مشروع الإمام هو مشروع بحجم العالم ، وهو مشروع انتصار وحسم نهائي غير قابل للتراجع والانهزام، وهو مشروع سيواجه تحديات كبرى: فكرية وعقيدية ومادية ونفسية وعسكرية وأمنية
شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة التي جاءت تحت عنوان:(غيبة الامام المهدي(ع) الأسباب والدوافع) على أن الله سبحانه أراد للمشروع الإلهي الذي يحمله الإمام المهدي (ع) فيحقق من خلاله آمال وأهداف الأنبياء أن يكون المشروع الأخير للبشرية الذي يأتي بعد فشل كل المشاريع والتجارب الإنسانية وإخفاقها في تحقيق العدالة والأمن والسلام والرخاء الحقيقي للناس. فالله سبحانه أدخر إمامنا كل هذه القرون لتكون دولته الدولة الأخيرة المنقذة بعد أن يكون الناس قد جربوا كل الأنظمة والدول الأخرى وحصلوا على فرصتهم الكافية واستنفذوا كل جهودهم وتجاربهم ولم يصلوا الى العدالة الحقيقية ولا الى تطلعاتهم وآمالهم .. وعندها لا يبقى أمام الناس سوى دولة الإمام والمشروع الإلهي الذي يحمله ليكون هو المنقذ والمخلص بعد فشل جميع مشاريعهم ودولهم الأخرى.
وقال: رأينا عبر التاريخ وإلى الآن، كيف أن الأمبراطوريات والأطروحات والمشاريع والتجارب والدول الكبرى والعظمى تهاوت وسقطت الواحدة بعد الأخرى،التجربة الشيوعية والتجربة الاشتراكية , والتجربة الرأسمالية وغيرها بعد أن ثبت فشلها في تحقيق العدالة والرخاء وفي صنع السلام العالمي، لقد رأينا كيف سقط الاتحاد السوفياتي بعد أن عجز عن تحقيق أهدافه ، واليوم الولايات المتحدة الأمريكية التى تقدم نفسها على أنها القطب الأوحد في هذا العالم وراعية الديمقراطيات والحريات في العالم على طريق الفشل والسقوط .
وأضاف: إن مشروع الإمام هو مشروع بحجم العالم ، وهو مشروع انتصار وحسم نهائي غير قابل للتراجع والانهزام، وهو مشروع سيواجه تحديات كبرى: فكرية وعقيدية ومادية ونفسية وعسكرية وأمنية .. وسينتصر عليها ، ولا يستطيع أن يقوم بهذا العبء ويحمل هذا المشروع إلى جانب الإمام إلا المخلصون الحقيقيون الذين خضعوا لامتحانات وابتلاءات واختبارات كثيرة وخاضوا تجارب كبيرة , ومُحّصوا وغُرّبلوا وامتُحنُوا واختُبِروا وواجهوا جميع أنواع التحديات ولكنهم ثبتوا ونجحوا وبرهنوا على أنهم بمستوى المسؤولية ولائقون ليكونوا في صفوف جيش الإمام.
نص الخطبة:
نبارك لرسول الله (ص) ولأئمة أهل البيت (ع) ولولي أمر المسلمين وعموم المسلمين والموالين والمنتظرين ذكرى ولادة أمل البشرية الإمام المهدي المنتظر (عج) ونسأله تعالى أن يعجل بفرجه وبظهوره ليخلّص هذا العالم من اشكال الظلم والقهر والجهل والانحطاط ..
ي خطبة الجمعة الماضية قلت إن ولادة الإمام المهدي (عج) في 15 شعبان من سنة 255 هـ هو حقيقة ثابتة دلت عليها عشرات النصوص والشواهد والقرائن، كما دل عليها الواقع التاريخي الذي يُثبت بأن هذا الإمام (ع) قد اتصل فعلاَ بأصحابه وأتباعه وشيعته في الغيبة الصغرى التي استمرت حوالى سبعين سنة من خلال سفرائه ووكلائه الأربعة، وبعدها بدأت الغيبة الكبرى المستمرة حتى الآن وإلى أن يأذن الله له بالخروج والظهور.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما هي أسباب الغيبة؟ خصوصاً أن الغيبة ليست هي القاعدة، بل هي الاستثناء لأن الأصل أن يكون الإمام المعصوم حاضراً بين أتباعه وشيعته يدير وينظم ويقود هذه الأمة ويواكب أمورها ويدبر شؤونها ويوجه ويحقق الأهداف من خلال حضوره المستمر والدائم.
فلماذا كان هذا الاستثناء بالنسبة للإمام المهدي (عج) ؟ وما هي أسباب وظروف ودوافع هذه الغيبة الطويلة؟
والجواب: هناك عدة اسباب للغيبة منها:
أولاً: ان الله سبحانه أراد للمشروع الإلهي الذي يحمله الإمام المهدي (ع) فيحقق من خلاله آمال وأهداف الأنبياء أن يكون المشروع الأخير للبشرية الذي يأتي بعد فشل كل المشاريع والتجارب الإنسانية وإخفاقها في تحقيق العدالة والأمن والسلام والرخاء الحقيقي للناس. فالله سبحانه أدخر إمامنا كل هذه القرون لتكون دولته الدولة الأخيرة المنقذة بعد أن يكون الناس قد جربوا كل الأنظمة والدول الأخرى وحصلوا على فرصتهم الكافية واستنفذوا كل جهودهم وتجاربهم ولم يصلوا الى العدالة الحقيقية ولا الى تطلعاتهم وآمالهم .. وعندها لا يبقى أمام الناس سوى دولة الإمام والمشروع الإلهي الذي يحمله ليكون هو المنقذ والمخلص بعد فشل جميع مشاريعهم ودولهم الأخرى.
وهذا ما دلت عليه الروايات فقد ورد عن الإمام الباقر (ع) قال: "إن دولتنا آخر الدول ولم يبقَ أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا لو ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عز وجل: [والعاقبة للمتقين]".
وعن الإمام جعفر الصادق (ع) قال: "ما يكون هذا الأمر (أي حركة الإمام دولة الإمام) حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولُّوا على الناس، حتى لا يقول قائل: إنّا لو وُلّينا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل".
وقد رأينا عبر التاريخ وإلى الآن، كيف أن الأمبراطوريات والأطروحات والمشاريع والتجارب والدول الكبرى والعظمى تهاوت وسقطت الواحدة بعد الأخرى،التجربة الشيوعية والاشتراكية , والتجربة الرأسمالية وغيرها بعد أن ثبت فشلها في تحقيق العدالة والرخاء وفي صنع السلام العالمي، لقد رأينا كيف سقط الاتحاد السوفياتي بعد أن عجز عن تحقيق أهدافه ، واليوم الولايات المتحدة الأمريكية التى تقدم نفسها على أنها القطب الأوحد في هذا العالم وراعية الديمقراطيات والحريات في العالم على طريق الفشل والسقوط .
ثانياً: إن مشروع الإمام هو مشروع بحجم العالم ، وهو مشروع انتصار وحسم نهائي غير قابل للتراجع والانهزام، وهو مشروع سيواجه تحديات كبرى: فكرية وعقيدية ومادية ونفسية وعسكرية وأمنية .. وسينتصر عليها ، ولا يستطيع أن يقوم بهذا العبء ويحمل هذا المشروع إلى جانب الإمام إلا المخلصون الحقيقيون الذين خضعوا لامتحانات وابتلاءات واختبارات كثيرة وخاضوا تجارب كبيرة , ومُحّصوا وغُرّبلوا وامتُحنُوا واختُبِروا وواجهوا جميع أنواع التحديات ولكنهم ثبتوا ونجحوا وبرهنوا على أنهم بمستوى المسؤولية ولائقون ليكونوا في صفوف جيش الإمام.
ومن هنا فإن الله عز وجل قد يكون قد غيّب إمامنا كل هذه المدة الطويلة لتمحيص المؤمنين وغربلتهم واختبارهم ليظهر المؤمنون المخلصون وينكشف مدى استعدادهم وجهوزيتهم للقيام بهذه المسؤولية وليظهر وينكشف في المقابل ضعاف النفوس والانهزاميون والمتزلزلون وينسحبوا قبل أن يشكلوا أي ثغرة في جيش الإمام (ع). قال الله تعالى: [ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب].
وعن الإمام الرضا (ع) قال: "والله لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم (أي ظهور الإمام وقيام دولة العدل) حتى تميّزوا وتُمحِّصوا فلا يبقى منكم إلا الأندر(أي أقل القليل) ثم قرأ قوله تعالى: [ألم أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون]. وهذا يعني أن على الإنسان في هذه المرحلة أن يُثبت أنه من تلك الشريحة الثابتة الصابرة المخلصة الجاهزة للانخراط في مشروع الإمام والمساهمة في تحقيق انتصاره النهائي.
ثالثاً: من أهم شروط إنهاء الغيبة وتحقيق الظهور والفرج هو توفر العدد الكافي من الأنصار والجنود والأتباع المخلصين القادرين على المساهمة في تحقيق المشروع الذي يحمله الإمام , وبدون توفر هذا الشرط لا يتحقق الظهور ولا تنتهي الغيبة الكبرى, وبالتالي فإن تعجيل ظهور الإمام هو بأيدينا ، وفي الحقيقة لسنا نحن الذين ننتظر الإمام بل الإمام هو الذي ينتظرنا لنحقق شروط ظهوره والتي أهمها وجود العدد الكافي من الأنصار.
وهناك العديد من الروايات التي تحدثت عن صفات هؤلاء الأنصار الذين يبلغ عددهم عدد أصحاب بدر 313 والذين يمثلون نواة التحرك وقادة جيوش الإمام(ع) , والذين بمعظمهم من طبقة الشباب ليس فيهم كهل إلا كالملح في الطعام.
وأهم صفاتهم هو: الإيمان والطاعة لله والتهجد بالليل والصدق والإخلاص والشجاعة والقوة والجهوزية الدائمة والثبات والصبر والتعلق الخاص بالإمام وطاعته والانضباط أمام أوامره وتوجيهاته, وعشق الشهادة بين يديه.
بهؤلاء يؤدي الإمام (ع) دوره ويحقق الإنجازات الكبرى فيسود العدل والإيمان والسلام والرخاء والعلم والمعرفة في العالم , ويُقضي على الجهل والتخلف والانحطاط والضلال والفساد. مع الإمام المهدي (عج) وأتباعه وأنصاره وجنده والممهدين له ننتظر مستقبلاً مشرقاً للعالم الإسلامي وللعالم كله , مستقبلاً مفعماً بالأمن والسلام والعدالة والرخاء.
أما الجماعات التكفيرية الإرهابية من أمثال داعش والنصرة وأحرار الشام وغيرها من المسميات.. فننتظر مستقبلاً قاتماً مظلماً , مستقبلاً يسوده الجهل والتعصب والمذهبية والطائفية والحقد والقتل وسفك الدماء البريئة ، مستقبلاً ينعدم فيه الأمن والاستقرار والرخاء في هذه المنطقة.
ما جرى في العراق(في الموصل ونينوى وصلاح الدين وغيرها)في الأيام الماضية كان يمكن أن يجري عندنا في لبنان لولا دماء شهداء الدفاع المقدس والمجاهدين الذين حموا الحدود اللبنانية مع سوريا وطردوا وهزموا المجموعات الإرهابية المسلحة في مناطق القصير والقلمون وغيرها..كان من الممكن في أي يوم أن يستيقظ اللبنانيون وقد احتلت هذه المجموعات المناطق الحدودية والشمالية وأعلنتها إمارة وولاية لها كولاية نينوى،وأن نشهد نزوحاً لعشرات الآلاف من اللبنانيين وقد فروا من إرهاب هؤلاء وجرائمهم .
هنا تكمن أهمية وعظمة التضحيات التي قدمها الشهداء والمجاهدون وما زالوا دفاعاً عن لبنان واستقراره وسلمه وأهله..
هنا يجب أن يقف اللبنانيون ليشكروا المقاومة وحزب الله على تدخله في سوريا وانخراطه في مواجهة هذه الجماعات لأنه حمى لبنان وحفظ لبنان ومنع حتى الآن من تمدد هؤلاء إلى الداخل اللبناني..
اليوم مسؤولية العالم كله والعالم الإسلامي بالخصوص وبالأخص دول المنطقة مواجهة هذه الموجة التكفيرية الإرهابية وفضح داعميها والممولين والمسلحين لها من أنظمة غربية وعربية .. وإذا لم يتحمل العالم مسؤوليته على هذا الصعيد فدول المنطقة كلها ستكون أمام أخطار وتحديات وتداعيات استراتيجية كبرى لا يمكن تفاديها بسهولة .