26-11-2024 08:15 PM بتوقيت القدس المحتلة

قصف طائرات سورية مواقع داعش في العراق أربك الحسابات الأميركية

قصف طائرات سورية مواقع داعش في العراق أربك الحسابات الأميركية

يبدو أن قيام طائرات سورية بقصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي غرب العراق أربك حسابات واشنطن




حسن حردان

يبدو أن قيام طائرات سورية بقصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي غرب العراق أربك حسابات واشنطن التي سارعت بوساطة محلليها إلى التحذير من هذه العملية والتهويل من تداعياتها بالقول إنها تهدد بتوسع «الأزمة في الشرق الأوسط»، في حين أن الواقع يؤشر إلى النقيض من ذلك، فعدم التصدي لهذا التنظيم الإرهابي وتنسيق الجهود السورية والعراقية في مواجهته وتركه يتمدد في الأراضي العراقية والسورية وتمكينه من الاستقرار وتوطيد وجوده وسيطرته هو ما يجب أن يثير قلق واشنطن من خطر توسع الصراع وانتشاره إلى دول المنطقة والعالم.


غير أن الظاهر يكشف باطن الأمور. فالإدارة الأميركية لا تريد ضرب داعش لحساب المصلحة السورية ـ العراقية، وإنما تسعى لأن يجرى ذلك في سياق خطتها التي تعمل على تضخيم خطر داعش وربط توجيه أي ضربات له باستجابة الحكومة العراقية للإملاءات الأميركية، الهادفة إلى فرض الوصاية على العراق ودفعه إلى الانخراط في الحرب ضد سورية لإطالة أمد حرب الاستنزاف ضدها وعرقلة خروجها سريعاً من الأزمة وتعافيها، وصولاً إلى تعكير العلاقات الجيدة التي تربط العراق بإيران، وكل ذلك في مقابل أن تساهم واشنطن في توجيه ضربات محددة لداعش.

من هنا بات من الواضح أن داعش تحول إلى ورقة في لعبة الاستخدام الأميركي للإرهاب، لكن التجربة تؤكد أن الإرهاب عندما يؤسس قاعدة له في العراق وسورية ويتمدد وتزداد قوته لا يمكن السيطرة عليه والحد من خطره، الذي ستصل شظاياه عندها إلى الولايات المتحدة، وهو ما حذر منه تقرير تقييمي صدر عن مركز الأبحاث في الكونغرس الأميركي بالاستناد إلى تقارير استخبارية وتصريحات مسؤول داعش أبو بكر البغدادي.

ويبدو أن من ساهم في دعم قوى الإرهاب وفي مقدمهم النظام التركي سيدفعون ثمن ذلك. فسقوط الموصل يمثّل فشلاً للسياسة التركية، وتداعيات ما يحصل في سورية سيطاول تركيا التي سيكون عليها أن تدفع ثمناً باهظاً لأنها تورطت في تسهيل صعود الجماعات الإرهابية وزيادة أعدادها بالقرب من حدودها.

في هذا الوقت ارتفعت الأصوات في بريطانيا للمطالبة بأخذ موقف من حكام السعودية لكون مشايخ السلفية فيها هم من شجع الشباب البريطاني على حمل السلاح والقتال ضد المسلمين وغير المسلمين. ولهذا يجب التوقف عن الصمت على دور السعودية مقابل الأموال التي تدفعها لبريطانيا لقاء شراء الأسلحة البريطانية لأن دعمها «للجهاديين» بات «يهدد الأمن القومي لبريطانيا».

إلى ذلك فإن الأحكام التي صدرت ضد الإخوان في مصر باتت تقلق الغرب الذي لم يعد يملك سوى التهويل على حكامها الجدد بأن ذلك سيعمق الأزمة في البلاد ويجعل مصر بلداً غير آمن، فيما لا يرى هذا الغرب ووسائل إعلامه أعمال الإرهاب والعنف التي يقوم بها الإخوان ضد الشعب المصري وقوات الجيش والأمن، على أن الكونغرس الأميركي سارع إلى التعبير عن انزعاجه بتحرك أعضاء بارزين فيه للرد على المحاكمة بتعليق المزيد من المساعدات التي تقدمها واشنطن لمصر وذلك للتأثير في موقف القيادة المصرية ودفعها إلى التوقف عن التصدي للإخوان.

لكن الوصفة الديمقراطية الغربية لم تؤمن الاستقرار في الدول العربية بعد الإطاحة بدولها، وها هي في ليبيا تتمخض عن فشل مدوّ إذ باتت البلاد تغوص في الانقسام والفوضى والاقتتال، فيما الانتخابات التي يجرى التحضير لها على عجل ليس هناك من هو مقتنع بأنها ستجلب لليبيين الوحدة والاستقرار.

إلى ذلك كان لافتاً تركيز الصحافة «الإسرائيلية» في انتشار الفقر في الكيان الصهيوني نتيجة تراجع المداخيل وتزايد النفقات ما دفع بالقاصرات «الإسرائيليات» إلى ممارسة الدعارة لتأمين تكاليف التعليم اللاتي يحتجن إليها لإتمام تعليمهن في المدارس، وتعكس التقارير التي تتحدث عن نسبة الفقر مدى أثر الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالكيان الصهيوني على خلفية الأزمة الاقتصادية التي ضربت الولايات المتحدة والدول الغربية وإقدام الحكومة «الإسرائيلية» على اتخاذ حزمة من إجراءات التقشف في النفقات طاولت أخيراً المؤسسة العسكرية.

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه