26-11-2024 03:31 PM بتوقيت القدس المحتلة

إنتشار الفوضى في العراق يهدد بتقويض التوسع في إنتاج «اُوبك» النفطي

إنتشار الفوضى في العراق يهدد بتقويض التوسع في إنتاج «اُوبك» النفطي

قال إحسان الحق «لا يبدو ان كل إنتاج العراق سينخفض، ولكن حتى لو كان هناك توقف جزئي فقط، فإن ذلك سيخلق مشاكل»

إنتشار الفوضى في العراق يهدد بتقويض التوسع في إنتاج «اُوبك» النفطيقال خبراء في الصناعة ان التوغل السريع للجهاديين في مساحات واسعة من العراق يثير مخاوف في سوق النفط حول قدرة منظمة البلدان المصدرة للنفط «اُوبك» على تلبية الطلب العالمي. ويقدر محللون ان المنظمة بحاجة إلى زيادة الإنتاج بمعدل 700 مليون برميل يوميا على الأقل في النصف الثاني من العام لتلبية الطلب العالمي، وتستند آمالهم جزئيا على زيادة إنتاج النفط من الآبار العراقية.

وقال إحسان الحق، المحلل في شركة «كيه.بي.سي البريطانية لإستشارات الطاقة «اذا لم يتحقق هذا الأمل، فستكون هناك مشكلة»، مشيرا إلى أن أعضاء «اُوبك» ليبيا ونيجيريا وإيران ينتجون بالفعل أقل من إمكانياتهم بسبب إضطرابات وعقوبات. وعلى المدى الطويل من المتوقع أن يأتي من العراق 60 في المئة من النمو في الطاقة الإنتاجية لـ»اُوبك»، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية في باريس.

وإرتفع سعر خام برنت القياسي إلى أعلى مستوى له في 9 أشهر ليصل إلى 114.5 دولار للبرميل في معاملات نهاية الاُسبوع الماضي قبل أن يتراجع دون 113 دولارا في وقت لاحق.وتوقف النفط المستخرج من شمال البلاد عن الوصول إلى الأسواق منذ شهر آذار/مارس الماضي في أعقاب العنف الذي وقع في محافظة الأنبار والهجوم على خط أنابيب يؤدي إلى تركيا.

ومع ذلك فإن 90 في المئة من النفط العراقي يأتي من جنوب البلاد، ومن غير المرجح أن تتمكن "دولة العراق الإسلامية وبلاد الشام" (داعش) من السيطرة على الجنوب .وقال إحسان الحق «لا يبدو ان كل إنتاج العراق سينخفض، ولكن حتى لو كان هناك توقف جزئي فقط، فإن ذلك سيخلق مشاكل». وقال خبراء إن الأسعار ستستمر في الإرتفاع إذا ما تقدم تنظيم داعش) أكثر نحو العاصمة بغداد، حيث يتم التحكم في صناعة النفط في البلاد.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن عملية التوسع المزمعة في إنتاج النفط في الجنوب ستكون في خطر اذا سحبت شركات النفط العالمية موظفيها لأسباب أمنية أو أجلت إستثماراتها.وقال محللون في «كومرتس بنك» في فرانكفورت ان تصعيد الوضع في العراق وتوقف إنتاج النفط في الجنوب من شانه ان يدفع أسعار النفط إلى الإرتفاع بمعدل 10 دولارات للبرميل. ويعد العراق ثاني منتج للنفط في «اُوبك» وينتج اكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم، كما يملك اكثر من 11٪ من الإحتياطات المؤكدة للذهب الأسود في العالم.

وفي ايار/مايو انتج العراق 3.37 مليون برميل في اليوم بعد 3.32 ملايين برميل يوميا في نيسان/ابريل، بحسب الوكالة الدولية للطاقة. ويأتي الإنتاج النفطي خصوصا من الجنوب من حقول الرميلة العملاقة وكذلك من الشمال حول كركوك. كما يملك احتياطات مؤكدة تقدر بـ140.3 مليار برميل من النفط و3158 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وقد بلغت الصادرات في أيار/مايو 80.04 مليون برميل بحسب الأرقام الرسمية العراقية،اي ما يمثل 2.58 مليون برميل يوميا كمعدل وسطي، كما بلغت قيمة إيراداتها 8.68 مليار دولار. لكنها بقيت اقل من حجمها في شباط/فبراير عندما ارتفعت إلى اعلى مستوياتها منذ اجتياح الكويت في 1990 (2.8 مليون برميل يوميا). ويعول العراق رسميا على ثلاثة ملايين برميل يوميا من الصادرات بحلول نهاية 2014.

اما مبيعات الخام فتمثل اكثر من 75٪ من اجمالي الناتج الداخلي واكثر من 90٪ من عائدات الدولة بحسب صندوق النقد الدولي. لكن العراق محروم حاليا من طريق أساسية للتصدير هي خط الأنابيب الذي يربط كركوك بمرفأ جيهان التركي ويصدر عبر مصافي الجنوب الواقعة على الخليج خاصة في البصرة. ويعود بناؤه إلى 1976 وتبلغ طاقته 500 الف برميل في اليوم.

وفي الشمال أيضا يلقي نزاع بين بغداد ومنطقة كردستان العراقية التي تتمتع بحكم ذاتي بظلاله على الصادرات. وفي أيار/مايو اعلنت تركيا انها بدأت امداد الأسواق الدولية بالنفط المستخرج من كردستان العراق.وقد قدمت بغداد، التي تتنازع منذ سنوات مع السلطات في أربيل في هذا الخصوص، في 23 ايار/مايو شكوى ضد تركيا امام غرفة التجارة الدولية التي مقرها في باريس.