخاذ المبادرة للتصدي لهذه الظاهرة (الارهاب) التي تهدد الاستقرار ومشروع الدولة المدنية والحديثة" في ليبيا.

ويدعم المسلحون المحسوبون على التيار الإسلامي رئيس الحكومة الجديد معيتيق، رجل الاعمال الشاب من مصراتة والذي لا ينتمي الى جهة سياسية، وقد ازداد نفوذ الكتل الاسلامية في المؤتمر الوطني العام عبر تجنيد المستقلين لصالحها، اما منافسو الاسلاميين فيتهمونهم بالاحتيال للسيطرة على الحكم.

ويعتقد المحلل اياد بن عمر ان المواجهة بين معيتيق والثني هي في الحقيقة انعكاس للصراع بين التيارات الاسلامية والليبرالية، وشرح ان "الطرفين يتمسكان بالسلطة فيما من المقرر اجراء الانتخابات التشريعية خلال اسابيع، ما يظهر انهما يمتثلان لاجندات سياسية".

ويرى محللون ان الاسلاميين في المؤتمر الوطني العام يسعون لفرض معيتيق اذ يعتبرونه الضامن لحياتهم السياسية قبل الانتخابات البرلمانية في 25 حزيران/يونيو.

اما ميدانيا، فتوقفت المعارك في بنغازي وفق ما نقل مراسل لوكالة فرانس برس، اذ ان الشوارع كانت خالية صباحا وبقيت المدارس مقفلة كما اغلقت المصارف ابوابها.

واسفرت الاشتباكات بين الجماعات المسلحة والقوات الموالية لحفتر الاثنين في بنغازي عن مقتل 21  شخصا من بينهم 11 عسكريا واصابة 112 آخرين، وفق المستشفيات.

ولم تعرف حصيلة الضحايا في صفوف المسلحين، وهم عادة ما يتلقون العلاج في المستشفيات العامة.