خرج الموقف السعودي المضمر أخيرا إلى العلن، عبر بيان للملك السعودي ندد خلاله بـ "آلة القتل" بحسب تعبيره، مخيراً سورية بين"الحكمة أو الفوضى والضياع"، معلناً استدعاء السفير السعودي في دمشق للتشاور.
خرج الموقف السعودي المضمر أخيرا إلى العلن، عبر بيان للملك السعودي ندد خلاله بـ "آلة القتل" بحسب تعبيره، مخيراً سورية بين"الحكمة أو الفوضى والضياع"، معلناً استدعاء السفير السعودي في دمشق للتشاور.
وشدد الملك السعودي، في البيان، على أن ما يحدث في سورية من قمع للمتظاهرين لا تقبل به السعودية وأكبر من أن تبرره الأسباب، مشيراً إلى أن "كل عاقل يدرك أن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، ليس من الدين".
ودعا القيادة السورية إلى تفعيل الحكمة والقيام بإصلاحات "غير مغلفة بالوعود"، مؤكداً أن ما يحدث "لا يمكن أن تقبل به المملكة".
ورأى الملك السعودي أن سورية اليوم "تقف أمام خيارين لا ثالث لهما، إما اختيار الحكمة، أو الانجراف إلى أعماق الفوضى لا سمح الله". ودعا النظام في سورية إلى "إيقاف آلة القتل وتحكيم العقل"، وختم بإعلان "استدعاء السفير السعودي في سورية للتشاور".
وفي تفسيرها لكلام الملك، تحدثت مصادر إعلامية سعودية عن تحرك مشترك مع تركيا لاتخاذ موقف من اللأحداث في سورية، وهو ما فسرته مصادر بأنه قد يكون تحرك في مجلس الأمن، ولاسيما أن واشنطن كانت تحدثت قبل أيام عن الحاجة إلى غطاء عربي.
ويأتي بيان الملك السعودي، بعدما أصدر مجلس التعاون الخليجي بياناً، هو الأول من نوعه تجاه الأحداث في سورية، أشار فيه إلى أن الدول الخليجية "تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تدهور الأوضاع" في سورية و"تزايد أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة، ما أدى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى"، وذلك بعد أيام من تسريبات صحافية أشارت إلى أن الخليجيين أوصلوا رسالة للسوريين مفادها بأن لديهم حدوداً لقبول عدد القتلى، يجب على السوريين الانتباه إليه.
وبعدما أكد البيان أن دول المجلس تعرب عن أسفها وحزنها لاستمرار نزف الدم، شدد على الحرص "على أمن سورية واستقرارها ووحدتها"، موجهاً الدعوة إلى "الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء الى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته".
موقف لم تستسغه وزارة الخارجية السورية، فأعربت عن أسفها حيال بيان دول مجلس التعاون الخليجي، وعن أملها بأن يعيد "الأشقاء العرب النظر في مواقفهم، آخذين بالاعتبار ما تقوم به القيادة السياسية السورية من أجل تجاوز الأزمة الراهنة والسير بالبلاد في الطريق إلى تحقيق الأمن والاستقرار وتلبية مطالب الشعب السوري وحاجاته".
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر في الخارجية قوله إن "الخروج من دوامة العنف الراهنة وصدق الرغبة في مصلحة سورية يتطلب من الأشقاء العرب في مجلس التعاون الخليجي الدعوة إلى وقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيراً، ويتطلب أيضاً إعطاء الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي الإصلاحات المطروحة ثمارها".
صحيفة الوطن السورية:كلمة عبدلله أقرب الى رسالة تهديد أميركية
من جهتها ردت صحيفة "الوطن"السورية على بيان الملك عبدالله ،معتبرة أن هذه الكلمة بدت كأنها أقرب الى رسالة تهديد أميركية منها الى رسالة أخوية تجاهل فيها الملك عبدالله حقيقة الأحداث والبراهين التي تثبت أن أشقاءه في سورية يتعرضون لمؤامرة تتجاوز حدود الخطابات.
واعتبرت الصحيفة السورية أن"الرسالة يبدو أنها فاجأت ليس فقط السوريين وإنما حتى سفير المملكة في دمشق عبد اللـه بن عبد العزيز العيفان الذي لم يخرج من مأدبة إفطار أقامها في فندق الفورسيزنز بحضور رسمي وشعبي سوري رفيع مساء أمس إلا ليسمع رسالة استدعائه بهدف التشاور".
ولفتت إلى أن كلمة عبدالله لم تتضمن أية إشارة إلى المجموعات الإرهابية المتطرفة التي سعت إلى تمزيق وحدة سورية العربية والإسلامية، وتجاهلت أية إشارة إلى الجهات التي تقوم بتمويل وتسليح هؤلاء الإرهابيين، وثبت أن بعضهم يتلقى تعليماته من شيوخ فتنة تؤويهم بلاد الملك، في وقت تحتاج فيه المملكة إلى تطبيق إصلاحات جذرية في بنيتها السياسية والاجتماعية قبل التوجه بالنصح إلى الآخرين، كما تجاهلت الإجراءات الإصلاحية التي أطلقها الرئيس بشار الأسد بما فيها إصدار قانون الأحزاب والانتخابات.