لم يكن يفصل بين التفجير الارهابي وبين هذه المحادثة سوى بضع ساعات ، سألني احد الاصدقاء كيف الوضع ؟؟ قلت له مش زيادة ... فاستطرد قائلا " هني الظاهر هلق ما بدهم يعملو شي " انتقل الحديث الى شخص آخر كان يجلس معنا فقال له " هني مش ما
علي ملّي
لم يكن يفصل بين التفجير الارهابي وبين هذه المحادثة سوى بضع ساعات ، سألني احد الاصدقاء كيف الوضع ؟؟ قلت له مش زيادة ... فاستطرد قائلا " هني الظاهر هلق ما بدهم يعملو شي " انتقل الحديث الى شخص آخر كان يجلس معنا فقال له " هني مش ما بدهم يعملوا شي هني مش قادرين يعملو شي وبس يقدرو بيعملو ".
اذاً " مش قادرين وبس يقدرو بيعملو " عبارة صدقت بعد ساعات من قولها عند قدرة العدو على الضرب لن يتوانى عن ضربنا، هذه احد القواعد في الحرب الامنية. حرب بدأت على لبنان واهله منذ ما يقارب السنة ، بالتزامن قررت المقاومة ان تحمي ظهرها الذي كشف بالمؤامرة على سوريا ...
مر عام والتكفيريون يتوعدون للمقاومة وأهلها الهلاك والموت ... بدأت العمليات الارهابية: صواريخ تطلق على بلدات البقاع تستهدف المدنيين ، كان اول غيث وهن المسلحين اذ ما لم يستطع ان يحققه هؤلاء في الميدان العسكري لجأوا الى تحقيقه في الميدان الامني ..
وبذلك انتقل الارهابيون الى استهداف المدنيين بشكل اوسع، دخلت السيارة المفخخة ساحة المواجهة، سيارة وضعت في منطقة بئر العبد لم تذهب ضحايا، رأى البعض انها كانت رسالة !!
رسالة تبعتها اخرى مصبوغة بلون الدم، سيارة جديدة وضعت في محلة الرويس سقط فيها عشرات الضحايا ، تلا العملية عمليات اخرى استهدفت إحداها السفارة الايرانية في محلة بئر حسن ، وتفجيرات في حارة حريك ومحلة الشويفات والمستشارية الثقافية... الهدف كان واحدا: اسقاط اكبر عدد من الضحايا بغية الضغط على حزب الله وجمهوره وضرب المدنيين .
لم تحصد عمليات التكفريين سوى الخيبة والفشل، فبالرغم من الجراح استمرت المقاومة بدعمها لسوريا ومحاولة تأمين الحدود واستمر الجيش السوري بعملياته التي قصمت ظهر المسلحين ، انتهت معارك طاحنة طرد المسلحون خلالها من قلاعهم ابرزها يبرود في جبال القلمون .. انتصار تبعه انتصار، شوكة الإرهابيين كسرت وعاد الأمن النسبي إلى شوارع الضاحية .
بعد اشهر بدأت مرحلة جديدة.. قامت قيامة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش) في محافظات مختلفة من مناطق العراق ... قيام دفع بالخلايا النائمة في لبنان إلى عودة تحركاتهم الأمنية بعد أخذهم جرعة معنويات من إرهاب داعش في العراق ...
قامت الخلايا ... بدأت عملها إلا أنها فوجئت بأن لم يعد الوضع كما كان عليه، أصبحت أعين اللبنانيين مفتوحة أكثر أيدي أجهزة المخابرات أصبحت طائلة أكثر ، معلومة تجر أخرى وإرهابي تلو آخر يعتقل أو يوقف أو تعمم صوره.
جهد الأجهزة الأمنية أوقع بشبكة في فندق نابليون بشارع الحمرا ، وجنّب اللواء عباس إبراهيم من محاولة إغتيال في منطقة ضهر البيدر .
جهد الأجهزة الأمنية خلق هاجساً عند الإرهابيين فتراجع أداؤهم وتحجمت عملياتهم فلم يعد بإمكان " خلايا الإجرام " أن تدخل إلى الضاحية الجنوبية بسيارة مفخخة زنة العبوة فيها مئات الكيلوغرامات أصبح سقفهم عبوة بوزن عشرين أو ثلاثين كيلو غراماً ، أهدافهم سقطت فقتل أكبر عدد من المدنيين أصبح صعباً جداً في ظل الإجراءات الأمنية وتضحيات أفراد السلك الأمني.
ولكن هل هذا يعني أن الحرب الأمنية إنتهت أو أنها ستنتهي قريباً ؟؟ الجواب ليس سهلاً فالإرهاب لا يعرف زماناً ولا مكان كلما أتيحت له الفرصة إنقض على هدفه ،ولذلك علينا في لبنان ألا ننسى وأن نبقى على مستوى عال من الحيطة والحذر ونحافظ على الوحدة ونقف داعمين لدور الجيش وقوى الأمن.