رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء في بيروت في 2-7-2014 الحديث عن قضايا وملفات محلية واقليمية فمن جديد ملف الشبكات الارهابية الانتحارية الى استمرار ردود الفعل
رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء في بيروت في 2-7-2014 الحديث عن قضايا وملفات محلية واقليمية فمن جديد ملف الشبكات الارهابية الانتحارية الى استمرار ردود الفعل والمواقف الحزبية والسياسية على اقتراح عون الانتخابي تبقى جلسة مجلس النواب الانتخابية اليوم غير مجدية مع احتمل كبير بعدم اكتمال النصاب. دولياً، تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية في العراق.
السفير
مجلس النواب الأميركي يقر عقوبات مصرفية ضد "حزب الله"
موقوفو "نابليون" و"دي روي" وفنيدق.. شبكة واحدة
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم التاسع والثلاثين على التوالي.
لكن، لا يبدو أن ضغط الوقت الضائع، والإقليم الملتهب، سيدفع الى انتخاب رئيس جديد قريباً، وبالتالي فإن الجلسة الانتخابية الثامنة المقررة، اليوم، ستطير، شأنها شأن سابقاتها.
وأمام هذا الانسداد في الافق، يفكر الرئيس نبيه بري في إطلاق حركة مشاورات مع الكتل النيابية، للبحث في إمكان فتح كوة في الجدار المسدود، على ان يُبلور خلال 48 ساعة الطرح الذي سيتقدم به خلال هذه المشاورات.
وحدها، الأجهزة الأمنية لم تتأثر بـ"الفراغ"، وبقيت على استنفارها وجهوزيتها، في مواجهة أشباح الإرهاب، محاولة تكريس معادلة "الأمن الاستباقي" التي حققت نجاحات واضحة مؤخراً.
وبينما جرى اتخاذ تدابير احترازية مشددة في محيط سجن رومية تحسباً لأي هجمات إرهابية، أبلغت مصادر أمنية واسعة الإطلاع "السفير" أن التحقيقات المستمرة أظهرت وجود علاقة بين موقوف فندق "نابليون" الفرنسي (وهو من جزر القمر)، وخلية "دي روي" السعودية، ومجموعة فنيدق في عكار والمغارة التي كانت تستخدمها لتخزين المتفجرات.
وأكدت المصادر أن هذه الشبكات الثلاث تشكل حلقة إرهابية واحدة، وأن التحقيقات متواصلة لتحديد كل أشكال الترابط بينها.
الى ذلك، يواصل وفد أمني - استخباراتي سعودي في بيروت مواكبة التحقيقات مع موقوف "دي روي" السعودي عبد الرحمن الشنيفي. واجتمع الوفد خلال الساعات الماضية مع عدد من ضباط جهاز الأمن العام، طالباً توجيه أسئلة معينة الى الشنيفي، قبل أن يحصل على كل الأجوبة المطلوبة.
وعلمت "السفير" أن وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف أجرى اتصالاً هاتفياً بالوزير نهاد المشنوق، تداولا خلاله بآخر التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية.
وهنأ بن نايف نظيره اللبناني على الإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية اللبنانية في الفترة الاخيرة، متوجهاً اليه بالقول: "عندما تتمكنون من إفشال العمليات الانتحارية وتصلون الى الإرهابيين قبل ان يحققوا أهدافهم، فهذا يعني أنكم قطعتم شوطاً كبيراً على طريق الامن الاستباقي، وهذا أمر تستحقون التهنئة عليه".
وحضر الوضع الأمني في اجتماع مجلس الأمن المركزي أمس برئاسة المشنوق، في وزارة الداخلية، حيث جرى التشديد على ضرورة مواصلة التنسيق بين كل الأجهزة وتبادل المعلومات، لا سيما ان التعاون بينها أثبت جدواه.
وقال المشنوق لـ"السفير" إنه مطمئن الى أن الوضع الأمني تحت السيطرة، مشيراً الى انه ليس أمراً عادياً ان يتم إفشال ثلاث عمليات انتحارية خلال فترة زمنية قصيرة. ولفت الانتباه الى ان كل الإجراءات الضرورية تُتخذ للحد من مخاطر قدرات الارهابيين.
وفيما أعلن الجيش السوري عن إحكام السيطرة على منطقة القلمون، علمت "السفير" أن "حزب الله" يقوم منذ أيام بتمشيط واسع ودقيق للأراضي الواقعة بين الحدود اللبنانية والسورية، بعد انسحاب المسلحين منها، وذلك في إطار مسح أمني شامل، يهدف الى "تنظيف" المنطقة وضبط كل "بؤر" الإرهاب المحتملة.
بري يبادر
سياسياً، استمرت مبادرة العماد ميشال عون الرئاسية - النيابية بالتفاعل، على وقع ردود الفعل المتفاوتة التي تراوحت بين مرحب ومنتقد.
وفيما نقل زوار البطريرك الماروني بشارة الراعي أن المطلوب الآن نزول النواب الى مجلس النواب وتأمين النصاب الدستوري وانتخاب رئيس جديد للبلاد بدلاً من التلهي بالمبادرات الضائعة، قال الرئيس بري أمام زواره أمس إن مبادرة عون لا يمكن النظر اليها بعدم اهتمام، لأن عون هو صاحب حيثية مسيحية وسياسية، ورئيس كتلة نيابية كبرى، وهو يعتبر نفسه أقوى الزعماء المسيحيين، ومن حقه أن يتقدم الى رئاسة الجمهورية.
ورداً على سؤال، أعرب بري عن اعتقاده بأن العماد عون لم يطلق مبادرته كي تنفذ الآن، لافتاً الانتباه الى ان المجلس النيابي ليس في دورة انعقاد عادي، وتاريخ الدورة العادية هو في تشرين الاول المقبل، وعندها نكون قد تجاوزنا موعد الانتخابات النيابية.
وتوقع بري أن يكون مصير الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم شبيهاً بسابقاتها، لافتاً الانتباه الى حائط مسدود يرتفع امام الاستحقاق الرئاسي، في وقت نقترب أيضاً من استحقاق الانتخابات النيابية.
وأضاف: إزاء هذا الوضع المقفل، أفكر في إجراء مشاورات جانبية وإفرادية مع رؤساء الكتل النيابية والنواب المستقلين، للبحث في سبل التعامل مع الاستحقاقين الداهمين، الرئاسي والنيابي، لانه لم يعد ممكناً البقاء مكتوفي اليدين.
وشدد على ان الاولوية تبقى لإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن، موضحاً انه سيمهل نفسه 48 ساعة للتفكير في ما يجب القيام به. وأشار الى انه لا جدوى من إحياء طاولة الحوار الوطني حالياً، أولاً لأسباب أمنية تمنع الأقطاب من التحرك، وثانياً لغموض الموقف.
قانون أميركي ضد "حزب الله"
على صعيد آخر، نجح عدد من النواب الجمهوريين والديموقراطيين الأميركيين، وبدفع من منظمة "ايباك"، في تمرير قانون "حظر التمويل الدولي عن حزب الله"، في مجلس النواب الأميركي، تمهيداً لإقراره في الكونغرس، ويقضي وفق أسبابه الموجبة بـ"استخدام كل الوسائل الديبلوماسية والتشريعية والتنفيذية المتاحة لمكافحة أنشطة الحزب الإجرامية بهدف تعطيل قدرته على تمويل أنشطته الإرهابية العالمية".
ويفرض القانون على وزارة الخزانة الأميركية تحديد "المصارف المركزية" التي تخالف القوانين الأميركية من خلال تقديم الدعم لـ"حزب الله" (أفراداً ومؤسسات)، مع آلية تهدف الى تجنيب هذه المصارف العقوبات "اذا اتّخذت خطوات مهمة يمكن التحقّق منها" لإنهاء هذا الدعم مستقبلاً.
وبموجب هذه الآلية، وبعد مرور أقل من 45 يوماً على القرار، وكل ستة أشهر دورياً، يقدم وزير الخزانة الأميركي تقريراً للجنة البرلمانية في الكونغرس، يحدّد فيه "كل المصارف الأجنبية المرتبطة بنشاط أو نشاطين على الأقل"، ويصف بشكل مفصل هذه النشاطات.
وتحدد الآلية "قاعدة خاصة للسماح بإنهاء العقوبة"، شرط أن يكون المصرف الأجنبي "لم يعد منخرطاً في النشاطات المذكورة أو اتخذ خطوات جدية وموثوقة نحو إنهاء هذه الأنشطة، وذلك قبل أقل من 90 يوماً بعد تقديم وزير الخزانة شهادته"، أو أن يكون وزير الخزانة "قد تلقى ضمانات من الحكومة المختصة في موضوع المصرف الأجنبي، بأن المصرف المذكور لن يرتبط بأي نشاط في المستقبل".
وكان قد حصل تواصل بين جمعية المصارف اللبنانية ووزارة الخزانة الأميركية عن طريق السفارة الأميركية في بيروت، من أجل تحييد المصارف اللبنانية، وشرح مدى تقيّدها بالمعايير الدولية، وخصوصاً الأميركية، وما تتخذه من تدابير على صعيد مكافحة تبييض الأموال ومكافحة الأموال المصنفة "إرهابية" وغير ذلك من الأموال غير المشروعة، وهي الخطوة التي لقيت ارتياحاً أميركياً، ولكن مع إبقاء بطاقة التحذير مرفوعة عبر التلويح باتخاذ عقوبات مستقبلية في حال حصول أية مخالفة.
البرزاني: استفتاء الانفصال خلال شهور
العراق يمدد أزمته السياسية اسبوعاً
انعكس الفشل المستمر للأطراف السياسية في العراق، وقبل ذلك غياب التفاهم الخارجي، بشأن الشخصية التي ستكلّف تشكيل الحكومة المقبلة، على الجلسة الأولى للبرلمان الجديد أمس، حيث اكتفى المجتمعون بأداء اليمين الدستورية، قبل أن تتحول الجلسة إلى مسرح يشير إلى طبيعة الخلافات العراقية الداخلية، وذلك حين وصلت الاتهامات المتبادلة حد مطالبة النواب الأكراد حكومة بغداد بـ"فك الحصار" عن إقليم كردستان في مقابل اتهامات بالتخوين ضد رئيس الإقليم مسعود البرزاني.
في هذا الوقت، كان الانقسام العراقي يتأكد في تلويح أربيل من جديد بورقة الاستفتاء على الاستقلال، في مقابل موقفين، إيراني وتركي، يعارضان هذه الخطوة. وقال البرزاني أمس إنّ العراق "مقسّم فعلا. هل يتعين علينا أن نبقى في هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه البلد؟"، مضيفاً "سننظم استفتاء في كردستان... في غضون أشهر".
على صعيد آخر، وفي سياق الحديث عن الدعم الخارجي للدولة العراقية في حربها على الإرهاب، بدا أنّ واشنطن باتت جاهزة لتنفيذ عمل عسكري اذا اقتضى الأمر ذلك بما يشمل الأراضي العراقية والسورية، وذلك وفق مسؤولين في الإدارة الأميركية. وتأتي هذه الخلاصة من معلومات موثوقة، جاءت في تقرير حصلت عليه "السفير"، يتحدث فيه بإسهاب عدد من المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى، من عسكريين وسياسيين.
وفي ظل هذه التطورات، خرج زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" أبو بكر البغدادي أمس، لمناسبة توليه "الخلافة" بخطاب صوتي، ليركز خلاله على أمرين اثنين هما: الهجرة والقتال. وتجنب الخطاب، الذي استمر لحوالي عشرين دقيقة، التطرق إلى موضوع "الخلافة" إلا بشكل عرضي، فيما توعد البغدادي بالثأر والانتقام من المآسي التي تصيب المسلمين في شتى بقاع العالم، طالباً من "جنود الدولة" الالتزام بالسلاح والنزال. ودعا البغدادي المسلمين إلى الهجرة إلى ما أسماها «دولتهم»، مكرراً: "نعم دولتكم فليست سوريا للسوريين ولا العراق للعراقيين بل الأرض لله يورثها من يشاء، فالدولة دولة المسـلمين والأرض أرض المسلمين".
وبالعودة إلى الجلسة البرلمانية أمس، فقد دفع الانقسام الذي ظهر واضحاً بالنائب مهدي الحافظ، الذي ترأس الجلسة لكونه اكبر الأعضاء سناً، وبعد تشاوره بشكل علني مع نواب قدّموا تفسيرات متناقضة للدستور، إلى تأجيل الجلسة، حيث "تعقد الأسبوع المقبل (في الثامن من الشهر الحالي) إذا ما توفرت إمكانية للاتفاق".
وينص الدستور العراقي على أن "ينتخب مجلس النواب في أول جلسة له رئيساً، ثم نائباً أول ونائباً ثانياً بالغالبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس، بالانتخاب السري المباشر"، من دون ان يوضح كيفية التعامل مع فشل انتخاب هؤلاء في الجلسة الأولى. وإلى جانب انتخاب رئيس للبرلمان، ينص الدستور العراقي أيضاً على أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوما من تاريخ أول انعقاد للمجلس. ويكلّف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية، على أن يتولى رئيس مجلس الوزراء المكلف تسمية أعضاء وزارته خلال مدة أقصاها ثلاثون يوما من تاريخ التكليف.
وفي مواجهة مختلف التهديدات، كان العراقيون يعوّلون كثيرا على هذه الجلسة، التي عقدت بحضور 255 نائبا من أصل 328، أي بتغيب 73 نائبا توزعوا على مختلف الكتل النيابية. وكانت الجلسة التي حضرها المالكي وقياديون آخرون بينهم رئيس "التحالف الوطني" إبراهيم الجعفري ورئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي، بدأت بأداء اليمين الدستورية التي تلاها الحافظ على النواب، ورددها هؤلاء من بعده. ثم تلت النائبة الكردية الا الطالباني اليمين الدستورية باللغة الكردية ليرددها من بعدها النواب الأكراد في البرلمان.
وبعيد الانتهاء من أداء اليمين الدستورية، طلبت النائبة الكردية نجيبة نجيب التحدث، فدعت رئيس الوزراء إلى "فك الحصار" عن إقليم كردستان عبر دفع المستحقات المالية للإقليم من الموازنة العامة والمجمدة منذ أشهر. وما إن تدخل الحافظ ليبلغ النائبة الكردية بأنّ هذه الجلسة مخصصة لموضوع انتخاب رئيس المجلس ونائبيه فقط، حتى صرخ النائب محمد ناجي المنتمي إلى منظمة "بدر"، "تريدون أن نفك الحصار عن داعش؟"، لينسحب نواب من الجلسة بعد عبارة ناجي.
ثم تدخل النائب كاظم الصيادي المنتمي إلى "دولة القانون" بزعامة المالكي ليقول إنّ رئيس إقليم كردستان "مسعود البرزاني اكبر عميل وخائن. تصدّرون النفط إلى إسرائيل وتُنزِلون العلم العراقي. سنسحق رؤوسكم وسنريكم ماذا نفعل بعد انتهاء الأزمة". وأعلن بعدها الحافظ عن استراحة لمدة نصف ساعة. وعاد إلى القاعة بعد انتهاء الاستراحة 175 نائبا، لتعصف بها فوضى عارمة، حيث قال نواب إنّ النصاب لم يتحقق إذ إنّ عدد النواب الحاضرين اقل من الثلثين، بينما قال نواب آخرون إنّ النصاب متوفر لأن الجلسة بدأت صباحا بحضور 255 نائبا، ليقرر في وقت لاحق تأجيل الجلسة.
واتهم أعضاء في ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه نوري المالكي، القيادي في "اتحاد القوى الوطنية" رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي بحثّ نواب على الانسحاب من الجلسة ليختل النصاب القانوني. وقال النائب هيثم الجبوري لـ"السفير" إنّ "اتفاقا جرى على أن يتسلم النائب عن كتلة الاتحاد سليم الجبوري منصب رئيس البرلمان، ويكون همام حمودي عن التحالف الوطني نائبا أول له، بينما تتسلم شخصية كردية منصب النائب الثاني"، مستدركاً بالقول "إلا أنّ أعضاء كتلة الاتحاد اعترضوا على الأسماء ومن ثم انسحبت الكتلة بإيعاز من النجيفي ليختل النصاب وترفع الجلسة".
ولم يظهر الانقسام العراقي جليّاً خلال الجلسة فقط، حيث واصل رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني التلويح بورقة الانفصال والاستقلال. وأعرب، في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية أمس، عن رغبته في تنظيم استفتاء حول استقلال الإقليم في غضون بضعة أشهر. وقال البرزاني إنّ العراق "مقسّم فعلا. هل يتعين علينا أن نبقى في هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه البلد؟". وأضاف "سننظم استفتاء في كردستان، سنحترم وسنلتزم بقرار شعبنا. نأمل في أن يتصرف آخرون بهذه الطريقة". وبشأن موعد تنظيم مثل هذا الاستفتاء حول استقلال كردستان، أجاب انه لا يمكنه "تحديد موعد الآن"، مؤكدا مع ذلك إنها "مسألة أشهر". وتنظيم استفتاء سيتطلب أولا مصادقة البرلمان الكردي، فيما يجب أن ينشئ إقليم كردستان "أيضا لجنة انتخابية مستقلة"، كما أضاف البرزاني.
في سياق متصل، اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو أمس، أنه "من الضروري اتخاذ إجراءات للحؤول دون انقسام البلاد"، داعياً إلى احترام الدستور العراقي لدى حديثه عن دعوة كردستان إلى تنظيم الاستفتاء. وقال "بدلا من الحلم، ينبغي على قادة المناطق الكردية في العراق أن ينظروا إلى الواقع".
وجدير بالذكر أنّ الموقف الإيراني يتقاطع مع موقف تركي أعلن عنه نائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش أمس الأول، حين قال إنّ "العالم اجمع يعرف موقفنا الرسمي : يجب ألا ينقسم العراق، وألا نترك الكلمة للسلاح، وألا تسيل الدماء، وألا تضع القوى أيديها على العراق، ويجب أن يبقى العراق مجتمعا موحدا".
وأعلن عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي في موسكو عقب مناقشات مع نظرائه الروس بشأن زحف عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، أنّ بلاده لن ترسل جنودا إلى العراق لمحاربة المقاتلين بل هي مستعدة لتزويده بأسلحة إذا طلب ذلك. وقال "ليس لدينا أي نية لإرسال قواتنا المسلحة إلى العراق. العراق لديه جيش قوي". وأوضح أنّ "العراق لم يطلب أسلحة من بلادنا"، لكن "إذا حصل هذا الطلب... فستقدم للعراق الأسلحة اللازمة لمكافحة الإرهاب".
وقال عبد اللهيان كذلك إن "الأميركيين يستخدمون المجموعات الإرهابية في إطار تجسيد مصالحهم في المنطقة، وعدم محاربة الإرهاب في سوريا والعراق يدل على ذلك"، مؤكدا أن "الأميركيين يريدون خلق أوكرانيا جديدة في العراق، وما يعرف بالدولة الإسلامية أداة بأيديهم للقيام بحرب نفسية وبالترهيب".
من جهتها، أعلنت السعودية أمس، منح مساعدة إنسانية بقيمة نصف مليار دولار إلى "الشعب العراقي". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية إنّ هذه المساعدة التي اقرها الملك عبد الله ستقدم "عبر منظمات الأمم المتحدة"، ملمحا بذلك إلى أن المساعدة لن تمر عبر حكومة بغداد. وأضاف المتحدث أنّ المساعدة ستقدم "للشعب العراقي الشقيق المتضرر من الأحداث المؤلمة، بمن فيهم النازحون بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية أو العرقية".
تطورات ميدانية
وفي وقت بات واضحاً إلى حد بعيد أنّ أطرافاً عراقية لا تريد التقدم في العملية السياسية قبل الحصول على تأكيدات بشأن عدم ترشح رئيس الوزراء نوري المالكي إلى ولاية ثالثة، فإنّ التطورات الميدانية لم تشر إلى تقدم حاسم للقوات العراقية في مختلف المناطق، وتحديداً في محافظة صلاح الدين. وتواصلت الاشتباكات في محيط مدينة تكريت أمس، فيما سقطت قذائف هاون في محيط "مرقد الإمامين العسكريين" في مدينة سامراء، مساء أمس الأول، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح، بحسب ما أفاد مسؤول في مكتب رئاسة الوزراء العراقية. وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية "سقطت ثلاث قذائف هاون في محيط المرقد في سامراء"، مضيفا أنّ "المرقد لم يصب والقوة الجوية العراقية ردت سريعا عبر استهداف منفذي الهجوم".
كذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان أمس، أنّ خمس طائرات جديدة من طراز "سوخوي 25" وصلت إلى العراق، وأن عددا من هذه الطائرات حلّقت فوق بغداد، فيما قال متحدث باسم الوزارة إنّ الطائرات الروسية ستبدأ عملياتها القتالية "اليوم أو غدا"."
النهار
الاتصالات الأميركية تنشط في أيلول
بري: مبادرة عون لن تُنفَّذ الآن
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "جلسةُ انتخاب ثامنة مقررة مبدئيا ظهر اليوم، لكنها لن تنعقد، ولن تنتخب رئيسا ليستمر الشغور الرئاسي ومعه القلق الامني على رغم تأكيد الرئيس تمام سلام أن "لا بيئة حاضنة للارهاب في لبنان"، وقوله "إن وضعنا متماسك داخليا، وممسوك أمنيا مما لا يسمح لبيئات من هذا النوع بالظهور". واذ اعتبر أن "الشغور في موقع الرئاسة نقطة ضعف وينعكس سلبا على كل شيء في لبنان" أضاف: "على المسيحيين أن يحسموا أمرهم في موضوع الرئاسة لأنهم أول المتضررين من الشغور".
ولم تنفع "المبادرة الانقاذية" للنائب ميشال عون، ولا دعوة المرشح الرئاسي سمير جعجع النواب للنزول الى المجلس فورا، في تحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي، بل ان اقتراح عون زاد الامور تعقيدا، اذ ثمة ما يشبه الاجماع على رفضه لانه يبدل الصيغة والنظام، وهو ما اكده لـ "النهار" الخبير الدستوري الدكتور خالد قباني بقوله: "هو اقتراح يؤدي الى تغيير النظام بكامله، من نظام ديموقراطي الى نظام رئاسي".
وعلمت "النهار" ان قوى 14 آذار عقدت مساء امس اجتماعا لتقويم المواقف عشية الجلسة الجديدة لانتخاب رئيس للجمهورية. ومن المقرر ان يشارك نواب هذه القوى في الجلسة على رغم ان المعطيات لا تشير الى تبدل في الاجواء التي سادت الجلسات السابقة منذ انطلاقتها في نيسان الماضي.
وتلقت اوساط سياسية متابعة للاستحقاق الرئاسي معلومات من واشنطن مفادها ان ثمة مراجعة داخل الادارة الاميركية في شأن الفشل الديبلوماسي في التعامل مع ملف الاستحقاق للجهات المكلفة هذه المهمة في الادارة وسط معلومات عن ان الاتصالات الاميركية في اتجاه لبنان على هذا الصعيد لن تنشط قبل أيلول المقبل.
من جهة أخرى، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره أمس ان لا جديد في جلسة اليوم، وان مصير الثامنة سيكون مثل سابقاتها. وقال: "امام هذا الحائط المسدود ونحن نقبل على استحقاق الانتخابات النيابية، يبدو الوضع مقلقا تماما، لذلك بدأت افكر في اجراء مشاورات جانبية وافرادية مع رؤساء الكتل والنواب المستقلين لمعرفة كيفية مواجهة الاستحقاقين الرئاسي والنيابي. لا يمكن البقاء مكتوفين امام الاستحقاق الرئاسي ولا تجاوزه الى الانتخابات النيابية لئلا يقال اننا نهمل الاول. وسأمنح نفسي 48 ساعة للتفكير في ما يجب القيام به لاجراء المشاورات المطلوبة".
واعتبر ان "لا جدوى من اجراء حوار وطني حاليا، اولا لاسباب امنية لان ثمة قادة لا يستطيعون الوصول الى مكان الاجتماع والخروج، وثانيا لغموض الموقف. وسأستعيض عن الحوار بالتشاور لاننا في وضع حساس وليس هناك تقريبا حكومة ولا برلمان يجتمع وليس لدينا رئيس جمهورية. ولا بد من التأكيد ان الاولوية تبقى لانتخاب رئيس. وأكرر انني مع اجراء الانتخابات النيابية وفق قانون الستين الحالي اذا لم يتم التوصل الى قانون جديد، واستبعد في الوقت المتبقي من ولاية المجلس الاتفاق على قانون جديد اذا حضر النواب وأرادوا ذلك.
وعن مبادرة العماد عون قال: "لا اعتقد ان العماد عون قال ان المبادرة ستنفذ الان، لان المجلس اولا ليس في انعقاد عادي والدورة العادية هي في تشرين الاول المقبل وعندها نكون قد تجاوزنا موعد الانتخابات النيابية". وسئل ماذا لو تقدمت الحكومة بمبادرة عون، فأجاب: "هل تفعل حكومة الرئيس تمام سلام هذا الامر"؟
الأمن
امنيا، علمت "النهار" ان اجتماعا امنيا سيعقد في السرايا بعد ظهر اليوم برئاسة الرئيس سلام وفي حضور وزيري الدفاع والداخلية سمير مقبل ونهاد المشنوق وقادة الاجهزة الامنية ومدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، استكمالا لاجتماع مجلس الامن المركزي في وزارة الداخلية والاجتماع الامني الاخير في السرايا للبحث في التطورات التي شهدها لبنان الاسبوع الماضي، ومنها ما شهده مخيم شاتيلا وباقي المخيمات، الى التفجير الذي شهده فندق "دي روي" وما تبعه من تهديدات امنية.
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان الهاجس الامني يطغى على ما عداه، وسيكون عنوان الاجتماع عصر اليوم دعوة الاجهزة الامنية الى التنسيق والتكامل وليس التنافس وخصوصا في ظل معطيات تفيد ان الخلايا الارهابية النائمة هي أكثر مما كان متوقعا. واوضحت ان هناك معركة أستباقية تخوضها الدولة ضد الارهاب بالتوازي مع معركة استلحاقية لانقاذ ما يمكن من فصل الاصطياف. ولفتت الى ان حجوزات الطيران في اتجاه لبنان قبل التفجيرات الاخيرة كانت أكثر من الحجوزات للخروج من لبنان، لكنها تبدلت وصارت الحجوزات لمغادرة لبنان أكثر.
وبعدما بلغت الاجهزة الامنية معلومات عن استهداف محتمل لسجن رومية ال?