المصادر الأوروبية تقول ان الأميركي والإيراني توصلا الى صياغة مسودة لاتفاق مؤقت بانتظار أن تثمر المفاوضات عن اتفاق نهائي
عُقدت يوم الاثنين الفائت في العاصمة النمساوية فيينا ، جولة جديدة من المفاوضات بين ايران من جهة ودول (5+1) من جهة أخرى، وأتت هذه الجولة مع اندلاع أحداث العراق ، وسيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل المهمة شمال العراق وتمدده على مساحات واسعة على الحدود مع تركيا والاردن وسوريا ، وتمكن مقاتلي التنظيم من الوصول الى أطراف مدينة سامراء.
في ظل هذه الأجواء بدأت الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا، مع محاولات ابتزاز قامت بها فرنسا بتحريض سعودي وإسرائيلي ، لوضع الملف العراقي المستجد على طاولة التفاوض النووي ، وهذا ما لم يقبل به الوفد الايراني على الإطلاق حسب مصادر اوروبية متابعة .
المصادر الأوروبية تقول ان الأميركي والإيراني توصلا الى صياغة مسودة لاتفاق مؤقت بانتظار أن تثمر المفاوضات عن اتفاق نهائي مع ملاحظة أنَّ موعد العشرين من شهر تموز/يوليو الحالي الذي حُدد سابقا كحد اقصى للوصول الى اتفاق يمكن أن يُمدد حسب ما ورد في اتفاق تشرين ثاني/نوفمبر الماضي الذي يسمح بتمديد ستة أشهر الموعد المتفق عليه للوصول الى اتفاق نهائي. ويبدو أنَّ الاتفاق الثنائي بين الوفدين الاميركي والإيراني الذي صيغ في جولة مباحثات ثنائية سبقت جولة فيينا يذهب باتجاه التأجيل.
وتقول المصادر أيضا انه جرى الاتفاق على استمرار تواجد الوفود التقنية في فيينا لمدة ثمانية عشر يوما ، للعمل على تقدم المفاوضات قبل العشرين من تموز/يوليو ، فيما وافق الوفد الفرنسي ضمنيا على موضوع التمديد، وإن استمرت باريس في موقفها التصعيدي إعلاميا إرضاءً للسعودية وإسرائيل.
وحسب المعلومات فإن موضوع مفاعل أراك يشكل العقبة الأساس في المفاوضات بين الاطراف، حيث تريد فرنسا إغلاق الموقع بكل بساطة ، وتفكيك أجهزة الطرد المركزي الموجودة فيه، وقيام إيران بتسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق عشرة بالمائة على أن تسلمها الدول الغربية مقابله يورانيوم مخصب بنسبة ثلاثة في المائة، وها ما لم يوافق عليه الوفد الايراني.
وتشير المعلومات الى أنَّ موضوع التبادل الذي تطرحه فرنسا لا يخضع لأية ضمانات جدية تلزم الغرب بتنفيذ عملية التبادل هذه، مع الاشارة الى ان الوفد الايراني رفض البحث في هذه النقطة ، مذكرا الفرنسي انه تم إشباع هذا الموضوع نقاشا في العامين الأخيرين، وتم التوافق على البحث عن حل آخر غير الاغلاق وتبادل اليورانيوم.
وبخصوص الموقف الفرنسي المتصلب من ايران ، وفي حديث خصَّ به موقع المنار قال ( كريستسان شينو) الصحافي الفرنسي المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في إذاعة فرنسا نقلا عن مصادر محيطة ب ( فرانسوا هولند) انه نظرا لعلاقات باريس بدول الخليج ، فإن هامش الحركة لديها في الموضوع الايراني يبقى محدودا،ناقلا عن المصادر المحيطة بهولاند قولها ان فرنسا لا تقوم بتنفيذ سياسة سنية ضد ايران في المنطقة رغم بعض الصُدَف حيث استقبلت باريس خلال اسبوع واحد كلا من وزير الخارجية القطري، والامير متعب بن عبدالله السعودي، ووزير الخارجية التركي.
المصادر الغربية تشير الى ان مفاوضات ثنائية أمريكية ايرانية تجري بعيدا عن الاضواء حول مفاعل اراك وأجهزة الطرد المركزية في معمل ناتانز، ومحور المطالب الأميركية في هذه المفاوضات الثنائية يدور حول تجميد العدد الحالي لأجهزة الطرد التي تثبتها ايران في المفاعلات النووية، والاتفاق على تحديد نسبة اليورانيوم الايراني الذي سوف تقوم المفاعلات الايرانية بتخصيبه، وتطلب واشنطن بسحب طهران للجيل الثالث من أجهزة الطرد المركزي الذي تقوم بتثبيته ، وهو أسرع بمرات عديدة من الجيلين الثاني والاول، وهو عبارة عن أجهزة طرد مركزية تسمى (ب1) ، وهي أجهزة طرد باكستانية الصنع بالأساس. فيما يتمسك الايراني بالعدد الحالي الموجود من الجيل الثالث لأجهزة الطرد مع الموافقة على عدم زيادتها، ويبحث الطرفان في الوصول الى حل وسط لعمليات التخصيب بنسبة العشرين بالمائة الذي تقوم به ايران.
أخيرا قال مصدر أميركي مسؤول في جلسة مغلقة (اوف) مع بعض الصحفيين على هامش المباحثات ان امريكا وإيران سوف تتعاونان في محاربة داعش في العراق، وليس هناك ما يمنع من تمديد مهلة العشرين من تموز/يوليو عدة أشهر اخرى للوصول الى اتفاق نهائي بحسب ما نقلت مصادر اوروبية .
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه