يصف النائب في البرلمان العراقي عن "ائتلاف دولة القانون" عبد العباس الشياع ما يجري في العراق حالياً ب "المؤامرة"، وذلك في حديث لموقع المنار
ربما ما جرى خلال الأيام الماضية من سيطرة ما يُسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل شمال العراق، إضافة إلى مناطق عديدة في محافظات أخرى وفي فترة زمنية قياسية، لم يكن بمثابة "مفاجأة" للبعض المطلع عن كثب على الواقع الميداني في البلاد. لكنه كان كذلك بالنسبة لكثيرين ممن طرحوا أسئلة عديدة عن الأسباب الكامنة خلف ما جرى، وعن التداعيات المقلقة التي ستشهدها المنطقة بأسرها في حال عدم قدرة السلطات العراقية على السيطرة على ما يجري وإعادة الإمساك بزمام الأمور. هذه الأسئلة والهواجس كانت محور حديث موقع المنار الإلكتروني مع النائب في البرلمان العراقي عن "ائتلاف دولة القانون" عبد العباس الشياع الذي يصف ما يجري في العراق حالياً ب "المؤامرة".
وفي التفاصيل، يشرح الشياع الأسباب الكامنة خلف ما يجري وجرى في مناطق عراقية عديدة، قائلاً "هناك خيانات حدثت وتحدث من قبل صغار الضباط كأمراء السرايا، أمراء ألوية، أمراء أفواج، بحيث تخلى هؤلاء عن قياداتهم وأخبروهم بإلقاء السلاح، إضافة إلى الشائعات التي انتشرت بين الجمهور والمتمثلة بأن الجيش سلّم سلاحه، وليس هناك أية مقاومة، وأن "داعش" قادمون بأعداد كبيرة". ويتابع الشياع "هنا أي جيش تضعف معنوياته وتضعف قدرته على المواجهة بالرغم من أن زخم هذا الجيش وعديده أكثر بكثير من عديد داعش، لكن هذه الأمور أضعفت معنوياته وبالتالي القى سلاحه وانسحب من المعركة".
وفي معرض حديثه لموقعنا، يعلن الشياع أن "جيشنا لديه الإمكانية والقدرة على مواجهة داعش والقاعدة، وسبق أن كان في حالة هجوم أمامهم وليس في حالة دفاع، إنها حالة انهيار مؤقتة". وفي إطار حديثه عن الأسباب التي ادّت إلى الأحداث التي يشهدها العراق، يؤكد الشياع صحة ما يُقال عن أن "هناك بيئة حاضنة، هناك عناصر من داخل نينوى متواطئة مع العناصر التي قدمت من الخارج وهي التي استقبلتهم وتعاونوا معهم، وبالتأكيد لولا وجود تلك البيئة الحاضنة لما استطاعت داعش الدخول بتلك الطريقة، لكن هذه البيئة هي التي هيأت السبل لمن جاؤوا من خارج الحدود ومكنتهم من السيطرة على الموصل، ونحن على يقين أن ذلك لا يحصل في محافظات أخرى ككربلاء والنجف أو بغداد، لأن البيئة الحاضنة مفقودة في هذه المحافظات، في حين أنها موجودة في نينوى منذ زمن طويل وهي تخطط لمثل هذا اليوم".
كما يشدد النائب عن ائتلاف "دولة القانون" على وضع الحكومة الخطط لإعادة الإمساك بزمام الأمور، موضحاً أن "الإجراء العاجل والملح حالياً هو إعادة هيكلة القوات الأمنية، وتجميع قطاعات الجيش التي تفرقت، واختيار قادة جدد ووضع خطط جديدة، ومن المؤكد أن لدينا قانون عقوبات ولدينا قانون لقوى الأمن الداخلي، وهذه القوانين تفرض عقوبات على المتخاذلين وعلى الخونة وعلى المتواطئين من خلال التحقيقات والمحاكم العسكرية والمدنية، وبالنتيجة سوف يعاقب المقصر ويثاب الذي صمد وصبر، لا شيء يضيع على الدولة، لكن هناك اولويات، وهي كيف نستطيع إعادة تجميع الجيش والفرق الأمنية ونعيد نشاطها لتصبح قادرة على تسلم زمام الأمور".
ورداً على سؤال حول تدخل بعض الدول لمساعدة الحكومة العراقية في مواجهة "داعش"، يقول الشياع "بالتأكيد نحن نعتمد على القدرات العراقية في محاربة الإرهاب، وقد ذكر رئيس الوزراء أننا سنطهر بلادنا من الإرهاب بأيادي عراقية، لكن لا مانع من تلقي مساعدة خارجية كتسليح الجيش العراقي أو تقديم مساعدات فنية أو استخباراتية أو المساعدة في تجفيف منابع الإرهاب، لكن يبقى الجهد الأكبر والأساسي في تطهير البلاد من الإرهاب هو في الجهد الوطني حصراً".
وعن تداعيات الأحداث العراقية، يشرح النائب العراقي "بالتأكيد فإن العراق متأثر بالأحداث التي تشهدها سورية، ما يحصل في العراق يؤثر على سورية وما حدث في سورية يؤثر على العراق، نستطيع القول إنها منطقة واحدة من الناحية الأمنية لذلك من الممكن أن تحصل تداعيات وهذا ما نخشاه ونعمل على عدم حصوله، أي قيام فدراليات أو حدوث انفصال لإقليم كردستان على سبيل المثال"، مضيفاً "إذا لم تتم السيطرة على الأحداث الحالية، الإحتمالات مفتوحة على كل شيء، نعمل على السيطرة قدر المستطاع لعدم تفاقم الأزمة وتوسعها، وإن تطبيق الأجندات الخارجية من خلال عناصر خارجية وخارج اطار الإرادة الوطنية العراقية، فإن ذلك لن يضر العراق فقط بل المنطقة برمتها".