التعليقات الساخرة من الملصق كانت كثيرة، أغلب مطلقيها صنع بديلاً على نفس وزن الجملة الأصلية. مستخدمون كثر تبادلوا وسم: «هل دعيت على الإخوان اليوم؟»، فرد عليهم نشطاء إخوان بوسم «هل دعيت على السيسي اليوم؟»
في ميدان طلعت حرب، يقف شاب ملتحٍ في العشرينات من عمره، حاملاً مجموعة من الأوراق، كتب عليها «هل صليت على النبي اليوم»؟ يوزع أوراقه مجاناً على العابرين في الميدان تحت شمس القاهرة الحارقة. يطلب منهم تصويرها وتوزيعها على أصدقائهم وعائلاتهم.
مصطفى فتحي/ جريدة السفير
في أقلّ من شهر، انتشرت الورقة على كل الجدران، وواجهات المحال، وحتى الزجاج الخلفي للسيارات في شوارع مصر. تسبّبت تلك الأوراق باندلاع حرب على السوشل ميديا، بين من يسخر منها، ومن يؤيّد توزيعها.الاهتمام بملصق «هل صليت على النبي اليوم؟» تفوق على أي موضوع سبق واهتم به المصريون على السوشل ميديا، فظهرت آلاف التغريدات تعليقاً عليه، وتناولته أغلب برامج «التوك شو» المصريّة، على مختلف القنوات، إلى جانب عشرات المقالات في المواقع الالكترونية.
غرّدت الشاعرة والمترجمة فاطمة ناعوت على «تويتر» تعليقاً على الموضوع: «عزيزي المسلم، إن سألك أحدهم: هل صليتَ على النبي اليوم؟ ارفع ضده دعوى تكفير، لأنه ينزع عنك إسلامك، ويفترض أنك تارك ركنين أساسيين من أركان الإسلام: الشهادة والصلاة». وعلّق الطبيب والكاتب خالد منتصر على ظاهرة انتشار تلك الأوراق، معتبراً الأمر «كوميديا سوداء، سائق ميكروباص يعلّق «هل صليت على النبي اليوم» في سيارته، ويسبّ الدين لأحد الركاب! ازدواجية مصرية».
التعليقات الساخرة من الملصق كانت كثيرة، أغلب مطلقيها صنع بديلاً على نفس وزن الجملة الأصلية. مستخدمون كثر تبادلوا وسم: «هل دعيت على الإخوان اليوم؟»، فرد عليهم نشطاء إخوان بوسم «هل دعيت على السيسي اليوم؟». بعض المغردين كتبوا، «هل غسلت أسنانك اليوم؟»، وبعضهم الآخر تبادلوا سؤال «هل تحرشت بفتاة اليوم؟»
نظرية المؤامرة كانت حاضرة أيضاً في تحليل سرّ تلك الأوراق. على سبيل المثال، حساب «الأسرار العسكرية» على «تويتر»، والذي يتابعه آلاف المصريون من دون ان يعرفوا من صاحبه، حذّر من الملصق، معتبراً أنّه يشبه ملصقات دينية في التسعينيات كادت تؤدي إلى اشتعال فتنة في مصر.
في مداخلة تلفزيونيّة ضمن برنامج «القاهرة اليوم» مع عمرو أديب، قال مساعد وزير الداخلية لشؤون الإعلام اللواء عبد الفتاح عثمان، إنّ الوزارة في طريقها للقضاء على هذا الملصق في أسرع وقت، مضيفاً أنّه يحمل توجّهاً طائفياً. وكذلك فعلت وزارة الأوقاف، إذ أعلنت في بيان رسمي عزمها منع وجود ملصق «هل صليت على النبي اليوم؟» داخل المساجد، «من أجل ألا يلتفت المصلي يميناً أو يساراً». موقفا الداخليّة والأوقاف أثارا سخرية المصريين على «تويتر».
كتب أحدهم: «تخيلوا لو افتتحت الداخلية إدارة للقضاء على ملصق هل «صليت اليوم على النبي؟»، ويكون اسمها «إدارة مكافحة الصلاة على النبي».
وكتب الإعلامي حمدي رزق في مقال نشرته «المصري اليوم» بعنوان «هل دعيت على الإخوان اليوم؟»، إنّ «الإخوان لا يهمهم من صلى على النبي اليوم، المهم من سب الدين للانقلابيين اليوم؟» وبينما ينتشر الملصق على كلّ جدران مصر تقريباً، الحقيقيّة منها والافتراضية، كتب أحد المستخدمين على فايسبوك قائلاً: «مصر كلها تتحدث عن الملصق، ولا يتحدث أي شخص عن الحكومة الجديدة التي حلفت اليمين الدستورية. متى تتوقفون عن كل هذه النقاشات التافهة»؟. فردّ عليه مستخدم آخر قائلاً: «قبل أن تطالبنا بالتوقف عن مناقشة التفاهات، أجب عن هذا السؤال: هل صليت على النبي اليوم؟».