في هذه الأثناء تدور المعارك للسيطرة على تلة "ظهر الرهوة" اعلى قمة مشرفة على جرود عرسال والمناطق الجبلية المحيطة بها من الجهة السورية لسلسلة جبال القلمون.
في هذه الأثناء تدور المعارك للسيطرة على تلة "ظهر الرهوة" اعلى قمة مشرفة على جرود عرسال والمناطق الجبلية المحيطة بها من الجهة السورية لسلسلة جبال القلمون.
وتشن قوات من الجيش السوري مدعومة بالحلفاء هجوما للسيطرة على التلة الاستراتيجية التي تحتلها مجموعات مسلحة كانت لحد الأمس القريب منضوية تحت لواء جبهة النصرة، ولا يعرف حاليا لمن تعقد البيعة في وقت بدأ ظهور داعش يقوى في محيط رنكوس، ويسعى للتمدد ضمن المجموعات المنتشرة في الوديان والمغاور داخل سلسلة جبال القلمون الوعرة والتي تتمع بعمق جغرافي يصل الى سبعين كلم ينتشر في مغاوره وتحصيناته الطبيعية ما يقارب ٤٥٠٠ مسلحا .
ويأتي الهجوم على تلة "ظهر الرهوة" محاولة جديدة من الجيش السوري وحلفائه لتجنب ما يمكن تسميته "معضلة عرسال" التي يعمل الفريق المذكور على تفاديها، وعدم الانجرار الى معركة داخلها تكون السبب في تأزم سياسي داخلي في لبنان، هناك قرار واضح من قبل حزب الله وحلفائه بتفادي عودة التأزم الداخلي، وهذا ما ظهرت معالمه في تشكيل حكومة تمام سلام .
معضلة عرسال
في ظل الظهور القوي لداعش من جهة العراق وبعد التقدم الذي أحرزته في الموصل والأنبار وبعض المناطق القريبة من بغداد، عاد تحرك المجموعات السلفية في عرسال وانطلاقا منها ،بعد فترة تراجع تلت معركة يبرود في القلمون السوري.
وتنشط الجماعات المذكورة ضمن مخيمات اللاجئين السوريين في مخيمات عرسال، كما يمتد النشاط الى سهل القاع على الحدود اللبنانية السورية، حيث ترصد الجهات المختصة دخول عشرات الأشخاص الذين خاضوا معارك القلمون، ويدخلون بشكل فرادي الى سهل القاع ومشاريعه الزراعية بحجة العمل في قطاف المواسم الصيفية في السهل، حيث تراقب الأجهزة المعنية توافد هذه الشريحة من المقاتلين وتوزيعهم الجغرافي على مشاريع سهل القاع، وحركة اتصالاتهم الميدانية والهاتفية في المنطقة وانطلاقا منها.
مصادر في المنطقة تشير الى ان الداخلين الى سهل القاع يستخدمون بطاقات هوية سورية مزورة بإتقان، يستخدمون فيها اسماء أشخاص قتلوا في الحرب السورية، وقد رصدت الجهات المعنية حركة من قبل مجموعات مسلحة من جهة مخيمات عرسال باتجاه مغاور وأودية سهل النعيمات القريب من القاع في لبنان وجوسية في سورية على الحدود اللبنانية.
وتأتي هذه التحركات في ظل سعي الجيش السوري وحلفاءه للقضاء على تواجد المجموعات التكفيرية في كل المناطق التي ذكرناها، مع ملاحظة ان اعتماد المسلحين على عرسال لوجيستيا وتموينيا زاد في هذه الفترة، وهو مرشح للتصاعد في الفترة المقبلة مع تزايد فقدان المجموعات المسلحة لبنية تحتية حضرية في ظل عدم تمكنهم من استعادة اي قرية او بلدة في القلمون السوري.