قيل الكثير عن تدخل حزب الله في سوريا ومشاركته في القتال لحماية الحدود اللبنانية من الجماعات المسلحة الارهابية هناك، وقد حاول العديد من المغرضين التشكيك في أسباب تدخل الحزب هناك لتشويه صورته.
قيل الكثير عن تدخل حزب الله في سوريا ومشاركته في القتال لحماية الحدود اللبنانية من الجماعات المسلحة الارهابية هناك، وقد حاول العديد من المغرضين التشكيك في أسباب تدخل الحزب هناك وحاولوا الايحاء للرأي العام اللبناني والعربي والعالمي ايضا ان تدخل حزب الله ليس لتحقيق المصلحة اللبنانية، وحاولوا استغلال الملف السوري للعمل على تشويه صورة الحزب لاسباب لا تمت الى مصلحة لبنان واللبنانيين بصلة.
وأتى ذلك رغم تأكيدات حزب الله وقياداته السياسية وفي طليعتهم الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله ان حماية لبنان واللبنانيين هي الهدف الاول والاخير من الذهاب الى سوريا، وطالما شرح الحزب انه لولا التدخل في سوريا لكنا شهدنا السيارات المفخخة تجتاح القرى والمدن اللبنانية على امتداد الاراضي اللبنانية وكان الشعب اللبناني يذبح كالنعاج ولكانت الخسائر أكثر بكثير مما وقع في لبنان نتيجة التفجيرات التي نفذتها المجوعات الارهابية في أكثر من منطقة لبنانية.
واليوم وفي ظل ما يجري في العراق، برزت الحاجة أكثر للحديث والتذكير عن أسباب تدخل الحزب في سوريا، فالتفجيرات والاعتداءات من قبل الجماعات الارهابية لم تتوقف إلا بتدخل حزب الله لحماية الحدود اللبنانية السورية، وهنا يطرح السؤال الاهم ماذا لو لم يتدخل حزب الله في سوريا؟ وكيف كانت ستكون ردة فعل الجماعات الارهابية المسلحة هناك؟ وماذا لم لو يكن حزب الله موجودا اصلا في لبنان؟ هل سيكون هناك رادع امام هذه الجماعات ليس فقط لارسال السيارات المفخخة بل لاحتلال أجزاء من لبنان؟ فما الذي كان سيمنعها من الدخول الى لبنان لاحتلال اجزاء منه كما فعلت في العراق؟؟؟ أليس وجود حزب الله اصلا وفي سوريا بالاخص مَنَعَ الاعتداءات عن لبنان وأليس نفس الامر شكل ردعا للجماعات المسلحة من التمادي في اعتداءاتها؟ واليس هذا الامر نفسه منع نقل سيناريو ما يجري حاليا في العراق وتطبيقه في لبنان.
قنديل: لو لم يتدخل حزب الله في سوريا لكان لبنان مسرحا لنشاط الارهاب التكفيري
حول كل هذه التساؤلات توجهنا الى عضو "المجلس الوطني للاعلام" في لبنان غالب قنديل الذي شدد على انه "لو لم يكن حزب الله في سوريا لكان لبنان اليوم مسرحا لنشاط الارهاب التكفيري ولكان مناخ الفتنة المذهبية والاجواء التصادمية التي أثارتها القوى السياسية المناوئة للمقاومة داخل لبنان قد اثمر أجواء من التفجير العابرة للكل المناطق اللبنانية".
وأكد قنديل في حديثه لموقع "قناة المنار" ان "دخول حزب في سوريا ساهم بتسديد ضربة قاصمة وقوية للنشاط التكفيري عبر لبنان وفي لبنان"، وأوضح ان "هذا الذي يفسر انه منذ انتصارات القلمون هناك عمليا واقع امني اكثر استقرارا ورسوخا في لبنان حيث تراجعت بشكل ملحوظ وتيرة الهجمات التكفيرية التي اوقعت شهداء لبنانينن من كل الطوائف وتنقلت بين اكثر من منطقة لبنانية".
واعتبر قنديل ان "اللبنانيين مدينون لقيادة حزب الله بأمرين هما:
- الامر الاول: هو نجاح حزب الله بقطع الطريق على الفتنة من خلال الحكمة السياسية وضبط النفس وتقديم فرص التفاهم الداخلي التي تحتوي حالات التشنج والتوتر التي أثارتها حملات التحريض المذهبية خلال السنوات الثلاث الماضية.
- الامر الثاني: هو الانجاز العسكري والامني الذي كان حزب الله شريكا اساسيا فيه الى جانب الدولة والجيش والشعب في سوريا، موضحا ان "سلوك الحزب العقلاني سياسيا والحازم ميدانيا في التعامل مع خطر الارهاب والتكفير هو الذي مكّن اللبنانيين من ان ينعموا باستقرار كبير ما كان باستطاعتهم ان يحصلوا عليه لولا دور حزب الله".
واشار قنديل الى ان "حزب الله ادرك منذ بداية الازمة ان خطر الارهاب التكفيري يشكل خطرا شاملا كما اوضح الامين العام لحزب الله السيد نصر الله في اكثر من مكان"، وتابع ان "الجماعات الارهابية التكفيرية لم تخف منذ البداية تخطيطها لغزو لبنان وتفجيره انطلاقا من نجاح مخططها في سوريا"، واوضح ان "الحزب عندما قرر المشاركة في سوريا قرر الذهاب الى مصدر الخطر مباشرة ولم يترك له الوقت ليتنامي ويطوّر من وجوده في الداخل اللبناني على نطاق واسع".
قرار المشاركة في سوريا ينبع من انها تتعرض لعدوان يستهدف محور المقاومة
واكد قنديل "كان من الواضح ان هناك من عمل داخل لبنان لاشعال الفتنة المذهبية بهدف خلق بيئة حاضنة للجماعات التكفيرية في اكثر من منطقة لبنانية لا سيما مناطق حدودية مع سوريا بهدف تجميع المسلحين وتمويلهم لارسالهم الى سوريا"، واضاف "بالتالي كان الحزب يدرك ان ترك الخطر يتفاقم في سوريا سيؤدي الى انفجاره في العمق اللبناني، ولفت الى ان "هناك خلايا ارهابية فاعلة كانت موجودة في لبنان كما تبين ان هناك عدد كبير من الخلايا الارهابية النائمة التي تبين انها مزروعة في اكثر من منطقة"، واعتبر ان "خطر هذه الخلايا قائم الا انه ليس بالقدر الذي كان موجود قبل تدخل حزب الله في سوريا".
ولفت قنديل الى ان "قرار حزب بالدخول الى سوريا والمشاركة في مواجهة العدوان التي تتعرض له كان قرارا نابعا من رؤية شاملة لطبيعة العدوان التي تتعرض له سوريا بأنه عدوان يستهدف محور المقاومة وسندها وظهرها"، واضاف ان "الحزب كان معنيا مباشرة على الصعيد الاستراتيجي بأن يكون في صلب هذه المواجهة لان النتائج التي يمكن ان يرتبها نجاح الحلف العدواني بقيادة اميركا بتدمير الدولة السورية والنيل منها وكسر الموقع الذي تمثله سوريا في معادلات الصراع مع العدو الاسرائيلي سينعكس مباشرة على المقاومة وعلى الوضع في المنطقة ككل".
وحول ما يجري في العراق من نشاطات ارهابية، رأى قنديل ان الهدف من ذلك هو تعويض "المحور السعودي القطري التركي المدعوم اميركيا" من خسارته في سوريا بعد نجاح الانتخابات الرئاسية، ولفت الى ان "عملية التهليل لعملية داعش الارهابية في العراق تكشف نوايا دول العدوان على سوريا التي تحاول ان تستثمر هذه الاعتداءات لضرب الوحدة الوطنية العراقية ولايجاد لها موطىء قدم لها في العراق تعويضا عن هزائمها في سوريا".
ولفت قنديل الى "كلام بعض المسؤولين الخليجيين حول ما يجري في العراق يظهر نوايا استثمار نشاط الارهاب التكفيري للتأثير على المعادلة السياسية وتوازناتها داخل العراق تعويضا عن الهزيمة في سوريا وطمس نتائج الانتخابات الرئاسية السورية التي اعادت الرئيس الاسد لولاية رئاسية جديدة"، وتابع "كل ذلك يؤكد فشل كل مؤامرات المحور المعادي لسوريا والتي حيكت منذ بدء الازمة السورية".
مع مرور الوقت يتأكد للقاصي والداني صوابية خيار المقاومة في التدخل لحماية الحدود اللبنانية من خطر الجماعات الارهابية التكفيرية في سوريا، لتؤكد هذه المقاومة انها طالما عملت في سبيل الوطن وحمايته، وهي لا تتوانى عن تقديم التضحيات خدمة للمصلحة العامة سواء في القضايا الاستراتيجية الكبرى ام في القضايا السياسية الداخلية.