"لاقينا بالحارة وتسوق بشطارة" هي أكثر من عبارة مسّوغة للهدف التي صيغت من أجله، هي عبارة رسمت بانأمل أهل حارة حريك ترافقها موسيقى راقية تصدح على وقع حركة حيوية تسجّل بماركة بلدية الحارة الدؤوبة في تسويق لغة "بيع وشراء"
"لاقينا بالحارة وتسوق بشطارة" هي أكثر من عبارة مسّوغة للهدف التي صيغت من أجله، هي عبارة رسمت بانأمل أهل حارة حريك ترافقها موسيقى راقية تصدح على وقع حركة حيوية تسجّل بماركة بلدية الحارة الدؤوبة في تسويق لغة "بيع وشراء" مغلّفة بطابع إنساني اجتماعي تنسج معها الضاحية الجنوبية مجدداً منتجاً يعيد تركيب نفسه الأبية ليثت من جديد أنها تصنع الحياة وتعلّم الأخرين كيف تكون طعم الحياة الممغوسة بالعزة والصمود.
هذا كل ما ينتابك وأنت تتجول في المهرجان الثاني لبلدية حارة حريك والذي حمل أيضا عنوان المهرجان الأول منذ شهر "لاقينا بالحارة وتسوق بشطارة" في شارع المقاومة والتحرير، والذي افتتح برعاية وحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار، وحضور رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام، رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد، رئيس مجموعة الساحل الاستاذ فادي علامة.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، وتبعه كلمة رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد الذي اكد استمرار بلدية حارة حريك في العمل مع المجتمع الاهلي من اجل جميع ابناء بلدة حارة حريك. وشكر واكد جميع المشاركين في المهرجان من مؤسسات وجمعيات وافراد قبل ان يترك الكلام لراعي الاحتفال.
بدوره النائب عمار أكد على أهمية هذا النشاط الذي يقوم من الضاحية التي كانت هدفاً استراتيجياً للعدو "الاسرائيلي" في عدة محطات وفاجأها عدو آخر لا يقل خطورة اي التكفيريين الذين استهدفوا وحدة الناس على مساحة الأمة جمعاء، وحاولوا تقسيم المُقسّم وتجزئة المجزء الى عرقيات ومذاهب وشيع.
وختم الحاج عمار قائلاً" لا يستخفن أحد بهكذا نشاطات لأنه في الوقت الذي تعطي رسالة لتنشيط الحركة الإقتصادية، تعطي رسالة أخرى أبلغ وأعظم من خلال التعبير عن إرادة الصمود والإستمرار والبقاء وإرادة الحياة في مواجهة كل التحديات واستحقاقات الحياة".
وقام راعي الحفل يحيط به الحضور الحاشد بقص شريط افتتاح نافورة حارة حريك الجديدة، التي تزيّن الشارع الرئيسي بحجر قديم يتسرب منه الماء الدافق..
بلدية حارة حريك : لا نجترح عصا موسى، ولكننا نستغل كل إمكانياتنا للأقصى
هل فعلاً تعوّل بلدية حارة حريك على إقامة مثل هذه المهرجان في تفعيل الحركة الاقتصادية في الضاحية الجنوبية؟!.. الحاج أحمد حاطوم نائب مدير البلدية أجاب في مقابلة موقع المنار :" الموضوع مرتبط بالحالة الاقتصادية وجزء من الخطة السنوية التابعة لبلدية حارة حريك، المهرجان الثاني دليل نجاح المهرجان ال
أول، وهذا جزء من سلسلة معارض ومهرجانات سوف تقام تباعا في الضاحية الجنوبية بشكل شهري".
وعدّد الحاج أحمد عدة نشاطات ومهرجانات سابقة قامت بها البلدية، ولكنها داخل القاعات المغلقة في مبنى البلدية.. "ولكن بعد الأوضاع التي ألمت بها الضاحية الجنوبية الأمنية وانعكست سلبا على حياة الناس وتجارتها ومحالاتها دفعنا هذا إلى التفكير من أجل المساهمة في تحسين دورة الحياة الاقتصادية في حارة حريك بشكل خاص والضاحية بشكل عام. من هنا تأتي سلسلة المهرجانات والنشاطات التي نقوم بها خصوصا مهرجان التسوق الأول في مربع العزة والكرامة في الضاحية، والذي بعث على ارتياح كبير لدى الناس والتجار وفعّل الحركة الاقتصادية بشكل جيد. فبدأت الناس تستعيد أنفاسها فإذا نزلت إلى الشارع وعملت مقارنة كيف كانت الأسواق مباشرة بعد سلسلة التفجيرات التي نالت من المنطقة وبين حركتها الاقتصادية اليوم ستشعرين بأن الفرق واضح ..للأحسن".
وعلى ما يبدو أن شهر رمضان المبارك لن يعطّل نشاط البلدية، بل هي تستوحي من لياليه بإقامة سهرات متنوعة في شارع حارة حريك ايضاً وستكون ضمن مهرجان جديد نسمح فيه لكل التجار وأصحاب المحلات بضائعهم. ويؤكد الحاج حاطوم أنه في ظل التوتر الأمني الذي تعيشه المنطقة ككل "نحن نقوم بكل ما تسمح به امكانياتنا المتواضعة بصفتنا قوة محلية لنزرع الأمل في نفوس الناس، ومتحفزين دوما لتحسين أوضاعهم إلى حال أفضل". وهنا لا تدعي بلدية حارة حريك أنها تملك عصا موسى (ع)، "ففي الضاحية دورة اقتصادية مغلقة، فنحن ليس لدينا أمكنة ذات طابع سياحي أو تراثي لنعتمد عليها، بل نستغل وجود المنتجات الخاصة في الضاحية من ألبسة وأحذية وأطعمة وحركة تجارية بين الاستيراد والتصدير. وهذا يعني أننا نتحرك ضمن حركة الواقع في أقصاها في تنشيط المجتمع المحلي في أن يقوم بمبادرات عديدة تحسن من اوضاعه في ظل غياب التنمية المفروض أن تقوم بها الدولة اللبنانية".
أهالي حارة حريك : لحياة أبية مع مقاومة شريفة..
الناس في الضاحية الجنوبية هي الأخر لا تتأمل سواء من البلدية او غيرها ان تجترح المعجزات، ولكن من الواضح تماماً أنهم متفاعلون إلى أبعد الحدود مع هذه المهرجانات التي تعيد بثّ روح الحياة الاقتصادية مجدداً بعد شلل تعرضت له بشكل قسري بفعل التفجيرات الإرهابية. أهالي حارة حريك، مسلمين ومسيحيين، نزلوا إلى الشارع العام وخلقوا فيه روح العطاء والتحدي..
إحدى السيدات صاحبة عمل خاص، "أشغال يدوية"، قالت لموقع المنار :" تشكر بلدية الحارة على هذه المبادرات لأنها تعطينا هذه الفرصة لنطل على الناس ونعرفهم بانتاجاتنا الخاصة، وهذا بالفعل يساعدنا في تحسين رصيدنا المالي".
سيدة أخرى تقول إنها تريد أن تثبت للعالم أنه "لدينا حياتنا في الضاحية الجنوبية ونعبيشها بكل فرحة وانطلاق وعلينا المشاركة والتجاوب مع بلدية الحارة التي تبذل مجهودا ملحوظا لتنشيط المنطقة اقتصاديا وأننا نتحدى الارهاب وكل محاولاته لدفننا ونحن أحياء إذا ننتفض لنقول لهم خسئتم.. نحن هنا ونحب الحياة.. وإلى من لا يعرفنا نحن جماعة السيد حسن نصرالله.."..
الرسام التشكيلي ياسر الديراني حضر من البقاع خصيصاً ليشارك في هذا المهرجان، ويؤكد "الضاحية تحمل رسالة حضارية وثقافية وإنسانية خاصة، أتيت لأقول أننا نمتهن كل أنواع الفنون التي نوظّفها لصنع حياة أبية مع مقاومة شريفة".
تصوير : زينب الطحان