26-11-2024 03:26 AM بتوقيت القدس المحتلة

«إسرائيل» وأزمة هجرة الكفاءات والشباب إلى الخارج

«إسرائيل» وأزمة هجرة الكفاءات والشباب إلى الخارج

هذا التطور دفع دوائر القرار «الإسرائيلي» إلى قرع جرس الإنذار والبحث عن سبل لمعالجة هذه المشكلة التي تنذر بمضاعفات خطيرة على التركيبة السكانية «الإسرائيلية»

«إسرائيل» وأزمة هجرة الكفاءات والشباب إلى الخارجتُظهر الأنباء الواردة من داخل فلسطين المحتلة، وما تكتبه الصحافة «الإسرائيلية»، أن «إسرائيل» تعاني هجرةً معاكسةً في أوساط الشباب على وجه التحديد.

حسن حردان / جريدة البناء

فالشباب، خصوصاً الكفاءات منهم، أضحوا أكثر حماسةً للهجرة بحثاً عن فرص عمل في الخارج، بعد تراجع مستويات المعيشة داخل الكيان «الإسرائيلي»، وتقلص فرص العمل، وبالتالي مستوى الأجور والتقديمات الاجتماعية. وهذا يعني أن «إسرائيل» لم تعد ذاك الإغراء الذي كان يدفع الشباب إلى البقاء في فلسطين المحتلة وعدم المغادرة، ويغري اليهود في الخارج على الهجرة إليها بحثاً عن الحياة الرغدة التي يفتقرون إليها حيث يعيشون في موطنهم الأصلي.


هذه الظاهرة تتزامن مع الأنباء التي تحدثت عن جفاف في الهجرة من الخارج إلى داخل فلسطين. هذا التطور دفع دوائر القرار «الإسرائيلي» إلى قرع جرس الإنذار والبحث عن سبل لمعالجة هذه المشكلة التي تنذر بمضاعفات خطيرة على التركيبة السكانية «الإسرائيلية»، من زاويتين:

الأولى: نزيف الكفاءات يؤدّي إلى انعكاسات سلبية على المؤسسات الاقتصادية ونوعية الإنتاجية فيها.

الثانية: وهجرة الشباب ينعكس سلباً على بنية الجيش «الإسرائيلي»، إذ تزداد معدلات الأعمار فيه، مع تراجع إقبال الشباب على الخدمة العسكرية.

ومثل هذه الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وبنية الجيش «الإسرائيلي»، يزيد منها كونها أيضاً تؤدّي إلى مفاقمة خطر ما يسميه الخبراء الصهاينة القنبلة الديمغرافية في ظل إصرار حكومة نتنياهو على رفض حل الدولتين والاتجاه نحو تحول الدولة الصهيونية إلى دولة ثنائية القومية، يزيد أعداد الفلسطينيين فيها مع الوقت لتصبح أعدادهم تتجاوز عدد «الإسرائيليين». ما جعل شبح نموذج جنوب أفريقيا يخيّم على النقاشات في مؤتمر هرتسيليا.

ويبدو أن الحكومة «الإسرائيلية»، وفي محاولة للتعويض عن نزيف الشباب إلى الخارج، عمدت إلى استنفار الوكالة اليهودية المعنية بالهجرة لأجل البحث عن بدائل في الخارج لإقناع الشباب اليهودي بالهجرة إلى فلسطين عبر خطة مدروسة تتضمن:

1 ـ فرز الشباب في كل سنة، خصوصاً الذين بلغوا سن الثامنة عشر من العمر، والعمل على تحفيزهم للذهاب إلى فلسطين المحتلة والخدمة في الجيش «الإسرائيلي».

2 ـ يجري إخضاع هؤلاء الشباب لدروس دينية في الكنيس، تجري تحت شعائر «صلاة الفراق والبكاء مع الأهل والمقربين»… «عادة من عادات اليهود».

وتفيد المعلومات الآتية من فرنسا بأن العدد هذه السنة فاق السنين الماضية بنسبة 38 في المئة، وذلك نتيجة البرنامج الذي وضعته الحكومة «الإسرائيلية» عام 1994 بمساعدة العائلات اليهودية مادياً، لتشجيعها على الإنجاب وزيادة النسل. في حين كثرت المدارس الخاصة باليهود بحجة أمن «المواطن اليهودي» بعدما تزايدت التعدّيات المشبوهة ضدهم، والتي عادة ما تقوم بها أجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» بقصد دفع الشباب لتقبل الفكرة.

وتعمل الوكالة اليهودية في تنفيذ هذا البرنامج، على الاستفادة من التمويل الذي تحصل عليه المدارس من صندوق وزارة التربية الفرنسية، ومعروف أن المساعدات الاجتماعية في فرنسا ترتفع للعائلات التي يزيد عدد أفرادها، ولهذا تُستغل هذه الفرصة في إطار البرنامج المعدّ لتشجيع العائلات اليهودية على الإنجاب وزيادة النسل.

وتفيد المعلومات أن عدد الذين جُنّدوا للخدمة العسكرية في الجيش «الإسرائيلي» بلغ المئات، وهم يتوزعون على المناطق التالية: باريس وضواحيها 137 مجنّداً ، ليون مئة ومجندان ، بوردو 92 مجنداً ، مرسيليا 169 مجنداً ، الإلزاس واللورين 105 مجندين ، اللوكنسمبورغ 27 مجنداً ، مدينة تور 88 مجنداً ، نيم 19 مجنداً ، نيس 17 مجنداً ، ديجون 5 مجندين ، وميلوز 13 مجنداً .