26-11-2024 08:39 PM بتوقيت القدس المحتلة

من وراء داع ش؟؟

من وراء داع ش؟؟

يفقد الكثير القدرة على التعرف علي من يقف وراء داع ش. فمعظم التحليلات تذهب الى وقوف السعودية وقطر وتركيا وراء هذا التنظيم لكن اصبح هذا التحليل غير مقنع لما يتضمنه من تناقضات


رياض ابو ماهر - الجزائر


يفقد الكثير القدرة على التعرف علي من يقف وراء داع ش. فمعظم التحليلات تذهب الى وقوف السعودية وقطر وتركيا وراء هذا التنظيم لكن اصبح هذا التحليل غير مقنع لما يتضمنه من تناقضات وعدم القدرة على الخروج بنظرة واضحة حول من يوجه هذا التنظيم وخاصة حول ما يدور عن دور السعودية في توجيهه. لكي نستطيع ان نحلل هذا المشهد يجب وضع اولا بعض المسلمات لكي نستطيع فك رموز هذه العقدة.

  • في البداية التنظيم متفق على انه يتلقى الدعم الخارجي سواء على المستوى المالي والعتاد وعلى مستوى القيادة والتسيير والتخطيط اذ هناك جهة على الاقل تخطط وتوجه.

 

  • الادارة الامريكية ليست وراء داع ش لسبب بسيط وهو مسؤوليتها عن امن العراق، وفشله يعني فشل امريكا، وهي تدرس خيارات التدخل ضد داع ش اضافة ان من يقول ان امريكا هي من وراء داع ش لتضغط على المالكي وايران غير ممكن لان الرهان بهذه الطريقة يشكل مخاطرة اكثر من وظيفته. إضافة الى ان امريكا تحاول الانسحاب من الشرق الاوسط وتهتم بشرق اسيا. وهناك الكثير من المحللين السياسيين منهم من يرتبط بالسي اي ايه يستبعدون استعمال امريكا لداع ش وذلك للتطرف الخطير لهذا التنظيم وارتكابه جرائم بشعة لا يمكن للإدارة الامريكية ان توافق عليها على الاقل امام الرأي العام العالمي. أكثر من ذلك امريكا تريد التنسيق مع ايران ضد داع ش وليس الضغط عليها، وهذا ينفي نظرية استعمال الادارة الامريكية لداع ش لهذا الغرض.

 

  • في تحليل سابق حللنا كيف ان قطر تخضع مباشرة للإدارة الامريكية وذلك بعد الاطاحة بالأمير السابق حمد بن خلفية وقدوم ابنه تميم، وهذا يعني ان قطر لا تدعم احد الا بموافقة الادارة الامريكية. وهنا نشير بوضوح الى قطر الرسمية وليس الامير السابق او وزير خارجيته حمد بن جاسم او المشهور باسم حمد النعجة.

 

  • يجب ان نفرق جيدا بين القنوات الرسمية يعني الدولة الرسمية وبين من كان او داخل او خارج هذا الاطار، فهناك من يستعمل اسمه ولكن بشكل غير رسمي، وهناك من كان في السطلة ثم خرج منها مثل الامير السابق لقطر، هذا لوضع فروقات ستؤدي بنا الى معرفة من يقف وراء الاحداث في المنطقة العربية.

 

  • في السعودية هناك صراع اجنحة في النظام، فالملك وحاشيته يشكلون جناح، وفي المقابل الامير بندر ومن معه يشكل جناح وخروج بندر من رئاسة المخابرات لا يلغي دورة وانما ينزع عنه طابع الرسميات فقط.

 

  • تركيا تعتبر من المتضررين وليس المستفيدين، ودورها يفسره كل على حسب اهوائه. ولكن هناك احداث تتحكم في حكمنا على تركيا، فأولا خطف داع ش للعاملين في القنصلية التركية وعائلاتهم والاحتفاظ بهم كأسرى الى اليوم يظهر ان من قام بخطفهم يريد المساومة على المواقف التركية. ثانيا تركيا ليس في صالحها تقسيم وتفتيت العراق، ويعتبر هذا عندها خط احمر وذلك لخطره على وحدة اراضيها. وتركيا ايضا تقف مع الادارة الامريكية وتتفق معها، فهي في العموم تسايرها ولا تختلف معها من الملف السوري الى العراقي الى المصري.. هناك تطابق كبير بين المواقف التركية والادارة الامريكية.

 

  • السؤال المطروح من يقف وراء داع ش؟؟؟ لو نجمع بين بعض الاجزاء فبندر في السعودية والامير السابق القطري ووزير خارجيته حمد النعجة اضافة الى اسرائيل. كيف تجتمع هذه المتناقضات ؟؟ في الحقيقة ليس هناك متناقضات وانما تجمعها اللوبيات الصهيونية في امريكا، فبندر معروف بعلاقته بهذه اللوبيات، الامير القطري لا يخفي علاقته مع اسرائيل وكذلك زوجته موزة التي نشر لها صور وهي في محفل ماسوني في بريطانيا.

 

  • اذن اذا شكلنا خارطة من يقف وراء داع ش سيكون هذا الاخطبوط الذي يملك اذرعا مالية وكذلك اذرعا تنفذيه والذي يتمثل في داع ش. بهذه الطريقة نستطيع ان نفهم من يتقاتل في الحرب الدائرة بين داع ش وجبهة النصرة والجيش الحر. جبهة النصرة تابعة لمن؟؟ والقاعدة المتمثلة في ايمن الظواهري من وراءها ؟؟ هي المخابرات الرسمية السعودية وبالطبع الادارة الامريكية وقطر الرسمية وتركيا.

 

  • تظهر هذه الخلافات في أمكنة اخرى في الملف الايراني النووي واوكرانيا. فوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اشار الى ان هناك طرفا ثالثا يريد تخريب الاتفاق النووي. وفي اوكرانيا الكثير من التقارير اشارت الى وقوف اسرائيل وراء المتطرفين الاوكران.

 

  • كل التحليلات السياسية الموجودة على الساحة لا تتعارض مع هذا التحليل، بل يفسر الكثير من التناقضات الموجودة. بداية من تقاتل داع ش مع مختلف الفصائل المقاتلة في سوريا الى من يعارض المفاوضات النووية الايرانية مع الغرب.

                             موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه