توصي بعض الدراسات بأن يحافظ الطفل على «أسراره التكنولوجية»، التي بإمكان الأهل أن يحصلوا عليها أيضاً، لحماية طفلهم متى اقتضت الحاجة.
في عالم تحول منذ زمن بعيد إلى «قرية صغيرة»، وفي ظل فورة تكنولوجية غير مسبوقة تمكنت من تقريب المسافات، ولو افتراضياً، ارتفع مؤخراً عدد الدراسات التي يقوم بها خبراء علم الاجتماع والاختصاصيون النفسيون للتحذير من مخاطر الإنترنت على الصغار، خاصة أن عدداً متزايداً منهم أصبح الكمبيوتر وعالم الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياته.
وعلى الرغم من أن العمر الذي يسمح به للمشاركة في مواقع التواصل هو 13 عاماً، إلا أنه باستطاعة الأطفال المشاركة «اجتماعياً» من خلال أصدقاء لهم أكبر سناً، أو من خلال أهلهم، أو حتى عبر استخدام أسماء وتواريخ ميلادية وهمية.
وأصبحت مواقع التواصل جزءاً أساسياً في حياة الأطفال، إذ تساعدهم على التواصل مع الأصدقاء والأقارب، غير أنها تشكل في الوقت ذاته تهديداً لهم، بسبب قلة الخبرة التي يتمتعون بها، وعدم متابعة أسرهم لهم في أحيان كثيرة.
ومركزة على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال، أشارت دراسة أميركية، صدرت مؤخرا، إلى أن 38 في المئة من الأطفال في الولايات المتحدة، الذين يبلغون من العمر 12 عاماً، يملكون حسابات وهمية خاصة بهم على «فايسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام» وغيرها. ويرى اختصاصيون أن «مواقع التواصل الاجتماعي في مفهومها العام مفيدة جداً، فهي تساعد على توطيد العلاقات الاجتماعية بين الناس»، موجهين نصيحة إلى الأهل «بتوخي رقابة جادة، ومتابعة أطفالهم إلكترونياً بين الحين والآخر».
وفي وقت يرى فيه الأهل أن التواصل الإلكتروني يفيد الأطفال، وينمي شخصيتهم، على اعتبار أنهم يتكلمون مع أصدقائهم بأسهل الطرق الممكنة، ويتعرفون على كل جديد، تبرز بعض الدراسات الجديدة عكس ذلك، مؤكدة أن الأطفال معرّضون أكثر للشعور بالاكتئاب بسبب هذه المواقع التي تعزلهم عن الحياة الحقيقية والتواصل الفعلي مع الآخرين، وتخلق لديهم شعوراً بالبعد والجفاء.
وفي سياق متصل، تفيد مجموعة من الدراسات أن «الطفل لا يستغل سوى مهارتين أو ثلاث عند استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي، ما يحرمه من تنمية طاقات أخرى كامنة لديه، تساعده على النجاح في حياته المستقبلية والاندماج في المجتمع»، مضيفة «من الممكن أن يصل الطفل إلى مرحلة الهوس أو الإدمان، ما يشكل خطراً على حياته النفسية والعقلية».
من جهتها، أشارت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية مؤخراً إلى أن «الاستخدام المفرط لشبكات التواصل الاجتماعي تجعل الأطفال الصغار أقل ذكاء عن المعدل الطبيعي، لأنها لا توفر الوقت الكافي لهم للتفكير في أطر أوسع».
وأضافت الصحيفة «من الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها بعض الآباء، أن يوفروا لأطفالهم الصغار هواتف ذكية مرتبطة بالإنترنت، كما ينبغي ألا يتاح للطفل الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي إلا من خلال الكمبيوتر المنزلي ولمدة محددة».
وأخيراً توصي بعض الدراسات بأن يحافظ الطفل على «أسراره التكنولوجية»، التي بإمكان الأهل أن يحصلوا عليها أيضاً، لحماية طفلهم متى اقتضت الحاجة.
(عن «ميدل إيست أونلاين»)