الشباب الذين يتابعون مباريات المونديال هذه الأيام بأن عليهم أن لا يغفلوا عن الحضور في المساجد والصلاة فيها كما لا ينبغي أن يغفلوا عن أهمية وعظمة هذا الشهر وشهر رمضان المبارك
رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة : أن البعد الأساسي والأصلي للمسجد هو البعد العبادي لأن المسجد بالدرجة الأولى هو مكان للعبادة والتقوى , بل هو المكان الأكثر أصالة للعبادة والطاعة وتجسيد التقوى والتقرب إلى الله وللدعاء والخضوع بين يدي الله، لأن المسجد يعني مكان السجود والسجود هو قمة العبادة بل هو منتهى العبادة كما في الحديث عن الإمام الباقر (ع) .
وقال:لأن المسجد هو مكان للعبادة فإن على المؤمنين المخلصين المطيعين من الرجال والنساء والأبناء الذين يرجون طاعة الله والثواب من الله أن يعمروا المساجد بحضورهم الدائم، وترددهم المستمر إليها، أن لا يصلوا إلا في المساجد ، رجالاً ونساءاً وأطفالاً، رغبة في الثواب وطمعاً في الأجر وفي الحصول على فضل ودرجة المترددين إلى المساجد، لأن المشي والتردد الى المساجد له أجر عظيم كما في الأحاديث.
وأشار: الى أن الروايات التي تفيد أن مسجد المرأة بيتها ليس معناها أنه لا ينبغي للنساء أن يحضرن في المساجد، بل المقصود هو التأكيد على ضرورة رعاية المرأة للحجاب الإسلامي والعفة والحشمة وعدم الاختلاط.
واعتبر: ان للمسجد حرمته وآدابه الخاصة: فلا ينبغي أن ترفع فيه الأصوات ولا أن يعلو فيه الصراخ ،ولا أن تعم فيه الفوضى والضجيج ،ولا أن يتشاغل فيه الإنسان بأموره وشؤونه الخاصة.
ونبه الشيخ دعموش: الشباب الذين يتابعون مباريات المونديال هذه الأيام بأن عليهم أن لا يغفلوا عن الحضور في المساجد والصلاة فيها كما لا ينبغي أن يغفلوا عن أهمية وعظمة هذا الشهر وشهر رمضان المبارك والفرصة التي جعلها الله سبحانه لعباده في أيامهما ولياليهما.
وقال: يجب أن نلتفت إلى تصرفاتنا ونحن نتفاعل مع مباريات المونديال فلا نؤذي الآخرين، ولا نسيء الى صورتنا, نحن لا نقول لا تحضروا المباريات بل احضروها وشجعوا من تريدون من هذا الفريق أو ذاك , لا إشكال في ذلك, لكن علينا أن لا نغفل عن واجباتنا ومسؤولياتنا وعلينا أن نكون حضاريين فلا ينبغي:إطلاق الأبواق/ أو إطلاق المفرقعات/ أو إطلاق النار/ أو الصراخ في المقاهي وأماكن التجمع/ أو قطع الطرقات/ أو التجمع في مسيرات بالدراجات النارية/ أو الإشتراط أو الرهن على فوز فريق ضد آخر. فكل ذلك لا يتناسب مع صورتنا الإيمانية والحضارية.
وأكد الشيخ دعموش:أن أحد أبرز أهداف ودوافع ما جرى ويجري في العراق وفي سوريا والمنطقة:
أولاً: إعادة تقسيم المنطقة العربية من جديد على أسس طائفية ومذهبية وقبلية وعرقية وهو مشروع قديم جديد.
ثانياً: الإطاحة بنتائج الانتخابات العراقية الأخيرة وإعادة صياغة التوازنات السياسية في العراق.
وقال: إن عودة التفجيرات إلى لبنان لن ترهبنا ولن ترهب أهلنا وهي دليل عجز وفشل أصاب الإرهابيين والتكفيريين في أكثر من ساحة..
وطالب: القوى الأمنية وأجهزة الدولة المعنية إستكمال ما كانت قد بدأته قبل شهرين من ملاحقة الإرهابيين وشبكاتهم لحماية لبنان من تداعيات ما يجري في المنطقة. وحذر المواطنين من الانجرار وراء الشائعات الامنية عن وجود سيارات مفخخة أو شاحنات أو أنفاق .. لأن العدو قد يكون وراء مثل هذه الشائعات لإخافة الناس واحباطهم.
نص الخطبة :
يقول الله تعالى: [إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين]. للمسجد في الإسلام أهمية كبيرة ودور بارز ومهم في بناء شخصية الفرد والمجتمع ، وله أبعاد كثيرة : بُعد عبادي وبُعد ثقافي وتعليمي ، وبُعد اجتماعي, وبُعد تربوي وأخلاقي، وبُعد سياسي , وبُعد جهادي .. والمسجد النموذجي والمثالي في الإسلام هو المسجد الذي يكون له دور مهم في كل هذه الأبعاد والمجالات العبادية والتربوية والثقافية والاجتماعية والسياسية والجهادية.
لكن البعد الأساسي والأصلي للمسجد هو البعد العبادي لأن المسجد بالدرجة الأولى هو مكان للعبادة والتقوى , بل هو المكان الأكثر أصالة للعبادة والطاعة وتجسيد التقوى والتقرب إلى الله وللدعاء والخضوع بين يدي الله، لأن المسجد يعني مكان السجود والسجود هو قمة العبادة بل هو منتهى العبادة كما في الحديث عن الإمام الباقر (ع) .
ومن هنا أكد القرآن على البعد العبادي للمسجد أكثر من أي بعد آخر. فالقرآن يعتبر أن المسجد هو عنوان للمكان الذي يذكر فيه اسم الله وأسماؤه الحسنى وصفاته الجميلة [ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامعُ وبيعٌ وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيراً] ـ الحج / 40 ولذلك فإن أكثر الناس ظلماً هم الذين يصدون الناس عن المساجد وذكر الله [ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه] ـ البقرة / 114.
والمسجد هو مكان إعلان التوحيد الخالص لله، فالإنسان يأتي للمسجد ليعبد الله وحده وليدعو الله وحده [وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا] ـ الجن / 18. والمسجد هو مكان التضرع لله والدعاء بين يديه [وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين] ـ الأعراف 29 . والمسجد هو مكان لقراءة القرآن, فعن النبي (ص): "إنما نصبت المساجد للقرآن". وعنه(ص) ايضاً : "من أحب القرآن فليحب المساجد".
إذن المسجد في القرآن هو مكان لعبادة الله وحده والتوجه إليه وحده، والتضرع والخضوع والخشوع بين يديه، وليس مكاناً للهو واللغو والأحاديث الجانبية وتمضية الوقت في الفراغ، ليس مكاناً للحديث عن سلبيات الناس وعيوب الناس ، وليس مكاناً للبيع والشراء أو النوم .. المسجد هو مكان للعبادة وله حرمته وآدابه الخاصة: فلا ينبغي أن ترفع فيه الأصوات , ولا أن يعلو فيه الصراخ , ولا أن تعم فيه الفوضى والضجيج, ولا أن يتشاغل فيه الإنسان بأموره وشؤونه الخاصة.
فقد قال رسول الله (ص) لأبي ذر: يا أبا ذر من أجاب داعي الله وأحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه على الله الجنة، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، كيف تعمر مساجد الله؟ قال: لا ترفع فيها الأصوات،ولا يخاض فيها بالباطل، ولا يشتري ولا يباع، واترك اللغو ما دمت فيها، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك.
ولأن المسجد هو مكان للعبادة فإن على المؤمنين المخلصين المطيعين من الرجال والنساء والأبناء الذين يرجون طاعة الله والثواب من الله أن يعمروا المساجد بحضورهم الدائم، وترددهم المستمر إليها، أن لا يصلوا إلا في المساجد ، رجالاً ونساءاً وأطفالاً، رغبة في الثواب وطمعاً في الأجر وفي الحصول على فضل ودرجة المترددين إلى المساجد، لأن المشي والتردد الى المساجد له أجر عظيم كما في الأحاديث.
فعن رسول الله (ص): من مشى إلى مسجد من مساجد الله كان له بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات ومُحي عنه عشر سيئات ويُرفع له عشر درجات. وفي حديث آخر: الغدو والرواح إلى المساجد من الجهاد في سبيل الله. وعندما نتذكر أن التكفيريين والإرهابيين وأعداء الله يهددون مساجدنا والمصلين فيها بالتفجيرات من أجل أن يصدونا ويمنعوننا عن ذكر الله وإقام الصلاة في المساجد ندرك جيدا معنى أن يكون المجيء إلى المسجد والذهاب إليه من الجهاد في سبيل الله.
وعن رسول الله (ص) أيضاً: عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض ومن أتاها متطهراً طهره الله من ذنوبه وكتب من زواره، فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء، وصلوا في المساجد في بقاع مختلفة، فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة.
وعندما يحثنا الإسلام على المجيء إلى المساجد والصلاة فيها وخاصة جماعة ، فهذا ليس خاصاً بالرجال وحدهم بل هو للرجال والنساء. نأتي إلى المساجد ونصطحب نساءنا وأبناءنا ونشجع أصدقائنا وجيراننا على المجيء إلى المسجد أيضاً رجالاً ونساءاً شباباً وفتياتٍ.
والروايات التي تفيد أن مسجد المرأة بيتها ليس معناها أنه لا ينبغي للنساء أن يحضرن في المساجد، بل المقصود هو التأكيد على ضرورة رعاية المرأة للحجاب الإسلامي والعفة والحشمة وعدم الاختلاط. النساء لهن دور عظيم في المجتمع وحضورهن في المساجد هو فرصة للتزود بالروحانية والأمور المعنوية التي يوفرها هذا المكان المقدس، ووهو فرصة أيضاً للتعرف على العلوم والمعارف الدينية ، بل هذه الفرصة بالنسبة إلى بعض النساء قد تكون هي الفرصة الوحيدة لهن التي يتعرفن فيها على المعارف الإسلامية.
لذلك يجب أن يأتي النساء إلى المساجد ويصلين في الأماكن المخصصة لهن مع مراعاة ضوابط الحجاب والاختلاط ,ويجب أن نأتي بأبنائنا إلى المساجد أيضاً حتى لو كانوا أطفالاً ليعتادوا المجيء إلى المساجد والصلاة فيها, ولا ينبغي أن نتحرّج من ذلك لكن ينبغي أن نراعي عدم إحداث فوضى أو ضجيج من قبلهم..
وهناك آداب على الرجال والشباب والنساء والفتيات والأبناء مراعاتها والالتزام بها أثناء الحضور في المساجد أهمها:
ـ التحلي بالاحترام والوقار تقديساً للمكان.
-أن يأتي الانسان نظيفاً متطهراً.
ـ أن يلبس أفضل الثياب [خذوا زينتكم عند كل مسجد] ـ الأعراف / 31.
وأن لا يدخل مكشوف السرة أو الركبة أو الفخذ.
وعندما يصل إلى المسجد: أن يضع الحذاء في المكان المخصص.
ـ وأن يدخل بالرجل اليمنى فيقدمها على اليسرى.
ـ وأن يقرأ الذكر المخصص حال الدخول.
ـ وأن يصلي ركعتين تحية للمسجد.
ـ وان يجتنب النوم في المسجد والضحك والقهقهة واللغو واللهو...الخ
ـ وأن ينشغل بالعبادة وقراءة القرآن وأن لا يرفع صوته بهما .
ـ وأن لا يترك صلاة الجماعة مع وجود إمام للمسجد.
فعن رسول الله (ص): لا صلاة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين إلا من علة. وعنه (ص): ألا من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة. هذه الآداب يجب مراعاتها في المساجد من أجل أن تكون مساجدنا أماكن للعبادة والطاعة كما أراد الله سبحانه.
والشباب الذين يتابعون مباريات المونديال هذه الأيام لا ينبغي أن يغفلوا عن الحضور في المساجد والصلاة فيها , كما لا ينبغي أن يغفلوا عن أهمية وعظمة هذا الشهر وشهر رمضان المبارك والفرصة التي جعلها الله سبحانه لعباده في أيامهما ولياليهما.
يجب أن نلتفت إلى تصرفاتنا ونحن نتفاعل مع مباريات المونديال فلا نؤذي الآخرين، ولا نسيء الى صورتنا, نحن لا نقول لا تحضروا المباريات بل احضروها وشجعوا من تريدون من هذا الفريق أو ذاك , لا إشكال في ذلك, لكن علينا أن لا نغفل عن واجباتنا ومسؤولياتنا وأن نكون حضاريين فلا ينبغي:إطلاق الأبواق/ أو إطلاق المفرقعات/ أو إطلاق النار/ أو الصراخ في المقاهي وأماكن التجمع/ أو قطع الطرقات/ أو التجمع في مسيرات بالدراجات النارية/ أو الإشتراط أو الرهن على فوز فريق ضد آخر. فكل ذلك لا يتناسب مع صورتنا الإيمانية والحضارية.
ومن هذه البوابة ندخل إلى واقعنا لنؤكد:
إن أحد أبرز أهداف ودوافع ما جرى ويجري في العراق وفي سوريا وفي هذه المنطقة:
أولاً: صياغة جغرافية سياسية واجتماعية جديدة تقوم على أساس إعادة تقسيم المنطقة العربية من جديد على أسس طائفية ومذهبية وقبلية وعرقية وهو مشروع قديم جديد.
ثانياً: الإطاحة بنتائج الانتخابات العراقية الأخيرة وأهمها عودة المالكي كفائز أساسي، في هذه الانتخابات وإعادة صياغة التوازنات السياسية في العراق تحت عنوان إشراك السنّة في القرار والسلطة من موقع القوة.
أما عودة التفجيرات إلى لبنان كما حصل صباح اليوم (تفجير سيارة بانتحاري على حاجز قوى الامن الداخلي في ضهر البيدر) فلن ترهبنا ولن ترهب أهلنا وهي دليل عجز وفشل أصاب الإرهابيين والتكفيريين في أكثر من ساحة..
هذه التفجيرات لن تزيدنا سوى تصميماً على مواجهة هؤلاء , وعلى القوى الأمنية وأجهزة الدولة المعنية إستكمال ما كانت قد بدأته قبل شهرين من ملاحقة الإرهابيين وشبكاتهم لحماية لبنان من تداعيات ما يجري في المنطقة.
وأخيرا يجب أن نؤكد عدم الانجرار وراء الشائعات الامنية عن وجود سيارات مفخخة أو شاحنات أو أنفاق .. لأن العدو قد يكون هو وراء هذه الشائعات لإخافة الناس واحباطهم.