استحوذ على اهتمام الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة في بيروت 13-6-2014 حدثين هامين الاول ما يحصل في العراق من تطورات دراماتيكية بعد تمكن الجيش العراقي والقوات الكردية من صد غزوة داعش
استحوذ على اهتمام الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة في بيروت 13-6-2014 حدثان هامان الاول ما يحصل في العراق من تطورات دراماتيكية بعد سيطرة جاعش على عدة مناطق وتمكن الجيش العراقي والقوات الكردية من صد غزوة داعش ودحرها في بعض المناطق واستعادة مدن اخرى على غرار مدينة كركوك، أما الحدث الثاني فهو رياضي مع بدء كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، كما تناولت الصحف ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية وشؤون حكومية أخرى وتحدثت عن التطورات العسكرية للازمة السورية.
السفير
"المونديال" و"داعش" يخطفان اللبنانيين
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول " لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم العشرين على التوالي..
"فخامة المونديال" احتل الشاشات وصار الحدث في لبنان والعالم، وصار البحث عن "كلام رئاسي" مهمة صعبة، في ظل هذا التسليم اللبناني بأن الفراغ مرشح لأن يستمر طويلا..
ومع "المونديال" وقبله بساعات، أصبح الحدث العراقي، حدثا لبنانيا بامتياز. الأسئلة اللبنانية تتمحور حول ما بعد هذا الانهيار الدراماتيكي لمؤسسات السلطة العراقية في مواجهة "داعش" والبيئة الحاضنة لها بكل تناقضاتها ومشاربها: هل أن هذا التمدد سيزيد الأزمة السورية احتداما وأي نصيب سيناله لبنان وخصوصا من جيش النازحين الذين بات عددهم يلامس عتبة المليونين.. إلى المخاطر الأمنية، من تفجيرات إلى إعادة نفخ الروح في صفوف بعض المجموعات التي أصابتها التطورات الميدانية السورية الأخيرة بالإحباط.
هذه المخاطر والاحتمالات توقف عندها مجلس الوزراء اللبناني الغارق منذ ثلاثة أسابيع في جنس ملائكة التكيف مع واقع الشغور الرئاسي، كما باتت الشغل الشاغل لمعظم المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية التي بدأت بتكثيف حضورها المعلوماتي في بعض البيئات المحلية الحاضنة.
سلام لـ"السفير": الاستقرار.. والتوافق
وقال رئيس الحكومة تمام سلام لـ"السفير" إن مجلس الوزراء عرض، أمس، للموضوع العراقي بشكل عام، ولم يدخل في تفاصيل اتخاذ إجراءات معينة "لكن الكل يعلم أن أي تطور إقليمي ينعكس على لبنان، فإذا كان ايجابيا ينعكس إيجابا على لبنان وإذا كان سلبيا ينعكس سلبا علينا"، وأضاف: "لقد خلصنا في مجلس الوزراء إلى أن مواجهة أي وضع إقليمي متوتر تكون بتحصين وضعنا الداخلي من خلال التوافق والتفاهم على معالجة كل المشكلات والأزمات، لذلك يجب ان نقدر وضعنا الداخلي بدقة وان نحافظ على الاستقرار وهذا يتطلب من الجميع التصرف بمسؤولية لمواجهة أية انعكاسات سلبية لأي وضع إقليمي متوتر".
وأوضح انه كان خلال جلسة مجلس الوزراء، أمس، حريصا على تكريس أجواء التوافق حول موضوع منهجية عمل المجلس "لذلك تمت الموافقة على تأجيل البحث بجدول الأعمال إلى الجلسة المقبلة، لكننا ابلغنا الوزراء انه لا يمكننا الانتظار إلى ما لا نهاية"، وأوضح أن الإجماع على التأجيل للأسبوع المقبل هدفه اتخاذ القرار المناسب.
وتوقعت أوساط سلام التوصل الى مخرج في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء وبالتالي البدء بمناقشة جدول الأعمال مع استبعاد كل البنود الخلافية.
بري لـ"السفير": التحصين تجاه العواصف
من جهته، حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من تداعيات المشهد العراقي الجديد وخطورته، وقال لـ"السفير": "آمل أن يشكل ما يجرى هناك حافزاً لنا كلبنانيين من كل الاتجاهات من أجل لملمة أوضاعنا والتعاضد في ما بيننا لحماية لبنان وتحصينه تجاه عواصف المنطقة".
وانطلاقاً من هذه المخاطر حذر بري، من خطورة تعطيل المؤسسات، مكرراً انتقاده لمن يصر على تعطيل مجلس النواب، في ظل الشغور الرئاسي. وذكّر أن تحديد جدول الأعمال هو صلاحية مكتب المجلس ومن البديهي ألا يعمد إلى طرح بنود عادية في ظل شغور موقع الرئاسة، وبالتالي فالأمر لا يحتاج إلى مقاطعة وتعطيل، أو فرض جدول أعمال يناقش خارج المجلس وتحويل المجلس إلى أداة للبصم.
أما في الشأن الوزاري، فأسف بري لاستمرار الجمود، داعياً إلى التقيد بالمادة 62 التي ترعى حالة خلو سدة رئاسة الجمهورية.
جنبلاط لـ"السفير": كي لا نعود الى..
وقال رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لـ"السفير": المطلوب تحصين وضعنا الداخلي بالاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا هو الاهم، وايضا بالاسراع في محاولة تخفيف اضرار وارتدادات الموجات العراقية على لبنان، لانه حتما هناك تداعيات على لبنان بعد هذا الاجتياح المريب والمخيف لـ"داعش"، اذ لم تعد هناك أية حدود بين سوريا والعراق.
اضاف: نعول على انتخاب رئيس للبلاد والالتفاف حول الجيش والقوى الامنية كي لا نعود الى ظواهر قادة المحاور في طرابلس والحالات الاسيرية في صيدا.
وردا على سؤال قال جنبلاط لـ"السفير" انه اوفد وزير الصحة وائل ابو فاعور، أمس، الى المغرب للقاء رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري "وذلك تحضيرا لامكان عقد لقاء بيني وبينه في الايام المقبلة في باريس"، مشيرا الى أنه سيتوجه قريبا الى العاصمة الفرنسية للقاء الرئيس ميشال سليمان الموجود هناك.
المشنوق لـ"السفير": مواجهة الارهاب والتعطيل
بدوره، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق العائد من قطر لـ"السفير" ان "المنطقة تهتز بأسرها ولا يحق لنا كلبنانيين أن نغرق في ترف خلافاتنا"، وأضاف: "في مواجهة المشهد الاقليمي الخطير، لا بد من المزيد من المواجهة مع الارهاب وتحصين التماسك السياسي والوطني، واعتماد الحكومة قاعدة للعمل والانتاج وليس للخلاف السياسي، واعتماد المجلس النيابي مقرا للتشريع وليس منبرا للمواجهات من أي نوع كانت".
وأكد المشنوق أن العمل من أجل انتخاب رئيس جمهورية لا يقود بالضرورة الى تعطيل المؤسسات الدستورية، وسأل: "هل نعطل الجمهورية من ألفها الى يائها اذا فشلنا في انتخاب رئيسها؟".
الجامعة بعد "السلسلة"
من جهة ثانية، انتقلت عدوى الحلول المؤقتة من ملف سلسلة الرتب والرواتب للمعلمين والموظفين الى الملف الجامعي، حيث اعلن وزير التربية الياس بو صعب عن اتفاق على انهاء اضراب الاساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية. ونص الاتفاق على استئناف الدروس في كل الكليات ابتداء من اليوم الجمعة والتعويض عن أيام الإضراب عند اللزوم ومشاركة الاساتذة المتعاقدين في كل أعمال الامتحانات الجامعية والأسئلة وإجراء الامتحانات وتعليق التصحيح وإصدار النتائج حتى يتم إقرار البت بملفي التفرغ والعمداء في مجلس الوزراء في غضون أسبوعين حسب بو صعب.
يذكر أن طلاب الشهادة المتوسطة (البريفيه) سيبدأون اليوم امتحاناتهم الرسمية، على أن تجمد أعمال تصحيح المسابقات في انتظار إقرار "السلسلة" في مجلس النواب.
"البشمركة" تدخل كركوك وأوباما يلوّح بعمل عسكري فوري
التتار الجدد على أبواب بغداد
كركوك في قبضة "البشمركة" الكردية. والموصل في أسرها ولم تفكها بطبيعة الحال الغارات الجوية المحدودة التي نفذها سلاح الجو العراقي المتهالك. كما لم تخرج مدينة تكريت من قبضة "الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)"، وبغداد يكاد يطوقها "التتار الجدد"!
لحظة الالتقاء الاميركية - الايرانية بشأن الخطر الداهم الذي يمثله "داعش" لن تبدل في المعادلات الميدانية التي نشأت خلال الايام الثلاثة الماضية. ولم يعرف بعد كيف ستترجم اللهجة الايرانية التي تنمّ عن احساس حقيقي بهذا الخطر، الى أفعال. وفي المقابل، كان الرئيس الاميركي باراك اوباما يتحدث عن عمل عسكري "فوري" يجب القيام به في العراق، من دون إرسال قوات ميدانية، وهو ما فسّر على انه لجوء اميركي محتمل الى الغارات الجوية او الضربات الصاروخية لمنع تقدم "جهاديي داعش" نحو العاصمة العراقية، وادراك اميركي - ولو متأخر - بفداحة المشهد العراقي، وربما الإقليمي، اذ قال اوباما صراحة إن "الرهان هنا هو ضمان أن لا يستقر الجهاديون بشكل دائم في العراق أو في سوريا أيضاً".
واستقر مشهد الأزمة العراقية في شقها الأمني والعسكري على سيطرة "داعش" على مناطق عدة تمتد من محافظة نينوى شمالاً وحتى تخوم بغداد جنوباً. لكن خلال الساعات الأخيرة، فتحت صفحة أخرى تمثلت في بروز تداعيات هذا الانتشار السريع في مجال إعادة رسم خريطة توزع النفوذ السياسي على مختلف المناطق في البلاد، حيث كان أبرز دليل على ذلك أمس، خروج مدينة كركوك عن سيطرة حكومة بغداد ودخول قوات "البشمركة" التابعة لإقليم كردستان إليها، للمرة الأولى، ما يحقق الحلم التاريخي للأكراد بالسيطرة على هذه المدينة الحيوية والغنية بالنفط.
وبانتظار تطورات الساعات المقبلة الميدانية لمعرفة وجهة خيارات كل من الحكومة، التي فشلت أمس في الحصول على تفويض برلماني لإعلان حال الطوارئ في البلاد، ووجهة "داعش" والجماعات الحليفة لها، فقد بدا لافتاً خلال ساعات المساء أنّ وقوع كركوك تحت سيطرة البشمركة نقل المعارك إلى شرق البلاد، حيث تكثر المناطق المتنازع عليها. ومع الانتقال، المفترض، للمعارك إلى شرق البلاد، وفي حال نجاح "داعش" في توسعها، تكون محافظة بغداد ومحيطها الشمالي قد أصبحا في حال حصار غير مباشر، من الغرب حيث محافظة الأنبار، ومن الوسط عبر محافظة صلاح الدين، ومن الشرق عبر ديالى.
وتمكنت مجموعات من المسلحين من السيطرة، مساء أمس، على ناحيتي السعدية وجلولاء الرئيسيتين في محافظة ديالى العراقية، بحسب ما أفادت مصادر أمنية. وهاتان الناحيتان متنازع عليهما بين بغداد وكردستان.
أما على الصعيد الدولي والإقليمي، فقد كانت الأزمة تنتقل إلى مرحلة جديدة أيضاً، مع بداية ظهور وضوح في المواقف لأبرز الفاعلين، ومن بينهم واشنطن التي أبدت عن استعداداتها لتكثيف المساعدات العسكرية إلى العراق.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأميركي إنّ "ما شهدناه في الأيام الأخيرة يظهر إلى أي حد سيكون العراق بحاجة إلى المزيد من المساعدة من جانب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، مضيفاً في سياق حديثه أنّ "فريقنا للأمن القومي يدرس جميع الخيارات ونحن نعمل بلا كلل لمعرفة كيف يمكننا تقديم المساعدة الأنجع". وأوضح أنّ الدعم يشمل الدعم العسكري والمعدات والدعم الاستخباراتي.
وقال أوباما "لا أستبعد أي شيء، لأنّ الرهان هنا هو ضمان أن لا يستقر الجهاديون بشكل دائم في العراق أو في سوريا أيضاً".
وأضاف الرئيس الأميركي، متحدثاً في البيت الأبيض أثناء اجتماعه مع رئيس وزراء استراليا توني أبوت، أن على العراقيين بذل مزيد من الجهد لعلاج الانقسامات الطائفية في البلاد، لكنه أشار إلى الحاجة للقيام بعمل عسكري. وقال "خلال مشاوراتنا مع العراقيين يمكن القول إنه ستكون هناك أشياء فورية على المدى القصير يتعين القيام بها عسكرياً وفريقنا للأمن القومي ينظر في كل الخيارات". وتابع قائلاً "لكن يجب أن يكون ذلك أيضاً تنبيهاً للحكومة العراقية. يجب أن يكون هناك مكوّن سياسي".
من جهة أخرى، أكد اوباما انه ابلغ "مباشرة" رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقلقه بشأن نقص التعاون السياسي داخل البلاد. وقال "بأمانة في السنوات الماضية لم نر ثقة حقيقية وتعاوناً يتطوران بين القادة المعتدلين من السنة والشيعة في داخل العراق". وأضاف "هذا يفسر جزئياً ضعف الدولة ولهذا تأثير على القدرة العسكرية" للبلاد، معتبراً أنّ عنف الأيام الأخيرة يجب أن يشكل "ناقوس خطر" للحكومة العراقية.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، إنّ واشنطن "قلقة" بشأن أعمال العنف في العراق، وإن أوباما مستعدّ لاتخاذ "قرارات مهمة بسرعة" لمساعدة الحكومة العراقية. وأضاف "نحن قلقون للغاية بشأن ما يحدث في العراق"، مضيفاً "نحن لسنا قلقين وننتظر، وإنما نحن نقدم المساعدة وعلى تواصل مباشر مع رئيس الوزراء المالكي" وغيره من القادة. وهذه أول تصريحات علنية لكيري بشأن أحدث أعمال العنف في العراق.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي قالت، أمس، إنّ "أحداث الأيام الماضية نذير خطر.. يوجد خلل هيكلي واضح، ونحن محبطون من الخطوات التي اتخذها عدد من قوات الأمن".
أميركياً أيضاً، أجرى نائب الرئيس الأميركي جون بايدن، وهو المسؤول عن الملف العراقي في الإدارة الأميركية، اتصالاً، هو الأول الذي يعلن عنه منذ بداية الأزمة، برئيس الوزراء العراقي لبحث التطورات، معلناً أنّ الولايات المتحدة مستعدة لتكثيف وتسريع الدعم الأمني والتعاون مع العراق.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أعلن أمس أنّ الولايات المتحدة عليها التزامات بمكافحة "الإرهاب" في العراق، نافياً أنّ تكون حكومة بلاده قد طلبت تدخلاً عسكرياً من قبل الولايات المتحدة.
وعلى المقلب الآخر، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث إلى الصحافيين أمس، إنّ ما يجري في العراق "دليل على فشل مغامرة الولايات المتحدة وبريطانيا"، مشيراً إلى أن "مدبّري هذه المغامرة، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا، لم يعودوا يسيطرون عليها". وأضاف "نحن نتضامن مع القيادة العراقية والشعب العراقي". وشدّد لافروف على ضرورة أن يعيد العراقيون السلام والأمن لبلادهم. وتعليقاً على الموقف البريطاني، قال لافروف "نعرف أن زملاءنا الانكليز يملكون قدرة فريدة على تشويه كل شيء".
وكان لافروف أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري وليد المعلم، أمس، تناول التطورات الأخيرة في سوريا والمسائل المتعلقة بحل الأزمة في هذا البلد، وعملية إتمام تخليص سوريا من الأسلحة الكيميائية وأيضاً الوضع المتفاقم في العراق، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.
كذلك، جددت موسكو، أمس، تنديدها بـ"مخططات الإرهابيين" الرامية إلى "التحصن" في العراق وسوريا ومناطق أخرى مجاورة، لافتة إلى أن الغرب يتحمل مسؤولية زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وما نجم عنها من عواقب وخيمة. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إنه "ما من شك في أن من غزا العراق قبل عشر سنوات، ويواصل فرض قراراته وإرادته على شعوب المنطقة ساهم بشكل كبير في إطلاق عملية زعزعة الاستقرار، وهي النتيجة الواضحة اليوم عملياً في سائر الشرق الأوسط".
وأوضح لوكاشيفيتش أنّ الأنباء تتحدث عن أنّ مسلحي تنظيم "داعش" بعد سيطرتهم على الموصل وعلى بيجي وتكريت دمّروا العلامات الحدودية بين العراق وسوريا "معززين بطريقة رمزية مطلبهم في إقامة دولة للخلافة في المنطقة". ولفت إلى أنّ "فورة النشاط الإرهابي في العراق وهجمات المتطرفين المتواصلة في سوريا تجعل من الدعوة التي خرجت منذ عام في قمة الثمانية في لوخ إرن بشأن ضرورة تظافر جهود الحكومة السورية والمعارضة لمواجهة الإرهاب بحزم، أكثر إلحاحاً".
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "أنا قلق جداً من الوضع في العراق. فتقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يشكل خطراً كبيراً على وحدة وسيادة الدولة العراقية اللتين تتمسك بهما فرنسا". واعتبر أنّ تقدم المسلحين "يشكل خطراً كبيراً على استقرار المنطقة بمجملها".
وكان الحراك الإيراني لافتاً كذلك، حيث أجری الرئیس حسن روحاني اتصالاً برئیس الوزراء العراقي نوري المالكي، حيث أشار إلی أنّ "إیران حكومة وشعبا تقف إلی جانب الشعب والحكومة العراقیة".
وقال روحاني إنّ حكومة بلاده "ستبذل قصارى جهدها علی المستوی الدولي والإقلیمي لمواجهة الإرهابیین ولن تسمح لحماة الإرهابیین أن یمسوا الأمن والاستقرار فی العراق من خلال تصدیرهم الإرهاب إلی هذا البلد"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية.
وأعرب روحاني كذلك عن ارتیاحه "لوحدة الشعب العراقي في مكافحة الإرهاب والعنف"، مشیراً إلی دور المرجعیة الدينية في هذا المجال. وأوضح أنّ السیّد علي السیستاني "الذي أکد ضرورة مشارکة الجمیع فی التصدي للإرهابیین له دور مهم في تعبئة الشعب العراقي في مواجهة الجرائم وعملیات القتل الإرهابیة"، وفق "ارنا".
من جهتها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن "مصادر أمنية إيرانية" قولها، أمس، إنّ طهران نشرت فرقتين تتبعان لـ"فيلق القدس" لمساعدة القوات الحكومية في معاركها لاستعادة السيطرة الكاملة على مدينة تكريت.
على خط الأزمة أيضاً، طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن، أمس، "بالإفراج الفوري" عن حوالي خمسين تركيا محتجزين في القنصلية التركية في الموصل، مستبعداً في الوقت ذاته تدخلاً للحلف في العراق. وقال راسموسن، في مؤتمر صحافي في مدريد، "نحن نتابع بالتأكيد الوضع عن كثب وندعو كل الأطراف المعنية الى وقف العنف". وأوضح "لقد أبلغتنا السلطات التركية"، في إشارة إلى اجتماع سفراء الدول الـ28 الأعضاء في الحلف الذي عقد مساء أمس الأول في بروكسل بطلب من تركيا.
داخلياً، أخفق مجلس النواب العراقي في عقد جلسته، أمس، التي كانت مخصصة لمناقشة التطورات الأخيرة وإمكانية تفويض الحكومة لإعلان حال الطوارئ في البلاد.
وقال النائب عن ائتلاف "دولة القانون" قاسم حسن لـ"السفير" إنّ "نواب التحالف الوطني حضروا بالكامل إلى جلسة النواب، إلا أن تغيّب نواب من متحدون (التابع لرئيس البرلمان أسامة النجيفي) ونواب أكراد حال دون انعقاد الجلسة". وقال إن رئيس الحكومة نوري المالكي قد يلجأ إلى المحكمة الاتحادية لمنحه هذا التفويض.
وكانت المؤشرات صباح أمس تبدو واضحة بشأن توجه كتل سياسية لعدم إعطاء المالكي تفويضاً في هذا المجال، بعدما تم الكشف عن مضامين الاجتماع الذي عقده رئيس "التحالف الوطني" إبراهيم الجعفري مع أبرز القادة السياسيين في العراق مساء أمس الأول. وبحسب مصادر من داخل الاجتماع فإنّ "القادة الأكراد والسنة العرب رفضوا إعطاء المالكي هذا التفويض، تخوفاً منهم ان يتخذ ذلك حجة لاستمراره في منصبه"."
النهار
سلام يُحاذِر تعريض الحكومة للتعطيلة
بكركي تُعدّ لمصالحة بدءاً بعون وجعجع
ومن جهتها كتبت صحيفة "النهار" تقول "حاذر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس تعريض الحكومة لاختبار سلبي جديد من شأنه ان يضعها أمام واقع تعطيلي كامل على غرار صراع عضّ الاصابع الذي يحاصر مجلس النواب في مساري الجلسات الانتخابية والتشريعية، فبادر الى نزع فتيل الخلاف على آلية عمل مجلس الوزراء بارجاء طرح جدول اعماله العادي في انتظار التفاهم السياسي على هذه الآلية.
وعلمت "النهار" من مصادر وزارية ان مجلس الوزراء كاد ان يمضي الى البحث في بنود جدول الأعمال وإقرارها ولا سيما منها تلك التي لا تحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية، لكن الرئيس سلام آثر أن يتم ذلك بالتوافق، لذلك طلب تأجيل البحث في جدول الاعمال اسبوعاً كي تتحضر الاجواء لهذه المهمة.
وفي التفاصيل ان الرئيس سلام قال في مداخلة أستهل بها الجلسة انه يجب على الحكومة ان تعطي انطباعاً انها تعمل، وهناك بنود في جدول الاعمال لا خلاف على اقرارها، لذا يجب ان نقرّها كما ان هناك بنودا غير متفق عليها فيجب تحييدها. عندئذ اقترح وزير الاعلام رمزي جريج البحث في نحو 15 بنداً من النوع الذي يحظى بقبول جميع الوزراء. ثم تحدث وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس فقال ان كلمة "آلية" هي اسم لغير مسمى وحذر من الوقوع في البدعة الدستورية، مشيراً الى ان مجلس الوزراء يتمتع بكامل الصلاحيات وعليه ان يقرر ومن ثم يبحث في كيفية اصدار ما يقرره. بعد ذلك تبيّن ان هناك أكثرية موصوفة لمصلحة الشروع في البحث في بنود جدول الاعمال، لكن وزير التربية الياس بو صعب طلب ان يتشاور اولاً مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون وانتقل الى خارج القاعة. عندئذ قرر الرئيس سلام أخذ المبادرة وأرجأ البحث في جدول الاعمال الى الاسبوع المقبل تحضيراً لاجواء توافقية، وهذا ما استدعى مداخلات من وزراء أشادت بوطنية رئيس الوزراء ونهجه التوافقي.
ثم عاود مجلس الوزراء البحث في المواضيع الرئيسية داخلياً واقليمياً في اجواء وصفت بانها سياسية. وهذا ما جعل الجلسة تتميّز عن جلستين سابقتين اتسمتا بالطابع الاداري. وفي البداية شرح وزير المال علي حسن خليل الاطار العام لمشروع الموازنة الذي وزع سابقاً على الوزراء. كما عرض الوزير بو صعب ما انتهت اليه المفاوضات مع هيئة التنسيق النقابية، فقال إن الامتحانات ستجرى اليوم لكن تصحيح المسابقات واعلان النتائج ينتظران اقرار سلسلة الرتب والرواتب. فرد الرئيس سلام بان موضوع السلسلة من اختصاص مجلس النواب وقد تبيّن حتى الآن ان لا موارد كافية لتغطية تكاليف السلسلة. ومن الشأن الداخلي الى الشأن الاقليمي، فطلب وزير العدل أشرف ريفي الا يغرق البحث لبنانياً في جنس الملائكة وقت تتسارع التطورات في المنطقة. وفي هذا الاطار قال وزير العمل سجعان قزي ان ما يجري في العراق يمثل خطورة على كل الشرق الاوسط ويجب تحصين الوضع الداخلي من خلال المحافظة على استمرار عمل الحكومة من جهة ومن خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية بما يمكن لبنان من القيام بدوره كاملاً.
في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره انه مستمر حتى النهاية في موضوع سلسلة الرتب والرواتب الى حين اقرارها واعطاء هذا الحق للموظفين والاساتذة وعدم التهاون في هذا الموضوع. وقال: "لن أتراجع عن طرحي حيال السلسلة والاحتكام مع الذين لا يلتقون معي يكون في التصويت في مجلس النواب".
وكرر اقتراحه حسم 10 في المئة على كل السلسلة "خصوصاً ان نواب كتلة المستقبل" كانوا قد وافقوا على هذا الاقتراح".
اما في موضوع الانتخابات الرئاسية فلم يحصل أي تطور في اليومين الأخيرين، وعلى حد قول بري "لم يطرأ أي جديد في الاستحقاق الرئاسي، ومن الواجب تواصل مختلف الافرقاء واستمرار الاتصالات والمشاورات في هذا الشأن".
وتوجه ليل أمس وزير الصحة وائل أبو فاعور الى المغرب وسط معطيات ترجح ان يلتقي هناك الرئيس سعد الحريري تحضيراً للقاء يجمع الرئيس الحريري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في باريس في وقت قريب.
وبرز في هذا السياق ما أبلغه المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض أمس الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" من ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يحضر لعقد مصالحة وطنية تبدأ بلقاء ماروني ثنائي بين العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع، اذ ان "حال البلد تستوجب لقاء شجاعا بينهما وهذا بات مطلباً شعبياً مسيحياً ولبنانياً"، كما قال غياض. وأشار الى ان مبادرة الراعي تشمل أيضاً موضوع اللبنانيين المبعدين الى اسرائيل الذي "يتطلب مبادرات شجاعة وبطولية من أشخاص على رأسهم السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري".
"داعش" يدعو إلى الزحف على بغداد وكربلاء
الأكراد في كركوك وواشنطن تدرس "كل الخيارات"
حافظ مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) في العراق على المناطق التي سيطروا عليها فباتوا على مسافة اقل من 100 كيلومتر من العاصمة، وقت أعلنت واشنطن أنها تدرس "كل الخيارات" لمساعدة بغداد التي ابدت انفتاحا على غارات جوية اميركية. وفي خضم التطورات الامنية المتسارعة في هذا البلد، فرضت قوات البشمركة الكردية في خطوة تاريخية وللمرة الاولى سيطرتها الكاملة على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والاكراد من أجل حمايتها من أي هجوم محتمل، في تحرك لم يتضح ما اذا كان جرى بالتنسيق مع بغداد. وصرّح الرئيس الايراني حسن روحاني بأن ايران "ستكافح عنف وارهاب" المتمردين الجهاديين، من غير ان يذكر التحركات التي يمكن أن تقوم بها ايران لدعم بغداد. واوقفت طهران رحلات الطائرات المدنية الايرانية الى العراق وعززت الاجراءات الامنية على الحدود مع هذا البلد. ودعا الناطق باسم "داعش" ابو محمد العدناني عناصر التنظيم الى مواصلة الزحف نحو بغداد وكربلاء والنجف.
وفي وقت متقدم امس، تمكنت مجموعات من "داعش" من السيطرة على ناحيتي السعدية وجلولاء الرئيسيتين في محافظة ديالى العراقية. واوضحت مصادر عسكرية وأمنية ان المسلحين دخلوا الناحيتين المتنازع عليهما بين العرب والاكراد والواقعتين شمال بعقوبة على مسافة 60 كيلومترا شمال شرق بغداد وبسطوا سيطرتهم عليهما بعدما انسحبت منهما قوات الجيش والشرطة.
وتسود العاصمة العراقية منذ يومين اجواء من التوتر والترقب، وسط حال من الصدمة والذهول من جراء الانهيار السريع للقوات الحكومية في محافظتي نينوى وصلاح الدين، حيث بدت شوارع العاصمة اقل ازدحاما مما تكون عادة، بينما فضل بعض أصحاب المحال البقاء في منازلهم.
وأبلغت مصادر داخل مدينة الموصل التي سيطرت عليها "داعش" الثلثاء "النهار" ان الجماعات المسلحة دعت في بيان وزعته في المدينة جميع الموظفين الى العودة الى ممارسة مهماتهم الوظيفية. كما دعت رجال شرطة المرور وحماية المنشآت الى مزاولة عملهم، بملابس مدنية ومن دون حمل السلاح.
وأشارت الى ان اعداداً من عناصر "داعش" قامت بحملة واسعة لإزاحة حواجز الكونكريت والاسلاك الشائكة من الطرق، في مسعى لتعزيز شعور الثقة بها لدى المواطنين على ما يبدو، كما قامت بعرض عسكري كبير داخل المدينة.
وقالت مصادر مجلس النواب ان رئيس المجلس اسامة النجيفي قرر تأجيل الجلسة الطارئة التي كان مقرراً عقدها امس إلى إشعار آخر لعدم اكتمال النصاب. وافادت ان 128 نائباً فقط من مجموع 225 حضروا الجلسة. وعزت عدم إكتمال النصاب القانوني إلى غياب نواب ائتلاف "متحدون" بزعامة النجيفي.
الموقف الاميركي
وتحدث مسؤول غربي عن استبعاد واشنطن ارسال جنود الى العراق، لكن بغداد ابلغتها رسمياً انها منفتحة على فكرة غارات جوية لصد الهجوم الجهادي على اراضيها.
وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما إن فريقه للأمن القومي يدرس "كل الخيارات" في ما يتعلق بالعراق، موضحاً ان "الرهان هنا هو ضمان عدم استقرار الاسلاميين المتطرفين بصفة دائمة في العراق أو في سوريا أيضاً".
وأعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اتصال هاتفي أن الولايات المتحدة مستعدة لتكثيف الدعم الأمني والتعاون مع العراق والتعجيل فيهما.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن واشنطن قلقة من أعمال العنف في العراق وإن أوباما مستعد لاتخاذ "قرارات مهمة بسرعة" لمساعدة الحكومة العراقية في التصدي لأعمال العنف المسلحة المتزايدة التي يقوم بها متشددون.
وأعربت الولايات المتحدة عن خيبة أملها من رد القوات العراقية على التقدم السريع للمتشددين. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جين بساكي: "إن أحداث الأيام الاخيرة نذير خطر... ثمة خلل هيكلي واضح ونحن محبطون من الخطوات التي اتخذها عدد من قوى الأمن".
وطالب الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندرس فوغ راسموسن "بالافراج فوراً" عن نحو 50 تركياً محتجزين في القنصلية التركية في الموصل واستبعد تدخلا للحلف في العراق.
مجلس الامن
وأجمع أعضاء مجلس الأمن أمس على دعم الحكومة العراقية في مواجهتها "داعش"، داعين الى تسوية الأزمة السياسية في البلاد من طريق "حوار جامع". وعقد مجلس الأمن جلسة مشاورات استمع خلالها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الى إفادة من رئيس مهمة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق “يونامي” الممثل الخاص للأمين العام بان كي - مون لدى بغداد نيكولاي ملادينوف، الذي شرح التطورات الأخيرة، وأبرزها سيطرة “داعش” على عدد من المدن ومنها الموصل.
وعقب الجلسة، قال رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة الدولية السفير فيتالي تشوركين لرجال الصحافة: "أعرب أعضاء مجلس الأمن بالإجماع عن دعمهم لحكومة العراق وشعبه في حربهما على الإرهاب"، مشددين على أن "كل الأعمال يجب أن تتم في الإطار الدستوري وتمتثل للقانون الإنساني الدولي ومعايير حقوق الإنسان". ونددوا "بشدة بكل الأعمال الإرهابية والمتطرفة أياً تكن دوافعها"، مؤكدين"الحاجة الى إجراء حوار وطني جامع".
ورداً على سؤال، نقل عن ملادينوف أن "بغداد محصنة جيداً ولا خوف عليها" من "داعش".
كذلك، عبر بان كي -مون عن "صدمته" من خبر خطف القنصل العام لتركيا وعدد من الديبلوماسيين العاملين في مدينة الموصل.ونقل عنه الناطق بإسمه ستيفان دوجاريك تنديده بـ"الهجمات الإرهابية" في محافظات الأنبار وبغداد وديالى ونينوى وصلاح الدين.
وأصدرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور بياناً قالت فيه إن الولايات المتحدة “تندد بشدة”بالهجمات الأخيرة التي شنتها “داعش”، معبرة عندعم بلادها للشعب العراقي والحكومة العراقية في حربها على الإرهاب.
فابيوس
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "إن تقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعرض للخطر وحدة العراق وسيادته... إنه يمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة". واضاف: "يتحتم على المجتمع الدولي مواجهة الوضع".
لافروف
في موسكو، أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس قلقه من التطورات الأخيرة في العراق، واصفاً إياها بأنها فشل تام للمغامرة التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا وخرجت من نطاق السيطرة.
وقال إن موسكو تتضامن مع حكومة العراق وشعبه اللذين يتوجب عليهما استعادة السلام والأمن في البلاد، "لكن أعمال شركائنا تثير كما كبيرا من الأسئلة". وأضاف: "أصبحت وحدة العراق موضع شك، فقد انتشر فيه الإرهاب، لأن قوات الاحتلال لم تعر أي اهتمام للعمليات السياسية الداخلية ولم تساعد الحوار الوطني واهتمت بمصالحها فقط". ولاحظ أن انسحاب القوا