تناولت الصحف الصادر في بيروت نهار الخميس في 5-6-2014 زيارة وزير الخارجية الاميركية جون كيري إلى بيروت ولقائه المسؤولين فيه، إضافة إلى فوز الرئيس بشار الأسد بالإنتخابات الرئاسية في سوريا. وجاءت افتتاحيات الصحف على الشكل التال
تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الخميس في 5-6-2014 زيارة وزير الخارجية الاميركية جون كيري إلى بيروت ولقاءه المسؤولين فيه، إضافة إلى فوز الرئيس بشار الأسد بالإنتخابات الرئاسية في سوريا. وجاءت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
بري يدعم عون رئاسياً.. ودمشق تشيد بـ«فخامة الجنرال»
كيري في بيروت: الاستقرار بالحكومة.. والقلق من الحدود
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثاني عشر على التوالي.
يوم تميّز عن سابقاته بزائر أجنبي بارز هو وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي زار بيروت للمرة الأولى، على مدى أقل من خمس ساعات، غاب عن برنامجها القصر الجمهوري الغارق في الفراغ، ليحل محله مقر رئاسة الحكومة، محطة أولى، ومنبرا لإطلاق سلسلة رسائل، أبرزها اعتبار حكومة تمام سلام إحدى ركائز الاستقرار اللبناني المطلوب إقليمياً ودولياً، في ظل الشغور الرئاسي المفتوح على مصراعيه.
ولعل أبرز دلالات زيارة كيري لبيروت، هو الانطباع الذي خرج به مسؤول لبناني كبير بقوله إن عجز اللبنانيين عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، من جهة وإصرار «الدول» وخصوصاً الأميركيين على رمي كرة الاستحقاق الرئاسي في ملعب اللبنانيين، من جهة ثانية، يقود للاستنتاج بأن الفراغ الرئاسي سيمتد شهورا طويلة في غياب الديناميات الداخلية والخارجية.
وإذا كانت زيارة كيري قد حملت بشكلها ومضمونها الكثير من الدلالات والرسائل، فإن مضمون الكلام الذي سمعه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا سيما تحذيره من واقع التسيب الدستوري الناشئ عن مقاطعة السلطة التشريعية التي تعتبر أم السلطات والمسؤولة عن ممارسة الرقابة على الحكومة، «وإلا أصبحنا أمام نظام مقاطعجية وديكتاتورية مقنّعة»، يتقاطع بشكل أو بآخر، مع مضمون الرسالة الأميركية بالدعوة الى عدم تعطيل مجلسي الوزراء والنواب، ولو تحت عنوان الحث على انتخاب رئيس جديد للجمهورية!
ويشكّل لقاء بري وعون بطلب من الثاني، أول محاولة جدّية من «الجنرال» لتبديد جبال الالتباسات المحيطة بعلاقة «حليفي الحليف»، ومن ثم تشغيل محركات الرابية الرئاسية، أوسع من دائرة «حزب الله» و«المستقبل» أو ما يسميها عون «السيبة الثلاثية».
واللافت للانتباه في زيارة كيري، أنها أول زيارة لمسؤول أميركي منذ العام 2005، لا تخص «فريق 14 آذار» بأية التفاتة سياسية استثنائية، اذ درجت العادة أن يلتقي كل مسؤول أميركي أركان الدولة (حتى أن الرئيس إميل لحود كان يستثنى أحيانا) ومعظم رموز «14 آذار».
أما كيري، وبتأثير ممثل الولايات المتحدة في لبنان ديفيد هيل (مهندس الزيارة من ألفها الى يائها)، فقد تجاهل «فريق 14 آذار»، في «خطابه» كما في برنامجه الذي اقتصر على رئيسي المجلس النيابي والحكومة... وبينهما البطريرك الماروني بشارة الراعي في رسالة طمأنة للمسيحيين في زمن شغور الموقع المسيحي الأول في لبنان والمنطقة كلها.
أكثر من ذلك، يمكن القول إن الزيارة جنحت في اتجاه انفتاحي لبناني، بتشديد كيري أمام الرئيس نبيه بري على دوره وخبرته وتمرّسه في الحكم ورئاسة السلطة التشريعية، ملمّحاً له أن الولايات المتحدة تراهن على دوره في إعادة التوازن بين السلطات وابتداع مخرج للشغور الرئاسي وإدارة الفراغ، كما للملف النفطي.
النقطة الثانية اللافتة للانتباه في البيان المكتوب الذي كان معداً سلفاً، حتى من قبل محادثات الضيف الأميركي مع الرئيس تمام سلام، الدعوة التي وجهها كيري «إلى الدول التي تدعم نظام (الرئيس بشار) الأسد ولاسيما روسيا وحزب الله إلى العمل معاً لوضع حد لهذه الحرب (في سوريا)»، في اشارة متجددة الى عدم وضوح الموقف الأميركي من تطور الأحداث السورية وتجاهل أية اشارة الى أن «حزب الله» هو «منظمة ارهابية»، كما درجت العادة أميركياً، بينما نعت كيري حماس بذلك مجدداً.
الزيارة تثير مخاوف أمنية
واذا كان كيري قد أعلن أنه جاء إلى بيروت بطلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما وبتشجيع منه، فإن الواضح أن الادارة الأميركية قد اختارت توقيتاً سورياً للزيارة اللبنانية، هو توقيت اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية السورية، أمس، لإطلاق رسالة تحذير بأن الفراغ الرئاسي في لبنان معطوفاً على الأزمة السورية المفتوحة على مصراعيها بكل تداعياتها الإقليمية ستؤدي الى تعقيد الأمور بالنسبة للبنان والدول المجاورة، مثلما ستعقّد ردّ القوات المسلحة (اللبنانية) «على أي تدخل وكيف سيؤثر ذلك على النسيج السياسي في لبنان في ظل هذا الفراغ، حيث يمكن أن يتصاعد التوتر السياسي في البرلمان والحكومة، كما سيتعارض مع الدستور والميثاق الوطني»، وهو النص الذي جعل مراجع لبنانية واسعة الاطلاع تحذّر من خطورته وخصوصاً أنه يجعل لبنان مشرّعاً على أي اعتداء اسرائيلي مستقبلاً.
وقال المرجع نفسه «إن موقف كيري التطميني لإسرائيل من أمام السرايا له دلالات عدة ابرزها ابداء الخشية من اي تدهور امني حدودي قد يفتح الجبهات الهادئة منذ العام 2006 نسبيا، وفي الوقت ذاته رسالة الى اسرائيل كي لا تقدم على اي خطوة في التوقيت الخطأ».
كيري: لا للمخيمات
والأخطر من ذلك، أن كيري الذي استمع من تمام سلام الى مقررات خليّة الأزمة الحكومية المتعلقة بالنازحين السوريين، في اطار سؤاله عن تصور الحكومة اللبنانية المستقبلي لمواجهة تداعيات الأزمة السورية، أعطى انطباعا حاسما في مؤتمره الصحافي بأن بلاده لا تحبذ تجربة المخيمات، في ضوء التجارب الماثلة للأذهان وخصوصا في الأردن.
وما لم يقله كيري، في مؤتمره الصحافي قاله في لقاء الساعة ونيف مع رئيس الحكومة، حيث طالب لبنان بعدم الاعتراف بكل المفاعيل الناتجة عن الانتخابات الرئاسية السورية، وكأنه كان يرد على أصوات ارتفعت في الآونة الأخيرة، لا تتحدث عن النفوذ السوري في لبنان بل ودور دمشق الأساسي في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية.
ومن المفيد في هذا السياق، الاشارة الى الرد السريع من جانب دمشق على زيارة كيري على لسان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الذي وضع عبر شاشة «الميادين» زيارة وزير الخارجية الأميركي في خانة التأثير في الاستحقاق الرئاسي، وصولا للجزم بأن من يفترض أن سوريا مستبعدة في موضوع الرئاسة اللبنانية «لا يفهم»، وقال «من يعتقد انه يمكنه اجراء مشاورات مع كل العالم ولا يتشاور مع سوريا، (في الشأن الرئاسي) مخطئ».
وقد أجمعت أوساط بري وسلام والراعي على وصف نتائج الزيارة والمحادثات بأنها كانت جيدة، فيما قالت مصادر معنية أن زيارة كيري بدأ الحديث عنها منذ نحو شهر، لكن التحضير بدأ عمليا غداة الفراغ الرئاسي، «وكان واضحا أن رسالة كيري الأولى أن الحكومة خط أحمر، مشددا على تفعيل العمل الحكومي في موازاة العمل لانتخاب رئيس جديد بأسرع وقت ممكن، متمسكا بمقولة أن الاستحقاق الرئاسي شأن يقرره الشعب اللبناني».
51 مليون دولار للنازحين!
وتوقفت المصادر عند قول كيري إن أمن لبنان مهم جدا من أجل أمن المنطقة وأن بلاده ستبقى شريكا قويا يمكن الاعتماد عليه، مشددا على دعم تطوير قدرات القوات اللبنانية المسلحة «لكي تحمي الحدود اللبنانية وتتصرف مع كمية النزوح الكبيرة وتحارب الإرهاب».
وشدد كيري، وفق المصادر ذاتها، في اللقاءات الثلاثة كما في اللقاء مع ديريك بلامبلي، على دعم الجيش اللبناني والقوى الامنية وفق برنامج المساعدات العسكرية الاميركية بالتلازم مع ثابتة دعم الأمن والاستقرار في لبنان. كما كان لموضوع النزوح السوري حيّزاً مهما في اللقاءات حيث استمع كيري الى شرح مفصل من الجانب اللبناني حول الاثار السلبية للنزوح السوري على لبنان سياسياً وأمنياً واقتصاديا واجتماعيا، لاسيما أن لبنان يستضيف العدد الاكبر من النازحين وسط مخاطر متصاعدة جراء تنامي أعدادهم، فكان الاعلان الاميركي عن «مساعدة رمزية بقيمة 51 مليون دولار».
وقالت المصادر لـ«السفير» إن كيري اشاد خلال لقائه الراعي بزيارة الاخير للاراضي المقدسة، وابدى تفهما لهواجس بكركي بشأن شغور الرئاسة الاولى، وأكد على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وكان لافتا للانتباه تأكيد كيري، بحسب البيان الموزّع من المكتب الإعلامي في رئاسة المجلس النيابي، ان الولايات المتحدة لا مرشح لديها وأن لا «فيتو» على احد في هذا الاستحقاق، وهي العبارة التي أعطت اشارة واضحة الى أن كل ما ينسب من «فيتوات» الى واشنطن على هذا المرشح أو ذاك ليس في محله وهو تطور نوعي في الموقف الأميركي مع المرشحين بالمقارنة مع تعاملها مع الاستحقاقات الرئاسية منذ العام 1988 حتى الآن.
وعلمت «السفير» أن الرئيس بري خاطب كيري في الملف النفطي، داعيا بلاده الى لعب دور عادل ومتوازن (بين لبنان واسرائيل) اذا كانت مهتمة بنجاح دورها وأن تكون شريكة في الاستثمار النفطي مستقبلا (ص3).
بري لعون: معك رئيسا حتى النهاية
وكانت عين التينة قد ودعت قبل وصول كيري بنحو خمس ساعات العماد ميشال عون الذي حل ضيفا على الرئيس بري بحضور صديقهما المشترك نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، الذي صال وجال على مدى أيام بين الرابية ومقر الرئاسة الثانية تحضيرا للقاء وجدول أعماله الذي كان مثقلا بالكثير من الملاحظات والالتباسات.
ووفق مصادر متابعة، فإن لقاء عين التينة شهد عملية غسل قلوب بين الرجلين، حيث بارك بري لـ«الجنرال» انفتاحه على «المستقبل» وتمنى عليه المضي في هذا الاتجاه، كما تمنى عليه القيام بمبادرات باتجاه النائب وليد جنبلاط وباقي الأطياف السياسية، متمنيا أن تستمر وتيرة التعاون والتنسيق بين الجانبين بشكل دوري، بحيث يصار الى التنسيق وتبادل المعلومات بشكل دائم.
وبدد بري موقفه الرئاسي، وقال لعون إن كل ما يقال حول تلطي «حزب الله» حول موقفه المتحفظ على ترشيح «الجنرال» ليس صحيحا... وأكد أنه سيدعم هذا الترشيح للنهاية «واذا أراد الفريق الآخر اختبارنا... فنحن مستعدون لذلك».
وفي الوقت نفسه، بدد بري هواجس «الجنرال» من ناحية الصلاحيات وأبدى رفضه لأية محاولة لتعطيل السلطة التشريعية، وتعهد رئيس «تكتل التغيير» بمبادرة في اتجاه فتح أبواب المجلس أمام جدول أعمال تندرج تحته القضايا الميثاقية أو تلك المتعلقة بمصلحة الدولة العليا (ص2).
من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لـ«الميادين» إننا نشهد للجنرال عون «أنه مجرّب ومؤمن بلبنان وسيادته وبالعلاقات السورية اللبنانية وبايجاد حلول لمشاكل لبنان... ونحن لا نتدخل في اختيار الرئيس اللبناني، ونترك ذلك للبنانيين، لكن إن اختير الجنرال عون فاني اؤكد انه يستحق ذلك». وأضاف: المواصفات التي نقرأها في كلام اللبنانيين «تنطبق بشكل ممتاز على فخامة الجنرال عون».
النهار
كيري يُطل على الفراغ برسائل مرنة: رئيس قوي ولا فيتو لواشنطن على أحد
في زيارة خاطفة هي الاولى لوزير خارجية اميركي لبيروت منذ خمس سنوات، شكلت الساعات الاربع التي أمضاها جون كيري في العاصمة اللبنانية مناسبة لاطلاق مجموعة رسائل أميركية في اتجاهات مختلفة ولو مثلت رسالة الدعم للبنان في حقبته الانتقالية وفراغ رئاسته صلب هذه الزيارة.
في الشكل أولاً، اكتسبت الجولة السريعة لكيري تباعاً على كل من رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري دلالة قوية على تحرك الادارة الاميركية للمرة الاولى خارج اطار نشاط سفيرها في بيروت ديفيد هيل من اجل الدفع بل الضغط لاستعجال انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتقصير أمد الفراغ الرئاسي، فحصر وزير الخارجية الأميركي لقاءاته برأسي السلطتين التنفيذية والتشريعية والمرجع الديني الماروني المعني أولاً بالمنصب الرئاسي في غياب المرجع الدستوري.
أما في جوهر الرسائل السياسية والديبلوماسية، فتوزعت المواقف البارزة لكيري على النقاط الاساسية الآتية:
أولاً: ابراز اهتمام واشنطن تخفيف عبء تداعيات الازمة السورية عن لبنان من خلال المساعدة الاضافية في مسألة اللاجئين السوريين، اذ اعلن تخصيص لبنان بمبلغ 51 مليون دولار من أصل 290 مليون دولار للمجتمعات التي تستقبل لاجئين. وقرن ذلك بتشديده على الاستمرار "في دعم الشعب اللبناني والتزام امن لبنان".
ثانياً: في ازمة الفراغ الرئاسي حملت زيارة كيري ادبيات متقدمة في اظهار القلق على لبنان بعد حصول الفراغ تمثلت في قول وزير الخارجية الاميركي إن هذا الفراغ "هو امر خطير جداً"، معتبراً ان ملء الفراغ "هو أمر مهم للبنان والمنطقة". اما في موقف بلاده التفصيلي من الاستحقاق الرئاسي، فبدا لافتا التمايز في تعبير كيري عقب لقاءيه مع كل من سلام وبري. اذ انه في المؤتمر الصحافي الذي عقده في السرايا شدد على انتخاب "رئيس قوي في أسرع وقت" قائلاً إن "ليس لدي اي مرشح ولا نريد ان ندخل في هذا الامر ولا ان نقدم اي اقتراح". اما في عين التينة، فزاد كيري على موقفه السابق اعلانه ان "لا مرشح لدى الولايات المتحدة ولا فيتو على أحد في هذا الاستحقاق". وأوضحت مصادر معنية بالمحادثات التي اجراها كيري مع رئيس الوزراء ان وزير الخارجية الاميركي عنى بحديثه عن الرئيس "القوي" ان بلاده تؤيد وصول رئيس يتمتع بصلاحيات قوية.
ثالثاً: لم يغب البعد السوري عن الزيارة وتوقيتها غداة الانتخابات الرئاسية في سوريا التي وصفها كيري بأنها "صفر من دون معنى". اما المفارقة التي استرعت انتباه المراقبين فتمثلت في دعوة كيري كلاً من روسيا وايران و"حزب الله " الى "العمل معاً لوضع حد للحرب في سوريا"، اذ اكتسبت اشارته الى الحزب دلالة لافتة لجهة موازاته بايران وروسيا من حيث التاثير في مجريات الحرب السورية.
وعلمت "النهار" ان كيري استمع في لقائه والبطريرك الراعي في كرسي المطرانية المارونية في بيروت الى وجهة نظر الاخير في موضوع الفراغ الرئاسي، وأعرب البطريرك عن اصراره على انتخاب رئيس في اسرع وقت. وأبلغت مصادر مطلعة "النهار" ان البحث تركز على ثلاث نقاط هي:
1 – الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اذ لا يجوز ان تبقى الدولة بلا رأس.
2 – ان يكون الرئيس قوياً ومدعوماً من شريحة كبيرة من اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصا.
3 – ضرورة اكتمال عقد السيبة الثلاثية للمؤسسات الدستورية بما يمكن الدولة من الافادة من النفط الموجود في مياهها الاقليمية لدعم اقتصادها وسد العجز المالي.
واضافت المصادر ان كيري ابدى استعداد بلاده لتولي التفاوض مع اسرائيل في الموضوع المتنازع عليه في ملف النفط. ووصفت اللقاء بمجمله بأنه كان ايجابياً.
ويشار الى ان رئاسة مجلس الوزراء حرصت مساء على ان توضح ان كيري تناول في مؤتمره الصحافي مجموعة امور لم تكن من القضايا التي تناولها خلال لقائه الرئيس سلام ومنها خصوصا ما يتعلق بالعلاقات الاميركية - الاسرائيلية.
وفي اتصال مع "النهار" من جنيف علق وزير العمل سجعان قزي على زيارة كيري فقال: "إننا اذ نرحب بهذه الزيارة لوزير خارجية دولة صديقة، نسأل عن توقيتها ولماذا لم تتم من قبل خصوصا ان الوزير كيري زار المنطقة أكثر من مئة مرة ولم يعرّج مرة على لبنان؟ وايضا لماذا لم يأت قبل 25 أيار الماضي ليساعدنا على انجاز الانتخابات الرئاسية بدل ان يأتي اليوم لدعم الحكومة؟ اذا كانت الزيارة لطمأنتنا فإنها أثارت فينا تساؤلات".
برّي وعون
أما على الصعيد الداخلي، فبرزت الزيارة التي قام بها أمس رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون للرئيس بري في عين التينة والتي لمح عقبها عون الى بداية تحرك واسع في شأن "انتظام الامور في القريب العاجل" حيال انتخابات الرئاسة وعمل الحكومة ومجلس النواب. واذ برزت طلائع مسعى لتأمين انعقاد جلسة مجلس النواب الثلثاء المقبل لاستكمال مناقشة ملف سلسلة الرتب والرواتب، تردد ان الملف الرئاسي طرح في اللقاء.
وأفادت معلومات أن بري دعا عون إلى الإجتماع الذي تخلله غداء ليبلغه اقتناعاً بات مقيماً لديه، بأن الأفضل ألا ينتظر مدة أطول نتيجة إيجابية بالنسبة إلى ترشيحه للرئاسة من اللقاءات والمحادثات مع الرئيس سعد الحريري. ولا يعني ذلك أن الحريري يضع فيتو على اسمه بل يعني أنه لن يتخلى عن المجموعة السياسية التي يتحالف معها (قوى 14 آذار) ولن تقبل هذه المجموعة بتأييد ترشيح عون، والأسلم تالياً أن تكون مقاربة الموضوع انطلاقاً من هذا الواقع.
وأضافت المصادر انه سبق لعون أن تلقى مضمون رسالة مماثلة قبل أيام من أحد الزعماء السياسيين الآخرين.
وقال النائب السابق ايلي الفرزلي الذي شارك في اللقاء لـ"النهار" إنه كان لقاء "ممتازاً وأسقط كل الكلام والاشاعات حول وجود فتور في العلاقة بين عون وبري". وأوضح انه "تمت مقاربة كل المواضيع الاساسية وتحديد الضرورات في التشريع، لأن المطلوب ليس تعطيل السلطة التشريعية، كما ليس مطلوباً ان تستمر الامور في البلاد وكأن شيئاً لم يكن على مستوى انتخاب رئاسة الجمهورية".
أما لجهة ما أشار اليه العماد عون عن حلحلة ما الاسبوع المقبل، فأشار الفرزلي الى أن عون كان يقصد ربما عمل المؤسسات، اذ كان اتفاق على ضرورة تحديد الآليات المطلوبة والدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.
وكشف الفرزلي أن قانون الانتخاب "سيكون مادة رئيسية اعتباراً من الاسبوع الطالع وكل السقوف ستكون مطروحة".
الاخبار
الأسد رئيساً حتى 2021
«المؤكد» أصبح رسمياً. الرئيس بشار الأسد سيواصل مهماته على رأس الدولة السورية. هذا ما بينته نتائج انتخابات الرئاسة، وما عبرت عنه تظاهرات الفرح الممزوج بتساؤلات عن الغد الآتي. مهمة يدرك الجميع مدى صعوبتها، زادت نسبة التأييد من وطأتها على رئيس ثبّت مكانته التي باتت خارج أي مساومة أو حسابات.
فصل طوي أمس من كتاب الحرب السورية وبقيت فصول. تحديات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية تنتظر حلولاً لا أحد يعرف إن كانت في متناول اليد. انتقاد الغرب لما سماه «المهزلة» الانتخابية لا يحجب حقيقة عبّر عنها السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد. هي «إشارة إلينا، وإلى البلدان الأخرى أنّ (الرئيس السوري بشار) الأسد لن يرحل، وأنه باقٍ، وقد رسّخ قدميه في العاصمة»، قال الرجل، في وقت كان فيه حلفاء دمشق، وأولهم طهران، يرحبون بـ«قرار الشعب السوري».
الكلمة المفتاح جاءت على لسان رئيس مجلس الشعب، محمد جهاد اللحام. كان هو من أعلن فوز بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية السورية بحصوله على 10 ملايين و319 الفاً و732 صوتاً، بنسبة 88,7 بالمئة من أصوات المقترعين.
المرشح الثاني حسان النوري حصل على 500 ألف و279 صوتاً بنسبة 4,3 بالمئة من عدد الأصوات الصحيحة، فيما حصل المرشح الثالث ماهر حجار على 372 ألفاً و301 صوت، بنسبة 3,2 بالمئة.
اللافت كان في عدد الناخبين ممن يحق لهم الاقتراع داخل سوريا وخارجها. بلغ، بحسب اللحام، 15 مليوناً و845 ألفاً و575 شخصاً، فيما بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 11 مليوناً و634 ألفاً و412 ناخباً، أما عدد الأوراق الباطلة فبلغ 442 ألفاً و108 أوراق بنسبة 3,8 بالمئة.
«إن شعبنا السوري لم يفقد بوصلته ولم تتأثر رؤيته الثاقبة نتيجة الأحداث، بل فاضت وطنيته العالية بأبهى صورها في الميادين كافة، فكان الصامد في وجه المرتزقة التكفيريين، المتمسك بسيادته واستقلالية قراره الوطني الواثق بالنصر»، هي الخلاصة التي وصل إليها اللحام في ذاك المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس.
في هذا الوقت، كان روبرت فورد ينتقد بشدة السياسة الخارجية للبيت الأبيض بشأن سوريا. هاجم، في مقابلة مع تلفزيون «بي. بي. إس»، «تردّد واشنطن» الذي كان من نتيجته أن «زادت الخطورة التي يمثلها المتطرفون للولايات المتحدة». «لا أدري هل هم مستعدون لتوسيع نطاق مساعداتهم على نحو يكون له أثر ملموس في الأرض، وهذا هو المهم؟»، تساءل السفير السابق في سوريا، مشدداً على أنه «يجب علينا وكان يجب علينا منذ وقت طويل مساعدة المعتدلين في صفوف المعارضة السورية بالأسلحة والمساعدات الأخرى غير الفتاكة. لو فعلنا ذلك قبل عامين، لو كنا قد قمنا بتوسيع نطاق مساعداتنا لما استطاعت جماعات القاعدة التي تكسب أتباعاً أن تنافس المعتدلين الذين نتفق معهم في الكثير من الأمور». وعن الانتخابات، قال فورد: «إنها إشارة إلينا، وإلى البلدان الأخرى في المنطقة، وإلى أوروبا، وغيرها أن الأسد لن يرحل، وأنه باقٍ وقد رسخ قدميه في العاصمة».
من ناحيته، دعا الاتحاد الأوروبي دمشق إلى إجراء «مفاوضات سياسية حقيقية» لإيجاد حلّ للنزاع، غداة انتخابات رئاسية اعتبرها «غير شرعية». وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إنّ الاتحاد «يعتبر أنّ الانتخابات تسيء إلى الجهود السياسية المبذولة لإيجاد حل لهذا النزاع المريع». وأضافت، في بيان، أنّ «النظام رفض إعلان جنيف أساساً لعملية سياسية انتقالية وواصل عملياته العسكرية، ما أدى إلى مقتل اكثر من 150 ألف شخص ونزوح 6,5 ملايين، فيما غادر 2,5 مليون شخص».
ونقلت «فرانس برس» عن مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي قوله إنّه «يجب الآن إيجاد أفكار أخرى لأن الخطة التي اقترحها مؤتمر جنيف 1 وصلت إلى طريق مسدود».
ورأى المسؤول أن «من مصلحة» الغربيين تشجيع استئناف المفاوضات في أقرب فرصة بسبب «عواقب» استمرار النزاع.
بدوره، وصف وزير الخارجية الكندي، جون بيرد، الانتخابات الرئاسية بـ«المزيفة والسخيفة». وفي بيان أصدره، قال بيرد إنّ «بشار الأسد توجه لصناديق الاقتراع لانتخاب نفسه كما حشد مناصريه للقيام بالمثل، في الوقت الذي كان فيه معارضوه يتعرضون للقتل بالبراميل المتفجرة التي يلقيها طيرانه الحربي عليهم». ودعا وزير الخارجية للانتقال إلى نظام «تعددي وديموقراطي» في سوريا، مشيراً إلى أن «الشرعية» تنبثق من إرادة السوريين، لا من «فئة قليلة تحتكر الحكم».
في المقابل، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إنّ «الانتخابات التي جرت تبشر ببدء مرحلة جديدة من الاستقرار والمصالحة الوطنية في سوريا». وأضاف أنّ «الشعب السوري شارك بحرية تامة في الانتخابات وحملات الغرب وتضليله لم تنجح في ثني الشعب عن حقه»، مضيفاً: «إننا نحترم خيار الشعب السوري في اختيار رئيسه دون أي تدخل خارجي». واتهم بروجردي الولايات المتحدة الأميركية والغرب بدعم مقاتلي المعارضة، معتبراً أنّ «الولايات المتحدة وحلفاءها مسؤولون عن الجرائم ضد الشعب السوري، ويجب وقف دعمهم للإرهاب».
من جهته، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، أن «المشاركة الواسعة للشعب السوري في الانتخابات الرئاسية دليل على انتصار الديموقراطية».
ورأى أنّ «على من يدعم الإرهابيين أن تصله رسائل الشعب السوري وأن يعود عن الطريق الخطأ الذي سلكه».
اللواء
ارباك أميركي: الإنتخابات السورية صفر ودعوة «حزب الله» وإيران للتعاون في حل الأزمة
كيري: الفراغ الرئاسي يهدّد الأمن والبرلمان والحكومة
عون في عين التينة ويقترب من المشاركة بجلسة السلسلة .. والتنسيق لإضراب عام الإثنين والثلاثاء
خارج وصف «لبنان بأنه بلد جميل»، وانه «مهم جداً لامن المنطقة وما بعد المنطقة»، فاجأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاوساط الرسمية والدبلوماسية، باثارة نقطتين على درجة من الخطورة:
1- التخوف من ان يؤدي الفراغ في سدة الرئاسة الاولى الى تعقيد الامور بالنسبة للبنان والدول المجاورة، كما «سيعقد رد القوات المسلحة على اي تدخل، وسيؤثر ذلك على النسيج السياسي في لبنان في ظل هذا الفراغ».
2- توقع الوزير الاميركي ان يتصاعد التوتر السياسي في البرلمان وفي الحكومة.
وهاتان المسألتان ليست وحدهما التي اثارت المخاوف من تصريحات كيري، بل ايضاً «تحول لبنان الى منصة لاثارة الموقف الاميركي من سلسلة من القضايا الاقليمية والعالمية التي يسعى لبنان للنأي بنفسه عنها، ويترقب تفاهماً اقليمياً سعودياً وايرانياً للمساعدة على منع الانعكاسات الاقليمية على استقراره ووفاقه السياسي.
واذا كانت مصادر كل من عين التينة والمصيطبة، توقفت عند الشق المتعلق بالحكومة الفلسطينية الجديدة، ومن القضية الفلسطينية بشكل عام، فإن الخارطة التي رسمها كيري من بيروت لتطور الوضع السياسي في المنطقة من شأنها ان تطرح جملة من الاسئلة حول موقع لبنان على هذه الخارطة، بصرف النظر عن مضمون الرسالة التي ابلغها للرئيس تمام سلام من ان «الرئيس باراك اوباما ملتزم بدعم لبنان وامنه واستقراره»، فضلاً عن «دعم رئيس مجلس الوزراء في قيادته للحكومة اللبنانية، والتزامه بالمبادئ التي نتشارك حولها، والتحديات الكبيرة والمتواصلة».
وهذه الاسئلة:
1- من يقصد كيري «بالتدخل وتأثيره على النسيج السياسي في لبنان؟ هل يقصد تدخلاً سورياً في ظل استمرار النزاع بين نظام بشار الاسد والمعارضة السورية؟
2- وهل هناك معطيات جعلت كيري يتخوف من تصاعد التوتر في البرلمان والحكومة؟
3- وهل هو خطأ في الترجمة ان يعتبر كيري «حزب الله» دولة؟ وكيف يطلب من روسيا و«حزب الله» وايران المساعدة على ايجاد حل سياسي للازمة السورية، وفي الوقت ذاته يطالب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون تدخل، وكذلك تشكيل حكومة قوية من دون اي تدخل ايضاً؟
4- وصف كيري نتائج الانتخابات السورية بالصفر، وفي الوقت نفسه طالب بحل سياسي، فكيف يمكن ان يستقيم الامران، ومع من يجري الحل السياسي.
5- والتناقض نفسه ظهر في الموضوع الفلسطيني - الاسرائيلي, فكيف تكون الحكومة حكومة فتح و«حماس» وفي الوقت نفسه غير حزبية وتكنوقراط؟
وبين الواقعية السياسية وخارطة الطريق لدول المنطقة بدا الإرباك الأميركي على أشده، وظهر من الولايات المتحدة، بعد القرار الخطير بالانفتاح على حركة «طالبان» هي في طريق الانفتاح على «حزب الله» وحركة «حماس»، مما يعني تعديل لوائح الإرهاب في القاموس الأميركي، والدعوة للتعاون معها لمعالجة الاشكالات العالقة في المنطقة.
وفي هذا الإطار، كشف وزير مطلع علي بعض ما دار في اللقاء بين الرئيس سلام والوزير كيري، وهو خامس وزير للخارجية يأتي إلى لبنان، بأن ما بحث وقيل في الداخل شيء، وما أعلن في الخارج شيء آخر، وهو الأمر الذي أكده بيان المكتب الإعلامي للرئيس سلام والذي لاحظ أن مجموعة أمور تناولها وزير الخارجية الأميركية في مؤتمره الصحفي لم تكن من القضايا التي تناولها لقاؤه مع رئيس الحكومة، ومنها بصورة خاصة ما يتعلق بالعلاقات الأميركية - الاسرائيلية.
ونقل الوزير عن الرئيس سلام وصفه للزيارة بأنها «اكثر من مجاملة»، وهي دعوة لانتخاب رئيس يكون قادراً على قيادة البلاد، ودعم استقرار لبنان وحكومته. ولفت الوزير النظر إلى أن كيري الذي لم يتطرق إطلاقاً إلى أسماء مرشحين للرئاسة أراد أن يوجه رسائل من خلال مؤتمره الصحفي، أبرزها الحرص على ضرورة انتخاب رئيس يمارس صلاحياته كاملة، والتحذير من عدم اللعب بالبرلمان والحكومة، في إشارة إلى ما يعرف بالمصطلح اللبناني، تعطيل التشريع في المجلس والعمل الاجرائي في الحكومة، وهو الأمر الذي بات معروفاً وملموساً في المجلس أو في الحكومة.
وأكد مسؤول أميركي في الخارجية كان على متن الطائرة التي اقلت كيري من وارسو إلى بيروت: «كنا باستمرار داعمين جداً جداً للبنان. لبنان في وضع دقيق في مواجهة تحديات ضخمة أبرزها النزاع السوري».
وعلى الصعيد العملي، أعلن أن 51 مليون دولار ستخصص للنازحين في لبنان، من المساعدات الإضافية الأميركية ومقدارها 290 مليون دولار قدمت للأمم المتحدة لتمويل عملياتها في سوريا والدول المجاورة.
تجدر الإشارة الى أن زيارة كيري، التي لم يعلن عنها مسبقاً، استغرقت، مثلما اشارت «اللواء»، أمس، خمس ساعات كاملة، واقتصرت على لقاءات مع كل من الرئيس سلام في السراي، والرئيس نبيه برّي في عين التينة، وبينهما لقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في مطرانية بيروت للموارنة، نظراً لضيق الوقت المتاح له، وبسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية الماروني.
وأوضح بيان صدر عن «عين التينة» أن «الحديث بين كيري وبري تناول الوضع اللبناني بشكل عام ووضع المنطقة، وأوضح موقف الولايات المتحدة من الانتخابات الرئاسية في لبنان وأن واشنطن لا مرشّح لديها ولا «فيتو» على أحد، كما ركز كيري على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان».
عون في عين التينة
أما الحدث محلياً. فتمثل بنجاح نائب رئيس المجلس السابق إيلي الفرزلي بإقناع النائب ميشال عون بالمجيء الى عين التينة، للتباحث مع الرئيس بري في القضايا العالقة، لا سيما المشاركة في جلسات مجلس النواب وآليات اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء الذي يمارس صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة.
ووفقاً لمصدر التقى النائب عون بعد اللقاء، فإن ليونة ممكنة قبل جلسة الثلاثاء المقبل قد تؤدي الى مشاركة التكتل العوني في جلسة إقرار سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام، في وقت دعت فيه هيئة التنسيق النقابية الى إعلان الإضراب العام في الإدارات والمؤسسات العامة والمدارس يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين.
وتوقّع عضو تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب سليم سلهب في هذا الإطار لـ «اللواء» أن ينعكس لقاء عون - بري على المسار التشريعي في مجلس النواب وتسهيل الخطوات في اتجاه التوافق على موضوع رئاسة الجمهورية، بالإضافة الى تسهيل عمل الحكومة، مشيراً الى أن انطلاق الحوار بينهما يسهم في تذليل العقبات.
وإذ أشار الى أن المعطيات التي توفرت مؤخراً لا تدل على وجود حلحلة في موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لم يستبعد أن يفضي لقاء عين التينة الى تطورات إيجابية، مؤكداً أهمية التركيز على إنجاز الاستحقاق الرئاسي باعتبار أن لا مشكلة في ما خص عملية التشريع، متوقعاً ألا تشهد الجلسة المقبلة لمجلس النواب والمقررة يوم الإثنين المقبل في 9 حزيران إنتخاب رئيس جديد.
أما مصادر عين التينة، فلم تشأ التعليق على زيارة عون، لكنها لاحظت أن رئيس تكتل الاصلاح والتغيير عكس في تصريحه بعد اللقاء مضمون المحادثات، من دون أن يستطيع حسم موقفه منها، نظراً للمزايدات الطائفية بين الكتل، ولا سيما في ما خص مقاطعة التشريع، والتي سبق للرئيس بري أن حدد موقفه المعلن منها.
وتوقعت المصادر أن يشهد اليومان المقبلان حركة مشاورات على أكثر من محور، من أبرزها تداول بين الرئيسين بري وسلام في خلال الساعات المقبلة.
ولفتت المصادر الى تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد زيارته الرئيس بري، ولا سيما قوله بالنسبة لمسألتي صلاحيات الحكومة في ظل الشغور الرئاسي والتشريع، ناقلاً عن الرئيس بري قوله إن النص الدستوري فقط هو الذي يحكم العلاقة والآلية، سواء في مجلس النواب من حيث التشريع أو في مجلس الوزراء، من حيث ضرورة التصرف بأن مجلس الوزراء مسؤول عن كل اللبنانيين ويتخذ القرارات في الوقت المناسب، وبشأن كل القضايا التي تهم الناس دون انتقائية، ودون اتخاذ شغور مركز الرئاسة سبباً لتعطيل اي مؤسسة دستورية في البلد».
وميز المشنوق بين موضوع جدول الاعمال وتوقيع المراسيم، معتبراً ان المسألتين منفصلتان، فهناك آلية عمل لمجلس الوزراء وفق قاعدة دستورية ليست خاضعة للنقاش، وهناك آلية الوكالة عن رئاسة الجمهورية، وهذه المسألة فقط هي الخاضعة للنقاش، مؤكداً بأن رأي الرئيس بري في مسألة الوكالة هو الاحتكام الى النص الدستوري، لافتاً النظر الى وجود اجتهادات في تفسير الدستور، ولكن لا اجتهاد في معرض النص، فاذا كان هناك نص دستوري فإن الاجتهاد يكون كلاماً سياسياً.
وشدد على ان الشغور الرئاسي مشكلة كل اللبنانيين، وعليهم ان يتعاونوا لانهائه، ولكن ليس عبر تعطيل المؤسسات.
المستقبل
كيري: لبنان يستحق رئيساً.. وانتخابات الأسد «Zero»
في زيارة مكوكية دامت ساعات قال خلالها كلمة بلاده ومشى.. «لبنان يحتاج ويستحق حكومةً كاملة الصلاحيات وتعمل بكل طاقتها بعيداً عن التأثير الخارجي، ورئيساً كامل الصلاحيات»، هذا ما حرص وزير الخارجية الأميركية جون كيري على التشديد عليه من السرايا الحكومية التي آثر تحديد موقف إدارة الرئيس باراك أوباما من على منبرها قبل أن يكمل جولته على مطرانية بيروت للموارنة حيث التقى البطريرك بشارة الراعي، ثم عين التينة مختتماً زيارته بيروت بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكشفت أوساط رئيس الحكومة لـ«المستقبل» أنّ كيري أكد لسلام «دعم واشنطن لحكومته وتشديدها على ضرورة أن يلعب مجلس الوزراء دوره كاملاً في إدارة البلاد وتوفير الأمن والاستقرار والطمأنينة للمواطنين في هذه المرحلة»، معرباً في الوقت عينه عن أمل بلاده في أن يصار إلى «الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت».
وأوضحت أوساط سلام أنّ «كيري لم يتناول لا خطة ولا مبادرة ولا مرشحاً رئاسياً» خلال مباحثاته في السرايا الحكومية، مشيرةً إلى أنّ هذه المباحثات تناولت «بالتفصيل ملف النازحين السوريين بحيث أعرب كيري عن استعداد وجهوزية الإدارة الأميركية لتقديم الدعم الذي تحتاجه الدولة اللبنانية في هذا الملف، بالإضافة إلى تأكيد عزم بلاده على مساعدة الجيش والقوى الأمنية».
وكان وزير الخارجية الأميركي قد شدد خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد لقاء رئيس الحكومة على أنّ «الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بأمن لبنان واستقراره وسيادته»، باعتبار ذلك «أمراً مهماً جداً لأمن المنطقة». ولفت إلى أنّ «لبنان يشعر بتداعيات الحرب السورية أكثر من أية دولة أخرى»، معلناً «باسم الرئيس أوباما تقديم 290 مليون دولار كمساعدات لكل من طالته الأزمة السورية والمجتمعات التي تستقبل النازحين (...) 51 مليون دولار منها تذهب للاجئين في لبنان»، مع دعوته «داعمي نظام بشار الأسد روسيا وإيران و»حزب الله» إلى العمل لوضع حد لهذه الحرب».
ورداً على سؤال صحافي أكد كيري أنّ «ما سمّي إنتخابات رئاسية في سوريا هو في حقيقة الأمر «great big zero» صفر كبير»، مشدداً على أنّ هذه الانتخابات «عديمة المعنى لأنه لا يمكن إجراء انتخابات بينما ملايين السوريين لا يملكون القدرة والخيار على التصويت وخوض العملية الإنتخابية، فالصراع لا يزال هو نفسه والرعب نفسه والقتل نفسه والمشاكل بالنسبة للنازحين هي نفسها بعد هذه الانتخابات كما قبلها».
وعن الشغور الرئاسي الذي وصفه بـ«الخطير جداً»، شدد كيري على أن «مواجهته تكون بملء الفراغ الدستوري»، وقال: «جئت الى هنا بطلب من الرئيس أوباما لكي أشجع الحكومة على المضي قدماً، وليس لدي أي مرشح ولا نريد أن نتدخل في هذا الأمر ولا أن نقدم أي إقتراح. ما نحاول القيام به هو رسم صورة تعبّر عن أن الفراغ الرئاسي سيعقّد الأمور بالنسبة للبنان والدول المجاورة، وسيؤثر على النسيج السياسي اللبناني».
عين التينة
ومساءً، إستقبل الرئيس بري كيري في عين التينة حيث إكتفى الضيف الأميركي بعد اللقاء بوصفه بـ«الجيد جداً»، مجيباً الصحافيين بالقول: «ما أردت ان أقوله كنت قد قلته من السرايا الحكومية». أما بري فأصدر بياناً إعلامياً أوضح فيه أنّ كيري أكد خلال اللقاء أنّ «الولايات المتحدة ليس لديها مرشح ولا تضع فيتو على أحد في الاستحقاق الرئاسي»، مشدداً في هذا السياق على «الدور اللبناني في الانتخابات الرئاسية». كما ركّز على أنّ «الإدارة الأميركية يهمها الاستقرار في لبنان، متطرقاً إلى قضية النازحين السوريين وتداعياتها على لبنان». في حين لفت بيان عين التينة إلى أنّ بري تناول في سياق حديثه «عن الوضع في المنطقة أهمية الحل السياسي في سوريا»، معتبراً أنّ «جوهر ما يجري في المنطقة ناجم عن استمرار المشكلة الفلسطينية».
وفي سياق منفصل، برز على المستوى المحلي أمس زيارة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى عين التينة حيث بحث مع بري، على مدى ساعتين تخللها غداء بحضور نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، في «المواضيع الشائكة: الإنتخابات الرئاسية وعمل الحكومة المتعثر وعمل مجلس النواب» حسبما أوضح عون بعد اللقاء، وأردف: «أعتقد أننا أحسنّا العمل اليوم، وإن شاء الله يساعد هذا اللقاء على انتظام الأمور في القريب العاجل».
ورداً على أسئلة الصحافيين، لم يؤكد عون المشاركة في الجلسة التشريعية المقبلة في 10 حزيران باعتباره «موضوعاً قيد الدرس»، مشيراً إلى أنه تناول مع بري «كل الحلول المتاحة». وعما إذا كان بري أبلغه أنه يدعم ترشّحه للرئاسة، أجاب: «لا أتكلم نيابة عنه بل هو» عليه أن يجيب عن هذا السؤال. وعن الحوار مع تيار «المستقبل»، قال عون: «لا زلنا نتعاون والحوار مستمر بيننا».
فرنجية: الفراغ أفضل
في الغضون، واصل وفد المؤسسات المارونية جولاته على القيادات المسيحية فالتقى أمس رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في بنشعي، حيث ناشد النقيب سمير أبي اللمع بعد اللقاء باسم المؤسسات المارونية «كل المخلصين إنقاذ الجمهورية، والقيادات اللبنانية خصوصاً المسيحية منها والمارونية على وجه التحديد تحمّل مسؤولياتها تجاه اللبنانيين والتاريخ». وكشفت مصادر المجتمعين لـ«المستقبل» أنّ فرنجية قال للوفد: «لا يجب أن يخيف الفراغ المسيحيين لأنه أفضل من الرئيس الضعيف»، داعياً في هذا السياق إلى التريث في الاستحقاق الرئاسي «حتى يتبيّن وضع لبنان الجديد في ظل التطورات الإقليمية والدولية». ونقلت المصادر عن فرنجية قوله في معرض اعتباره أنّ «التريث يتيح انتخاب رئيس قوي» للجمهورية: «عامل الوقت لمصلحتنا، فبشار الأسد يستعيد الأرض و«حزب الله» ينتصر» في الحرب الدائرة في سوريا.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها