حسم وزير التربية والتعليم العالي في لبنان الياس بوصعب موضوع اجراء الامتحانات الرسمية، حيث اعلن في مؤتمر صحافي عقده منتصف ليل الثلاثاء ان الامتحانات ستنطلق يوم الجمعة المقبل في 13-6-2014.
حسم وزير التربية والتعليم العالي في لبنان الياس بوصعب موضوع اجراء الامتحانات الرسمية، حيث اعلن في مؤتمر صحافي عقده منتصف ليل الثلاثاء ان الامتحانات ستنطلق يوم الجمعة المقبل في 13-6-2014 للشهادة المتوسطة، اي بتأجيلها يوما واحدا حيث كانت مقررة الخميس في 12-3-2014.
فبعد يوم ماراتوني تضاربت خلاله الاخبار والمعلومات حول حصول الامتحانات من عدمها، في أجواء من الصخب الاعلامي الذي لم يخلو من تظهير الصورة كأن الامر فيه تحد بين الدولة اللبنانية ممثلة بوزير التربية الياس بوصعب من جهة والاساتذة تمثلهم "هيئة التنسيق النقابية" من جهة ثانية، قبل ان تحسم القضية بلقاء بين الوزير وممثلي هيئة التنسيق برعاية سياسية مباشرة من الرئيس نبيه بري الذي أوفد ممثلا عنه هو النائب علي بزي.
وفي ظل هذه الاجواء عاش الطلاب وأهاليهم حالة من الترقب والانتظار لسماع الخبر الفصل في موضوع الامتحانات، وكان السؤال المطروح هل ستجري هذه الامتحانات او لا؟ هل رأي الوزير بوصعب هو الذي سيطبق ام الكلمة الفصل ستكون لهيئة التنسيق؟ وكيف يجب على الاهالي والطلاب خصوصا التعامل مع مثل هذه المواقف لا سيما ان طلاب الشهادة المتوسطة لم يخوضوا بعد اية تجربة من هذا القبيل، فهم لم يشاركوا سابقا في امتحانات رسمية ولم يعيشوا أجواءها ليتحملوا ايضا الافعال ردات الفعل بين الدولة والاساتذة المعتصمين.
فعلى الطالب اللبناني في صف التاسع الاساسي ان تكون اعصابه حديدية ليركز على دروسه المطلوبة وليتحمل أجواء الامتحانات التي لم يتعود عليها اصلا، اضف على ذلك عليه ان يتحمل الاجواء السياسية والمطلبية والاحتجاجية التي ستشغله في مكان ما عن دروسه وستشتت له افكاره نوعا ما ايا كان هذا الطالب، لان هذا الموضوع سيكون بدرجات متفاوتة محل اهتمام الاهل والاحبة، وهذا ما نعيشه في هذه الاوقات حيث يجد الطالب الذي لم يتجاوز الخامسة عشر من العمر نفسه في صلب حديث عن رواتب الاساتذة يحلل ويبحث في مشروعية الاحتجاجات او قانونية إجراء الامتحانات في ظل مقاطعة الاساتذة.
كما ان الاهالي باتوا معنيين بشكل مباشر بما يجري في الشارع من اعتصامات وما يتبعها في الاروقة من اتصالات او نقاشات لان هم الاولاد يحمله الاهل ربما أكثر من الابن الذي سيقدم الامتحان الرسمي هذا العام، فما هو الدور الذي يجب ان يقوم به الاهالي في هذه المرحلة وفي هذه الظروف اتجاه ابنائهم ليمرروا فترة الامتحانات على خير وليجعلوا كل التركيز ينصب على الدراسة لا اي شيء آخر؟ وكيف من المفترض ان يتعامل الاهالي مع هذه المرحلة فعلا؟ وكيف يجب على الطلاب التعامل مع هذا الموقف وما هي المسؤولية الملقاة على عاتقهم لعدم الاستهتار بالامتحانات؟
حول هذا الامر قال "ابو علي.ح"(وهو والد احد الطلاب الذين من المفترض ان يمتحنوا الخميس) "لم نكن نعرف هل هناك امتحان ام لا؟"، واعتبر انه "بهذه الحالة على الطالب ان يدرس ويحضر نفسه على اكمل وجه ويكون جاهزا لكل الاحتمالات كي لا يخسر عامه الدراسي بسبب المشاكل بين الدولة والاساتذة".
اما "ام قاسم. ف" تقول ان ابنتها(التي كان من المفترض ان تقدم امتحانها الخميس) "لا تعتقد ابنتي ان الامتحانات ستتأجل وهي تحضر نفسها على هذا الاساس ولا ترغب اصلا بتأجيل الامتحانات لان المماطلة لا تجدي نفعا بل لعلها تضر في مثل هذه الاحوال"، وتضيف الام القلقة بسبب امتحان ابنتها "كنا نأمل عدم ادخالنا وادخال كل الطلاب بهذا النفق فالافضل ان تحصل الامتحانات بأجواء افضل للطلاب".
بينما قالت "ليلى" ابنة الرابعة عشرة من العمر إنها "جاهزة للامتحان ولكن اذا أجّلوا الامتحانات لا مانع لديها لانها ستكسب المزيد من الوقت لاعادة بعض المعلومات"، ورغم انها "لا تخاف من الامتحانات الا ان تأجيلها بعض الوقت يريحها اكثر"، كما توضح ليلى.
بالتأكيد ان الطالب يحتاج الى راحة نفسية كي يؤدي دوره المطلوب منه على صعيده الدراسي في كل مراحل حياته المدرسية ومن ثم الجامعية وصولا الى الشهادات العليا، هذه الراحة عندما يعكر صفوها اي شيء قد تؤثر بطريقة او بأخرى على انتاجية الطالب الدراسية، فكيف اذا كان هذا الطالب يعتبر صغيرا في العمر نسبيا لتحمل ضغط الاعلام والسياسة والعمل النقابي، لا سيما ان هناك من الطلاب من نزل الى الشارع تضامنا مع الاساتذة.
فكيف يمكن الطلب من هذا الطالب ان يعطي نتيجة كتلك التي تطلب من طالب تؤمن له كل وسائل الراحة والاستقرار والتركيز في دراسته،(فلا مشكلة فالطالب اللبناني له وضعه الخاص دائما)، لذلك لا بدَّ على كل القيمين من الوزير التربية والاساتذة لكل الذين لهم علاقة بموضوع الامتحانات ان يجدوا حلا لهذا الملف، والمقصود بالحل ليس فقط التأجيل ليوم او اكثر إنما الحل الجذري الذي لا يجعل الطالب قلق ومن ورائه اهله حول مصير الامتحانات، لان الحل يجب ان يكون دائما على قاعدة المصلحة العامة التي تتجسد هنا بمصلحة الطلاب أولا واخيرا لا قاعدة التحدي ومن يفرض كلمته اخيرا، لان معالجة ملف تربوي كملف الامتحانات بطريقة العصبية والتحدي والتكبر يعني ان الطالب سيدفع الثمن من مستقبله وتعبه ووقته ومن جيب أهله، اولا واخيرا...