وحول طبيعة الشخصية الجديدة، يوضح بأنّ ««الواوي» مختلف في تركيبة شخصيّته. هو مؤذٍ مقارنةً بـ«النمس» الذي يثير المشاكل على نحوٍ طريف، وليس هناك أي تقاطع بين الشخصيتين، وستحمل علاقتهما نوعاً من المفاجأة للمشاهدين».
يضع مصطفى الخاني ذاته كممثل أمام تحدٍّ جديد عبر أداء أربع شخصيّات في دراما رمضان 2014: اثنتان ستقفان وجهاً لوجه في «باب الحارة»، وشخصية تجمعه بزميله معن عبد الحق كـ«توأم ملتصق» في مسلسل «بواب الريح»، إضافة إلى «خرطوش» بطل مسلسل «حمام شامي» المؤجل عرضه منذ العام الفائت. يضحك الممثل السوري عند وصفه بـ«خازن أسرار «باب الحارة»».
محمد الأزن/ جريدة الأخبار
لا يخفي اطّلاعه على تفاصيل صناعة الجزءين الجديدين من السلسلة الشامية الشهيرة، ويعلق: «قد أكون مطلّعاً أكثر من غيري، بحكم خصوصية علاقة الصداقة والأخوة التي تربطني بالقائمين على المشروع، مثلما هم يعلمون بعض التفاصيل المتعلقة بحياتي الشخصيّة ومشاريعي، لكن أحترم خصوصية العمل، وما هو للنشر هم المعنيون بالتصريح عنه، وأنا لست مخولاً بذلك».
لعلّ أبرز مفاجآت الجزءين السادس والسابع، ما أعلنه الخاني سابقاً عن دخوله على خط الأحداث بشخصية جديدة هي «الواوي» إلى جانب شخصية «النمس» التي حققت نجاحاً جماهيرياً في الجزءين الرابع، والخامس. لكنّ النجم السوري يبدو شديد التحفظ إزاء البوح بالتفاصيل. يبرر ذلك بحرصه على «الجانب التشويقي في الحكاية»، ويكتفي بالقول: «النمس سيكون حاضراً في الجزءين السادس والسابع من «باب الحارة»، وستجمعه بعض المشاهد بالواوي». وحول طبيعة الشخصية الجديدة، يوضح بأنّ ««الواوي» مختلف في تركيبة شخصيّته. هو مؤذٍ مقارنةً بـ«النمس» الذي يثير المشاكل على نحوٍ طريف، وليس هناك أي تقاطع بين الشخصيتين، وستحمل علاقتهما نوعاً من المفاجأة للمشاهدين».
ويشير بطل «سقف العالم» إلى أنّ تجسيده شخصيتين في عملٍ واحد، إحداهما تنافس شخصية سبقتها في الظهور، ونجحت «أمرٌ ينطوي على تحدٍ كبير بالنسبة إليّ كممثل». ويضيف: «لا شك في أنّه من الأسهل لي الاكتفاء بتقديم شخصية «النمس» الناجحة والمحبوبة لدى المتلقي، وبالتالي نتائج تقديمها مضمونة، ولكني لا أحب الاستسهال. لقد بحثت عن التحدي الأصعب».
هل تمت كتابة شخصيّة «الواوي» خصيّصاً لمصطفى الخاني؟ يجيب: «هذا الكلام ليس دقيقاً. لم يتم الأمر بهذا الشكل. أتى ذلك حصيلة نقاشٍ إبداعي بيني، وبين المشرف على العمل بسّام الملا، والمخرج عزام فوق العادة، حول ما سنقدّمه في الجزءين المقبلين من «باب الحارة». وصلنا إلى نتيجةٍ مفادها أداء هذا الدور الجديد، إلى جانب «النمس» وسيكشف العرض مبررات ذلك».
يضحك بطل «ما ملكت أيمانكم» لدى سؤاله عما إذا كان من بين النجوم الذي حصلوا على ما وصف بـ «أجورٍ فلكية» لقاء تأديتهم الأدوار الرئيسية في «باب الحارة 6 و7» (تأليف عثمان جحى وسليمان عبد العزيز). يجيب: «لا أعتقد أنّ هناك «أرقاماً فلكيّة». نتحدث عن عمل هو الأكثر جماهيرية في العالم العربي، يستقطب أكبر كمّ من الإعلانات عند عرضه على المحطات، ويبدو طبيعياً تقاضي نجومه أجوراً جيّدة باعتبارهم أسهموا في نجاح العمل، عبر بناء شخصّيات نجحت، وما يتقاضونه اليوم هو حصادٌ لنجاحٍ سابق، والجهة الإنتاجية (ميسلون) أخذت ذلك في الاعتبار ولم تُقصّر».
وإلى جانب دورَيه في «باب الحارة»، يقدم مع زميله معن عبد الحق شخصيتي التوأم الملتصق «شفيق» و«رفيق» في «بواب الريح». إنّها المرة الأولى التي يتم فيها تقديم ما يعرف بـ«التوأم السيامي» في الدراما العربية، وهذا تطلّب اجتهاداً، وبحثاً خاصّاً، وتوافر «الانسجام» بين الزميلين اللذين أتمّا معاً دراسة التمثيل في المعهد العالي في دمشق عام 2001. هذا ما أكّد الخاني توافره لـ«الأخبار»، بقوله: «عندما عرضت عليّ الشخصية، سألت عن شريكي. دور مماثل يتطلب تجانساً عالياً بين الممثلين، وسقوط أحدهما يعني سقوط الاثنين معاً، وأعتقد أنه كان هناك تجانس جميل بيننا أثناء أداء التوأم».
لكنّ أداء هذا الدور في «بواب الريح» انطوى على كثير من «التعب الفيزيولوجي» بالنسبة إلى الممثلين. يوجزه الخاني قائلاً: «تخيّل أن جسدك مشدود إلى شخص آخر، أقلّه على مدى عشر ساعات يومياًَ، عبر حزام يجمع بينكما عند منطقة الخصر، وترتديان «شروال» بأربع أرجل، وكنزة واحدة». لكن الخاني سيحتفظ بالكثير من الذكريات الطريفة حول هذه التجربة «الممتعة، والطريفة، وفيها مساحة لَعب كبيرة».
هكذا يطّل الخاني في رمضان 2014 بأربع شخصيّات في ثلاث مسلسلات شامية، هي «الواوي» و«النمس» في «باب الحارة6»، والتوأم السيامي في «بواب الريح» (تأليف خلدون قتلان، اخراج المثنى صبح، انتاج «سما الفن») و«خرطوش» بطل مسلسل «حمّام شامي» (تأليف كمال مرة، إخراج مؤمن الملا ـ إنتاج «المهرة»)، لكن أليس من شأن ذلك التشويش على الجمهور؟ يجيب: «أعدكم بأنّ ذلك لن يشوّش على المشاهدين. لا تقاطع بين الشخصيّات التي ذكرتها. بذلت جهداً كبيراً للعمل على الاختلاف في ما بينها ولإيجاد خصوصية عالية لكل شخصية. لكن هل وفّقت في ذلك أم لا؟ هذا شيء آخر يمكن الحكم عليه بعد العرض، بالتأكيد هذا تحدّ كبير، وأنا ممن يتحدّون أنفسهم دائماً، وكلمّا كان التحدي أكبر، كلما كان النجاح الذي نصل إليه أكبر.»