رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت التطورات الامنية في العراق، والعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش العراقي ضد مسلحي "داعش". كما كان هناك متابعات للتطورات الامنية والسياسية في كل من لبنان وسوريا.
رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت التطورات الامنية في العراق، والعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش العراقي ضد مسلحي "داعش". كما كان هناك متابعات للتطورات الامنية والسياسية في كل من لبنان وسوريا.
وكان لافتا ما كشفت عنه السفير حول محاولة اغتيال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وجاءت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي.
السفير
هكذا اقترب الانتحاريان من أسوار بري
تأهب أمني من رومية إلى.. الحدود
لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم الثالث والعشرين على التوالي.
.. ولأن الفراغ مخالف لقانون الطبيعة، فإن الخشية تزداد لدى المراجع الأمنية والسياسية من احتمال أن تملأ «داعش» وأخواتها، هذا الفراغ، على طريقتها، لا سيما أن تداعيات أحداث العراق من النوع العابر لحدود معظم دول المنطقة.
وفيما تستمر العين الأمنية مفتوحة على الداخل اللبناني وصولا الى الحدود مع سوريا، لاحتواء أي هزات ارتدادية قد تترتب على «الزلزال العراقي»، تزدحم رزنامة الاسبوع الحالي بمواعيد بارزة، بدءاً من المؤتمر الدولي حول سبل تسليح الجيش في روما غداً، مروراً بـ«الجلسة النظرية» لانتخاب رئيس الجمهورية الاربعاء، وصولا الى جلسة سلسلة الرتب والرواتب الخميس والتي تتسم بطابع مصيري، خصوصاً أن «هيئة التنسيق النقابية» ربطت تصحيح الامتحانات الرسمية والإعلان عن النتائج بإقرار السلسلة في هذه الجلسة.
وقال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إن التعاون بين السلطات لا يعني انه إذا تعطلت سلطة لسبب ما، تتعطل السلطات الاخرى، متسائلا عما إذا كان البعض بصدد اعتماد تعريف جديد لمفهوم «التعاون»، ومحذراً من المخاطر المترتبة «على هذا النهج غير المسؤول».
واعتبر بري ان الصيغة التي طرحها لإقرار سلسلة الرتب والرتب على الرئيس فؤاد السنيورة (زيادة الضريبة على القيمة المضافة من 10الى 15 في المئة للكماليات حصراً وتخفيض الكلفة الاجمالية للسلسلة 10 في المئة) إنما هي واقعية وتحقق التوازن بين النفقات والإيرادات، وبالتالي لم يعد هناك مبرر للاستمرار في تأجيل إقرارها، آملا ان تتحمل كل القوى مسؤولياتها في الجلسة النيابية المقررة في 19 حزيران، والمخصصة لبت السلسلة.
في هذه الأثناء، تقدم الهاجس الأمني قائمة الاولويات من جديد، تخوفاً من انعكاسات سلبية لغزوات «داعش» على الداخل اللبناني، وهو الأمر الذي حذر منه مرجع سياسي بارز بقوله لـ«السفير» إنه يُخشى من ان تكون خلايا إرهابية نائمة قد استيقظت او انتعشت بعد تطورات العراق، لافتاً الانتباه الى احتمال وجود خلايا من هذا النوع في بعض المخيمات والنقاط الشمالية والبقاعية، ما يستوجب يقظة أمنية عالية.
وعلى هذه القاعدة، علمت «السفير» ان الجيش اكتشف نفقاً يمتد لمسافة طويلة تحت الارض، من داخل أحد المخيمات الفلسطينية الى خارجه. وقد نفذت قوة عسكرية من الجيش، أمس، عملية مداهمة وتمشيط لهذا النفق الذي وضع تحت مراقبة أمنية ومخابراتية مشددة.
هكذا تمت مراقبة بري
وبينما جرى رفع منسوب التدابير الأمنية الاحترازية في العديد من المناطق وفي محيط مقرات بعض الشخصيات السياسية، في ضوء معطيات أمنية، أظهرت التحقيقات التي أجريت في محاولة اغتيال الرئيس نبيه بري في نهاية شباط الماضي، ان المخططين كانوا قد وصلوا الى مرحلة متقدمة من المراقبة والاختبارات، قبل أن تُكشف خيوط المحاولة.
وبيّنت التحقيقات ان أحد الاشخاص الذين كلفوا بمراقبة مداخل مقر رئيس المجلس النيابي في عين التنية، لتحديد نقاط الضعف في إجراءات الأمن والحماية، تمكن من الوصول سيراً على الأقدام الى نقطة قريبة جداً من المقر، مستفيداً من قرار كان بري قد أبلغه الى فريقه الأمني بضرورة عدم التضييق على حركة أي شخص من أهالي المنطقة يريد الدخول راجلا الى المحيط السكني لمقر عين التينة، تجنباً لإثارة أي حساسيات او تململ في صفوف الجيران المقيمين في الأبنية المجاورة (وهو قرار تمت إعادة النظر فيه لاحقاً).
ولاحقاً، وفي سياق خطة الاستطلاع التي وضعها المخططون، استطاع شخص آخر يقود دراجة نارية تحت ستار الـ«دليفري» تجاوز الحواجز الأمنية والوصول أيضاً الى محيط مقر بري في عين التنية، في إطار استطلاع المدى الجغرافي الذي يمكن أن تبلغه الدراجة النارية إذا تقرر استخدام مثل هذه الوسيلة لاقتحام المكان.
وكشفت المعلومات أن المخططين كانوا قد أعدّوا للهجوم الانتحاري، استناداً الى سيناريو من اثنين: الاول، يقضي بتفجير سيارتين مفخختين، الواحدة تلو الأخرى، لتحطيم «خط الدفاع» عن مقر إقامة بري، ومن ثم تمهيد الطريق امام تقدم سيارة ثالثة مفخخة كان ينوي سائقها تفجيرها في باحة المقر مباشرة.
أما السيناريو الآخر، فكان يعتمد على هجوم تمهيدي بواسطة قرابة سبع دراجات نارية يقودها انتحاريون مزنرون بأحزمة ناسفة لتدمير الحواجز والعوائق المنتشرة في محيط المكان، وبالتالي فتح الطريق امام سيارتين مفخختين أولى تقتحم أسوار المقر، وثانية تلحق بها وتنفجر بسائقها في الباحة الداخلية.
ولاحقاً، التقطت كاميرات المراقبة في محيط عين التينة صورتي الشخص الراجل وسائق الدراجة النارية، وتم تسليم الأشرطة الى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي.
المشنوق: العبث بالأمن ممنوع
وفي الإطار ذاته، أبدى وزير الداخلية نهاد المشنوق قلقه من حالات غير مطمئنة في بعض المخيمات الفلسطينية، وقال لـ«السفير»: بصراحة، أنا لست مرتاحاً. وكشف انه سيوجه اليوم، خلال احتفال بوضع الحجر الأساس لمبنى جديد في سجن رومية، رسالة الى من يهمه الامر، داخل السجن وخارجه، فحواها ان «اللعب بالامن ممنوع، وسنتعامل بحزم وقسوة مع كل من يحاول العبث به».
وأكد ان قراره منذ اللحظة الاولى لاستلامه وزارة الداخلية هو مواجهة الارهاب، «وأنا مستعد للذهاب الى ابعد مدى ممكن على هذا الصعيد».
ودعا المشنوق رئيس الحكومة تمام سلام الى المبادرة لدعوة مجلس الدفاع الاعلى الى الانعقاد العاجل، بمعزل عن أية حسابات سياسية او طائفية تتصل بالشغور في موقع الرئاسة الاولى، «لانه لا يمكننا ان نكتفي بالتفرج على ما يجري في العراق، من دون ان نتخذ تدابير احترازية تتناسب وحجم الخطر الداهم».
واعتبر انه في حال تعذر عقد جلسة لمجلس الدفاع، ينبغي الاسراع في تشكيل خلية أزمة، تضم ممثلين عن كل الاطراف المنضوية في الحكومة، تتولى رفع اقتراحات محددة الى مجلس الوزراء، تماما كما شُكلت خلية أزمة لمتابعة ملف النازحين السوريين، مشددا على ان حماية الاستقرار العام وأمن اللبنانيين أهم من أي نقاش في شأن الصلاحيات.
تسليح الجيش في روما
وفي سياق متصل بتعزيز القدرات العسكرية والامنية للدولة اللبنانية، يعقد غداً في روما مؤتمر دولي وزاري لدعم الجيش، من المقرر ان يحضره وزراء خارجية ودفاع 40 دولة، فيما يتمثل لبنان بوزيري الخارجية جبران باسيل والدفاع سمير مقبل.
وقبيل سفره الى روما للمشاركة في المؤتمر، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي لـ«السفير» إنّ «المؤتمر سيشكّل فرصة لتكريس الخطوات التي نفذت لغاية اليوم ولتكثيف الأفكار حول ماهية الاحتياجات الإضافيّة للجيش في ظلّ الخطّة الخمسية التي كانت قد وضعتها قيادته».
وأشار الى إن من مندرجات القرار 1701 نقل بعض صلاحيات «اليونيفيل» الى الجيش، عبر تمكينه تدريجياً من القيام بالمهام التي تقوم بها القوات الدولية، ولغاية اليوم لم تأت مساعدات للجيش تصبّ في خدمة هذا الهدف. ورأى أن الدعم للجيش اللبناني لم يتأثر بعد بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، لكنه أبدى خشيته من ان يؤثر الشغور الرئاسي على الثقة بلبنان، داعياً الى الاستعجال في إتمام الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن.
الحريري وجنبلاط الى باريس
سياسياً، اتفق الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط على عقد لقاء في نهاية الأسبوع الحالي في العاصمة الفرنسية، وذلك من أجل مناقشة الخيارات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي. وعلم أن جنبلاط أبلغ الحريري عن طريق موفده الوزير وائل ابو فاعور أنه متمسك حتى الآن بترشيح عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب هنري حلو، وأنه يرفض الإتيان بأي مرشح تحد من الفريقين الآذارييْن.
وفي المقابل، أبلغ الحريري جنبلاط أن «فريق 14 آذار» ماض بترشيح رئيس حزب «القوات» سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، وأن الحوار بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» لن يتوقف، وهو يتجاوز العنوان الرئاسي ليشمل ملفات عدة.
وفي السياق نفسه، ابلغ مسؤولون سعوديون أكثر من جهة لبنانية راجعتهم أنهم اتخذوا قراراً بعدم دعم أي مرشح رئاسي على حساب باقي المرشحين الرئاسيين وهم يتركون للقادة اللبنانيين أن يتوافقوا على الرئيس المقبل وأن ينجزوا انتخاباتهم الرئاسية بأسرع وقت ممكن.
النهار
بغداد تستعيد المبادرة العسكرية ضد "داعش" واشنطن تتّخذ إجراءات وطهران تستبعد تعاوناً
نجحت القوات العراقية الاحد في وقف الهجوم الذي تشنه مجموعات مسلحة في مقدمها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) منذ نحو اسبوع وتمكنت من استعادة المبادرة العسكرية بعد صدمة فقدان مناطق واسعة في الشمال، فيما سيطرت القوات الكردية على احد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا.
واعلنت الولايات المتحدة تحريك حاملة طائرات في اتجاه مياه الخليج استعداداً لاحتمال اطلاق عملية عسكرية لما وصفته بحماية ارواح الاميركيين او حماية المصالح الاميركية في العراق. أما ايران فقالت انها تعارض أي تدخل عسكري أجنبي في العراق واستبعدت أي تعاون مع واشنطن في ما يتعلق بهذا البلد، واشارت الى انها تدرس تقديم مساعدة لبغداد في اطار القوانين الدولية. ونشر تنظيم "داعش" مجموعة من الصور التي تظهر اعدام مقاتليه عشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين.
واذا كان زحف المجموعات المسلحة قد توقف في اتجاه بغداد فإن الحال لم تكن كذلك في محافظة نينوى بشمال العراق حيث سيطر مقاتلو "داعش" على قضاء تلعفر. وأفاد أشخاص عدة أمكن الاتصال بهم هاتفيا أن المتشددين هاجموا القضاء وسيطروا عليه بعد قتال مع قوى الأمن.
وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة تلعفر ان "مسلحين كانوا يحاولون اقتحام القضاء قصفوا مناطق فيه مما ادى الى مقتل عشرة اشخاص واصابة 40 بجروح". وتسكن القضاء غالبية من التركمان الشيعة.
إجراءات أميركية
وبينما تتصدى القوات الحكومية العراقية لمتشددي "داعش"، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستعزز التدابير الأمنية في سفارتها في بغداد وستنقل بعض الموظفين إلى خارج العاصمة العراقية. وأضافت أن المواطنين الأميركيين في العراق نصحوا بالتزام الحذر والحد من تحركاتهم في خمس محافظات منها الأنبار في الغرب وكركوك في الشمال. وأوضحت أن السفارة الأميركية في بغداد تراجع حاجاتها من حيث وجود طاقم العاملين ولكن ستبقى "غالبية كبيرة" من العاملين في السفارة. ولفت الى ان "بعض موظفي الأمن الإضافيين التابعين للحكومة الأميركية سيضمون إلى العاملين في بغداد. وسينقل بعض الموظفين موقتا إلى قنصليتنا العامة في كل من البصرة وأربيل وإلى وحدة دعم العراق في عمان".
ولاحقاً اعلنت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ان الجيش الأميركي يقدم المساعدة الأمنية للسفارة الأميركية في بغداد وأن عددا قليلا من أفراد وزارة الدفاع الأميركية يعززون أمن السفارة.
المالكي
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن مدينة الموصل لم تسقط، وإن السياسيين الذين راهنوا على اسقاط العراق هم الذين سقطوا. وأضاف في كلمة امام حشد من المتطوعين في منطقة المحمودية جنوب بغداد، إن العراق وشعبه والأمة جميعا رهن اشارة المرجعية ورهن ارادة الوطن والواجب المقدس. وأكد استعادة زمام المبادرة ضد تنظيم " داعش". قائلا: "استعدنا المبادرة والزمام ونحن نتقدم عليهم... سنزحف على كل شبر دنسوه لنطهره من دنسهم من اقصى نقطة في الجنوب الى اقصى نقطة في الشمال".
وخاطب بعض السياسيين ممن اتهمهم بمساندة "داعش" فضلا عن بعض الدول: "إن قاتلتمونا بالغدرة والمرتزقة سنقاتلكم بالأحرار والشرفاء... هذه رسالتنا لكم". كما خاطب المتطوعين: "مهمتكم لا تنتهي بتطهير العراق من عصابات داعش والسياسيين الداعشيين، وإنما مهمتكم تشكيل الجيش العراقي".
في غضون ذلك، أثار محافظ الموصل السابق اثيل النجيفي في حديث الى صحيفة "حريت" التركية فكرة شن الولايات المتحدة وتركيا غارات جوية على الجهاديين الذين استولوا على مدينته. وقال من منفاه في كردستان العراق في اربيل انه "يمكن ان تشن غارات جوية على قواعد المقاتلين في "الدولة الاسلامية في العراق والشام" ليس في المدن بل في المناطق غير المأهولة".
وكان المسؤول السابق يرد على سؤال وجه اليه عما ينتظره من واشنطن وأنقرة بعد الهجوم المباغت للجهاديين الذين استولوا الاسبوع الماضي على مدينة الموصل ومناطق عراقية اخرى. لكنه عبر عن رفضه لـ"وجود جنود أجانب في منطقتنا"، وتحدث عن فكرة القيام بعمليات جوية فقط وليس برية. وندد ايضا بنهب المصرف المركزي. وأكد "انهم وزعوا 500 مليون دولار على السكان لتنظيف الشوارع وبذلك اصبح (تنظيم) الدولة الاسلامية في العراق والشام الاكثر قوة".
الاخبار
الجيش يستعيد زمام المبادرة ... و«داعش» تعدم 1700 جــندي
بدأ أمس هجوم الجيش العراقي المضاد على عناصر «داعش»، في محاولة لاستعادة بعض ما فقده من أراض ومحافظات خلال الهجوم المباغت الثلاثاء الفائت، في وقت تحدثت فيه معلومات عن أن عدد المتطوعين المؤيدين للجيش لامس مئة ألف متطوع.
مصطفى ناصر
لا تزال الأحداث الأمنية الدراماتيكية في العراق تعصف بالحياة في جميع مدنه، فتبرز مواقف وتغيب أخرى، في وقت استعاد فيه الجيش زمام المبادرة، عقب فتوى مرجعية النجف يوم الجمعة الماضي.
وشكلت فتوى السيد علي السيستاني دافعاً معنوياً وزخماً للقوات المسلحة ولعشرات آلاف المتطوعين الذين رفدوا التشكيلات الأمنية في محافظتي صلاح الدين وديالى، اللتين تسعى «داعش» للسيطرة عليهما.
في هذا الوقت، نشر تنظيم «داعش» صوراً قال إنها عملية إعدام جماعية نفذها بحق 1700 من طلبة كلية القوة الجوية في العراق. وعلّق التنظيم على الصور بقوله: «الله أكبر والعزة لله ولرسوله... والله ان هذه الصور خمدت الروافض عن المطالبة بحقوقهم واستعلائهم في الجزيرة العربية وستكون لسنوات وأصبحوا مندهشين ومصدومين... والله ان البركة تعود لله عز وجل ولدولة الخلافة وليس من الأنظمة الخليجية».
وأظهرت الصور التي نشرت في موقعي «حنين» و«المنبر الإعلامي» التابعين للتنظيم العشرات من المسلحين وهم يطلقون الرصاص باتجاه المئات من الشبان العراقيين الذين ظهروا بملابس مدنية، وبعضهم من وضع يديه خلف رأسه، فيما ظهر بعضهم مضرجاً بدمه.
وقال إنه نفذ الإعدام بـ1700 من طلاب كلية القوة الجوية في قاعدة «سبايكر» شمال تكريت بعد أيام على تسليم أنفسهم. وأوضح أنه أفرج عن 800 من «مرتدّي السنّة» الذين يعملون في القاعدة، بناءً على أوامر من أميرها أبو بكر البغدادي.
وبدا واضحاً أن زحف تنظيم «داعش» السريع تباطأ وانطلقت مرحلة استنزاف أجبرت عناصره على ترك مناطق جلولاء والعظيم في ديالى، والإسحاقي وطريق تكريت الرابط مع بغداد، في حين سيطرت قوات البشمركة على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا، بعد ستة أيام من سيطرة المسلحين عليه.
وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا قد أعلن أمس مقتل أكثر من 300 عنصر من «داعش»، وإحراق 21 عربة في نينوى وصلاح الدين وديالى، إضافة إلى 30 أخرى في محافظة بابل.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر عسكرية لـ«الأخبار» عن انطلاق عملية عسكرية كبرى الأسبوع الحالي في صلاح الدين ونينوى، بعد اكتمال الخطط العسكرية اللازمة لاستعادة السيطرة على هذه المناطق.
وذكر ضابط عسكري برتبة لواء، لـ«الأخبار»، أن العملية العسكرية ستنطلق من سامراء باتجاه تكريت والشركاط ونينوى، بمشاركة عدد كبير من الطائرات والدبابات والدروع العسكرية، فضلاً عن آلاف المتطوعين الجدد.
وأوضح الضابط الذي رفض الإفصاح عن اسمه لعدم تخويله الحديث مع الإعلام، أن القوات الأمنية استعادت محيط سامراء وطريق تكريت، وفتحت ممراً من بيجي إلى الشركاط.
في غضون ذلك، أعلنت عشائر تكريت مقتل رئيس أركان الجيش العراقي السابق عبد الواحد شنان آل رباط، وهو أحد أبرز وجوه الجيش العراقي في فترة حكم صدام حسين، وهرب عقب سقوط النظام السابق إلى سوريا حيث مكث عدة سنوات، لكن عائلته عادت إلى بغداد عقب الأزمة السورية. وكانت الحكومة العراقية الحالية أصدرت أمراً ديوانياً بحقه وبحق خمسين آخرين من كبار رجالات البعث، قبل نحو عامين، لمنحهم رواتب تقاعدية، في استثناء من قانون المساءلة والعدالة (اجتثاث البعث سابقاً).
وفي آخر التطورات الأمنية على ساحة العاصمة بغداد، تمكنت الفرقة 14 من الجيش العراقي، بإسناد من أبناء عشائر منطقة إبراهيم بن علي الزراعية، من السيطرة على المنطقة الفاصلة بين المنطقة وقرية «الكرمة»، إثر تعرضها لسلسلة هجمات مسلحة، وقتلت خلال العملية العسكرية التي نفذتها مساء أول أمس عشرات المسلحين، بحسب رواية أهالي منطقة إبراهيم بن علي.
وفي طور الأحداث الأمنية المتسارعة في العراق، شكّل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «مديرية الحشد الشعبي»، على خلفية تزايد أعداد المتطوعين عقب فتوى السيستاني. وأعلن وزير الأمن الوطني فالح الفياض، في مؤتمر صحافي، توفير الحكومة المال والسلاح لدعم المتطوعين، لكنه استدرك بالقول إن «أعداد المتطوعين ستحددها حاجة الساحة والمعركة»، في إشارة إلى عدم حاجة الحكومة العراقية إلى جميع المتطوعين.
وأعلنت مكاتب المرجعيات الدينية في مدينة النجف إرسال 8 آلاف متطوع ممن يجيدون استخدام السلاح إلى سامراء.
وتشير مصادر عسكرية إلى بلوغ أعداد المتطوعين في عموم العراق أكثر من 100 ألف متطوع، يجري تدريب عدد قليل منهم، نظراً إلى الإمكانات العسكرية المحدودة في ساحات التدريب ومقار إقامة المتدربين. وتشهد شوارع بغداد منذ يوم الجمعة الماضي استعراضات ومظاهر مسلحة لجموع المتطوعين، تحمل أعلاماً عراقية ومختلف أنواع الأسلحة.
من جانب آخر، أكد رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة، أمس، أن «تنظيم داعش موجود» في الأنبار وصلاح الدين، و«ليس الثوار»، وعدّ من ينفي وجود التنظيم أنه «معه»، موضحاً أنه «موجود باستعراضاته وملابسه وراياته وقتله للمدنيين وعناصر الجيش». كذلك دعا المحافظات الأخرى إلى «طرد داعش وأعوانه» أسوة بالأنبار، في الوقت الذي طالب فيه أهالي الفلوجة «بالعودة» إلى مدينتهم، «ليكشفوا حقيقة داعش بأنفسهم، وأنه فجّر ودمّر وأحرق الفلوجة».
إلى ذلك، أمرت الولايات المتحدة بإرسال حاملة الطائرات «يو أس أس جورج بوش» إلى الخليج العربي بسبب الأزمة في العراق، كما أعلن البنتاغون أول من أمس.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إن الأمر الذي أصدره وزير الدفاع تشاك هاغل «سيعطي القائد الأعلى مرونة أكبر في حال تطلب الأمر شن عملية عسكرية أميركية، لحماية أرواح أميركيين ومواطنين ومصالحنا في العراق».
اللواء
التداعيات العراقية: تسريع إنتخاب الرئيس ونصر الله يمهّد للتدخّل في العراق
أزمة «المونديال» نحو الحل .. والسلسلة تنتظر التفاهم على «TVA»
الوضع السياسي الداخلي مفتوح على احتمالات، والأجوبة عما إذا كانت جلستا انتخاب رئيس جديد للجمهورية الأربعاء، وإقرار سلسلة الرتب والرواتب الخميس، ستنعقدان أم لا، معلّقة أيضاً على ما سيقوله رئيس هذا التيار أو ذاك، أو لقاء رئيس هذا الحزب مع رئيس حزب آخر، في وقت لم يتقرر فيه بعد موعد دعوة مجلس الوزراء للانعقاد، وفي ظل موقف متقدم لوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أكد أنه «من غير المسموح التطاول على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء»، مؤكداً أن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام «لم يقصّر لحظة واحدة في صلاحياته، ومن يملك القلم للتوقيع ليس بحاجة لرفع الصوت».
وإذ توعّد المشنوق خاطفي المواطن مخول مراد من رأس بعلبك بتصفية الحساب معهم، بدا المشهد الإقليمي، في ضوء التطورات العراقية يشكّل هاجساً للقيادات اللبنانية، بعدما واجه لبنان، وبعد مشاركة حزب الله عسكرياً في الحرب الدائرة في سوريا، تداعيات الحرب هناك، تجاذباً وانقسامات وسيارات مفخخة وأحداثاً أمنية وشللاً في عمل الدولة.
في هذا الإطار، أعلن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مجموعة من المواقف تتعلّق بسقوط شمال العراق في أيدي مسلّحي تنظيم «داعش» (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، وقال في كلمة لمناسبة الذكرى 29 لتأسيس كشافة المهدي «إن ما سيطلب منا سنعمله، وحيث يجب أن نكون سنكون».
وعن تطورات الوضع في العراق قال: «عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، مضيفاً: «في سوريا قلنا لن تُسبى زينب مرتين، وفي العراق نقول: انتهى الزمن الذي يسمح فيه لأحد في العالم أن يهزم أو يدنّس مقدساتنا الدينية في النجف وكربلاء وسامراء».
في المقابل، توقّع مصدر مطّلع على التداعيات العراقية أن تتسارع الاتصالات لتسريع انتخاب رئيس الجمهورية، لمنع أية انعكاسات سلبية لهذه التطورات، وعدم ترك الأوضاع في لبنان مفتوحة على التجاذبات التي يمكن أن تعرّض الساحة اللبنانية لاضطرابات جديدة.
وكان لافتاً، على هذا الصعيد، دعوة الرئيس فؤاد السنيورة، من طرابلس، اللبنانيين الى المسارعة في اتخاذ الخطوة الدستورية الهامة والآيلة الى انتخاب رئيس الجمهورية، مما يساعد في حماية لبنان من نيران المنطقة الملتهبة ويسهم بشكل جدي في تأمين مخرج آمن من هذا المأزق الخطير الذي يكاد ينزلق إليه لبنان واللبنانيون.
لكن الرئيس السنيورة أعاد تكراراً الطلب الى «حزب الله» بضرورة مبادرته الى الانسحاب الفوري من القتال في سوريا والعودة الى لبنان، وعدم الاستمرار في الانزلاق والانغماس والغرق في تعقيدات المنطقة وصراعاتها ومحاورها.
وقال إن قوى 14 آذار تقدّمت بمرشحها لانتخابات الرئاسة، وعلى الشريك الآخر في الوطن التقدّم الى الأمام بخطوة مقابلة بإعلان مرشحه أو التوافق على مرشح بديل تتوفر فيه صفة رمز وحدة البلاد، ويتمتع بقدرات القيادة الحكيمة والمتبصرة والواعية، وتكون لديه الرؤية الوطنية السليمة والإمكانية على إطلاق الحوار الداخلي والقدرة على الاحتضان الحقيقي لكافة مكونات المجتمع اللبناني.
من جهته، توقع عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب علاء الدين ترّو لـ «اللواء» أن يكون اللقاء المرتقب بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط في باريس مهمّاً وضرورياً في هذه المرحلة الراهنة بهدف معالجة المسائل الشائكة التي يعاني منها البلد نتيجة الفراغ الرئاسي. وإذ نفى علمه بماهية الأفكار التي ستطرح في اللقاء، والحديث عن وجود لائحة يحملها جنبلاط تضم أسماء مرشحين توافقيين، أوضح أن اللقاء سيتركز على أهمية العمل من أجل إخراج الاستحقاق الرئاسي من التعطيل القائم، كما سيتناول عمل المؤسسات الدستورية وضرورة عدم شل الحكومة ومجلس النواب، بالإضافة الى مواضيع أخرى.
أما وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي عاد السبت من المغرب، فقد وصف اللقاء مع الرئيس الحريري بأنه كان ممتازاً، وأن العلاقة بين جنبلاط والحريري جيدة وراسخة، كما في كل المراحل، مقدّراً للرئيس الحريري جهوده من أجل إخراج الحكومة من عنق الزجاجة، وكذلك العمل لإخراج رئاسة الجمهورية من المأزق الذي تعلق فيه.
وقال: «لقد آن الأوان لهذا الرقص فوق حافة الهاوية أن يتوقف، وآن الأوان قبل أن تأتينا صدمات أخرى كصدمة «داعش» أن نسلك المسار الصحيح في ما خص الوفاق الوطني.
الغانم في بيروت
وسط هذه الأجواء الملبدة، وصل رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إلى بيروت، وفق ما كانت «اللواء» اشارت إليه في عدديها السابقين، لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان والوقوف إلى جانب لبنان الذي يستضيفهم، والذي تحمل أكثر من طاقته، فضلاً عن محادثات مع الرئيس نبيه برّي حول التطورات العربية والدولية، مشدداً على أهمية استقرار لبنان، وكاشفاً عن أن الكويتيين بدأوا بالعودة إلى لبنان.
وتزامن وصول الغانم مع تأكيد مجلس الجامعة العربية الذي انعقد أمس على مستوى المندوبين في القاهرة، على إنجاح المؤتمر الوزاري الدولي الذي يعقد غداً في روما لبحث المساعدات الضرورية للجيش اللبناني، وذلك انفاذاً لقرارات قمّة الكويت نهاية آذار الماضي.
ولم يشأ الغانم الإعلان عمّا إذا كانت للكويت مبادرة جديدة بشأن مساعدة لبنان على صعيد النازحين، مشيراً إلى انه لا يريد استباق الأحداث، قبل لقاء الرئيس برّي، وهو صاحب القامة الطويلة في العمل البرلماني على المستويين الإقليمي والدولي، وبعد انتهاء المباحثات الثنائية مع الأخوة في لبنان نتحدث في هذا الأمر.
وعما إذا كان يحمل مبادرة ما، بالنسبة إلى انتخاب رئيس جديد، خصوصاً وانه أوّل مسؤول عربي يأتي إلى لبنان بعد شغور موقع رئيس الجمهورية اكتفى الغانم بالقول: «ليس لنا الا الدعاء والمشاعر الحقيقية والصادقة بأن يكون لبنان مستقراً وقوياً، وهو يتحمل الكثير من المعاناة العربية والإقليمية، ويكفيه ما يتحمله الآن من جرّاء وجود اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين على ارضه».
السلسلة
وعلى صعيد السلسلة يلتقي رئيس اللجنة النيابية للمال والموازنة النائب إبراهيم كنعان مع رئيسة لجنة التربية النيابية السيدة بهية الحريري اليوم بعدما كان التقى زميله في اللجنة من كتلة المستقبل النائب جمال الجراح، وذلك للبحث في مسألة الدرجات الست للأساتذة، وما يمكن التفاهم حوله، في ما خص جلسة السلسلة في 19 الجاري والتي يتوقف عليها مصير إعلان نتائج الامتحانات الرسمية، التي تبدأ المرحلة الثانية منها اليوم.
ووفقاً للارقام التي يمتلكها النائبان الجراح وكنعان فان الهوة لا تزال قائمة بين الأرقام الحقيقية والوهمية لدى كل طرف، حيث بدا أن الفرق لا يقل عن 920 مليار ليرة، أي أكثر من 600 مليون دولار.
ومع أن كل الكتل على اقتناع بإقرار السلسلة للموظفين والأساتذة، الا أن الموازنة بين الإمكانيات والايرادات والحقوق قد ترجئ مرّة أخرى إقرار السلسلة مما يؤخر انتهاء الاضرابات والعودة إلى الانتظام في الإدارة وإعلان النتائج الرسمية.
وأشار كنعان في مقابلة مع تلفزيون «الجديد» إلى انه يريد طرح أفكار جديدة لتأمين الإيرادات للسلسلة، مثل رفع الضريبة على القيمة المضافة على الكماليات إلى 15 بالمائة موضحاً ان الخلاف هو على الخيارات، فنحن مع T.V.A على الكماليات، فيما «المستقبل» وآخرون مع رفعها على كل شيء، علماً ان «المستقبل» اقترح رفع هذه الضريبة نقطة واحدة فقط.
وحذر الجراح من رفع الضريبة على الفوائد المصرفية، مؤكداً أن هناك نسباً عالية من المواطنين لديهم قروض مصرفية ما قد يؤدي اى مشاكل اقتصادية في السندات، داعياً وزارة المال إلى أن تكون مسؤولة عن الأرقام التي تعلنها.
وكشف إعلان رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة السبت من طرابلس بأن الكتلة على استعداد تام لاستكمال النقاش الجدي في مسألة السلسلة بهدف التوصّل إلى إقرار سلسلة متوازنة بين النفقات والواردات بشكل أكيد وموثوق لا تربك الاقتصاد ولا المالية العامة، أن الأمور لا تزال كما هي عليه غداة تعطيل الجلسة السابقة، مما يؤشر إلى أن الجلسة المقبلة قد تلحق بسابقتها إذا لم يتم التفاهم الذي أشار اليه الرئيس السنيورة.
وكان سجل على هذا الصعيد زيارة لافتة لوزير التربية الياس بو صعب للنائب الحريري في صيدا أمس الأوّل، وبحث معها موضوع الدرجات الست للأساتذة، وطلب مساعدتها على هذا الصعيد بهدف إقرار السلسلة يوم الخميس المقبل، والا فان الامتحانات الرسمية ستبقى بدون تصحيح وبدون
المونديال
في غضون ذلك، اتخذت مسألة حرمان اللبنانيين من مشاهدة مباريات «المونديال» عبر التلفزيون، بعداً سياسياً، بعد تدخل رئيس الحكومة تمام سلام شخصياً في المسألة وطلبه من وزير الاتصالات بطرس حرب ووزير الرياضة عبد المطلب حناوي التدخل بهدف حلحلة هذا الوضع وتمكين اللبنانيين من مشاهدة المباريات ووقف ما يجري من مشاهد مخزية على ناحية الطرق، وأمام المقاهي لمتابعة نتائج هذه المباريات، خصوصاً من قبل الذين لا يملكون لا نفقات الصرف في المطاعم يومياً، ولا المبالغ الباهظة التي طلبتها الشركة التي امتلكت الحق الحصري في بث المباريات.
وعليه تكثفت الاتصالات منذ مساء السبت، ولا سيما بين الوزيرين حرب وحناوي مع وزير المال علي حسن خليل ووزير الاعلام رمزي جريج من أجل توفير الإعتمادات اللازمة، في حال طلبت الشركة تعويضاً ماليا لقاء تخليها عن حقها الحصري.
وذكرت معلومات ان المفاوضات التي أجراها حرب مع شركة «سما»، حققت تقدماً يفترض ان يعلن في المؤتمر الصحفي الذي سيعقده الوزراء جريج وحرب وحناوي عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، حيث سيتضح عما اذا كان سيتم منح اللبنانيين حق متابعة مباريات «المونديال» تلفزيونياً بدون مقابل.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها