في وقت تتداول فيه بعض الأوساط المحلية والميدانية معلومات عن التوصل إلى اتفاقات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة في مدينة حلب، على غرار ما جرى في ريف دمشق وحمص
علاء حلبي
في وقت تتداول فيه بعض الأوساط المحلية والميدانية معلومات عن التوصل إلى اتفاقات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة في مدينة حلب، على غرار ما جرى في ريف دمشق وحمص، كشف مصدر متابع لمجريات الأحداث الميدانية في حلب، لـ"السفير"، أن الحديث عن "مصالحات تمت بشكل نهائي أمر غير واقعي في الوقت الحالي".
واوضح المصدر، الذي فند هذه الشائعات، "أنه ومنذ نحو أربعة أشهر بدأ العمل بشكل جدي على ملف المصالحات في حلب، حيث جرى فتح قنوات عدة تواصل مع قيادات الفصائل المحلية التي تمكن محاورتها، بهدف الوصول إلى اتفاقات من شأنها الحد من حجم العمل العسكري وتخفيف الخسائر من جهة، والتفرغ للفصائل المتشددة والجهادية من جهة أخرى".
وأوضح أن العمل على هذا الملف "صعب جداً، بسبب طبيعة الفصائل الموجودة في حلب التي يغلب عليها الطابع الإسلامي المتشدد"، مؤكداً أنه "وعلى الرغم من صعوبة العمل على هذا الملف إلا أنه مستمر، وقد يحصد نتائج في الفترة المقبلة".
وفي حين لا يمكن حتى الآن تحديد ملامح المصالحات في حلب، إلا أن نتائج المفاوضات والعمل الذي تم خلال الشهور الماضية رسما ملامح سيناريوهات عدة لم تكتمل بعد، منها "سيناريو يقضي بخروج المسلحين من حيي بني زيد والشيخ مقصود مقابل دخول الجيش السوري وفصائل كردية (كون المنطقة ذات أغلبية كردية)"، ومنها أيضاً "التوصل إلى اتفاق مع الفصائل المقاتلة في منطقة الأتارب، يقضي ببقاء المسلحين المحليين في منطقتهم ووضع حواجز مشتركة مع الجيش السوري والفصائل المؤازرة له"، إضافة إلى سيناريو آخر يقضي "بخروج المسلحين بشكل نهائي من حي صلاح الدين الذي حولته الحرب إلى أنقاض، تمهيداً لتحييده بشكل كامل عن المعارك".
وتحدث المصدر عن سيناريوهات أخرى تتعلق ببعض أحياء حلب الشرقية، مشيرا إلى أن هذه المصالحات ما زالت مجرد "حبر على ورق"، موضحاً أن "حي بني زيد مثلاً تتقاسم السيطرة عليه فصائل محلية صغيرة وجبهة النصرة المتشددة، التي تقف حائلاً أمام أي خطوة من شأنها التوصل إلى اتفاق"، حالها كحال منطقة الأتارب التي وضعت اللمسات الأخيرة للمصالحة مع مسلحيها، قبل أن يقوم مسلحون متشددون باقتحام المنطقة، وتحويلها إلى قاعدة انطلاق لعملياتهم نحو أحياء حلب الغربية.
وفي الوقت الذي يشكل فيه المسلحون المتشددون عائقاً أمام اكتمال عمليات التسوية في حلب، يشير المصدر إلى أن هناك عوامل أخرى مساعدة ومشجعة على متابعة خطوات هذه المصالحات، منها "بدء تفكك الحاضنة الشعبية لهذه الفصائل التي باتت تتحكم بمفاصل الحياة في المناطق التي تسيطر عليها وتفرض رؤيتها المتشددة للإسلام، والطوق الذي فرضه الجيش السوري على حلب وتمكنه من فصل المسلحين الذين يتمترسون في أحيائها الشرقية عن المناطق الريفية الممتدة حتى الحدود التركية، ما يعني قطع خطوط الإمداد، وتضييق الخناق على مسلحي الداخل، إضافة إلى اقتراب المعارك من أحياء حلب التي يسيطر عليها المسلحون، الأمر الذي سيدفع الفصائل المحاصرة في هذه الأحياء إلى التوقيع على اتفاقات، حتى وإن طال الأمر".
من جهتها، تحاول فصائل متشددة عدة كسر الطوق العسكري عن محيط حلب من الجهة الجنوبية، حيث أعلنت نحو 13 مجموعة، بينها "جبهة النصرة" و"حركة حزم"، تشكيل "غرفة عمليات في منطقة حلب الجنوبية"، وبدء ما أطلقت عليه "معركة الصادقين" لصد تقدم الجيش الذي تمكن من الوصول إلى منطقة الزربة التي تشكل بوابة حلب نحو ريف إدلب الذي شكل منذ بداية الأحداث خزاناً بشرياً للفصائل المسلحة.
http://www.assafir.com/Article/63/356469
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه