26-11-2024 06:15 AM بتوقيت القدس المحتلة

ليبيا: كنوز جبال أكاكوس تتعرض للتخريب

ليبيا: كنوز جبال أكاكوس تتعرض للتخريب

أعمال التخريب تسارعت منذ الحرب التي اندلعت في العام 2011، والتي أطاحت حكم معمر القذافي، لتغرق البلاد المترامية الأطراف في حالة من الفوضى المسلحة على نطاق واسع.

ليبيا: كنوز جبال أكاكوس تتعرض للتخريبدمر مخربون منحوتات صخرية ولوحات مرسومة على الصخر تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في جنوب ليبيا، ما يعرض مجموعة من الآثار الغنية التي تعكس ثقافة وطبيعة التغيرات الحضارية في المنطقة للخطر، وهي التي تقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» عنها إنها تحمل «قيمة عالمية استثنائية».

وتقع «تادرارت» أكاكوس، أي مرتفعات أكاكوس، على طول الطرف الجنوبي الغربي الليبي على الحدود مع الجزائر، وتشتهر بآلاف اللوحات والمنحوتات التي تعود إلى ما قبل 14 ألف عام.وتشمل أبرز الآثار فيلاً ضخماً منحوتاً على الصخور، بالإضافة إلى زرافات وأبقار ونعام في كهوف، يعود تاريخها إلى عصر لم تكن فيه المنطقة صحراوية قد أصبحت قاسية.

لكن الكثير من هذه اللوحات تم تدميرها، أو تضررت من جراء رسومات على الجدران، أو نحت الأحرف الأولى لأسماء بعض الأشخاص. وقال مسؤولو السياحة في منطقة غات، وهي أقرب مدينة كبيرة للمنطقة، إن أعمال التخريب «بدأت في العام 2009 تقريباً، عندما قام موظف ليبي سابق في شركة سياحة أجنبية برش الرصاص على عدد من اللوحات، تعبيراً عن الغضب بعد فصله من العمل».

لكن أعمال التخريب تسارعت منذ الحرب التي اندلعت في العام 2011، والتي أطاحت حكم معمر القذافي، لتغرق البلاد المترامية الأطراف في حالة من الفوضى المسلحة على نطاق واسع. ومع ابتعاد السياح وعلماء الآثار عن المنطقة، لأسباب أمنية، استولى صيادون على كتلة أكاكوس الصخرية، وأطلقوا النار على كثير من الحيوانات البرية في المنطقة الطبيعية الوعرة القاحلة.

وقال المسؤول في وزارة السياحة الليبية في غات أحمد سرحان إن «التدمير لم يؤثر فقط في اللوحات، بل في المحمية الطبيعية أيضاً»، ملقياً باللوم على الصيادين.وأضاف سرحان ان «هذه مشكلة تواجهها الجزائر أيضاً، فالسلطات ضعيفة للغاية، لتوقف الاعتداءات على الطبيعة والآثار».

وتصف الـ«يونسكو» على موقعها الإلكتروني أكاكوس بأنها «تحتوي على بعض المناظر الأكثر استثنائية في العالم، ومن العجائب الطبيعية الفريدة»، كما تدرج المنظمة موقع أكاكوس على قائمة التراث العالمي، ليكون أحد 981 موقعاً في العالم تعرف بقيمتها العالمية الاستثنائية للإنسانية.

من جهته، يتحسر مرشد سياحي محلي يدعى الأمين الأنصاري على «أيام خلت، كان يزور فيها كثير من السياح ليبيا، خاصة مرتفعات أكاكوس، إذ إنها أحد أفضل المواقع السياحية في البلاد».