التطورات الميدانية على الحدود السورية العراقية اكدت بما لا يقبل الشك وحسب مصادر متابعة ان الحرب الاستباقية التي بادر اليها حزب الله والجيش السوري في القلمون وجرود عرسال حمت كل لبنان وحصنت استقراره.
رضوان الذيب
التطورات الميدانية على الحدود السورية العراقية اكدت بما لا يقبل الشك وحسب مصادر متابعة ان الحرب الاستباقية التي بادر اليها حزب الله والجيش السوري في القلمون وجرود عرسال حمت كل لبنان وحصنت استقراره ومنعت "داعش" من تعميم سيناريو الحدود العراقية السورية على الحدود اللبنانية السورية وبالتالي اسقط مقاتلو حزب الله مخططات «داعش» باقامة دولة الخلافة على الحدود اللبنانية السورية ما بين تلكلخ وحمص والقصير وصولا الى القلمون والزبداني من الحدود السورية وربطها بوادي خالد وطرابلس وجرود عرسال وعرسال والقاع امتدادا الى دير العشائر وراشيا والبقاع، وبالتالي حمى حزب الله البلاد ولبنان من مشروع «داعش» ومن سيناريو مشابه عراقي كان يخطط لهذا البلد.
وحسب المصادر المتابعة فان حشد «داعش» لناحية عدد العناصر على الحدود اللبنانية السورية كان يفوق باضعاف عناصره المنتشرة في دير الزور وكان الهدف جر لبنان الى فتنة شيعية سنية واسقاط المقاومة وهذا هو الهدف الاساس لكل ما يجري حاليا وبالتالي اغراق لبنان بالفوضى المنظمة الاميركية، وبخلق منطقة لداعش على الحدود ومنطقة عازلة قادرة على تأمين الامن لاسرائيل خصوصا وان حدود هذه المنطقة «الداعشية» يمتد الى جبال الشيخ والقنيطرة.
وحسب المصادر المتابعة فان حزب الله اسقط هذا المشروع وبالتالي حمى لبنان من الفوضى والدم ولذلك انتقلت «داعش» الى حروب الالهاء عبر المتفجرات والاحزمة الناسفة، وهذا الاسلوب رغم خطورته لكنه لن ينجح في تحويل لبنان الى مستنقع للفوضى والدماء في ظل الحرب الاستباقية للمقاومة والجيش اللبناني وبالتالي فان المقاومة حمت لبنان ولاول مرة منذ قيام لبنان الكبير بكون العالم العربي غارقا في مشاكل كبرى وحروب كبيرة ويكون لبنان بمنأى عنها. وهذا الانجاز الامني انعكس استقراراً على البلاد والفضل الاول يعود للمقاومة والجيشين اللبناني والسوري والامن العام اللبناني وفرع المعلومات الذين حموا لبنان من الخطر الارهابي وحموا 14 آذار قبل 8 اذار وبالتحديد كل اللبنانيين وعلى الذين ينتقدون «حزب الله» ودخوله الى سوريا عليهم ان يتصورا كيف سيكون حال لبنان لو سيطرت «داعش» على الحدود.
وتضيف المصادر المتابعة «هذا السيناريو للسيطرة على الحدود السورية اللبنانية تسعى اليه «داعش» منذ بدء الحرب السورية وهذه المعلومات كان يملكها حزب الله وجاءت حربه الاستباقية لتقضي على «الحكم الداعشي» بان تمتد دولته الخلافية الى حدود لبنان وسوريا وبالتالي تعرض مشروعه لضربة قوية، ومن هنا كان كلام الرئيس نبيه بري ان لبنان سيكون مقبرة لمشاريع التطرف.
وتبدي المصادر ارتياحها للدور الذي تقوم به حكومة الرئيس تمام سلام في هذا المجال والغطاء الذي تؤمنه لضرب الارهاب وتحديدا عبر الوزراء السنة ووزراء 14 آذار، وبالتالي ظهر الرئيس سلام في تعامله مع هذه الاحداث كرجل دولة وظهر انه سر ابيه في التعامل مع القضايا التي تمس امن لبنان. كما ان حزب الله وحسب المصادر اظهر ارتياحه الكامل لعمل وزير الداخلية نهاد المشنوق وغطائه للاجهزة الامنية في حربها ضد الظواهر حيث ظهر المشنوق رأس حربة في مواجهته هذه القوى وافيد انه تعرض «لتهديدات» ولم يأبه لها وطلبت منه الاجهزة الامنية اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر، كما ان بصمات المشنوق واضحة في تمتين التحالف والتنسيق بين الامن العام وفرع المعلومات، كما ان المشنوق بغطائه للامن العام نزع «الصبغة» عنه بانه لفريق لبناني رغم ان جهود اللواء عباس ابراهيم وانجازاته هي موضع تقدير كل اللبنانيين من 8 و14 آذار، حتى ان الوزير المشنوق منذ اليوم الاول لوصوله الى الحكومة سعى مع وزير الدفاع وقائد الجيش لزيادة التنسيق، حيث نجح هذا التنسيق بتحقيق انجازات تركت ارتياحا عند الناس، كما ان توجيهات المشنوق بالتنسيق مع حزب الله لضرب الشبكات اظهرت بانه «رجل دولة» ولا يقف عند الحساسيات حيث زاد التنسيق بين حزب الله ودوائر وزارة الداخلية منذ وصول المشنوق رغم التحذيرات التي اسديت له بضرورة ضبط هذا الامر وحصره لكن المشنوق لم يأبه لذلك طالما كان الهدف امن اللبنانيين، وهذا الدور للمشنوق جعل حزب الله مرتاحا لهذا الدور وموضع اشادة من قبل نوابه بدوره والرئيس تمام سلام اللذين اثبتا انهما رجلا دولة وخصوصا الرئيس سلام لدوره الحواري وتفكيك الالغام بهدوء وروية وهذا يعود لادراكه لمدى حجم المؤامرة على لبنان والمنطقة. كما ان دور الوزير اشرف ريفي ايضا متقدم لجهة محاربة الارهاب وتحصين لبنان وعدم الوقوف عند الشكليات وبالتالي فان وحدة الدولة التي ظهرت في محاربة الارهاب ستحصن الموقف اللبناني ولا يمكن للبنان ان يخسر المعركة كما قال اللواء ابراهيم، في حين ان العقل الامني اللبناني في مواجهة هؤلاء اثبت فاعليته وهذا الامر كان موضع احترام كل الاجهزة العالمية، حيث يخوض لبنان مواجهة بامكانيات لا تقارن بما تملكه الدول الاخرى ورغم ذلك نجح في توجيه ضربات قاسية للقوى الارهابية لكن خطرها لن يزول وسيبقى طالما المنطقة العربية - برمتها على فوهة بركان.
http://www.charlesayoub.com/more/767427
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه