الاهتمام التركي بزيارة الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني لأنقرة، سبق وصوله للأراضي التركية.
الاهتمام التركي بزيارة الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني لأنقرة سبق وصوله للأراضي التركية. وسائل الاعلام التركي اهتمت بشكل لافت فيما ستفرزه الزيارة وما تحمله من معانٍ. فالزيارة الايرانية هي الأولى لرئيس ايراني منذ العام 1996 . كما أن الوفد الكبير الذي رافق روحاني في زيارته وضم 7 وزراء إلى جانب 100 من رجال الأعمال الايرانيين اضافة إلى مدير البنك المركزي الايراني، أثار اهتمام التركي.
باستقبال رسمي بارز في القصر الجمهوري، وقف الرئيس التركي عبد الله غول مرحباً بنظيره الايراني. قبل أن يعقد الطرفان مؤتمراً صحفياً مشتركاً يعلنان فيه عن التوصل إلى اتفاق حول 3 نقاط رئيسية:
- مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين، والذي يبلغ حجمه الحالي 15 مليار دولار، ليصل إلى 30 مليار دولار.
- التعاون على مكافحة الارهاب.
- مواصلة التعاون والحوار ما بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا العالقة في الملفات الاقليمية.
الزيارة الايرانية تأخذ بُعداً اقتصادياً هاماً يتضح في طبيعة الوفد المرافق. وبحسب مراسل قناة المنار في تركيا حسن الطهراوي فإنه سيتم التوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين في مجالات شتى، أغلبها يحمل طابعاً اقتصادياً.
وتأتي الزيارة في وقت يتعزز فيه موقف طهران وحلفائها. فالجمهورية الاسلامية باتت على مشارف التوصل الى اتفاق نهائي شامل للملف النووي الإيراني، كما أن نتائج الانتخابات السورية والعراقية أتت لصالح ما انتهجته من سياسات على مدار السنوات الماضية.
مدير تحرير جريدة الوفاق الإيرانية مصيب النعيمي يرى، في اتصال مع موقع المنار، أن أحداث المنطقة أتت لتؤكد صوابية السياسات الايرانية التي تولدت عن رؤية واقعية ومنطقية. "لطالما رفضت طهران المضي بأي حل غير سلمي لا تبلوره الأطراف الداخلية المعنية بالأزمة السورية، فيما دخل البعض في سيناريوهات رسمها الاخرون وشاهدنا النتائج المدمرة لهذه السياسات".
ورغم التباين في السياسات الايرانية-التركية إلا ان التواصل ما بين البلدين لم ينقطع. حتى في ذروة تأزم العلاقات التركية-السورية، يقول النعيمي إن " التواصل الاجتماعي والاقتصادي والسياحة والتبادل التجاري بين البلدين لم يتوقف، ولم تشهد الممرات الحدودية اي مشاكل بين الجانبين".
ويعتبر مدير تحرير جريدة الوفاق أن الاهتمام بالملفات الاقتصادية يشكل نقطة مشتركة بين البلدين وهو يجر للبحث في القضايا الخلافية.
الارهاب.. والانعطافة؟
التخوف الايراني من الارهاب جدي، "وقد نقله الشيخ روحاني إلى تركيا، فالارهاب الممتد من العراق إلى سورية فمصر، ليس مستبعداً ان يضرب اي دولة في المنطقة"، يقول النعيمي.
"التفجيرات التي ذهب ضحيتها الأبرياء، وتنامي الارهاب هو نتاج السياسات التي أخطأت قراءة المشهد الاقليمي. وقد سمعنا من الامام القائد علي الخامنئي في ذكرى وفاة الامام الخميني (قده) أن هناك حالة تكفيرية ولكن الأهم هو من يديره ويستفيد منه ويستغله".
ومع كل تقارب تركي- ايراني يُثار، تطرح علامات استفهام حول انعطافة تركية في سياستها تجاه سورية. التساؤل أُثير بقوة مع زيارة أردوغان الأخيرة الى ايران.
يصف مراسل المنار في أنقرة عبارة "انعطافة" بالمُبالغ بها، موضحاً أن ما يجري هو إعادة قراءة للسياسة التركية التي اتخذت تجاه سورية طيلة السنوات الثلاث الماضية. "كل ما جرى في سورية من فشل المسلحين في الميدان السوري، ونتائج الانتخابات الأخيرة دفع العديد من السياسيين ووسائل الاعلام للاقرار بأن السياسة التركية تجاه سورية كانت خاطئة . أما التغيير في الموقف التركي فهو متوقع ولكنه قد يكون في الأشهر القادمة".
ويفسر الطهراوي بأن "الموقف من سورية ليس موقفاً للحكومة التركية بقدر ما هو موقف شخصي لرجب طيب أردوغان. فإذا جرى انتخاب أردوغان كرئيس لتركيا خلال الأشهر القادمة وبالتالي انتخاب رئيس حكومة جديد لتركيا فعندها ممكن ان نشهد بعض التغييرات في السياسة تجاه سورية".
العلاقة التركية – المصرية لا تزال صورتها غير واضحة. وفيما دُعيت ايران لحضور حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأحد، استُثنيت تركيا تماماً.
في المؤتمر الصحفي المشترك، تحدث الشيخ روحاني عن ملفات اقليمية وتحدث بالتحديد عن سورية ومصر، إلا أن الرئيس التركي اكتفى بتناول العناوين العريضة كالتأكيد على ضرورة الاستقرار في المنطقة. الموقف التركي تجاه سورية أكثر منه وضوحاً تجاه مصر، والمشكلة تكمن في الموقف التركي تجاه مصر.
بالمقابل ، يرى الصحافي الايراني أنه "لايزال هناك فرصة لايجاد حلول لأزمات المنطقة سواء في سورية أو مصر وحتى مع العراق، قبل ان تخسر المنطقة مكامن قوتها وخصوصاً المقاومة التي تحتل الأولوية في استراتيجية الجمهورية الاسلامية".
ويؤكد النعيمي أن الرئيس الايراني سيعبر في لقاءاته الثنائية عن الرؤية الاستراتيجية لايران، وسيكون منادياً بحل القضايا الاقليمية والمتعلقة بالعالم الاسلامي بالطرق السلمية، التي تضمن مصالح شعوب المنطقة بعيداً عن حسابات الخارج.
ورغم اقراره بوجود قضايا خلافية عالقة، يقول النعيمي: "نحن متفائلون تجاه هذه الزيارة. عندما يستقبل الشيخ روحاني وتدرج جميع القضايا بشفافية ووضوح فان الأمر مدعاة للتفاؤل، ولذلك فالنتائج ننتظرها وهي ستصب حتماً في خدمة استقرار المنطقة".