22-11-2024 03:36 AM بتوقيت القدس المحتلة

فاتورة المونديال ...

فاتورة المونديال ...

سنين أربع مضت وحان الموعد العالمي ... صخب يملأ الدنيا ... إنه المونديال حدث عالمي يترقبه اللبنانيون كما شعوب العالم ، حدث أنشىء بالأصل كرسالة لتوحيد شعوب الكرة الأرضية ، يحق للجميع ان يشاهد المباريات ، انه حق كرّس في بلدان ال

علي ملّي

سنين أربع مضت وحان الموعد العالمي ... صخب يملأ الدنيا ... إنه المونديال حدث عالمي يترقبه اللبنانيون كما شعوب العالم ، حدث أنشىء بالأصل كرسالة لتوحيد شعوب الكرة الأرضية ،  يحق للجميع ان يشاهد المباريات ، انه حق كرّس في بلدان العالم حتى الفقيرة منها ، إلا أنه في لبنان بقي رهن مطامع التجار .


انطلق المونديال دون أن تؤمن الدولة اللبنانية لمواطنيها خدمة مشاهدة المباريات بعد ان اغدقت عليه الوعود بان شاشة تلفزيون لبنان الرسمي ستجمع وستوحد اللبنانيين على الاقل في مشاهدة هكذا حدث رياضي ، بقي ظن اللبنانيين حسناً بدولتهم برغم التجارب المريرة مع وعودها الفارغة، إنتظروا بفارغ الصبر حتى اللحظة الاخيرة ، وانتظر القيمون المكرمة القطرية لكنها لما تأت من الدوحة.

باتت الدولة تجيد التوسل حتى في توفير مشاهدة المونديال لمواطنيها، كان بامكاننا أن ندفع المبلغ المطلوب لو استردينا نقطة من بحر الفساد الموجود في لبنان بدل التوسل للدول ، وكأن الكرامة اللبنانية أصبحت لا تساوي شيئاً ، فالبعض من اللبنانيين أصبح يقول مازحاً " لقد ترشح بلدنا على موسوعة غينيس بفئة التوسل والتذلل ".

توسل يلاقيه عدم مبالاة من الجهة المعنية ليجد اللبناني نفسه امام فاتورة جديدة" فاتورة المونديال " التي تضاف الى فواتير الكهرباء والماء والخدمات الاخرى التي ندفعها دون ان نحصل عليها كما يجب. كان أمل اللبنانيين بشهر من الترفيه ، شهر هو فسحة امل يهربون به من اعباء الحياة وهمومها الجمة في لبنان ، إلا أن الأمل تلاشى بكلمات قليلة " عذراً عزيزي المواطن ليس هناك مونديال مجاني عليك أن " تدفع "  .

حسناً " تدفع "  ليست كلمة غريبة على مسامع اللبنانيين ، قرر المواطن اللبناني أن يشتري خدمة نقل المونديال وهناك كانت الصدمة ، إحتكار ورفع أسعار عند محلات الستلايت حتى وصلت كلفة تجهيز البيوت بخدمة نقل المونديال إلى 400 ألف ليرة لبنانية وهو ما يعادل نصف الحد الأدنى للاجور في لبنان .

هذا هو الواقع اللبناني ... هكذا تعودنا أن في كل شيء مؤامرة ، نعم في كل شيء حتى في لقمة العيش حتى في الترفيه ... هناك أشخاص يجتمعون دائماً في الغرف المظلمة يعقدون الصفقات ويصيغون الأعذار التي ستقدم للبنانيين ...
وما هذا الحال ، يكتفي العامل الفقير بالوقوف على جوانب الطرقات يسترق السمع ويتلفت يمنى ويسرى يراقب ردات الفعل ... يسأل نفسه يا ترى من الرابح في المبارة؟  

ليس العامل فقط ... بل يتحدث بعض الشبان عن عدم إستطاعتهم الجلوس في المقاهي طوال مدة المباراة ليس تململاً إنما بسبب الأحوال المادية ، فأي مقهى سيستقبلك على فنجان قهوة تشربه لمدة 90 دقيقة، مجدداً هناك ... عليك أن " تدفع" ...

أمر واقع فرض على مشجعي كرة القدم ، عززه كلام المنسق العام لشبكات توزيع الكايبل الذي تحدث عن مساع حثيثة قام بها موزعو الكايبل قوبلت برفض قاطع من الدولة التي حسمت الأمر ببساطة " من يريد أن يحضر المونديال عليه أن يدفع للوكيل "

إذا عليه أن يدفع للوكيل " مؤامرة " كلمة لعلها تعتبر طرف خيط لصفقة عُقدت بين مسؤولين في الدولة والقيمين على شركة "سما "

هذه الشركة التي تبين انه تعود لاشخاص من أصحاب النفوذ في لبنان ، تُحرك القضاء في اشارة منها ، وتُحرك أجهزة الدولة للقضاء على ما أصبح يشبه الحلم في لبنان " المونديال المجاني ".  

حراك الدولة ولّد حالة من الغضب عند المواطن ولسان حاله " فوق الشحادة مذلّة " ، غصت مواقع التواصل الإجتماعي بعبارات " الخيبة " فما كان مؤملاً من تلفزيون لبنان حوله البعض الى خيبة.

هل حسم الامر لصالح "المونديال المدفوع" ام ان هناك فرصة لحصول اللبنانيين على هذه الخدمة اسوة ببقية دول العالم. النائب سيمون أبي رميا يعد اللبنانيين بمزيد من الضغط على وكيل المونديال " سما " وعلى الدولة ، هل تنجح هذه الضغوط؟ لنرى.