16-11-2024 09:31 AM بتوقيت القدس المحتلة

ردود الفعل في الصحافة على كلمة سماحة الأمين العام في ذكرى القادة الشهداء

ردود الفعل في الصحافة على كلمة سماحة الأمين العام في ذكرى القادة الشهداء

كالعادة وبعدخطاب امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله تكثر ردود الفعل وتكثر التحليلات



- أسرار النهار: قال ديبلوماسي أوروبي إذا كان في مقدور حزب الله ان يحتل الجليل، فلماذا لا يكون في مقدوره استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أولاً.


- السفير عماد مرمل: وصلت معلومات الى مرجع بارز في الاكثرية الجديدة، مفادها ان مجموعات لبنانية في الولايات المتحدة، تابعة لـ 14 آذار، تسعى مع منظمة «أيباك» الى استصدار قرارات عن الكونغرس الاميركي تمنح الرئيس باراك أوباما هامشا واسعا لاتخاذ القرارات التي يراها مناسبة للضغط على حكومة نجيب ميقاتي وعلى حزب الله، في استعادة لـ«خريطة الطريق» التي جرى استخدامها في السابق لإصدار القرار 1559. وأمام هذا المشهد، نُقل عن الرئيس نبيه بري أسفه لأن «جماعة 14 آذار يعتبرون ان باراك يمزح حين يهدد باجتياح لبنان ولا يكترثون لما يصدر عنه، بينما يتعاملون مع المقاومة بعدائية وسلبية. فهل من كان بعيدا عن الحدود لا يعرف قيمة المقاومة والدفاع عن الارض، وهل يجب ان يقيم هؤلاء في القرى الجنوبية ليعرفوا ما الذي نقصده»؟.


- السفير: إسـرائيل تغلـق سفارتها وقنصليتهـا فـي تركيـا
في خطوة غير مسبوقة، أغلقت اسرائيل ممثليتيها الدبلوماسيتين في تركيا، وهما السفارة في أنقرة والقنصلية في اسطنبول. وقال مسؤول قنصلي إسرائيلي لصحيفة «ميللييت» أمس إن الممثليتين مغلقتان منذ الجمعة الماضي. وأوضح أن قرار الإغلاق اتخذ نتيجة تهديدات «حزب الله» بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال القائد عماد مغنية. وقال المسؤول انه لا يعرف متى ستفتح الممثليتان من جديد. ولم يصدر بعد أي تعليق تركي على القرار الإسرائيلي..


- السفير ادوارد العشي: استنفار وتحصينات إسرائيلية قبالة الحدود بعد خطاب نصر الله
اتخذت إسرائيل سلسلة من الإجراءات الاحترازية الميدانية، بعد التهديد الذي أطلقه الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله أمس، بالسيطرة على الجليل رداً على تهديد باراك باجتياح لبنان. فعمدت إلى القيام بالتحصينات ومدّ شبكات للاتصالات والإنذار المبكر على حدودها الشمالية، في ظل استنفارٍ غير معلن، لنحو 25 عسكرياً، وحماية مؤللة لعربات هامر المدرعة التي انتشرت على الخط الحدودي. ترافق ذلك مع تحليق متواصل لطائرة استطلاع من دون طيار في أجواء المنطقة الحدودية، قابله استنفار في الجانب اللبناني لقوى الجيش و«اليونيفيل»، التي استدعت سيارة إسعاف على وجه السرعة تحسباً لأي طارئ، وذلك في محلة الثغرة على المدخل الشمالي لبلدة عديسة. حيث قامت ورشة تقنية إسرائيلية مؤلفة من حفارة بوكلن وجرافة عسكرية مدعومة بسيارتي هامر، بحفر أخدود ومدّ كابل للاتصالات قطره 4 إنشات، انطلاقا من بوابة الحديد قبالة محلة الثغرة بطول حوالى 250 متراً، نزولاً حتى مكان المواجهات البطولية في الثالث من آب الماضي، إضافة إلى تركيب أجهزة للتحسس والإنذار المبكر. وتولت فرقة أخرى صيانة النظام الالكتروني الممغنط، وكاميرات المراقبة المثبتة على السياج الحدودي الشائك. في وقت رابطت عربة هامر مصفحة بين الأشجار، على طريق مستعمرة مسكاف عام، قرب نقطة المراقبة المتقدمة قبالة موقع الجيش اللبناني في عديسة، وصوب عناصرها الذين بدا عليهم التوتر، أسلحتهم الرشاشة باتجاه الجانب اللبناني. كما حضر إلى المكان، ضباط من فريق المراقبين الدوليين. وحلقت طوافة دولية فوق الخط الأزرق، وأفادت مصادر وثيقة، بأنها تقل القائد العام لقوات الطوارئ الدولية الجنرال البرتو آسارتا. وتأتي هذه الأشغال، إثر الحديث عن خللٍ في أجهزة الرقابة الإسرائيلية، أبقى الحدود مع لبنان مفتوحة لساعات، بعد ان ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية قبل يومين، من أن مساحة ثلاثة كيلومترات من المنطقة الحدودية مع لبنان من جهة الغجر، كانت مفتوحة من دون مراقبة دوريات جنود، أو معدات رقابة، وذلك بعد أن قام مجهولون بقطع كابل من الكهرباء والسياج القائم في المكان.

-السفير عماد مرمل: نصر الله يطوّر استراتيجية الردع... «والآتي أعظم».. «معادلة الجليل»: أفضل وسيلة للدفاع... الهجوم
يهدد السيد حسن نصر الله بتحرير الجليل الفلسطيني إذا فُرضت الحرب على لبنان، ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يرد مؤكدا ان جيشه قادر على الدفاع عن إسرائيل والمستوطنين المقيمين فيها. حتى ما قبل أمس الاول كان مثل هذا السيناريو سيبدو اقرب الى الخيال ونوعا من الرومانسية الثورية، ذلك ان إسرائيل عودت العرب خلال عقود من الصراع، انها هي التي تهدد بالاجتياح، فيما الآخرون سلاحهم الوحيد هو الشرعية الدولية العاجزة وقرارتها العقيمة!

بهذا المعنى، فإن خطاب نصر الله حقق تحولا استراتيجيا في فلسفة الصراع وأدبياته، حتى قبل ان تبدأ الحرب. يكفيه انه حطم عقدة النقص التي تلازم الكثيرين في هذا العالم العربي، ممن يفترضون ان الصمود في مواجهة إسرائيل يكاد يكون مستحيلا، فكيف باختراق الحدود المحصنة وتحرير بعض الارض المحتلة. لقد انقلبت الأدوار هذه المرة، وباتت المقاومة هي التي تهدد بالسيطرة على شمال فلسطين المحتلة، فيما يتحول نتنياهو الى موقع الدفاع، مطمئنا سكان المستوطنات الى ان جيشه قوي ويملك القدرة على حمايتهم.
 
انه بالفعل مشهد جميل ونادر، يستحق التأمل، بعدما كان العدو يملك في الماضي «الحق الحصري» في المنطقة بالهجوم. لكن، في موازاة القيمة الاستراتيجية لـ«معادلة الجليل»، تبدو المقاومة حريصة على وضعها في سياق حماية لبنان حصرا، على قاعدة ان أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، وبالتالي، فإن فرضية السعي للسيطرة على الجليل، ليست مطروحة «إلا إذا فرضت الحرب على لبنان»، ولا تعكس أي نية او رغبة في المبادرة الى الهجوم من طرف واحد. ولعل ما طرحه «السيد» يكتسب أهميته، ليس فقط من «بُعده العسكري» المتصل بقدرة المقاومة على تغيير قواعد اللعبة في حال وقعت الحرب، وإنما أيضا من «بُعده الوقائي» الذي من شأنه ان يحول دون حصول هذه الحرب أصلا، او أن يؤخر اندلاعها على الاقل، «باعتبار ان المعطى المستجد سيدفع اسرائيل الى إجراء المزيد من الحسابات والتفكير مليا قبل ان تُقدم على أي مغامرة جديدة في لبنان».
 
ولئن كان البعض تمنى ان يحتفط نصرة الله بـ«مفاجأة الجليل» الى حين اندلاع المواجهة المقبلة، لئلا يحرقها الضوء وحتى لا تتاح للاسرائيلي فرصة ان يستعد لها، إلا ان العارفين يؤكدون ان «السيد» تعمد ان يفجر قنبلته في هذا التوقيت، في سياق تعزيز مفهوم قوة الردع، لان الاولوية بالنسبة اليه هي فعل كل ما هو ممكن لمنع جيش الاحتلال من شن عدوان جديد، وليس انتظار حصوله. وما دام التهديد بالدخول الى الجليل يمكن ان يساهم في لجم النيات العدوانية الاسرائيلية ـ لا سيما بعد دعوة ايهود باراك جنوده الى الاستعداد للعودة الى لبنان ـ فلا موجب للتردد او للتكتم.

ومن المؤكد ان الجانب الاسرائيلي الذي اختبر مصداقية نصر الله في العديد من المحطات المفصلية، يدرك جيدا انه ما كان ليطلق «معادلة الجليل» لو لم يكن واثقا بأن المقاومة أصبحت تستطيع ترجمتها في الميدان عندما تدق ساعة الصفر، وربما يدرك الإسرائيلي أيضا أن نصر الله ما كان لـ«يلعب» هذه الورقة ويكشفها لولا انه يخفي في جعبته غيرها من الأوراق الأشد تأثيرا وفعالية، والتي قد تصنع مفاجآت الحرب المقبلة.

وتعكس «معادلة الجليل» تصاعدا متدرجا في الخط البياني لاستراتيجية الردع التي تبنيها المقاومة، منذ سنوات، في تعبير عن التطور المتنامي في إمكانياتها التي تجلى بعضها خلال «حرب تموز»، حيث كانت «تل أبيب في مقابل بيروت»، لتتحقق بعد الحرب قفزات نوعية على مستوى الجهوزية جعلت «تل أبيب في مقابل الضاحية»، ومن ثم «المبنى في مقابل المبنى»، و«مطار بن غوريون في مقابل مطار رفيق الحريري»، و«المرفأ في مقابل المرفأ»، و«البحر في مقابل البحر»، وصولا الى «معادلة الجليل» التي وضعت الأرض في مقابل الارض، ما أحدث إرباكا في الحسابات الإسرائيلية المبنية على فرضيات من نوع آخر. والمفارقة ان فريق 14 آذار قرر من إحدى قاعات «البيال» في وسط بيروت، تفعيل معركته حول السلاح في اللحظة التي باتت فيها فعالية هذا السلاح تسمح بإعادة صياغة وجه المنطقة برمتها، بحيث بات الفارق في المسافة بين ما يطرحه هذا الفريق وواقع المقاومة كبيرا الى الحد الذي لا يسمح بتقليصه، مهما اشتدت الضغوط، ومهما تحسنت اللياقة البدنية للراغبين في خوض السباق...



- السفير علي شهاب: لا يستبعد المفاجآت في الميدان وتوزيع إسرائيل لقواتها على جبهات.. سيناريو الحرب البرية: ماذا تعني عملياً معادلة نصر الله الجديدة؟
أسس السيد حسن نصر الله لنظرية «إذا» العسكرية، فمنذ اليوم الأول لانتهاء حرب تموز 2006، يقابل كل تهديد اسرائيلي بمفاجأة مقرونة بـ«إذا». هذه الـ«إذا» صارت علامة خاصة بالسيد الذي تدرج في مواقفه من خطاب الصواريخ في يوم «النصر الإلهي» الى وعيد تدمير الفرق العشرة، فالمعادلة البحرية ثم تطوير نظرية المبنى بالمبنى، حتى خطابه الأخير، الاربعاء الماضي، حين أعلن صراحة ان المقاومة على استعداد لاحتلال شمالي أراضي فلسطين المحتلة في أي حرب مقبلة. ولئن شكلت معادلة السيد الأخيرة رداً مباشراً على وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك حين تحدث عن اجتياح لبنان مجددا، فإن أول من سعى لامتصاص «معادلة الجليل» كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فعكست سرعة الردّ، شدة تلمّس المؤسستين العسكرية والامنية في تل أبيب لحجم تداعيات كلام نصر الله. الآن، بعد ان صار اجتياح شمالي فلسطين المحتلة هدفا مركزيا في أي مواجهة مفترضة، بات بالإمكان رسم مشهد هذه العملية، من خلال عشرات التقارير والدراسات الاسرائيلية والأميركية، مع العلم ان الكلام عن حرب مفترضة لا يعني بالضرورة نشوب الحرب في القريب، بل هو محاولة استشراف سيناريو عسكري. فالصورة، استنادا لمراكز أبحاث ومواقع وفصليات اميركية واسرائيلية، كما يلي: ما ان يُعلن السيد نصر الله البدء في تنفيذ الخطط الدفاعية ويعلن التعبئة العامة في صفوف «حزب الله» والسرايا اللبنانية، ردا على بدء الجيش الاسرائيلي بعدوان جديد، حتى تباشر جميع الوحدات القتالية في المقاومة تطبيق ما تدربت عليه طوال سنوات، ومن ضمن التطبيقات الرد على حشد الجيش الاسرائيلي قواته البرية عند الجبهة الشمالية، حيث يتقدم عشرات الآلاف من المشاة الاسرائيليين على 6 محاور في جنوب لبنان (في مشهد شبيه باجتياح العام 1982 ولكن بصورة أوسع) بموازاة عشرات الانزالات الجوية حتى شمال لبنان، وانزالات بحرية على طول الساحل وصولا الى العاصمة بيروت. في هذه المرحلة تحديدا، تتولى قوات خاصة من الحزب تنفيذ هجوم مضاد مفاجئ للسيطرة على شمال «اسرائيل»، على النحو الآتي:
÷ المحور الأول: مجموعات تتقدم عبر نقطة الناقورة، إلى مسافة سبعة كيلومترات، وتقوم بالاستيلاء على مدينة نهاريا، التي يقطنها حوالى 55 ألف إسرائيلي. ستحاول مجموعات «حزب الله» في هذا المحور بالتأكيد احتجاز اكبر عدد من الرهائن الاسرائيليين، بهدف ردع القوات المعادية من استعادة المدينة وشن حرب نفسية واقعية على الجبهة الداخلية.
÷ المحور الثاني: مجموعات تتقدم باتجاه المنطقة الواقعة جنوب شرق الناقورة إلى مسافة 300 متر بحيث تستولي على مدينة شلومي الإسرائيلية، والتي يقطنها نحو 6500 إسرائيلي. وبالاستيلاء على «شلومي»، يكون «حزب الله» قد أكمل السيطرة على الطريق الرئيسي، بما يتيح لوحداته اعتراض أي حركة للقوات الإسرائيلية التي ستحاول التقدم لاسترداد مدينة نهاريا، وعلى وجه الخصوص القوات الإسرائيلية القادمة من القواعد العسكرية التابعة للقيادة الشمالية الإسرائيلية، والموجودة في منطقة الجليل والجليل الأعلى تحديدا.
÷ المحور الثالث: مجموعات تتقدم جنوبا في العمق، وتصل إلى الشمال من مدينة الكرمل. بجانب الطريق السريع رقم 85، الذي يصل «عكا» على ساحل البحر بمدينة صفد في مرتفعات الجليل. الهدف من انتشار مجموعات المقاومة في هذا المحور هو الحصول على موقع متقدم والاستفادة من دعم السكان المحليين بتحريك العرب داخل إسرائيل، وبالعمل على بناء وتفعيل حركة عمل سري واسعة تشمل العرب الموجودين في مناطق: سخنين - عرابة – ديرحانا، والتنسيق مع خلايا ناشطة في الضفة الغربية، فضلا عن اقامة درع متقدم يوفر الحماية المتقدمة لوحدات «حزب الله» المتمركزة في نهاريا وشلومي، وعرقلة حركة القوات الإسرائيلية من الوسط إلى الشمال. نجاح مجموعات هذا المحور في تنفيذ الخطة المفترضة يرغم القوات الإسرائيلية على التركيز على معالجة المواجهات في المناطق القريبة من وسط إسرائيل، وهو أمر سوف يخفف الضغط على مجموعات المقاومة المسيطرة على نهاريا وشلومي.
÷ المحور الرابع: مجموعات تتقدم من بلدة حولا، إلى داخل وادي قاديش، الواقع عند حدود مستوطنتي يفتاح ونفتالي، الآهلتين بالإسرائيليين. وبمجرد سقوط هذه المنطقة، تكون وحدات «حزب الله» الخاصة قد صارت قادرة على استخدام نيران مباشرة تطال وسط اسرائيل وجنوبها بسهولة تامة، من دون أن يعني هذه التطور التقليل من القدرة الصاروخية العاملة طوال مراحل الحرب انطلاقا من الخطوط الخلفية داخل الأراضي اللبنانية.
على امتداد المحاور، ستدور اشتباكات عنيفة من مسافات قريبة، يرافقها قصف صاروخي ومدفعي متواصل بين الطرفين على مستوى الداخل، على أن يواكب سلاح الجو الإسرائيلي القوات البرية التي تتقدم بدورها على المحاور كافة في جنوب لبنان، من خلال الإجراءات التالية:
- المقاتلات الحربية تشكل دوائر في الجو تحلق باستمرار فوق البحر للإغارة على أي هدف.
- رصد جوي، واستطلاع طولي ودائري لمسرح العمليات البرية، من قبل طائرات «الأواكس» والطائرات المسيرة من دون طيار، التي تنقل الصور الجوية لمجريات المعارك مباشرة إلى غرف التحكم والسيطرة المركزية والميدانية.
- مشاركة نوعية لطائرات من دون طيار حديثة مجهزة بصواريخ جو – أرض، ومسلحة برشاش متوسط أوتوماتيكي يقوم برمايات من الجو خلال الاشتباكات البرية.
- تحليق طائرات تجسسية صغيرة الحجم على علو منخفض، تُطلق وتسيّر من قبل جندي المشاة، وتتلقى الأوامر مباشرة من قبل قائد الكتيبة أو السرية، علما أن الجيش الإسرائيلي اختبر فعلا هذا التكتيك في حربه الأخيرة على غزة.
- المروحيات الهجومية من طرازي «أباتشي» و«كوبرا»، تقوم بعمليات إسناد وتأمين للمدرعات والمشاة على السواء.
في هذه الأثناء، يواصل عناصر وحدة الدفاع الجوي في «حزب الله» التصدي للطائرات الإسرائيلية على أنواعها؛ فيضطر الطيران المروحي والتجسسي الاسرائيلي الى التحليق على علو مرتفع. في الجهة المقابلة أيضا، سيقوم عناصر من وحدة «ياشمام» التابعة للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية برصد واستطلاع نار المدفعية وتصحيح أهدافها. سلاح المدفعية الاسرائيلية سوف يستخدم تكتيكا جديدا يتمثل في تقدم آليات مدرعة، نُصبت عليها مدافع متحركة منحنية ومباشرة، لتنفيذ عمليات إسناد قريب لقوات المشاة، من دون ان تنجح في تلافي صواريخ المقاومة المضادة للدروع بأجيالها المختلفة. فور انجاز «ياشمام» لمهمتها، سيتقدم سلاح المدرعات الاسرائيلي من مختلف المحاور وفقا لمجموعة اجراءات:
- قوات خاصة من وحدة «بالسار 7» تنفذ دوريات استطلاع متقدمة لصالح ألوية المدرعات.
- توغل مجــموعات استخبارية عسكرية مجهزة بصــواريخ ضــد الدروع، لحماية المدرعات المتقدمة، والتصدي للصواريخ المضادة للدروع من قبل «حزب الله».
- جرافات عسكرية مدرعة من طراز «دي 9»، تتولى فتح طرق جديدة، وإقامة سواتر ترابية عالية، لتفادي الصواريخ الموجهة والعبوات الناسفة.
- قوات من وحدة «بابل» ووحدة «ياشصاب»، التابعتين لسلاح الهندسة، تقوم بتنظيف الطرق التي تسلكها المدرعات من الألغام المضادة للدروع والنسفيات الكبيرة، التي زرعتها وحدة الهندسة في «حزب الله».
- بعد القيام بهذه الإجراءات التأمينية، أرتال من دبابات «الميركافا -4»، تتقدم على مختلف المحاور، في ظل تغطية دخانية كثيفة، وإجراء عمليات دعم متقابل في ما بينها.
هذه الاجراءات لا تعطل بالكامل قدرة مجموعات المقاومة المسلحة بصواريخ ضد الدروع والنسفيات المزروعة على إعاقة تقدم المدرعات، علما ان العامل المعنوي سيشكل العنصر الوازن في ترجيح كفة الطرف الرابح في المواجهة البرية، بحسب آراء معظم الخبراء. في هذا السياق أيضا، تستكمل فرق المشاة الاسرائيلية تقدمها على مختلف المحاور وسط مجموعة اجراءات منها:
- حماية جوية من قبل الطائرات الحربية والمروحيات الهجومية والطائرات من دون طيار المسلحة.
- إسناد وغطاء مدفعي وصاروخي قريب وبعيد. تستخدم قوات المشاة منظومة «بوليم زعزوعيم» (ممتص الصدمات) الحديثة، وهي منظومة متنقلة محمولة على ظهر جندي المشاة، وهدفها حماية الجنود من الصواريخ الموجهة، حيث تقوم برصد هذه الصواريخ ثم تحول مسارها عن الهدف.
- ناقلات جند مدرعة من طراز «نمير» تنقل جنود المشاة إلى مناطق الاشتباك.
- العمليات العسكرية والمعارك البرية تخضع لإشراف مباشر وقيادة ميدانية من قبل قادة الأولية والكتائب.
- قوات من وحدة «ياعل» في سلاح الهندسة تتولى استهداف وتفجير الاستحكامات والأنفاق الخاصة بـ«حزب الله» باستخدام تقنيات جديدة منها «الأفعى الإلكترونية المفخخة».
- الجيش الاسرائيلي يبتكر تكتيكا نوعيا في تأمين الدعم اللوجستي لجنود المشاة باعتماده اللامركزية والأسلوب المباشر على مستوى الكتائب والسرايا.
- السلاح الطبي يتولى إسعاف الجرحى بواسطة آليات اسعاف مدرعة وطائرات مروحية.
غير أن جميع هذه الإجراءات لسلاحي المشاة والمدرعات ستواجهها المقاومة بالاستناد الى تكتيكات لا مركزية، ضمن تشكيلات قتالية صغيرة عالية التدريب، ومجهزة بأنواع مختلفة من الأسلحة الرشاشة والصاروخية، ومنتشرة في بقع جغرافية مكتفية التجهيز واللوجستيك، وتتمتع باستقلالية ومرونة في إدارة المعارك والتحكم والسيطرة. وفي حين يتولى ضباط اميركيون الاشراف على خطط الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي تتولى نقل مستوطنين من الشمال الى الوسط والجنوب، تستكمل قوات «حزب الله» الخاصة تقدمها حتى مشارف بحيرة طبريا، مدعومة بتحرك خلايا فلسطينية في أراضي عرب 48. بالتأكيد انه في ساحات الحرب لا يمكن تطبيق الفرضيات والخطط العسكرية النظرية، ولكنّ السيناريو أعلاه يقارب الى حد بعيد اجراءات منطقية، من دون أن يستبعد عنصر الميدان بمفاجآته الكثيرة. ويبقى استشراف نتيجة أي سيناريو عسكري رهنا بما تخفيه المقاومة، مع الإشارة الى ان هذا البحث لم يتطرق الى الاحتمال «الوارد جدا» باضطرار اسرائيل في أي مواجهة مقبلة الى توزيع قواتها على أكثر من جبهة. 



- النهار - ابرهيم بيرم: ما هي المعطيات الجديدة التي دفعت نصرالله إلى إطلاق تهديده الأقصى ضد إسرائيل ؟
أكثر من سبب ومعطى محدث وقديم دفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى اطلاق خطابه التصعيدي حيال الكيان الصهيوني من خلال التهديد بدخول وحدات "المقاومة الاسلامية" الى منطقة الجليل الأعلى في أراضي 1948 المحتلة، وهو كلام لا يتفوه به قائد اعتاد أن لا يطلق الكلام على عواهنه، ومن شأنه أن يعيد خلط الاوراق والاوضاع، ويرسم معالم قفزة نوعية في مجال الصراع العربي – الاسرائيلي من جهة الجنوب اللبناني.ولعل أول معطى يمكن أن يلحظ في طيات كلام السيد نصرالله انه يذكّر بما قاله في المناسبة عينها (ذكرى القادة الشهداء) قبل عام بالتحديد.
 
حينها أطلق الرجل كلاماً عد آنذاك نوعياً ومتطوراً، عندما تحدث صراحة عن امكان استهداف الشريط الساحلي الممتد من الحدود اللبنانية – الفلسطينية وصولاً حتى تل أبيب، وان صواريخ المقاومة بإمكانها أن تطاوله كله وأن "تحرق" كل ما فيه، محذراً من أن أي بناية تهدمها أو تطاولها القذائف الاسرائيلية سيرد عليها ببناية مماثلة ستسقط في تل أبيب وليس بفجوة في جدار ما.وبعد أقل من اسبوعين على هذا الكلام انعقدت "قمة دمشق" الشهيرة التي جمعته (أي نصرالله) الى الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد.

كان جلياً من خلال ظهور السيد الى جانب رئيسي هاتين الدولتين ان الرجل أراد أن يربط بين الموقف والصورة، وأن يعطي لتهديده معناه الأشمل وبعده الأعمق الذي يفهمه من تبعث اليهم الرسائل.لذا فإنه ثمة في أوساط المتابعين من يربط بين كلام الذكرى في السنة الماضية والصورة المنطوية على تعبيرات جمة التي تلته مباشرة، وبين الكلام النوعي بالامس، ليخرج باستنتاج فحواه ان نصرالله شاء هذه المرة أن يأخذ الصراع المستمر الى ذروة جديدة، فأطلق خطاباً ربما يكون آخر زعيم قال مثله هو الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قبل أن يمنى بهزيمة عام 1967، لأنه بعد ذلك كان أقصى كلام عربي مماثل كلاماً ذا طبيعة دفاعية، يطالب بحقوق سلبت من أراضٍ عربية، وليس ذا طبيعة تنطوي على هجوم وتحدٍ كمثل الكلام الذي ترددت أصداؤه امس في أرجاء الضاحية الجنوبية، وربما كان الامر بلا هذا الدوي، لو لم يسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الرد، بعد وقت قصير، على كلام نصرالله، بطريقة بدا الهلع فيها حاضراً.

وكان جلياً ايضاً ان لتولي نتنياهو الرد بنفسه، خطوة تنطوي على دلالات ومقاصد عدة أبرزها ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يعي مدى تأثير كلام نصرالله على الرأي العام الاسرائيلي ومدى قابلية المجتمع الاسرائيلي لتصديق كل كلمة يقولها هذا الرجل، لذا فهو لم يشأ أن يترك المجال مفتوحاً أمام نصرالله ليؤدي كلامه مفاعيله النفسية السريعة في داخل النسيج النفسي الاسرائيلي، ويأخذ الهلع المجتمع الاسرائيلي الذي كانت قيادته قبل ساعات قد اضطرت الى شن تعبئة نفسية لطمأنته من جهة لبنان وفي وقت تتكرر موجة الخوف الاسرائيلي من عمل ثأري مفاجئ مع اقتراب ذكرى اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" عماد مغنية. وإذا كانت تلك هي التفسيرات التي أعطيت للرد الاسرائيلي على كلام نصرالله والذي لم ينف ضمناً امكان أن يترجمه الحزب عملياً بقدر ما انطوى على توجه يقول بأن الحزب ليس في وارد تنفيذ تهديدات قائده في هذه المرحلة، فإن الثابت أيضاً ان ثمة معطيات دفعت السيد نصرالله الى هذا اللون غير المسبوق من الوان التهديد لاسرائيل ومنها:
- ان الرجل بات على ثقة كبيرة بقدرات حزبه العسكرية.
- ان هذا الكلام في هذه المرحلة بالذات، حيث تهتز الأرض العربية، وتزول أنظمة عربية ناصبته العداء في أسرع مما هو متوقع، وتظهر التطورات أن ثمة وعوداً بتغيرات أوسع وأعمق تطل نذرها من هذه العاصمة أو تلك تعزز منطق الممانعة أو رفض الاستكانة لمعادلات فرضتها فترات الوهن العربي، تبين كم أن الرجل مرتاح الى منظومة المتغيرات التي تعيد خلط الاوراق، أو على الاقل تبدد من اوراق معسكر الخصوم.
ولم يكن، في هذا السياق، ظهور احد قياديي الحزب سامي شهاب، في مقدم مهرجان ذكرى القادة الشهداء بالأمر العابر، او البلا دلالة، فهو بشكل او بآخر تثمير حسي وحيّ للتحولات والتغيرات التي عصفت في عاصمة اكبر دولة عربية واطاحت واحدة من أكثر الانظمة عداء لـ"حزب الله" وأدبياته وتوجهاته.ولا ريب في ان "حزب الله" شاء من إظهار شهاب (اسمه الحقيقي محمد منصور) في مثل هذه المناسبة التأكيد مجدداً ان "تحرر" هذا القيادي كان "ببركة" ثورة شعبية يراهن عليها مهما آلت امورها، وانه ايضاً ليس من النوع الذي يترك أسراه في السجون مهما كانت قصية، وانه قادر على تحرير عناصره وكوادره، وهو ربط محكم بين الفعل والوجدان.

ولا شك في ان لكلام نصرالله الجديد والنوعي هذا ابعاداً تتصل بالداخل اللبناني وتطوراته الحاصلة والمتوقعة، فهو شاء ان يقول لخصومه الداخليين والخارجيين معاً ان كل ما بذلتموه من محاولات وجهود للنيل من سلاح المقاومة بما في ذلك القرار الاتهامي الوشيك الصدور، لم يعطِ اكله أو يطرح ثماره، بدليل ان جملة في خطاب يطلقه تضطر رئيس الوزراء الاسرائيلي الى المسارعة في وقت قصير الى الرد عليه سعياً الى استيعاب تداعياته على الذهن الاسرائيلي وامتصاص ارتدادته عن الذاكرة الصهيونية التي لم تبارحها بعد آثار ما فعله هذا السلاح الذي تم التصويب عليه في مهرجان "البيال"، وليقول ايضاً لهؤلاء الخصوم ان واقع المنطقة في الآونة الاخيرة بات متحولا على نحو لم يعد الوضع الداخلي قادراً على تحجيم تطلعات الحزب واستيعاب حركته، وتالياً في أي اتجاه "ستصرفون" القرار الاتهامي الذي به تتوعدون؟.



- النهار خليل فليحان: اسرائيل تجهد لإقناع أميركا وأوروبا تعارض أي اجتياح
لم تهدأ ردود الفعل على التهديد الذي أطلقه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ضد "حزب الله"، في حضور رئيس أركان الجيش الاسرائيلي  الجنرال بيني غانتس خلال أول زيارة للحدود، ومؤداه اجتياح لبنان مجددا اذا فرضت الحرب على بلاده. وقد ردّ عليه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في ذكرى "شهداء قادة المقاومة" بعد ساعات داعيا مقاتلي المقاومة الى الاستعداد لتحرير الجليل اذا نفذ باراك ما يتوعدّ به. ولاحظت مصادر ديبلوماسية ان التصعيد في التهديدين انطلق على خلفية "اذا فرضت الحرب علينا".وقلّلت من اهمية تعقيب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ونائبه الاول سيلفان شالوم على تهديد نصرالله لانهما اكتفيا بالاستعداد للرد على اي هجوم، داعيين السيد الى "البقاء في ملجئه تحت الارض".وتوقفت عند الصمت الدولي عن تهديدات بارك للبنان باستثناء فرنسا التي ذكرت ببيان صدر عن وزارة الخارجية دعا الى التزام الطرفين التهدئة والابتعاد عن التصعيد الذي يضر البلاد واستقرارها السياسي والامني.وأيدت تحذير رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس الخميس باراك من مغبة عودة الاجتياح الاسرائيلي الى لبنان، وخصوصا الجنوب، ونبّه الى ان شنّ حرب جديدة على لبنان "لن يكون مجرد نزهة، واللبنانيون جاهزون جيشا وشعبا ومقاومة للتصدي لأي عدوان".

وأكدت لدى سؤالها ما اذا كان لديها معلومات عن شن اسرائيل حربا جديدة على لبنان "ان ليس هناك معلومات على الاقل في المدى المنظور، لكن الثابت ان الدولة العبرية تخطط لشن حرب شاملة على لبنان، لانها تخشى تزايد القوة الصاروخية للحزب، وتحاول إقناع الرئيس الاميركي باراك اوباما بتقديم الدعم العسكري واعطاء الضوء الاخضر كما في ولاية الرئيس السابق جورج بوش لدى حرب تموز 2006.ولفتت الى أن الدول الاوروبية التي لها كتائب عسكرية مشاركة في "اليونيفيل" لا تؤيد الدولة العبرية في توجيه حرب جديدة على لبنان لانها تخشى على أمن ضباطها وجنودها، وفي حال وقعت الاشتباكات يصبح من المتعذر توفير الحماية لهم، وخصوصا ان تلك الدول لن تكون ضد اسرائيل التي تحارب مقاتلي الحزب.

ونبهت الى أن اسرائيل تعمد دوما الى الحيلة وعنصر المباغتة في حروبها على لبنان وبقية الدول العربية، لذا يجب اتخاذ الحيطة والحذر وعدم اعطاء جيش العدو ذريعة ليتربص الشر بالبلاد، مشيرة الى انه يحاول السيطرة على الثروة النفطية والغاز في البحر ويرفض اي محاولة لترسيم الحدود البحرية ويعرقل في الخفاء أي دور للقوات الدولية البحرية التي تقوم بدوريات تفتيش في المياه الاقليمية، وتمتنع عن طلب رسمي للبنان لترسيم تلك الحدود، بذريعة أن ذلك لا يدخل ضمن ما نصت عليه ولايتها الحالية.ونصحت لبنان الرسمي بالقيام بحملة ديبلوماسية واسعة لتفويت الفرصة على أي مخطط عسكري اسرائيلي يلوح به باراك لاجتياح جديد للبنان، مستغلة الانشغال الدولي بالمحاولات الشبابية المستمرة لقلب انظمة الحكم في عدد من الدول العربية بعد نجاح التجربة في كل من تونس ومصر، والمحاولات جارية في كل من الجزائر والبحرين وليبيا واليمن، غير أن التصدي لها من القوى العسكرية نجح الى حد ما.
كما ان ما يشجع القيادة العسكرية الاسرائيلية على افتعال مواجهة عسكرية مع الحزب هو اتهامه اميركيا بانه مدرج في لائحة الارهاب وان الاجهزة المختصة تتابع نشاطات محازبين او مؤيدين له لجمع الاموال في مجالات عديدة، ويمكن اللوبي الصهوني واشنطن ونيويورك الضغط لحمل اوباما على العودة عن التحفظ في شن اي حرب، خصوصا انه فشل في المساعي المكثفة التي بذلها بهدف التوصل الى تسوية.


- النهار راجح الخوري:.. يقول اركان 14 آذار الذين استمعوا اول من امس الى كلام السيد حسن نصر الله الامين العام لـ"حزب الله" يعلق بلهجة من التهكّم الممزوج بالاتهام، على كلمة الحريري عن "العودة الى الجذور"، انه لم يكن عليه سوق كل هذه الاتهامات التي يكررها دائما عندما قال: "يجب ان نعود الى الجذور لنكشف من رهن مصير لبنان بمصير السياسات الاميركية في المنطقة. وان اكبر الاخطاء الاستقواء بمجلس الامن والغرب والاتحاد الاوروبي...".ويضيف هؤلاء، ربما على نصر الله و"حزب الله" العودة الى الجذور قبل اي فريق في لبنان، على الاقل لكي يستقيم الحديث عن المقاومة ودورها في مواجهة العدو الاسرائيلي وتهديداته الدائمة التي طالما نبه اليها نصر الله كما كان الحال في الماضي.وعلى هذه القاعدة بالتحديد يرى هؤلاء ان "العودة الى الجذور" بالنسبة الى "حزب الله" هي مسألة ضرورية وملحة لمصلحة المقاومة ودورها المعلن، وهو دور واقع الآن في التباس متزايد وخصوصا بالنسبة الى موضوع السلاح، الذي يكرر اهل 14 آذار "ان اللبنانيين والعالم باتوا شهودا على ان هذا السلاح استُعمل ويستعمل في الداخل قبل اجتماع الدوحة وبعده برغم كل ما قيل عن الالتزامات".ويرى هؤلاء ان المقاومة كما يكرر "حزب الله" هي بالطبع ضد العدو الاسرائيلي، لكنها لم تعد تتوانى عن توجيه سلاحها الى الداخل لفرض اجندتها السياسية، سواء في تعطيل عمل الحكومات او حتى في تشكيلها، وفرض اجندتها السياسية. والدليل الاخير مثلا، ان السيد حسن نصر الله، كان واضحا عندما قرر موقف "حزب الله" حيال تكليف الرئيس كرامي او الرئيس نجيب ميقاتي، وهذا امر يتنافى كليا مع وظيفة السلاح المقاوم في وجه اسرائيل، وقد تحول لفرض اجندة داخلية مرتبطة بتحالف اقليمي، ولبنان في غنى عن السير في ركاب اميركا والغرب وكذلك في ركاب ايران ومعركتها المفتوحة مع هذا الغرب.ويقول اهل 14 آذار ان العودة الى الجذور بالنسبة الى "حزب الله" والمقاومة، هي المدخل الوحيد لوقف تداعي الاجماع اللبناني الذي سبق ان احتضن هذا السلاح المقاوم في وقت من الاوقات، وخصوصا مثلا عندما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري في السلطة، يقرع ابواب العالم ليوقف "حرب عناقيد الغضب" على لبنان ويشارك في صنع "تفاهم نيسان" الذي اعطى المقاومة وسلاحها شرعية قبلتها اميركا والغرب.


- النهار رندى حيدر:.. عكست الصحف الإسرائيلية أمس القلق الإسرائيلي المبالغ فيه من عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين قناة السويس، في ما بدا كأنه اختبار إسرائيلي أول لانعكاسات الثورة في مصر على السياسة المصرية الخارجية. واعتبر عدد من المعلقين الامر استفزازا إيرانيا يتعين على إسرائيل ألا تنساق وراءه، خصوصا أن القانون الدولي يسمح للسفينتين بعبور القناة. ورأى المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن تزامن عبور السفن الإيرانية قرب الشواطئ الإسرائيلية مع التهديدات الأخيرة التي وجهها (الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن) نصر الله الى إسرائيل لم تكن مجرد مصادفة، وإنما هي جزء من عرض قوة إيراني في المنطقة في ظل "استهتار ولا مبالاة الدول الغربية ولا سيما منها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي".

اما المعلق دان مرغليت في صحيفة "إسرائيل اليوم" فرأى ان السفينتين الإيرانيتين المتوجهتين الى مرافئ سوريا هما دليل على حجم العلاقات الوثيقة التي تربط إيران وسوريا وكتب:"إن تزامن زيارة السفينتين الحربيتين الإيرانيتين لمرفأ اللاذقية مع الخطاب الهجومي لحسن نصر الله ليس مجرد استفزاز واضح وتهديد من طهران لإسرائيل، وإنما هو أيضاً مؤشر للعلاقات الوطيدة التي تربط سوريا بإيران.  لقد كانت إسرائيل على علم بالأسطول الإيراني المتوجه عبر قناة السويس في اتجاه شمال غرب سوريا، ولم تكن ترغب في إعطاء الأمر أهمية كان يسعى اليها الإيرانيون. فبينما كان النظام يقمع "الحركة الخضراء" والمعارضة الداخلية بيد من حديد، سعى نظام آيات الله الى تحويل الانتباه نحو الساحة الدولية، وساهمت تصريحات وزير الخارجية ليبرمان في تحقيق هذا الهدف..



السفير: إسرائيل تسرّب لائحة المتهمين من حزب الله

- السفير: إسرائيل تسرّب لائحة المتهمين من حزب الله
غداة معادلة الحماية النوعية للبنان التي كرسها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقوامها استعداد المقاومة لتحرير الجليل الفلسطيني المحتل إذا نفذت إسرائيل عدوانا جديدا ضد لبنان، بدت إسرائيل مربكة، فيما رد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك، فأكد أن أي دخول إسرائيلي إلى لبنان لم يعد نزهة، ورأى أن ذلك سيكون بمثابة حماقة سترتد على إسرائيل، داعيا الى تضامن اللبنانيين وتشكيل حكومة لمواجهة التحديات وتسيير شؤون الدولة. في المقابل، ومع استمرار حملة البعض داخليا على سلاح المقاومة، تحت عنوان قديم ـ جديد (قرار الحرب والسلم)، وكذلك استعداد الكونغرس الأميركي لإصدار قانون جديد ضد حزب الله من أجل وسمه بالإرهاب، دخلت إسرائيل مجددا، على خط القرار الاتهامي، وهذه المرة من خلال «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، المعروف بقربه من مراكز صنع القرار في تل أبيب.
 فقد توقع المعهد المذكور في تقرير أعدّه الباحث ماثيو ليفيت، أن توجّه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أصابع الاتهام إلى عناصر «محددين» و«بارزين» من «حزب الله» في قضية الرئيس رفيق الحريري. وقال ان «حزب الله» قلق بشكل كبير إزاء احتمال الاتهامات العلنية في قضية الحريري لا سيما وان بعض الأعضاء البارزين في الحزب سبق ان حددت اسماؤهم في الاعلام كمشتبهين محتملين وهذه الأسماء تشمل بحسب التقرير: «قاسم سليمان(ي)، وهو قائد لواء القدس في الحرس الثوري الايراني، والحاج سليم وعبد المجيد غملوش والأخوين حسين ومعين خريس، وأبرزهم كما بات معلوماً، مصطفى بدر الدين، وهو صهر (الشهيد)عماد مغنيّة، مهندس العمليّات الخارجيّة في الحزب، الذي اغتيل في دمشق». وبعدما استعرض التقرير ما أسماها «الحملة التي شنها «حزب الله» على المحكمة الدولية»، قال الباحث في «معهد واشنطن» إن «الاستخبارات الهولندية باتت تصدر تقييمات دورية للتهديدات المحتملة ضد مقر المحكمة في لاهاي، وأنها لم تجد حتى الآن أية مؤامرة تستهدف المحكمة، ولكنها اكتشفت أن مقر المحكمة يخضع لمراقبة دورية، كما تم ضبط فريق تصوير لبناني يلتقط صوراً مثيرة للشكوك حول المنشأة». وذكّر ليفيت بما زعمه تقرير التلفزيون الكندي «سي.بي.سي» بأن هناك عنصرَين اثنين آخرين من «حزب الله»، هما حسين خليل ووفيق صفا، «متورطان في اغتيال (الشهيد) وسام عيد». وتحدث ليفيت أيضاً في تقريره عما قال انها «نشاطات مشبوهة» ارتبط اسم الحزب بها، بينها عمليات تبييض أموال وتهريب للمخدرات.

وكانت وثيقة نشرتها صحيفة «أفتنبوستن» النروجية (نقلا عن «ويكيليكس») كشفت عن مضمون اجتماع في 12 تموز 2008 بين مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب فرانسيس فراغوس تاونسند ومسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وتفيد الوثيقة، التي نشرتها «السفير» في كانون الثاني الماضي، بأنّ مسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قدموا للمسؤول الأميركي تقريراً حول الجهود التي تبذلها إسرائيل للربط بين «الإرهاب» و«النشاط الإجرامي»، بما في ذلك محاولة تشويه صورة المقاومة عبر الحديث عن «ضلوع «حزب الله» بتجارة المخدرات وغسيل الأموال». وأشار أحد المسؤولين الاسرائيليين إلى أنه يعمل مع محام في نيويورك للدفع نحو مثل هذه القضايا، فيما أكد تاونسند أن «مكافحة «حزب الله» تظل الأولوية الأولى بالنسبة للولايات المتّحدة»..



الصدّيق يتهم ماهر الأسد باغتيال الحريري: "المستر X" هو النائب علي حسن خليل

- النهار: الصدّيق يتهم ماهر الأسد باغتيال الحريري: "المستر X" هو النائب علي حسن خليل
ظهر الشاهد محمد زهير الصديق من جديد ولكن صوتياً أمس، عبر حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" الكتائبية، استهله بالتوضيح أنه مقيم  في هولندا، وانه كان احد مرافقي الشقيق الراحل للرئيس السوري باسل الاسد، وانتُدب بعد وفاته إلى الاستخبارات السورية في مخيم عين الحلوة برتبة رائد. وقال ان الرئيس السوري بشار الاسد "سيفاجأ عندما يعلن بعض الضباط ما يعلمونه امام المحكمة"، مذكراً بأنه اول من قال ان جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري حصلت بشاحنة الميتسوبيشي وحدد كمية المتفجرات، وان "التفجير حصل فوق الارض بينما كانت قوى في 14 آذار تقول بانه حصل تحت الارض"، كما أنه اول من قال بأن الانتحاري ليس أبو عدس.وعرض الصديق تسجيلاً صوتياً، ذاكراً "ان المتحدث فيه هو العقيد ماهر الاسد"، يقول فيه "نحن سنقضي عليه" ويدعو الى اجتماع فوري، وبعدها يقول له احد الضباط "ان وفيق صفا وعلي حسن خليل وصلا". وقال الصديق ان المستر X هو النائب علي حسن خليل.وأضاف انه حذّر الشهيد جبران تويني مرارا في باريس من التوجه إلى لبنان "لأن قرار اغتياله كان صدر عن القيادة السورية، لكنه قال لي إنه مضطر للنزول إلى بيروت أقله 24 ساعة، فاتصلت بلجنة التحقيق الدولية وقلت لا تدَعوه ينزل إلى بيروت، وأجابوني لاحقاً بأنه مصرّ على الذهاب".وأبدى تخوفه على النائبين سامي ونديم الجميل، مشيرا الى ان "اروقة المخابرات الاوروبية تقول ان هناك خطرا عليهما". وأعلن ان كل الاتصالات التي  تلقاها من سوريا، أكانت ترغيبا ام تهديدا، عندما كان في فرنسا هي مُسجلة، مشيرا الى انه اتصل برئيس الحكومة السورية ناجي العطري وحدثه بما يعرف عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقال له انه سيقابل لجنة التحقيق الدولية وطلب منه محاسبة بعض الضباط السوريين.وعن اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل، قال الصديق: "كان القرار في سوريا باغتيال الرئيس أمين الجميل لكن البعض في قوى 8 آذار نصح باغتيال بيار لأن نجمه كان صاعداً"، متهما الوزير والرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني بتسريب  معلومات تحركات الشهيد إلى "بعض العملاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي".وعمن يرسل إليه الاموال، قال ان سعيد سليم الغصيني يمتلك مشاتل من الزهور في جدة وهو شقيق زوجته ومصدر كل التحويلات التي تلقاها. وأضاف انه ليس ضد سوريا ولا الشعب السوري ولم يكن يوما ضد الرئيس بشار الاسد بل "ضد اشخاص ارتكبوا جريمة بعلمه وبعلم اخيه ولم يحاسبهم ولم يتجرأ على محاسبة رستم غزالي ولا احمد خلوف".
• صدر عن الوزير السابق بقرادوني البيان الآتي: "إن ما ورد على لسان محمد زهير الصديق عبر "إذاعة صوت لبنان" مليء بالروايات المفبركة، وفي ما يتصل بي تحديدا هو مجرد كذب وافتراء وإهانة لا تغتفر بحق شهيد شباب الكتائب وشباب لبنان بيار امين الجميل قبل غيره من شهداء لبنان واللبنانيين. لقد ثبت لدي، كما لدى كل من استمع الى الصديق، "انه غير صادق وهو عن حق شاهد زور يعتدي على كرامات وحرمات الأحياء والشهداء".

- أسرار النهار: تستمر الحرب الكلامية بين فريقي الرئيسين بري والحريري وهي تأخذ وجوهاً وطرقاً متعددة.