22-11-2024 06:49 AM بتوقيت القدس المحتلة

تفاصيل خطة المسلحين للدفاع عن مواقعهم في المليحة

تفاصيل خطة المسلحين للدفاع عن مواقعهم في المليحة

نكتب موقف الجمعة لهذا الأسبوع من الغوطة الشرقية لدمشق

نضال حمادة

 

نكتب موقف الجمعة لهذا الأسبوع من الغوطة الشرقية لدمشق ، التي ما زالت تشهد اشتباكات على أكثر من محور خصوصا في بلدة المليحة التي تعتبر حاليا المعركة المفصل في كل حرب الغوطة لناحية النتائج العسكرية والمعنوية على الطرفين المحاربين.

تشكل بلدة المليحة خط الدفاع الأول لمسلحي "جبهة النصرة" و"جيش الاسلام" بقيادة زهران علوش وفصائل اخرى منها احرار الشام ، ويسيطر الجيش السوري على مساحة تقارب ال65 بالمائة من البلدة بينما يتخندق مسلحو المعارضة في الجزء الباقي من البلدة المتصل ببلدات الغوطة الداخلية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة وآخرها داعش التي يقوى نفوذها في المنطقة منذ ما يقارب ثلاثة اشهر ، وهي تسيطر على أحياء في دوما وفي بلدات محيطة بها ،  ويحاول زهران علوش عبر هجوم كبير تشنه مجموعاته وقف تمدد داعش على حسابه وهو قاتلها هذا الاسبوع في  بلدة مبدعا في الغوطة المحيطة بدوما.

هذا الوجود المستجد لداعش فتح باب الحرب بينها وبين النصرة وجيش الاسلام بقيادة زهران علوش على مصراعيه، ويبدو ان داعش حاليا تريد رأس زهران علوش مباشرة، لتتمكن من السيطرة على المسلحين التابعين له دون الدخول معهم في قتال طويل، وهي تحاول في هذا المسعى استغلال التعب والضعف الذي بدأ يظهر على مسلحي جيش الاسلام وجبهة النصرة على جبهات القتال في الغوطة لجعل المسلحين الخاضعين للطرفين المذكورين ينقلون بندقية البيعة منهما اليها على غرار ما يحصل حاليا في الشرق السوري وفي بعض مناطق القلمون.

ويعول مسلحو بلدات ومدن الغوطة الشرقية لدمشق على معركة المليحة لمنع وصول المعركة الى القرى والمدن التي ينتمون اليها، وهم من أجل ذلك حشدوا المئات من عناصرهم في المليحة من كل مناطق الغوطة كما يشرح قائد ميداني لنا ، ويقول القائد الميداني ان المسلحين في الغوطة يقولون انه  من الافضل لهم ان يخوضوا المعركة في المليحة بعيدا عن بيوتهم ، حيث اصبحت المليحة بالنسبة لهم خط الدفاع الاول والأقوى عن القرى التي ينتمون اليها ويسكنون بها ، اذا سقطت بيد الجيش السوري وحلفائه ، يصبح موضوع المصالحات امرا مطروحا.
القائد الميداني يقول أيضا : نحن نعرف تواجد الكثير من مقاتلي المناطق الاخرى في المليحة من لهاجاتهم عندما ندخل على موجات اتصالاتهم اللاسلكية في المليحة، كل الناس موجودة في المليحة.
وفي خطة الدفاع التي يعتمدها المسلحون في المليحة، يشكل الجسم الشيشاني القوة العسكرية الاساس  فيها، حيث يعمل المئات من العناصر الشيشانية قناصة محترفين في المعركة ، وهم اعتمدوا طريقة التحصين القوي عبر الاحتماء خلف ساتر ترابي يبلغ سمكه من ثلاثة الى اربعة امتار وخلف الساتر نفق افرادي بطول عشرة الى عشرين مترا يختبىء فيه القناص ويحصل عبره على الامداد، كما تعتمد الخطة على استعمال كثيف لمدافع ال12 ونصف الرشاشة ومدافع رشاشة من عيار 24. ويقول القائد الميداني ان المسلحين لا يمتلكون كثيرا من هذين النوعين ونحن نعرف هذا من الميدان، لكنهم يمتلكون صورايخ حرارية موجهة يستعملونها بكثافة ويعتمدون عليها كثيرا في خطتهم الدفاعية، ويملكون اعدادا كبيرة من رشاشات الدوشكا.

خريطة الميدان تظهر ان المليحة أصبحت تحت حصار خانق، وقد تمكن المسلحون من فتح ثغرة إمداد مع مناطق الغوطة الواقعة تحت سيطرتهم  عند معمل الكبريت، ويظهر من صغر هذه الثغرة وموقعها الجغرافي ان هناك من سمح لهم بفتح هذه الثغرة التي اصبحت منطقة استنزاف لهم، يسقط منهم فيها يوميا قتلى وجرحى عند كل محاولة انتقال وتسلل من خلالها.

ويعرف المسلحون في المنطقة أن خطة الجيش السوري تعتمد على عامل الوقت الكفيل بانهيارهم في ليلة واحدة في الوقت المناسب كما حصل في القصير وفي  مدن القلمون، وتعتبر منطقة الغوطة نسخة مكبرة عن القصير بطبيعتها المنبسطة السهلية وعدم وجود تضاريس طبيعية تسمح للمسلحين بالاختباء فيها طويلا والاحتماء بتضاريسها  بعد فقدان المدن، التي تعاني  بدورها من مشاكل داخلية بين من يريد المصالحة وبين من يرفضها ، وفضلا عن دخول داعش الى الميدان ، اصبح صراعا دمويا على غرار ما يحصل في الشرق والشمال السوري ، وهذا ما يراقبه الجيش السوري وحلفاؤه باهتمام، وما جعل الطيران السوري يوقف ضرباته الجوية بنسبة كبيرة في المنطقة حتى لا يؤثر تدخله على مجرى المعركة بين الاطراف المتصارعة، ويساهم في دعم مجموعة ضد اخرى، وهذا يطيل الاستنزاف الداخلي بينهم ، ويُعِّجل بعملية سقوط الغوطة كلها دفعة واحدة، فيما يبدو أن ابقاء ثغرة المليحة مفتوحة جزء من عملية السقوط التي يتوقع الجيش وحلفاؤه حصولها دون تحديد موعد زمني  معين، فالوقائع الميدانية تتغير بشكل دراماتيكي وسريع، أهم مفاصله فقدان المسلحين مبادرة الهجوم في مناطق بالغوطة، بينما المناطق التي يمكن لهم الهجوم من خلالها  تشهد خسائر كثيرة في صفوفهم عند كل محاولة جس نبض بهجوم مباغت او محاولة  تسلل، واصبحت مصايد لهم تكبدهم عشرات القتلى دون افق يذكر.

 

العتيبة: من امام المنزل الذي أوقفت عنده مجموعة من الدفاع الوطني هجوم المعارضة الكبير في الغوطة في الخريف الماضي:



 

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه