اعتبر عضو المجلس الوطني للاعلام في لبنان غالب قنديل أنّ الضغوط الخارجية على سورية تعبّر عن تقهقر كل محاولات إغراق سورية في الفوضى، مشيراً إلى أنّ الشعب السوري يعبّر أكثر فأكثر عن رفضه للفتنة والتخريب
حسين عاصي
لا أهلية ديمقراطية أو إصلاحية لملك السعودية
الغالبية الشعبية مع الأسد.. وهي تتزايد ولا تتراجع
القيادة التركية تعرف ماذا فعلت في مناطق الأكراد
مجموعات بندر في لبنان متورطة بأحداث سورية
من يتوسّل العنف والقتل لا يمكنه أن يكون شريكاً
ليكفّ الحريصون على سورية عن احتضان المخربين
لا يحق لمن سحق انتفاضة البحرين أن ينصح غيره
اعتبر عضو المجلس الوطني للاعلام في لبنان غالب قنديل أنّ الضغوط الخارجية على سورية تعبّر عن تقهقر كل محاولات إغراق سورية في الفوضى، مشيراً إلى أنّ الشعب السوري يعبّر أكثر فأكثر عن رفضه للفتنة والتخريب ويفضح حقيقة ما تقيمه ميليشيات المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها من حالات إرهاب وقتل وتنكيل.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، حذر قنديل من أنّ أيّ مغامرة بالاعتداء على سورية ستواجَه بمقاومة شعبية شرسة، مشيراً إلى أنّ القيادة السورية مصمّمة على الاستمرار بالاصلاحات حتى النهاية، لافتاً إلى أنّ المخربين لا يريدون الاصلاح كما يدّعون بل يريدون النيل من قوة المقاومة التي تمثلها سورية.
وفيما انتقد الموقف التركي المستجدّ من الأحداث في سورية باعتبار أن القيادة التركية تعرف ماذا فعلت في المناطق التي سيطر عليها مسلّحون أكراد، اعتبر أنّ الحريصين على استقرار سورية عليهم أن يوقفوا تدخل مخابراتهم باحتضان المخربين وعليهم التوقف عن ترداد كذبة السلمية.
وإذ أكد قنديل أن التورط السعودي في أحداث سورية ليس بجديد ويعود إلى لحظة اندلاع هذه الأحداث، رأى أنّ الملك السعودي لا يملك الأهلية الديمقراطية أو الاصلاحية ليصدر نصائح لغيره، معتبراً أنّ الأَولى بالملك السعودي أن يلتفت لكيفية إصلاح المملكة قبل توجيه النصائح.
ولفت قنديل إلى أنّ المعلومات المتوافرة حول سير العمليات الميدانية التي ينفذها الجيش السوري تشير إلى أنّ هناك تقدماً كبيراً في الميدان، كاشفاً أن الجيش يأخذ وقته لأنه حريص على سلامة أبنائه، مشدداً على أن المسألة ليست مسألة عقد مستعصية بل جراحات دقيقة، موضحاً أنّ الجيش يدير تفاوضاً طويل النفس في كل عقدة من العقد.
الشعب السوري فضح الميليشيات
المفكر والباحث الاعلامي غالب قنديل أكد لموقع المنار أنّ الضغوط الخارجية على سورية تعبّر عن المأزق الذي اصطدم به دعاة التخريب في الداخل السوري، كما تعبّر عن تقهقر كل المحاولات التي بُذلت بهدف إغراق سورية في الفوضى. ولاحظ أنّ الولايات المتحدة الأميركية وتركيا ودوائر الحلف الأطلسي أي سائر الدول المنخرطة في حلف الناتو عبّرت، كما تؤكد التقارير الصادرة خلال الأسبوعين الأخيرين، عن خيبة من الرهان على المعارضة السورية وفاعليتها في شهر رمضان المبارك بعد أن كانت أطراف المعارضة الخارجية القابعة في أحضان الادارة الأميركية قد عمّمت أنّ هذا الشهر سيشهد تصاعداً في العمليات ضدّ النظام. ولفت إلى أنّ كلّ ما سبق يعبر عن خيبة مزدوجة لدى كلّ المراهنين على إسقاط النظام السوري تجلّت خصوصاً عندما أظهر الجيش السوري تماسكاً وولاءً للرئيس بشار الأسد وللثوابت الوطنية والقومية التي يعبّر عنها.
ولفت قنديل إلى أنّ مسار الأحداث كما شهدناها خلال هذه الأسابيع يشير إلى أنّ الشعب السوري يعبّر أكثر فأكثر عن رفضه للفتنة والتخريب ويفضح حقيقة ما تقيمه ميليشيات المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها من حالات إرهاب وقتل وتنكيل. وأوضح أنّ ما حصل في حماه ودير الزور بعد بانياس ودرعا وجسر الشغور نموذج واضح عن ممارسات هذه الميليشيات، مذكّراً كيف عبّر أهالي حماه عن رفضهم لهذا الواقع من خلال الهجرة إلى القرى الريفية المحيطة ومطالبة الجيش السوري عبر النداءات من خلال مكبّرات الصوت للتدخل، وهذا ما حصل أيضاً في دير الزور وحمص.
دخلنا مرحلة فاصلة من المواجهة
ولفت قنديل في هذا السياق إلى الصراخ المرتفع الصادر من تركيا والمملكة العربية السعودية إضافة إلى بعض الدول الغربية وفي مقدّمها الولايات المتحدة الأميركية، ما يعبّر عن خشية هذه الدول من خسارة الأوكار التي كلّفت المليارات والتي أعطيت عنواناً كاذباً هو "السلمية" في وقت بات القاصي والداني يعلمان أنّ ما يحصل عبارة عن عمليات عسكرية تقوم بها عصابات مسلّحة تحتضنها المخابرات التركية وقد حاولت أن تقيم لها أوكاراً مجاورة للحدود السورية التركية لكنها فشلت.
واعتبر قنديل أنّ الضغوط تعكس خيبة الداخل إضافة إلى محاولة رفع معنويات الزمرة الباقية التي يطاردها الجيش السوري انطلاقاً من واجبه أولاً وتلبية لمطالبة الشعب. وشدّد على أنّ الأصل في كلّ ما يدور يبقى ميزان القوى داخل سورية لصالح الدولة الوطنية السورية والرئيس بشار الأسد، من قِبَل الغالبية الشعبية التي تتزايد ولا تتراجع بخلاف ما يُروّج. وأشار إلى أنّ الاصلاحات تسير وهناك تصميم من قبل القيادة السورية على المتابعة بها حتى النهاية، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ المخربين لا يريدون الاصلاح كما يدّعون بل يريدون النيل من قوة المقاومة التي تمثلها سورية.
ورأى قنديل أننا أمام مؤامرة يقودها الحلف غير المقدّس الذي يشمل قطر وتركيا وغيرهما من الدول التي باتت معروفة، معرباً عن اعتقاده بأنّ المنطقة تدخل مرحلة فاصلة من المواجهة ضدّ خطة التخريب التي تستهدف سورية، محذراً من أنّ أيّ مغامرة بالاعتداء على سورية ستواجَه بمقاومة شعبية شرسة يقودها الشعب السوري الأبي.
من يتوسل العنف والقتل لا يريد شراكة
ورداً على سؤال عن الموقف الصادر عن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي قال أن صبر تركيا بدأ ينفذ والذي أعلن أن وزير خارجية أحمد داوود أوغلو سيزور دمشق الثلاثاء محملا برسائل "حازمة"، لفت قنديل إلى أن الرد الأمثل أتى من المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان التي حدّدت مآل هذه الزيارة بإطلاقها معادلة بسيطة مفادها أنه إذا كان أوغلو سيأتي إلى دمشق برسائل حازمة، فإنه سيسمع من القيادة السورية مواقف أشدّ حزماً.
وأكد قنديل أنّ سورية لن تقبل بالتدخل في شؤونها الداخلية، لافتاً إلى أنّ كل دولة وطنية تواجه مثل هذا الواقع الذي تواجهها سورية اليوم واجبها أن تسحق كل تمرد مسلح وكل عصيان. وأشار في هذا الاطار إلى أنّ القيادة التركية تعرف ماذا فعلت في المناطق التي يسيطر عليها مسلحون أكراد، كما أنّ الادارة الأميركية أيضاً تعرف كيف تحاضر ليلاً نهاراً عن وجوب مكافحة الارهاب. واعتبر أنّ القوى التكفيرية لا يمكن التعامل معها إلا بالأسلوب الذي تختاره الدولة السورية، مشيراً إلى أنّ هذه الدولة لا تزال تتعامل معهم بطول بال وحرص شديد.
وشدّد على أنّ الحريصين على استقرار سورية عليهم أن يوقفوا تدخل مخابراتهم باحتضان المخربين وعليهم التوقف عن ترداد كذبة السلمية، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنّ المعركة مع المتورطين بالأمر الأميركي لا يمكنها أن تكون معركة منطق بل هي معركة ميدان، متحدثا في هذا السياق عن اتجاه للحسم النهائي ضدّ أوكار التخريب.
ورأى قنديل أنّ همّ الأتراك أن يصبحوا لاعباً في الداخل السوري من خلال فرض جماعة "الاخوان المسلمين" شريكاً في السلطة، لكنه جزم أن ذلك لن يحصل باعتبار أن "من يتوسّل العنف والقتل ويرفض الحوار ويدير ظهره للاصلاحات لا يسعى إلى شراكة بل إلى تخريب".
الأمر الأميركي صدر.. وعندما يصدر يُلزِم
وبالانتقال إلى الموقف السعودي الذي عبّر عنه الملك عبدالله بن عبد العزيز، ذكّر الباحث والمفكر الاعلامي غالب قنديل بوجود سلسلة من المعطيات عن تورط سعودي منذ بداية الأحداث في سورية، لافتاً في هذا الاطار إلى مجموعات بندر بن سلطان في تيار المستقبل في قوى الرابع عشر من آذار في لبنان وفي الأردن وفي العراق، مشيراً إلى أنّ هذه المجموعات ساهمت بتهريب السلاح والأموال. وتوقف أيضاً عند دور وسائل الاعلام المملوكة من العائلة السعودية والتي سخّرت في خدمة هذه المجموعات، ملاحظاً أن صحيفتي الشرق الأوسط والحياة وقناة العربية تحوّلت منذ اللحظة الأولى للأحداث السورية إلى منابر للتحريض وتعميم الأكاذيب ومحاولة تأليب الشعب السوري ضد قيادته. وفيما لفت إلى أنّ البعض كان يقول أن الملك السعودي ليس على علم بهذه التفاصيل أو أنه ليس راضياً عما يحصل، أشار إلى أنّ الأمر الأميركي صدر على ما يبدو "وعندما يصدر فهو يُلزِم"، موضحاً أن المملكة هي مملكة آرامكو.
من جهة أخرى، اعتبر قنديل أن الملك السعودي لا يملك الأهلية الديمقراطية أو الاصلاحية ليصدر نصائح لغيره، معتبراً أنّ الأَولى بالملك السعودي أن يلتفت لكيفية إصلاح المملكة قبل توجيه النصائح. وذكّر بأنّ من سحق انتفاضة شعب البحرين لا يمكنه تقديم النصائح لغيره، متسائلاً عن "الحكمة" من تخريب الدولة العربية الوحيدة الباقية في مجابهة إسرائيل، مشيراً إلى أنّ الملك السعودي يعرف ذلك، "والمشكلة أنه يعرف".
تقدم كبير في الميدان
وفي الاطار عينه، أشار إلى أنّ التورط السعودي عبر بعض شيوخ العشائر في دير الزور لتشريع عملية التخريب التي يقودها نائب الرئيس الأميركي جون ماكين من واشنطن وفقاً للتقارير البريطانية التي نشرت منذ شهر آذار الماضي. ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية تخشى على خسارة المجموعات التي ربّتها، ملاحظاً أيضاً أنّ زمرة عبد الحليم خدام ورفعت الأسد تحظى برعاية ملكية عالية.
ولفت إلى أن سوريا لم تستضف حتى الساعة معارضا واحدا من أبناء الجزيرة العربية الذين يذوقون الويل على يد النظام السعودي، فيما يسمح الآخرون لنفسهم أن يفعلوا العكس دون أي اعتبارات، وبناء فقط للأوامر الأميركية.
ختاماً، لفت قنديل إلى أنّ المعلومات المتوافرة حول سير العمليات الميدانية التي ينفذها الجيش السوري تشير إلى أنّ هناك تقدماً كبيراً في الميدان. وأشار إلى أنّ السوريين يريدون الاستقرار والأمان ويدركون أنّ الميليشيات عاثت فساداً حيث سيطرت. وأكد أن الوضع في حماه يسير باتجاه إنهاء آخر البؤر التي تمترس فيها الارهابيون، كما أن عملية إزالة المتاريس والحواجز ونزع السلاح في دير الزور تتقدّم أيضاً. ولفت إلى أن الجيش يأخذ وقته لأنه حريص على سلامة أبنائه، مشدداً على أن المسألة ليست مسألة عقد مستعصية بل جراحات دقيقة، موضحاً أنّ الجيش يدير تفاوضاً طويل النفس في كل عقدة من العقد. وخلص إلى أنّ هذا الجيش يتعامل على أرضه وبين أهله ويحرص على أن يكون تحركه على طريقة التحرك على الأرض وليس باتجاه مواقع تعتبر معادية.