تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء موضوع الأزمة السورية بشكل رئيسي وركزت على موضوع زيارة وزير الخارجية أوغلو إلى سورية اليوم وموضوع إستبدال وزير الدفاع حبيب بالعماد راجحة.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء موضوع الأزمة السورية بشكل رئيسي وركزت على موضوع زيارة وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو إلى سورية اليوم والرسالة التي يحملها معه الى الرئيس بشار الأسد، وموضوع إستبدال وزير الدفاع علي حبيب برئيس هيئة الأركان العماد داوود راجحة.
السفير :
صحيفة السفير عنونت "إشارات سورية متناقضة تلي المواقف العربية ... والزيارة التركية"و"الأسد يقيل وزير الدفاع ... ويسحب الجيش من حماه الضغوط مسـتمرة على ديـر الزور ودرعا والمعـرة ... والحصيلة ثمانيـة قتلـى وعشـرات المعتقلين"
وكتبت تقول "أقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس وزير الدفاع علي حبيب لأسباب صحية وفق ما حرصت وكالة الأنباء السورية على التوضيح، وعين بدلاً منه رئيس هيئة الأركان العماد داوود راجحة، في الوقت الذي أعلن مصدر عسكري بدء انسحاب القوات العسكرية من حماه في خطوة ترتبط بزيارة وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو المقررة اليوم إلى دمشق، إذا لم يحصل تغيير في المواعيد، في خطوة ربما تفتح الباب مجدداً على إرث العلاقات القديمة بين البلدين، الذي بلغ حدود المواجهة العسكرية في نهاية القرن السابق".
وعلى الرغم من أن إجراء كإعلان سحب الجيش من حماه يمكن أن يترك أثراً إيجابياً لدى الضيف التركي الحساس بشكل خاص للاسلوب الذي تم به القضاء على حركة «الإخوان المسلمين» في بداية ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن اعتلاء الأتراك موجة الضغط الدولي مجدداً ولا سيما في شأن داخلي سوري لا يريح دمشق، بل وربما يزيد الموقف خطورة، باتجاه مواجهة دولية لا تقل تعقيداً عن المواجهة الامنية المستمرة في المناطق السورية المختلفة حالياً، والتي تتركز في مدينة دير الزور ودرعا، حيث اعلنت مصادر المعارضة ان قوات الامن قتلت ثمانية مدنيين بينهم المعارض البارز معن العودات.
في هذا الوقت اعلنت كل من الكويت والبحرين سحب سفيريهما لدى سورية للتشاور، تبعاً لقيام المملكة السعودية بسحب سفيرها أمس الأول، والذي كان للصدفة يقيم حفل إفطار كبيراً في فندق الفصول الأربعة مساء الأحد بحضور مسؤولين سوريين ودبلوماسيين عرب وإعلاميين. وكان بيان لوزير الخارجية البحريني ذكر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «البحرين تستدعي سفيرها في دمشق للتشاور، وقد ناشدت الجميع العودة إلى الرشد لتحقيق مصالح الشعب السوري».
زيارة مفصلية
ويصل اليوم داود أوغلو إلى دمشق تسبقه تهديدات بسيناريوهات لسورية شبيهة بسيناريو «عراق صدام حسين» في إشارة إلى «إجراءات حظر جوي» و«مقاطعة دولية» و«تحديد منطقة عازلة»، وذلك نقلاً عن دبلوماسيين في الخارجية التركية تحدثوا من دون أسماء صريحة لوسائل إعلام تركية أمس الأول، ومن بينها صحيفة «توداي زمان» القريبة من الحكم.
وعلى الرغم من أن التصريحات الدبلوماسية لا ترسم حلاً للأزمة المعقدة في سورية، إلا أنها تركز على مطلبين وهما سحب الجيش من المدن والإفراج عن المعتقلين، من دون تفاصيل أخرى.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بعد اجتماعها برئاسة رجب طيب اردوغان، إن «تركيا تريد ان تعيش شعوب هذه المنطقة سوياً بهدوء وسلام كأمم تنتمي إلى الحضارة نفسها والجغرافيا نفسها. داود اوغلو سيفسر تمنيات تركيا وأفكارها للسلطات السورية. الأحداث في سورية تقلق المنطقة والعالم بأسره، لا تركيا وسورية فحسب. لذلك، من المستحيل أن نتوقع من وزارة الخارجية الأميركية والدول الاوروبية ألا تحرك ساكناً حيال التطورات الأخيرة. نعتقد انه على الامم المتحدة والمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إن الوزيرة هيلاري كلينتون وخلال مكالمة هاتفية مع نظيرها التركي تطرقت الى الوضع في سورية والى نداءات المجتمع الدولي المطالبة بوقف القمع العسكري ضد المتظاهرين المناهضين للرئيس بشار الاسد. واضاف إن «الوزيرة كلينتون ناقشت الموقف الاميركي القائل بان على سورية ان تعيد فوراً جنودها الى ثكناتهم وان تطلق سراح جميع المعتقلين». وتابع «لقد طلبت من وزير الخارجية إيصال هذه الرسائل الى الحكومة السورية. لقد كرّرت أيضاً الدعم الاميركي لعملية تحول ديموقراطي في سورية».
الأخبار:
صحيفة الأخبار عنونت"أنقرة تلوّح بعزل الأسد على طريقة صدّام... وواشنطن تحمّل داوود أوغلو رسالتها"و"لقاء أخير للأتراك والسوريّين اليوم"
وكتبت تقول "بدا المشهد سوداوياً عشية اللقاءات السورية لوزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو، مع ظهور تنسيق أميركي ــ تركي بشأن رسالة رئيس الدبلوماسية التركية للقيادة السورية، مع تلويح أنقرة بفرض حصار وعزلة على دمشق في الاجتماع الذي قد يكون الأخير"
احتلت المواجهة الدبلوماسية الدائرة بين أنقرة ودمشق اهتمامات الإعلام التركي الذي شُغل بمحاولة معرفة فحوى الرسالة التي ينقلها وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، إلى حكام دمشق اليوم، وهو ما بدا أنه يجري بالتنسيق مع الإدارة الأميركية. وعشية الزيارة الموعودة، تكثفت الاتصالات التركية ـــــ الأميركية، مع كشف نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون طلبت من نظيرها التركي أن ينقل إلى المسؤولين السوريين رسالة واضحة مفادها أن على السلطات السورية «إعادة جنودها فوراً إلى ثُكنهم وأن تطلق سراح جميع المعتقلين السوريين»، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجرتها مع داوود أوغلو.
وتابع: «لقد طلبت (كلينتون) من وزير الخارجية التركي إيصال هذه الرسائل إلى الحكومة السورية، وأعادت تكرار الدعم الأميركي لعمليّة تحوُّل ديموقراطي في سورية». وبحسب مصادر دبلوماسية تركية تحدّثت لصحيفة «توداي زمان»، ظلّ الاتصال بين كلينتون وداوود أوغلو متواصلاً حيال الملف السوري طوال الفترة الماضية.
من ناحية ثانية، قال تونر «إن التصريحات القوية الصادرة عن الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي خلال عطلة نهاية الأسبوع مشجعة للغاية وكانت مصدر ارتياح لنا».
وفي إطار التنسيق الأميركي ـــــ التركي حيال الأزمة السورية، كان لافتاً اللقاء الذي جمع كبير مستشاري أردوغان إبراهيم كالين على عجل بالسفير الأميركي لدى تركيا فرانك ريتشارديوني، وذلك قبل دقائق من الاجتماع الذي رأسه رئيس الوزراء التركي أمس للأمن الخارجي، والذي خُصِّص للتطورات السورية ولتحديد مضمون الرسالة التي ينقلها داوود أوغلو إلى المسؤولين السوريين اليوم.
وفي وقت لاحق أمس، وصل المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأميركية، فريديريك هوف، إلى أنقرة، حيث يجري سلسلة محادثات مع السلطات التركية حول آخر التطورات في سورية والمنطقة.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «حرييت» عن مصادر دبلوماسية تركية أنّ طبيعة الإجراءات التي لوّح أردوغان باتخاذها بحق سورية، إن كان رد القيادة السورية سلبياً على الرسالة التي ينقلها داوود أوغلو لدمشق اليوم، تتلخص بانضمام أنقرة إلى العواصم الأجنبية والهيئات الدولية التي تتخذ إجراءات ضد النظام السوري، ما قد يؤدّي إلى «تخلّي أنقرة عن الأسد ونظامه ودراسة اتخاذ إجراءات دولية» بحق نظام حزب البعث، و«فرض حصار على دمشق على طريقة عزلة نظام (الرئيس العراقي المخلوع) صدام حسين» في تسعينيات القرن الماضي.
وعن زيارة داوود أوغلو لدمشق اليوم، قال مسؤول آخر في وزارة الخارجية التركية إن «الأتراك سيجلسون ويتحدثون للمرة الأخيرة مع السوريين، ذلك أن اجتماعات داوود أوغلو اليوم ستكون الأخيرة مع السوريين وستحدد نتيجتها ما إذ كانت العلاقات التركية ـــــ السورية ستُقطَع أو لا، رغم أنه يجب عدم استبعاد خيار الحوار بين الدول حتى خلال الحروب». وعن هذا الموضوع، رأى الدبلوماسي التركي أنّ موقف أنقرة تجاه دمشق «قد يؤثّر على مسار الخطوات الدولية ضد دمشق». وذكّر بأنّ الوضع السوري «يختلف عن ظروف ليبيا؛ لأنه لا أحد يمكنه فعل شيء تجاه سورية من دون تركيا»، مستبعداً أن نشهد حملة عسكرية على سورية «لكن المسار المرجَّح هو فرض حصار» على هذا البلد.
وفي تعديل وزاري، هو الأول منذ تأليف حكومة عادل سفر عقب بدء الأحداث في سورية، أصدر الرئيس السوري أمس مرسوماً قضى بتعيين العماد داوود راجحة وزيراً للدفاع بدلاً من العماد علي حبيب
وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إنّ هذا التعيين يأتي «في سياق التنقلات التي شملت قبل فترة عدداً من المسؤولين في مفاصل الدولة بعد اللقاءات المباشرة التي عقدها الرئيس الأسد مع وفود شعبية ومواطنين». وذكر التلفزيون السوري أن العماد حبيب كان قد ألمّ به المرض منذ مدة، وقد ساءت حالته الصحية في الفترة الماضية.
النهار :
أما صحيفة النهار فعنونت"الأسد استبدل حبيب براجحة وزيراً للدفاع"و"رسالة تركية اليوم واتساع العزلة الخليجية"و"واشنطن ترحّب بالضغط العربي على دمشق وتوفد هوف الى أنقرة"
وكتبت"تلاحقت أمس التطورات على الساحة السورية ومن حولها مهددة النظام في دمشق بمزيد من العزلة وقت تتجه الانظار الى الرسالة التي سيحملها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم الى القيادة السورية".
وفي انتظار ذلك اتخذ الرئيس السوري بشار الاسد قرارا مفاجئا بتغيير وزير الدفاع العماد علي حبيب وتعيين العماد داود راجحة خلفا له. وفيما قالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" إن سبب التغيير هو الحال الصحية لحبيب قال معارضون ان السبب هو عدم رضا الاخير عن حملة القمع للمتظاهرين.
ولليوم الثاني، واصل الجيش السوري عملياته في مدينة دير الزور بشرق البلاد على الحدود مع العراق، واقتحمت دبابات معرة النعمان في محافظة أدلب. وتحدث ناشطون عن سقوط قتلى في دير الزور ودرعا بينهم شقيق المعارض السوري البارز هيثم مناع الذي يتخذ باريس مقرا له. أما "سانا" فنقلت عن مصدر عسكري مسؤول ان وحدات الجيش السوري بدأت الخروج من حماه بعد اسبوع من دخولها المدينة التي كانت تعتبر معقلا للمعارضة.
وفي غياب اشارات الى تراجع الحملة الامنية، حذت الكويت والبحرين حذو المملكة العربية السعودية في استدعاء سفيريهما من دمشق للتشاور. وكان موقف لافت لشيخ الأزهر احمد الطيب الذي رأى ان الامر في سورية "قد جاوز الحد"، داعيا الى وقف العنف في حق المتظاهرين فورا، في حين دعا الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الى أخذ الدروس من تونس ومصر، كما دعا السلطات السورية الى "حوار جدي" مع المعارضة.
وأثار استبدال وزير الدفاع جملة تكهنات عن الدافع اليه. وقال الناشط السوري رضوان زيادة المقيم في الولايات المتحدة ان حبيب فقد منصبه "لأنه لم يكن راضيا عن الافعال التي ينفذها الجيش".
واضاف ان "حبيب ضابط محترف ومحترم في الجيش وهو من المذهب العلوي". وأشار الى ان استبداله يؤشر لاستياء ضباط علويين من النظام.
وفي وقت سابق امتد التنديد بالنظام الى الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع السورية بعدما اخترقتها احدى المجموعات المجهولة. وظهرت عليها رسالة موجهة الى الشعب السوري تقول: "إن العالم يقف معكم ضد النظام الوحشي".
واشنطن
هذه التطورات العربية كانت موضع ترحيب لدى واشنطن التي بدا أنها تعول على تصاعد العزلة العربية للنظام السوري وعلى تحرك نشيط لتركيا للضغط على القيادة السورية.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: "لقد تشجعنا كثيرا وسعدنا بالبيانات القوية التي رأيناها مطلع الاسبوع من جامعة الدول العربية فضلا عن مجلس التعاون" الخليجي. وقال ان الولايات المتحدة تعتقد أنها "بدأت ترى" الضغط الدولي يتزايد على سورية التي سبق لها ان أفلتت من الانتقاد العربي الى حد بعيد. ولفت الى ان "هذه اشارات أخرى الى ان المجتمع الدولي يشعر بخيبة أمل من جراء الافعال الوحشية للحكومة السورية، وأنه يقف الى جانب الشعب السوري". لكنه أكد ان لا خطط لدى الولايات المتحدة لسحب سفيرها. وأعلن ان واشنطن أوضحت للدول العربية أهمية زيادة الضغط على سورية، لكنه استدرك بأنه ليس من الانصاف القول إن واشنطن دفعتها الى ذلك أو اقنعتها به.
التنسيق مع تركيا
وعشية توجّه داود أوغلو الى دمشق، وصل المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الاميركية فرد هوف الى أنقرة.
وأفادت وكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية ان هوف سيجري سلسلة محادثات مع السلطات التركية في شأن آخر التطورات في سورية والمنطقة.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون طلبت في اتصال هاتفي مع داود أوغلو، نقل رسالة واضحة الى دمشق تطالبها بـ"إعادة جنودها الى ثكنهم فوراً وإطلاق جميع المعتقلين".
وقالت الوكالة ان المسائل التي بحث فيها الوزيران سوف تتصدّر محادثات هوف في أنقرة.
المستقبل :
من جهتها عنونت صحيفة المستقبل "الأسد يغيّر وزير الدفاع وقواته تقتل 13 مدنياً"و"وتركيا ترى أن الولايات المتحدة وأوروبا لن تبقيا غير مباليتين بالأحداث في سوريا"و"الكويت والبحرين تسحبان سفيريهما والأزهر يعتبر أن المأساة تجاوزت الحد"
وكتبت"يواجه الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه عزلة متزايدة بعد أن بلغت إراقة الدماء الناجمة عن حملته القمعية ضد المتظاهرين الساعين للحرية والكرامة، الذروة بارتكاب نظامه المجزرة تلو الأخرى من درعا حيث قتل ثمانية مدنيين على الأقل أمس، الى حمص فحماه ليس انتهاءً بريف دمشق ودير الزور التي يتواصل قصفها بالدبابات وأفيد عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل فيها".
فقد كرّس استدعاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سفيره في دمشق احتجاجاً على القمع المتمادي عزلة الرئيس السوري، خصوصاً بعد أن تبعته قرارات مماثلة من البحرين والكويت وموقف أطلقه الأزهر بما يمثله من بعد ديني اعتبر فيه أن الأمور في سورية تجاوزت الحد.
أما تركياً فكان اللافت أمس قبيل وصول وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى دمشق اليوم بعد اجتماع مجلس الأمن الخارجي برئاسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، تصريح نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج، معتبراً أن الأحداث في سورية تخص المنطقة والعالم ومن المستحيل أن تبقى الولايات المتحدة والدول الأوروبية غير مبالية بها، تزامناً مع وصول المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأميركية فريديريك هوف إلى أنقرة أمس لإجراء سلسلة محادثات مع السلطات التركية حول آخر التطورات في سورية والمنطقة.
سورياً، عزل الرئيس السوري وزير الدفاع علي حبيب وعين بدلاً منه رئيس الاركان العماد أول داوود راجحة، وقالت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" إن حبيب "ألم به المرض منذ مدة وقد ساءت حالته الصحية في الفترة الماضية".
إذاً، وبعد أول رد فعل علني منذ بدء الحركة الاحتجاجية الشعبية قبل نحو خمسة أشهر، المتمثل بإعلان خادم الحرمين استدعاء سفيره في دمشق للتشاور، ودعوته النظام السوري الى "وقف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الآوان"، استدعت الكويت ثم البحرين سفيريهما في دمشق.
وأعلن وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح سالم الصباح أمس أمام الصحافيين عقب الاجتماع بلجنة برلمانية "قررنا استدعاء سفيرنا من سورية للتشاور". وأضاف "لا يمكن لأحد أن يقبل بإراقة الدماء في سورية.. لا بد من وقف الخيار العسكري"، مثنياً على قرار خادم الحرمين استدعاء السفير السعودي.
وقال وزير الخارجية الكويتي "لا يمكن لأحد أن يقبل بإراقة الدماء في سورية.. لا بد من وقف الخيار العسكري"، مؤكداً أن وزراء خارجية بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة سيعقدون اجتماعاً في وقت قريب لبحث التطورات في سورية والخروج بتحرك مشترك.
وفي المنامة، أعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن مملكة البحرين قررت استدعاء سفيرها في دمشق للتشاور. وقال إن "البحرين تستدعي سفيرها في دمشق للتشاور وتؤكد على اهمية انتهاج الحكمة".
الموقف الأبرز أمس جاء على لسان شيخ الازهر أحمد الطيب في بيان أصدره وجاء فيه إن "الأمر جاوز الحد" في سورية ولا بد من "وضع حد لهذه المأساة".
وأكد الطيب الذي يرأس أكبر مؤسسة سنية في العالم الإسلامي، أن "الأزهر الذي صبر طويلاً وتجنب الحديث عن الحالة السورية نظراً لحساسيتها في الحراك العربي الراهن، يشعر بأن من حق الشعب السوري عليه أن يعلن الأزهر وبكل وضوح أن الأمر قد جاوز الحد وأنه لا مفر من وضع حد لهذه المأساة العربية الإسلامية".
وناشد شيخ الأزهر "المسؤولين في سورية الشقيقة أن يراعوا هذا الشعب الأبي". وأضاف "إن الشعب السوري وما يتعرض له من قمع واسع، ومن استعمال لأقصى درجات العنف، واعتقال وترويع، كل ذلك يمثل مأساة إنسانية لا يمكن قبولها ولا يجوز شرعاً السكوت عنها".
وطالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس بـ"بدء حوار جدي لإجراء مصالحة" في سورية داعياً الدول العربية وغير العربية الى الاستفادة من درسي تونس ومصر. وقال العربي في تصريحات للصحافيين إن "ما يجري في سورية يقلق الجامعة العربية ويقلق الدول كلها".
دولياً، رحبت الولايات المتحدة أمس بالموقف العربي الأكثر حزماً من حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين ووصفته بأنه "مشجع".
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر "إن التصريحات القوية الصادرة عن الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي خلال عطلة نهاية الأسبوع مشجعة للغاية وكانت مصدر ارتياح لنا". وأضاف للصحافيين إن هذه "مؤشرات جديدة على أن المجتمع الدولي.. يرفض الأعمال الوحشية التي ترتكبها الحكومة السورية".
البناء :
أما صحيفة البناء فعنونت" الرئيس الأسد يُعيّن العماد راجحة وزيراً للدفاع والحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً في حماه"و"كلمة سرّ أميركية تُجنِّد جهات إقليمية ضدّ سورية"و"برّي يَحمِل على المتربّصين بالشقيق وهم دعاة التهدئة مع العدو"
وكتبت "حفلت الساعات الماضية بتطورات متلاحقة تمثّلت بإشارات ومواقف تدلل على انغماس دول الخليج في الحملة التي تديرها واشنطن للضغط على سورية ومحاصرتها".
وتمثل ذلك أمس بانضمام هذه الدول تباعاً إلى الموقف السعودي في استدعاء سفرائها تحت عنوان التشاور.
في هذا الوقت، عادت الحياة الطبيعية تدريجياً إلى حماه بعد أن أنجز الجيش السوري مهمته بملاحقة الإرهابيين والاقتصاص منهم بمساعدة الأهالي بعد أن عاثوا في المدينة قتلاً وترويعاً حيث كشف التلفزيون السوري عن مجزرة جديدة ارتكبها هؤلاء المجرمون بحق 17 من الجيش وقوى الأمن والتمثيل بجثثهم.
وفي ضوء عودة الحياة التدريجية إلى طبيعتها في المدينة بدأ الجيش انسحابه منها، كما سجل أيضاً تراجع واضح وملحوظ للأحداث في المناطق الأخرى.
وزير جديد للدفاع
أما على الصعيد السياسي، فقد عيّن الرئيس الأسد وزيراً جديداً للدفاع هو العماد داود بن عبدالله راجحة، بدلاً من العماد علي حبيب محمود، وذلك في إطار الإجراءات والتدابير التي كان قد بدأها منذ فترة على ضوء اللقاءات التي أجراها مع القوى والفعاليات في المناطق المختلفة.
الرد المسبق
أما على صعيد الحملة على سورية، فقد كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بصورة غير مباشرة عن المهمة التي كلفت بها أنقرة داعية إلى سحب الجيش السوري إلى ثكناته.
وكانت دمشق قد ردت مسبقاً على هذه المهمة التركية لوزير الخارجية أحمد داوود أوغلو الذي قد يزور دمشق اليوم بلهجة حاسمة وحازمة على لسان المستشارة الإعلامية السياسية للرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان.
ويندرج في سياق المواقف المبرمجة وفق كلمة السر الأميركية ضد سورية أيضاً، البيان الذي صدر عن شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس وأشار فيه إلى أن الأزهر الذي صبر طويلاً وتجنّب الحديث عن الحالة السورية نظراً لحساسيتها في الحراك العربي الراهن، يشعر بأن من حق الشعب السوري عليه أن يعلن الأزهر وبكل وضوح أن الأمر قد جاوز الحدّ وأنه لا مَفَرَّ من وضع حَدٍّ لهذه المأساة العربية الإسلامية".
من ناحيته أعرب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي عن "تشاؤمه إزاء الوضع في سورية"، واصفاً الموقف بأنه "معقد". وأشار في مؤتمر صحافي مشترك مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط برنار دينو ليون إلى أن "الجامعة العربية تتعامل مع الأزمة السورية حسب الإجراءات وتتخذها خطوة بخطوة".
ميقاتي يرد على التصعيد ضد سورية
أما على الصعيد اللبناني، فقد واصل فريق "المستقبل" عمليات التصعيد السياسي بالتناغم مع الحملة السياسية التي تشهدها سورية، وفق سياق محاولات دعم التحركات الإرهابية، إن مباشرة عبر تهريب الأسلحة، أو على صعيد المؤازرة السياسية والمعنوية التي تأخذ أشكالاً مختلفة.
والبارز أمس، كان الموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي حيث دعا موجهي الانتقادات في الداخل إلى الكف عن استغلال ما يجري في سورية من أجل تحقيق مكاسب سياسية ظرفية.
وإذ أكد ميقاتي على موقف لبنان الثابت من عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، اعتبر أن موقف لبنان في الأمم المتحدة هو بمثابة رسالة إلى المجتمع العربي والمجتمع الدولي في آن، كي يجري التعامل مع الأحداث في سورية من المنطلقات التي تؤمن فعلاً أمناً مستداماً وإصلاحاً واعداً لا أن تزيد الأمور تعقيداً.
وكان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري قد أشاد بعد الاتحاد الأوروبي بالموقف السعودي على لسان الملك عبدالله معتبراً انه "منعطف في مسار الأحداث في سورية".
... و"الوطن" ترد
من ناحيتها، ردت صحيفة "الوطن" السورية على بيان الملك عبدالله معتبرة أن كلماته بدت "كأنها أقرب إلى رسالة تهديد أميركية منها إلى رسالة أخوية تجاهل فيها الملك عبدالله حقيقة الأحداث والبراهين التي تثبت أن أشقاءه في سورية يتعرضون لمؤامرة تتجاوز حدود الخطابات".
ولفتت إلى أن كلمة عبدالله "لم تتضمن أية إشارة إلى المجموعات الإرهابية المتطرفة التي سعت إلى تمزيق وحدة سورية العربية والإسلامية. وتجاهلت أية إشارة إلى الجهات التي تقوم بتمويل وتسليح هؤلاء الإرهابيين، وثبت أن بعضهم يتلقى تعليماته من شيوخ فتنة تؤويهم بلاد الملك، في وقت تحتاج فيه المملكة إلى تطبيق إصلاحات جذرية في بنيتها السياسية والاجتماعية قبل التوجه بالنصح إلى الآخرين. كما تجاهلت الإجراءات الإصلاحية التي أطلقها الرئيس بشار الأسد بما فيها إصدار قانوني الأحزاب والانتخابات".
بري: المنطقة تتشكل من جديد
ومساءً برز كلام للرئيس نبيه برّي خلال إفطار لمؤسسة الشهيد اللبناني اعتبر فيه "أن هناك من هاله الدور الريادي الذي قادته الحكومة على العمل في مجلس الأمن في ما يتعلق بموضوع سورية، والذي سهّل في صدور بيان متوازن يدعو إلى الإصلاح ورفض الفتنة، معتبراً أن موقف لبنان عار، وهم الذين لم يدعوا إكليل غار لنا إلا واستبدلوه بإكليل عار"، مضيفاً: "اسألوا أسيادكم في مجلس الأمن هذه المرة عن موقف لبنان وتأكدوا أنكم ستسقطون اتهاماتكم، هذه البروبغندا، حيناً بالتهجم على الحكومة التي لم تبدأ بعد، والهجوم على الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي دون مبرر، يؤكد أنكم فقدتم أعصابكم وهذه هي الحقيقة" وقال: كفى دعاة التهدئة مع العدو والمتربّصين بالشقيق.