مراجعة سعودية للعلاقات مع موسكو، ومحاولة للتقارب معها في ضوء خسارة الرياض جولة السنوات الثلاث الأولى من الحرب في سوريا، واتجاه واشنطن نحو التسوية النووية مع طهران، على حسابها
مراجعة للسياسات تجاه سوريا.. وقلق من التسوية الأميركية ـ الإيرانية
محمد بلوط
مراجعة سعودية للعلاقات مع موسكو، ومحاولة للتقارب معها في ضوء خسارة الرياض جولة السنوات الثلاث الأولى من الحرب في سوريا، واتجاه واشنطن نحو التسوية النووية مع طهران، على حسابها.
المواعيد الديبلوماسية السعودية - الروسية شهدت طلباً متزايداً عليها فجأة، خصوصا أن السعوديين، هم من وقفوا وراء دعوات التشاور، بعدما قاطعوا اللقاء التشاوري الروسي - الخليجي في الكويت في شباط الماضي، وأوفدوا إليه موظفاً كبيراً بديلاً من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، احتجاجاً على الدعم الروسي للرئيس بشار الأسد.
ويقول مصدر ديبلوماسي روسي إن تسخين الرياض للمشاورات مع موسكو، بعد شبه قطيعة، والتهديد «بتدفيع روسيا ثمن مواقفها في سوريا»، يعود بالدرجة الأولى إلى مخاوف سعودية من أن تؤدي التسوية في الملف النووي الإيراني، إلى تكريس الخلل في ميزان القوى مع طهران، وانفتاح الطريق بينهما على تسويات إقليمية أخرى، تشمل كل الملفات التي تحاول السعودية من خلالها إنقاذ ما يمكن إنقاذه، من سياسة الاحتواء المزدوج الأميركية المتآكلة، للعراق وإيران.
ويلاحظ مسؤول روسي أن الموعد السعودي للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في الرياض، قد حدد مع انتهاء جولة المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة «5+1». ويعكس ذلك تسليماً سعودياً مسبقاً بأن تتسارع التفاهمات الإيرانية الأميركية، على حساب المصالح السعودية في الخليج.
ويقول المصدر إن لافروف وجد في لقاءاته السعودية انقساماً كبيراً في كل الملفات التي تناولها خلال المفاوضات. وكان لافروف قد التقى ولي العهد سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد مقرن بن عبد العزيز، ووزير الخارجية سعود الفيصل.
ونقل المصدر عن لافروف قوله إن الصقور في السعودية باتوا يعملون تحت جناح سعود الفيصل، فيما سمع أصواتاً مختلفة عنه لدى ولي العهد الأمير سلمان، ولمس مواقف أكثر مرونة لدى الأمير مقرن، لا سيما في ما يتعلق بسوريا، وهم من وصفهم بالحمائم. وقال المصدر إنه وجد لدى هذا الفريق إصغاءً أفضل للموقف الروسي، وسمع طلباً للمساعدة على تحريك الأوضاع سياسياً في سوريا، والمساعدة على الخروج من الاستعصاء الحالي.
ويقول المصدر إن السعوديين أضافوا إلى الملفات الإيرانية والسورية والعراقية مع الروس، ملفاً آخر يتصل بتقديرات أمنية متشائمة في السعودية، ومخاوف من أن تصل العدوى إلى البيت الداخلي السعودي. ويقول المصدر إن الملك عبدالله هو الذي طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبال الفيصل، لنقل رسالة شفهية مهمة.
ويقول مصدر ديبلوماسي روسي إن السعوديين طلبوا في اللقاء مع بوتين، في سوتشي، ضمانات ألا تدعم موسكو أي عمليات مستقبلية تهدد الأمن الداخلي السعودي، مقابل تعهد سعودي بالتوقف عن دعم الجماعات «الجهادية» في آسيا الوسطى، والتعاون مع موسكو لمنع تمددها في روسيا. ويضيف ان الروس لمسوا مخاوف حقيقية لدى الجانب السعودي من أي تحركات مستقبلية محتملة أو تصعيد في المنطقة الشرقية، أو البحرين.
ونقل الفيصل إلى بوتين أنه من مصلحة روسيا والسعودية ألا تذهب إيران بعيداً في انخراطها في المعارك في سوريا، إلى جانب الأسد.
ويقول مصدر ديبلوماسي روسي إن السعوديين أبلغوا لافروف، مجدداً في لقاءات الجمعة الماضية، أنهم باتوا يؤيدون بقاء النظام السوري، لكنهم يطالبون بإخراج الأسد من السلطة كحل وسط، فيما أكد الجانب الروسي أنه لا حل في سوريا إلا عبر المفاوضات والعودة إلى جنيف.
ويضيف أن الروس لا يزالون يعتقدون أنه من غير الممكن الإبقاء على النظام السوري من دون رئيس قوي مثل الأسد، وانه لا ضمانات أفضل من بقائه، لكي تبقى كتلة الدولة العميقة السورية، من أجهزة وجيش وأمن قادرة على العمل، في مواجهة ما بات تهديداً إرهابياً خاصاً.
http://www.assafir.com/Article/1/357247
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه