رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم استغلال اقليم كردستان للأوضاع الجارية في البلاد، وفرض سيطرته على الأراضي المتنازع عليها شمالاً، معتبراً أنها تصرفات "مرفوضة" و"غير مقبولة"
رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم استغلال اقليم كردستان للأوضاع الجارية في البلاد، وفرض سيطرته على الأراضي المتنازع عليها شمالاً، معتبراً أنها تصرفات "مرفوضة" و"غير مقبولة". وشدد المالكي في خطابه الأسبوعي على ضرورة "الا تستغل الأحداث في أي تمدد و تحرك أو أي توسع أو أي سيطرة"، مؤكداً أن "السلاح يعود والمناطق التي دخلتها القوات تعود وكل شيء يعود الى وضعه الطبيعي".
وتابع المالكي "انتم اخترتم وبنص الدستور أن تكونوا جزءاً من العراق الذي نظامه ديموقراطي اتحادي فدرالي، ولا يوجد في دستورنا شي اسمه تقرير المصير"، مؤكداً أن "الذي يتحدث كثيراً عن الدستور والالتزام بالدستور عليه أن يعطينا شيء اسمه تقرير المصير في الدستور، بل تقرير المصير تحقق ولا يجوز أي عمل آخر لا استفتاء ولا غير استفتاء، إلا بعد تعديل دستوري".
كما قال المالكي إن "مجموعة من التصرفات والتصريحات، التي منها اننا سنستفتي على اقامة دولة مستقلة، انبه الشعب الكردي المظلوم المضطهد أن ذلك سيضر بكم، وسيلقي بالاقليم بمتاهات لا تخرجون منها". وأضاف رئيس الوزراء العراقي "انصح العودة عن السياسة وهذه التصريحات، والعودة الى الدستور والعملية السياسية، نحن بلد واحد غني ما لدينا يكفي وعلينا أن نعمل على منع ارادة آخرين يريدون أن يسيطروا على جزء من العراق". وتابع المالكي "اقولها بكل جرأة وصراحة ستكون الاجراءات في المرحلة القادمة عنيفة وشديدة، لا اقصد بعنيفة بالقوة، انما في موضوع الاصلاح، يجب أن نتخذ خطوات اصلاحية قوية، حتى لو كان فيها ما يُسمى عملية جراحية من أجل أن نوحد الشعب ونوحد الكلمة".
وكان رئيس اقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم ذاتي، مسعود بارزاني قد أعرب في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الثلاثاء عن رغبته في تنظيم استفتاء حول استقلال الاقليم في غضون بضعة اشهر. هذا وسيطرت قوات البشمركة اثر انسحاب الجيش على معدات الجيش العراقي واسلحته ونقلتها الى اربيل. كما فرضت هذه القوات سيطرتها على محافظة كركوك ومناطق شاسعة في ديالى والموصل، بعد هجوم مسلحي "داعش" على خمس محافظات في شمال البلاد.
والإعلان عن اصدار عفو عام عن كل الذين تورطوا "بعمل ضد الدولة"
من جهة ثانية، اصدر المالكي عفواً عاماً عن كل الذين تورطوا "بعمل ضد الدولة"، في الوقت الذي تخوض فيه القوات العراقية اشتباكات ضد مسلحي "داعش" شمال ووسط البلاد. وقال المالكي في خطابه الأسبوعي "اعلن عن تقديم العفو لكل العشائر ولكل الناس الذين تورطوا بعمل ضد الدولة"، داعياً أن "يعودوا الى رشدهم". وأضاف رئيس الوزراء "لا نستثني منهم احداً حتى لو اساء إلا اولئك الذين قتلوا وارتكبوا دماً لأن ولي الدم هو يعفو".
وتابع المالكي "ادعوهم للإستفادة من هذه الفرصة، سيما وأن العملية الأمنية، بدأت تأخذ مجراها، أنا ارحب بهم وبعودتهم وارحب بالتحامهم مع ابنائهم من ابناء العشائر التي تحمل السلاح من أجل مستقبل اولادهم".