الشهر الكريم بدأ وها هي أيامه تقطع الأسبوع الأول, ليست الظروف كما كانت في السنوات السابقة, ورغم كل هذا المواطنون السورين أن يمر إلا مرور عزيز وذو شان, فأقيمت لأجله كل ما استطاع عليه الناس لإكرام أنفسهم بشهر رمضان.
خليل موسى – دمشق
الشهر الكريم بدأ وها هي أيامه تقطع الأسبوع الأول؛ ليست الظروف كما كانت في السنوات السابقة، ورغم ذلك يرفض المواطن السوري أن يمر الشهر الفضيل إلا مرور عزيز وذي شأن، فأقام الناس لأجله كل ما استطاعوا لإكرام شهر رمضان وأنفسهم بهذا الشهر.
موقع المنار الإلكتروني تجول في أسواق وشوارع دمشق وسجل أجواء عبّرت عن اشتياق الناس للروحانيات، فأصوات المساجد تعبق بخشوع المسلمين وتقربهم أكثر من الله عز وجل، ولا يخلو مكان من معالم تدل على أن الشهر الفضيل يوزع الخير والسرور في نفوس الجميع.
اما الأسواق فقد امتلأت بكل ما تحتاجه الموائد الرمضانية، من مأكولات ومشروبات تنتشر بكثرة في هذا الوقت من العام الهجري، حتى الحلويات لم تغب عن الواجهة، فللصائم حلوياته الخاصة في مناسبته الخاصة هذه.
الظروف ليست على كل الناس مناسبة في سورية وسط أزمة كادت تودي بالبلاد، وبرغم ان الأسعار ليست كما يتمناه الجميع إلا ان بمقدور كثيرين التأقلم معها حسب قدراته الشرائية.
اما المواطنون المهجرون من منازلهم فقد آثروا البقاء في مراكز إيوائهم، حيث تقدم لهم الكوادر المتطوعة ما استطاعت عليه من خير هذا الشهر، وتحاول تأمين كل المتطلبات الأساسية لساكنيها من وجبات غذائية وأدوية وحتى ما تيسر من مشروبات أو حلويات بسيطة.
التقينا عددا من الناس خلال جولتنا، منهم أبو محمد الذي كان يحمل حاجياته من خضار وخبز ومشروبات الصائم، وفي رد على سؤال يقول ابو محمد "أعاده الله بالخير على الجميع، نعم هذا العام ليس كالأعوام السابقة قبل الازمة ولكنه افضل من العامين الماضيين، فهذا العام يشعر الصائم بالأمان اكثر ما يعني ان يتجول بأريحية في الشوارع الأسواق".
كما قالت السيدة ام عمر لموقعنا " كنا سابقا نحضر طبقين أو أكثر للمائدة الرمضانية أما اليوم فالظروف أصعب بكثير، ولكن الحمد لله على كل حال نستطيع شراء حاجياتنا وبأسعار تعتبر معقولة عن العام الماضي".
التمور والعصائر، والشراب الشعبي في رمضان وهو "عِرق السوس" ملأت جميعها الأسواق والشوارع حتى مشروب التمر الهندي حضر بقوة فالصائم ما إن يسمع صوت الأذان حتى يشرب ما تيسر له من عصير بارد خاصة في الصيف الذي يتحدى حرارته ويصبر على كل ظروف العطش فيه، واللافت حسب كثيرين أن أسعار هذه المشروبات في الأماكن الشعبية أفضل منها بكثير عن العامين السابقين، ما يعني ان بمقدور أي مواطن شراءها، إضافة لأسعار الخضراوات التي ظهر الفرق في سعرها حوالي الربع على الأقل عن الأوقات السابقة.
مادة الخبز توفرت ولم يكن هناك أي أزمة فالمخابز عادت هذا العام ليزداد عددها، وهي مجهزة بشكل كامل ما يعني أن الازدحام على دور شراء الخبز لم يعد هماً عند المواطن بعد حل أزمات الطحين.
عانت مدينة دمشق خلال الأيام الاولى من شهر رمضان انقطاعا طويلا للتيار الكهربائي بسبب التقنين الناتج عن ضبط استخدام الكهرباء من جراء الأعمال التخريبية التي تتعرض لها محطات التوليد في سورية من قبل الجماعات المسلحة، كما سُجل انقطاع الماء في عدد من المناطق بسبب التقنين أيضا، ولكن في اليومين الأخيرين عادت الكهرباء بشكل جيد إلى كثير من المناطق بعد تركيب عدد من المحطات الداعمة في ريف دمشق ليصل التيار إلى دمشق بشكل أفضل، وتعود المياه في أغلب المناطق التي انقطعت عنها.
ما زال الشهر في ثلثه الاول والمواطن راض ولو إلى حد ما عن الأوضاع، وأغلب المواطنين مستبشرون بالخير في شهر الخير . ولعل من أبرز المشاهد الي تعيشها دمشق إحساس الناس ببعضها ومساعدتها لبعضها ما جعل للألفة مكانا لا يمكن ان يغيب عن السوريين حسب ما عبر كثيرون ممن يقومون بمساعدة الفقراء حسب قدراتهم.