26-11-2024 09:56 PM بتوقيت القدس المحتلة

فتوحات «داعش» في عيون أذرع «القاعدة»

فتوحات «داعش» في عيون أذرع «القاعدة»

أحكمت «دولة الإسلام في العراق والشام» قبضتها على الموصل. كيف تُقرأ «فتوحات» التنظيم الجهادي في عيون الإخوة الأعداء؟ وهل تستمر فتوحات «الدولة» أم تصطدم بالعشائر مجدداً؟



رضوان مرتضى

أحكمت «دولة الإسلام في العراق والشام» قبضتها على الموصل. كيف تُقرأ «فتوحات» التنظيم الجهادي في عيون الإخوة الأعداء؟ وهل تستمر فتوحات «الدولة» أم تصطدم بالعشائر مجدداً؟

«الدولة الإسلامية في العراق والشام» تتمدّد. لم تكتف بالميدان السوري فحسب. اكتسح مقاتلوها ثاني أكبر مدن العراق بساعات قليلة. يُريد «أمير الدولة»، أبو بكر البغدادي، إثبات أن جنوده قادرون على القتال على امتداد سوريا والعراق، وعلى المواجهة بطاقات قصوى وتحقيق انتصارات على جبهتي قتال وأكثر.

لذلك، فعّل البغدادي الهجمات الانتحارية وكثّفها عقب النزاع مع توأمه الجهادي، زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري. وعلى هذا الإيقاع، شُدّت أنظار العالم باتجاه التنظيم الجهادي الأكثر تطرّفاً وشراسة ودموية. دعا المتحدّث باسمه «أبو محمد العدناني» إلى الاستعداد لاقتحام بغداد.
وفي ضوء نشوة الانتصار المفرطة التي يعيشها جنود «الدولة»، هلّلت باقي التنظيمات الجهادية لإنجازات جنود البغدادي. تبادل أفرادها التهنئة بـ«الفرحة الكبرى». كيف لا؟ يحتفل هؤلاء بتمدد أحد أذرع الجهاد العالمي الساعي خلف حُلم «الخلافة».

في لبنان، تبادل أبناء التنظيمات الجهادية التهنئة بانتصارات «الدولة الإسلامية» في العراق. يقول أحد أفراد تنظيم «كتائب عبدالله عزام» لـ«الأخبار»: «بالنسبة إلينا إنجازات الدولة مصدر فخر وعزة، رغم أننا لا نتفق معها في أمور كثيرة». في الخندق نفسه كانت ردود فعل حملة فكر «النصرة». توقف هؤلاء ملياً عند «تصرفات جنود الدولة». يروي أحدهم مستغرباً كيفية تعامل «الدولة» مع الجنود العراقيين الأسرى من الطائفة السنيّة، معرباً عن مفاجأته بسبب ترك الدولة لهم أحراراً. يعلل استغرابه بأن «شرعيي «الدولة» أشدّاء، وفي العادة يُعتبر الجنود المقاتلون مرتدين تجب إقامة الحد عليهم بقتلهم». ينطلق هؤلاء من هذه الحادثة ليروا أن «الدولة بدأت تُبدي ليناً لجهة مراعاة أحكام فقه الواقع». يرون أنها تحذو حذو «جبهة النصرة» في الشام، مشيرين إلى أنّه «بعدما كانت تعيب عليها تهاونها في تطبيق الأحكام أحياناً، وجدت قيادات الدولة نفسها مضطرّة بفعل الواقع الاجتماعي إلى التهاون». ينطلق هؤلاء الجهاديون الذين يدورون في فلك تنظيم «القاعدة» من هذه القراءة ليخلصوا إلى أنّ «شراسة الدولة وغلوّها إن لم تُخفّف منهما فسيكونا مقتلاً لها في العراق». ورغم ذلك، يتوقّع هؤلاء أن تصطدم «الدولة» عمّا قريب بعشائر العراق. يستند هؤلاء إلى نقاشات مع قيادات في «الدولة» للتخفيف من الغلو، تمسّك فيها هؤلاء بالشدّة والشراسة باعتبارهما سبب النصر. إزاء ذلك، يُبدي أبناء الجهاد العالمي تخوّفهم من احتمال استعادة الصراع القديم بين «دولة العراق والشام والإسلامية» وبعض العشائر من باب تصفية الحسابات.
الفرحة التي يعبّر عنها «الجهاديون» تنعكس في طُرف يُطلقها هؤلاء. يقول أحد أفراد «كتائب عبدالله عزام»: «إذا سقطت بهذه السرعة القياسية في أيدي جنود الدولة، فلن يأخذ معهم لبنان أكثر من عدة ساعات». في مقابل ذلك، يستعيد أحد القياديين في «جبهة النصرة» رؤية زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري التي أعلن عنها في رسالة حزيران ٢٠١٣. يرى الرجل أن «حكمة الشيخ أيمن كانت ترى أنّ مصلحة أهل الجهاد تقتضي أن تكون «النصرة» في الشام و«الدولة» في العراق». يرى الشيخ القاعدي أن «الظواهري كان يخطط استراتيجياً»، معتبراً أن «الدولة وشيخها البغدادي لو جارياه، لكانت الدولة اليوم سيطرت على كل العراق». ليس هذا فحسب، يكمل قائلاً: «بل وكانت استعانت الدولة بالنصرة والنصرة بالدولة، بعدما يكون قد أُسقط نظام بشار الأسد». ثم يضيف: «قدّر الله وما شاء فعل. نرى اليوم أن الساحة باتت مهيّأة لاحتمال تسوية توقف القتال بين الدولة والنصرة».

ورغم الإشارات الإيجابية التي تنقلها قيادات في «جبهة النصرة» على خط الجهود المبذولة لوقف الاقتتال بين «الدولة» و«الجبهة»، يتوقّع هؤلاء أن يُعلن البغدادي عمّا قريب تمدّد «الدولة» لتصبح «خلافة إسلامية راشدة». فيُقدّرون أن «ذلك سيكون عند سيطرة الدولة على مزيد من الولايات وتحريرها من جيش المالكي». لكن، في مقابل قراءة قيادات «النصرة»، يقول أحد القياديين في تنظيم «الدولة» في ولاية حمص، ويدعى «أبو القاسم»، لـ «الأخبار»: «لا حاجة للدولة الإسلامية بالنصرة أو غيرها من التنظيمات. دولتنا انتصرت وحدها بعدما توحّد العالم لقتالها ومعهم العملاء من أبناء جلدتنا». يرى القيادي المذكور أن «إنجازات الدولة أكبر ردّ على نعيق المتخاذلين». يدعو الرجل المسلمين من أنحاء العالم إلى الهجرة إلى «دولة الإسلام» وترك بلاد الكُفر. وبشأن المعلومات عن إعلان «الدولة» لـ«الخلافة»، يرد أبو القاسم: «نحن نواة الخلافة الإسلامية، ولم نصل إلى مرحلة الخلافة بالمعنى المطلق بعد». يرى القيادي في «الدولة» أن «دون ذلك، إلى حد الآن، عقبات عدة في مقابل المجتمعات الضخمة المعادية للإسلام»، مشيراً إلى أن «ذلك سيحتاج إلى المزيد من الدماء، وإن شاء الله جاهزون لها». ويرى أبو القاسم أن «بشائر الخلافة بدأت تلوح في العراق، وستقترب أكثر مع وصول عوائل المهاجرين والشعوب المناصرة للدولة الإسلامية التي ستأتي مهاجرة من هنا وهناك لتعيش في كنف الإسلام».


http://www.al-akhbar.com/node/208961

 

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه