لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس عشر على التوالي... في سوريا التي أنهكتها الحرب المتواصلة جرت انتخابات رئاسية، بمعزل عن التفاوت في توصيفها. وفي مصر التي استنزفتها الاضطرابات تمت الانتخابات الرئاسية أيضاً، وان
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس عشر على التوالي...
في سوريا التي أنهكتها الحرب المتواصلة جرت انتخابات رئاسية، بمعزل عن التفاوت في توصيفها.
وفي مصر التي استنزفتها الاضطرابات تمت الانتخابات الرئاسية أيضاً، وانتقلت السلطة رسميا أمس، الى المشير عبد الفتاح السيسي.
أما لبنان الذي يقال إنه يتمتع بحد أدنى من الاستقرار بقرار إقليمي - دولي، فلا يزال منذ 25 ايار مسكوناً بالفراغ الرئاسي، وهو سيكون اليوم على موعد مع جلسة سادسة عقيمة لانتخاب رئيس لم ينضج اسمه بعد.
وكان الاستحقاق اللبناني حاضراً خلال الحفل الحاشد الذي أقيم أمس في القاهرة لمناسبة تولي السيسي زمام الحكم رسميا، حيث استفسر عدد من الملوك والقادة المدعوين الرئيس نبيه بري ـ الذي حضر الحفل ـ عن مصير الانتخابات الرئاسية وسبب التأخير في انجازها حتى الآن.
ومن بين المستفسرين، ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي توجه الى بري بالقول: دولة الرئيس... متى ستنتخبون رئيساً جديداً؟ فأجابه رئيس المجلس: غداً (اليوم) ستعقد جلسة انتخابية، ونحن نواصل بذل الجهود لإنجاز هذا الاستحقاق. كما أثار الأمر ذاته مع بري كل من أمير الكويت والملك الاردني وغيرهما من الشخصيات.
وفي سياق متصل، أكد بري لـ«السفير» بعد عودته من القاهرة أن «كتلة التنمية والتحرير» ستشارك في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم، لكنه لفت الانتباه الى أنه لم يُسجّل أي جديد يمكن أن يُستخلص منه أن هناك إمكانية لحصول الانتخاب في الجلسة السادسة.
جلسة «السلسلة»
أما الجلسة النيابية المخصّصة لسلسلة الرتب والرواتب، غداً الثلاثاء، فإن مصيرها لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات، سواء من حيث النصاب أو من حيث النتيجة التي ستفضي إليها إذا انعقدت، فيما تصاعدت حدة المواجهة بين «هيئة التنسيق النقابية» ووزير التربية الياس بو صعب، على خلفية إصرار الاخير على إجراء الامتحانات الرسمية الخميس، مستعيناً بشكل خاص بأساتذة متعاقدين لن يستجيبوا لدعوة «هيئة التنسيق» الى المقاطعة، ما لم تَر «السلسلة» النور غداً.
وبينما يتجه «تكتل التغيير والإصلاح» ونواب كتلة وليد جنبلاط نحو المشاركة في الجلسة، يُنتظر أن يحسم «تيار المستقبل» اليوم موقفه لجهة الحضور أو عدمه، في وقت حذّر الرئيس فؤاد السنيورة عبر «السفير» من مخاطر إقرار السلسلة بطريقة غير متوازنة، معتبراً أن ذلك ينطوي على «جنون».
في المقابل، كان لافتاً للانتباه الموقف الذي أبلغته رئيسة لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري للعماد ميشال عون، خلال اتصال هاتفي أجرته به، حيث أكدت له أنها تؤيد منح المعلمين الدرجات الست، إنما مع تقسيطها، بمعدل درجتين كل سنة.
ويمكن القول إن حضور نواب «التيار الوطني الحر» جلسة الغد هو من بين الثمار الأولى للقاء الذي عقد بين بري وعون، قبل أيام، في عين التينة.
وقال بري لـ«السفير» إن لقاءه مع عون كان إيجابياً، مبدياً ارتياحه لنتائجه. ورأى أن هناك إمكانية لإقرار سلسلة الرتب والرواتب في جلسة الثلاثاء النيابية، إذا تحمّلت مكوّنات المجلس مسؤوليتها، لافتاً الانتباه الى أنه سبق للهيئة العامة أن انتهت من مناقشة أغلب بنود السلسلة في الجلسة السابقة التي رُفعت ولم تُختم.
وتوقع بري حضور نواب «تكتل التغيير والإصلاح» و«جبهة النضال الوطني» جلسة الثلاثاء، آملا في أن تحضر أيضاً «كتلة المستقبل» حتى ننجز «السلسلة»، «أما في حال الإصرار على المضي في مقاطعة التشريع، فسيكون لي موقف حازم، لأنه لم يعد ممكناً السكوت إزاء تعطيل المجلس».
وأوضح بري أنه رفض اقتراحاً من الرئيس فؤاد السنيورة بإعطاء المعلمين درجتين فقط، مع رفع الضريبة على القيمة المضافة، متسائلا: ما هذه المعادلة الغريبة؟ وشدّد على رفضه التام والقاطع لمحاولات ترتيب الأمور خارج المجلس النيابي ثم البصم عليها في الداخل، معتبراً أن كل شيء يمكن أن يُناقش في البرلمان، والتشريع لا يتم إلا داخله حصراً.
أما الرئيس السنيورة، فقال لـ«السفير» إن «كتلة المستقبل» ستشارك حُكماً في الجلسة المقررة لانتخاب رئيس الجمهورية أما الجلسة المخصصة للسلسلة الثلاثاء، فسيُحسم الموقف من حضورها أو مقاطعتها اليوم.
واستغرب السنيورة كيف أن المشاركين في جلسة الثلاثاء يندفعون بهذا الشكل للدخول في آتون مالي لا تحمد عقباه، من دون التدقيق جيداً في ما يفعلونه ومن دون التوقف عند التداعيات المترتبة على إقرار السلسلة بطريقة غير متوازنة، تتعارض مع مقتضيات المسؤولية الوطنية.
وأضاف: لا أحد يملك مقداراً قليلاً من الحكمة يمكن له أن يضيف الى العجز المالي الحالي، مبلغاً إضافياً كبيراً... هذا جنون.
وبينما تنفذ «هيئة التنسيق النقابية» إضرابا عاماً اليوم وغداً، استثنيت منه المدارس الرسمية والخاصة، الى جانب تنفيذ اعتصام حاشد أمام وزارة التربية غداً، شنّت قيادتها هجوماً على وزير التربية الياس بو صعب الذي أوضح في المقابل أنه لا يخضع الى التهويل، كاشفاً عن أن خطة إجراء الامتحانات أصبحت جاهزة لديه، إذا أصرّت «هيئة التنسيق» على المقاطعة في حال تعذّر إقرار السلسلة.
وغداة اجتماعات عقدها مع «اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة»، بحضور لجان الأهل في المدارس الخاصة، ومع لجان المتعاقدين في التعليم الثانوي الرسمي، والمهني والتقني الرسمي، غير الملتزمين بقرار المقاطعة، أكد بو صعب أن أصحاب اختصاص سيتولون وضع الاسئلة وأن المراقبة ستناط بالمتعاقدين واساتذة المهني والتقني والتعليم الخاص وهيئات المجتمع المدني.
لكن هيئة التنسيق اعتبرت خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس، أنّ «الخطة غير المسبوقة» لإجراء امتحانات الشهادة الرسمية التي أعلن عنها بو صعب، تهدف إلى ضرب الهيئة، ونزع الصفة الرسمية عن الامتحانات، منبّهة الى تداعيات إجرائها بمعزل عن المعلمين، فيما أكد عضو الهيئة حنا غريب أن «البازار الذي يقوم به وزير التربية مهين وغير مسبوق».
وتبدو خطة بو صعب بمثابة اختبار صعب لوحدة «هيئة التنسيق»، مهددة بإحداث شرخ بين المتعاقدين وأساتذة الملاك، علماً بأن رئيس «رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني» إيلي خليفة أوضح أن الرابطة لا يسعها إلا أن تكون أمينة على الثقة التي منحها إياها الاساتذة في ملاك المديرية العامة للتعليم المهني والتقني، للدفاع عن حقوقهم الى جانب «هيئة التنسيق».
كما شدّد رئيس «لجنة المتعاقدين في التعليم الأساسي» فادي عبيد على أن متعاقدي «الأساسي» لن يشاركوا في مراقبة الامتحانات الرسمية. وأكد الاساتذة المتعاقدون في التعليم الثانوي في محافظتي الجنوب والنبطية، أنهم «لا يطعنون في الظهر، وأنهم جزء لا يتجزأ من هيئة التنسيق».
http://www.assafir.com/Article/1/354202
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه