بدت المفاوضات حول الملف النووي الايراني بفيينا التي دخلت مرحلتها الاخيرة قبل شهر من انتهاء المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق نهائي، اليوم الخميس معطلة بسبب "اختلافات اساسية" بشان المواضيع الاهم.
بدت المفاوضات حول الملف النووي الايراني بفيينا التي دخلت مرحلتها الاخيرة قبل شهر من انتهاء المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق نهائي، اليوم الخميس معطلة بسبب "اختلافات اساسية" بشان المواضيع الاهم.
وقال مسؤول ايراني رفيع المستوى لوكالة ايسنا الايرانية "ان التقدم بطيء بالنظر الى الوقت القليل الباقي والخلافات المستمرة" في حين عبر مصدر غربي عن "قلقه" لوكالة فرانس برس.
وقال هذا المصدر الغربي القريب من المباحثات "لا تطور في موقف الايرانيين حول معظم المواضيع" التي تناقش في فيينا مع القوى العظمى، مشيرا الى ان هذا الامر "مقلق".
هذا وتتفاوض مجموعة (5+1) مع ايران منذ مطلع السنة على اتفاق تاريخي يضمن للقوى الكبرى ان ايران لا تسعى لامتلاك القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات الدولية عن ايران.
والطرفان اللذان اجتمعا مجددا منذ الاثنين الماضي في العاصمة النمساوية يقولان انهما باشرا بصياغة وثيقة اتفاق نهائي مع الاعتراف في الوقت نفسه باستمرار "خلافات عدة" اشار اليها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف امس الاربعاء.
واشارت مصادر عدة الى ان الصياغة تشمل فقط حتى الان اجزاء ثانوية والعنوان "برنامج عام للعمل المشترك"، مع ترك المسائل الشائكة جانبا في الوقت الحالي.
واعتبر الدبلوماسي الاميركي السابق مارك فيتزباتريك الخبير لدى المعهد الدولي للدراسات ان سير المفاوضات "ليس مفاجئا".
وقال لوكالة فرانس برس "اذا كان سيحصل اختراق بشان القضايا الاساسية، فان ذلك سيتم في اللحظة الاخيرة".
ولا تزال "نقطتا خلاف اساسيتان" بحسب الجانب الايراني،النقطة الاولى متعلقة بتخصيب اليورانيوم والذي يتيح عندما يكون على نسبة عالية الحصول على وقود لسلاح نووي، وتصر ايران التي تؤكد باستمرار ان برنامجها النووي مدني فقط، على الاحتفاظ بحقها في تخصيب اليورانيوم.
واشار المصدر الغربي الى ان المفاوضات لم تتناول بعد مسالة عدد اجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تحتفظ بها الجمهورية الاسلامية بعد التوصل الى اتفاق، الا ان الغربيين يريدون خفض عدد هذه الاجهزة بشكل ملحوظ، كما ذكر بذلك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في الايام الاخيرة.
والنقطة الثانية تشمل وتيرة رفع العقوبات عن ايران بعد التوصل الى اتفاق، حيث اقر ظريف بانه "يجب ان يتم رفعها بموجب جدول زمني، لكن هناك خلافا حول هذا الجدول".
واضاف المصدر نفسه ان مجموعة الدول الست ستقبل برفع سريع بعد الاتفاق للعقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، وسيحصل بعد ذلك "رفع تدريجي" للعقوبات المفروضة على ايران من قبل الامم المتحدة.
والاتفاق المؤقت الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 والذي اتاح البدء بالمفاوضات، ينص على رفع العقوبات حتى 2.4 مليارات دولار على مراحل بقيمة 550 مليون دولار حتى مهلة 20 تموز/يوليو.
وشدد وزير الخزانة الاميركي جاكوب لو امس الاربعاء على ان تخفيف العقوبات التي تخنق الاقتصاد الايراني "محدود جدا" و"يمكن عكسه".
وقال لو ان الاقتصاد الايراني "لا يزال في وضع حرج" وهو يرى ان "الضغوط" التي تمارسها العقوبات هي الوسيلة الافضل لحث ايران على التفاوض.
في حين يقول الجانب الايراني ان الملف النووي يشكل "اختبار ثقة" مع الولايات المتحدة، وسيتيح حل هذا الملف البحث في ملف العراق الحليف المشترك بين طهران وواشنطن والذي تتهدد نظامه هجمة مقاتلينارهابيين من داعش .
ولا تزال ايران والقوى العظمى تعتبر ان التوصل الى حل نهائي ضمن المهلة المحددة ممكن وذلك رغم الهوة التي تفصل بين موقفهما.
واكدت الولايات المتحدة الاثنين ان مفاوضات "بشكل او باخر" ستجري عمليا يوميا حتى موعد 20 تموز/يوليو، المهلة التي حددت للتوصل الى اتفاق نهائي، ويمكن تمديد مهلة المفاوضات لستة اشهر بالاتفاق بين الجانبين.