27-11-2024 02:28 PM بتوقيت القدس المحتلة

نتائج الانتخابات عند السوريين مستقبلية

نتائج الانتخابات عند السوريين مستقبلية

صناديق الاقتراع كانت أشبه بصندوق بريد بعث السوريون من خلالها رسائلهم إلى العالم أجمع

خليل موسى – موقع المنار - دمشق

لم يتوقف الإعلام وهو ينقل صورة الحدث عند السوريين، الحدث الأبرز الذي شغل العالم بأسره، فلم تهدأ أي شاشة في مكاتب المتابعة لدى من يديرون العالم، وكانت مكاتبهم في بعضها ورشات عمل تمتلئ أجواؤها غيظا من المشهد السوري بدءا من يوم الثالث من حزيران حتى اندلاع الاجواء السورية فرحا بإعلان نسب الفوز، حتى أن بعضهم أكد انزعاجا ورفضا واضحا من خلال تصريحات علنية لما أقدم عليه شعب عرف أين مصلحته الوطنية.

موقع المنار يواكب فترة الانتخابات منذ بدايتها، وما زال يجول على الآراء والنقاط المهمة في هذه الانتخابات، صناديق الاقتراع كانت أشبه بصندوق بريد بعث السوريون من خلالها رسائلهم إلى العالم أجمع والنتيجة المنتظرة لم تكن إعلان اسم الرئيس، إنما النتائج لما بعد تأكيد الشرعية للرئيس الاسد، هم يعرفون خيارهم ولكن أرادوا ان يعرف العالم كله هذا الخيار، فلم يكن الذهاب لملء الصناديق إلا لأن الضرورة لدى الشعب السوري هي تبيان رأيه الحقيقي وإيصاله للخارج، وهذا ما عبر به كل من احتفل في الساحات السورية عشية إعلان النتائج بعد ممارسة الحق في الانتخاب مؤديا واجبا وطنيا اختلف معناه هذه المرة حسب قول الشعب السوري.

مرّ يوم الانتخابات بسلام، كانت الحالة الأمنية في أوج صورها المتينة، لم يسجل أي خرق، رغم أن الهاون كان له دور في بعث بعض القلق، السوريون قالوا "نحن اعتدنا وهذا ما عاد مخيفا بالنسبة لنا"، طبعا تأكد هذا الكلام من خلال الأرقام الهائلة التي نزلت الشارع وانتخبت، في يوم كان التهديد فيه بأعلى مراحله منذ بداية الأزمة السورية، وهذا ما جمعه موقع المنار من آراء كل من التقاهم في الشارع.

الشارع السوري عبر ببساطة، وكان اكثر سلاسة في الجواب وأكثر اعتيادا عليها هذه المرة وثقته عالية جدا، اخذنا عينات منها فكانت النتيجة ان الشعب السوري خرج لأداء واجب وأخذ حق، فهذا "عُمَر" في الثلاثين يقول "لم تعد تهديدات الغرب تهمنا، كنا نستمع لها سابقا من باب العلم بنواياهم واليوم عرفناها فلا داعي للاستماع لها مجددا، مصيرنا بأيدينا نحن السوريون أدرى بمصلحتنا واخترنا من يمثلنا ويعمر معنا". ويقول عامر وهو مدرس للغة العربية "نحن أصحاب القرار، أنا صوتُّ لمصلحة سورية بلدي، وليس للأسد الذي اخترته رئيسا، فلا تهديداتهم ولا اقوالهم تهمنا".

أما شرعية الانتخابات فهي بحد ذاتها مكان جدل عند كثيرين في الخارج، تقول سهام وهي داخلة إلى المدرسة "إن الشرعية من الشعب فقط اما من يشكك بها فلقد تابع كيف ان أصحاب الشرعية قالوا كلمتهم ونحن أدلينا بصوتنا وصوتُنا الذي أعطيناه للسيد الرئيس بشار الاسد هو الشرعية وليس ادعاءات الغرب ما يمكن ان تؤثر على شرعيتنا".

الحالة الأمنية في دمشق لم تذهل السوريين، فضبط الأمن الذي أبدته أفرع الامن السورية وقوت الجيش اعتاد عليه المواطنون، وقد أبدى كل من سألناه عن هذه النقطة ثقة كبيرة بجيش بلاده وقوى الامن الداخلي وتغنى الجميع بأن الامن والأمان الذي كان، سيعود إلى سورية بعد طرد الإرهاب على يد جيش يقوده الرئيس بشار الأسد كما قالوا.

لم تعد الامور كما كانت عليه فإعلان نتائج التصويت ليس مجرد إعلان فوز الاسد بولاية رئاسية جديدة فسيكون البدء بمرحلة جديدة عبر السوريون عنها بكسر جماح كل من يشكك بشرعية الاسد ويتخذها ذريعة للحرب على البلاد، والفترة المقبلة كما يعمل الشعب عليها ستكون إصلاح وإعمار وبداية وطن من جديد بعد الانتهاء من محاربة الإرهاب، وطرد الإرهابيين، لتكون هي النتائج المنتظرة من الانتخابات.