وقال مصدر إسرائيلي مطلع على تهريب العائلة لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنّ «جهوداً إسرائيلية وغير إسرائيلية أدّت إلى نجاح العملية، والمهم من كل المسألة أن من بين تسعة ملايين لاجئ سوري، بات لدى هؤلاء منزل في إسرائيل»
أعلنت تل أبيب أنّها نجحت في «تهريب» عدد من اليهود السوريين، عبر دولة ثالثة إلى إسرائيل. وتحدثت التقارير العبرية عن «عملية إنقاذ» جرت بسرية تامة، وأنها تلقت دعماً ومساعدة من قادة في المعارضة السورية.
يحيى دبوق/ جريدة الأخبار
في عملية، وصفت إسرائيلياً بأنها «سرية ودراماتيكية»، نجحت تل أبيب في تهريب عدد من اليهود السوريين على دفعات. «عملية الإنقاذ» انتهت قبل أسابيع معدودة، إلا أنّ التفاصيل والأسماء لا تزال غير معلنة بأمر من الرقابة العسكرية «خوفاً على حياة عدد من الأشخاص في سوريا». مع ذلك، سمحت الرقابة الإسرائيلية لوسائل الإعلام العبرية بنشر جزء من التفاصيل.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن «عائلة يهودية من تسعة أشخاص، هربت من سوريا ووصلت في أمان إلى إسرائيل»، مشيرةً إلى أن أمّاً وابنها البكر وصلا في البداية، وبعدها وصل سبعة آخرون من العائلة نفسها، وهم موجودون منذ أسابيع في أحد مراكز الاستيعاب في شمال تل أبيب.
محرّر الشؤون الأمنية في صحيفة «جيروزاليم بوست»، يوسي ميلمان، كشف أنّ عراب عملية تهريب العائلة اليهودية من سوريا هو موتي كاهانا، رجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي، الذي يشارك في السنوات الأخيرة في الجهود الإنسانية لمساعدة اللاجئين السوريين، و«في سياق نشاطه الإنساني، قام بتعزيز علاقاته واتصالاته بقادة المعارضة السورية، واستطاع تجنيدهم للمساعدة في جلب العائلة من سوريا»، لافتاً إلى أنّ «الوكالة اليهودية ووزارة استيعاب المهاجرين اليهود، كانتا على اطلاع مسبق على العملية». وأشارت الصحيفة إلى أن كاهانا نسّق جهوده مع منظمة «غال لوسكي»، وهي منظمة غير حكومية تحرص على تقديم الإغاثة والمساعدات في بلدان لا تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، التي ساعدت في إخراج العائلة اليهودية من سوريا في بلد ثالث، وأمّنت نقلها جواً إلى إسرائيل.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على تهريب العائلة لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنّ «جهوداً إسرائيلية وغير إسرائيلية أدّت إلى نجاح العملية، والمهم من كل المسألة أن من بين تسعة ملايين لاجئ سوري، بات لدى هؤلاء منزل في إسرائيل»، مضيفاً إنّ «أفراد العائلة الذين يرفضون الكشف عن أسمائهم، كانوا خائفين على مصيرهم، لكن الخوف الأكبر لديهم هو تداعيات الحرب السورية على إسرائيل».
عرّاب العملية رجل أعمال إسرائيلي أميركي يساعده اللاجئون السوريون
وأشارت الصحيفة الى أنّ المجتمع اليهودي في سوريا كان مزدهراً جداً ويعدّ بالآلاف، إلا أن اليهود المتبقين حالياً في هذا البلد لا يتجاوزون العشرين، وعلى ما يبدو قرروا التخلص من الصراع القائم هناك، علماً بأنه يسمح لهم بمغادرة سوريا.
وأكدت الصحيفة أن الكنس اليهودية في سوريا تعرضت للقصف والتخريب والنهب، تماماً كما تعرضت الأماكن المقدسة لدى المسيحيين، مشيرة إلى أنّ كنيس «يهودا» الموجود في حيّ جوبر في شمال شرق دمشق، حيث تسيطر المعارضة السورية، يعدّ من أقدم الكنس اليهودية في العالم، وقد تعرض بدوره للقصف والتخريب وسرقت محتوياته.
وفي السياق نفسه، ذكرت «جيروزاليم بوست» أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التقى في الأسبوع الماضي غال لوسكي و«حركة الشباب في إسرائيل»، التي جمعت أطناناً من المواد الغذائية والأدوية والملابس وغيرها من الحاجيات، لإرسالها الى اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا، وذكرت الصحيفة أن نتنياهو ثمّن الجهود المبذولة، وأشاد بأعمال الإغاثة.