هل هناك ظلم وقع على الاسلام اكبر من هذا الظلم ، عندما تنصب جماعة، كل افعالها من الالف الى الياء تصب في صالح الصهيونية العالمية ، سفاحا مثل زعيم "داعش" ، ابي بكر البغدادي "خليفة" لرسول الله ؟
منذ ظهور الوهابية في صحراء نجد وانتشارها بحد السيف والمال السعودي في باقي مناطق جزيرة العرب ، تعرض الاسلام الى عملية تشويه لم يسبق لها مثيل ، حيث امتدت يد الوهابية الى تعاليم الاسلام ورموزه وتاريخه واثاره وتراثه ، فرسمت صورة منفرة ، لاعظم دين جادت به السماء على الارض والانسان.
سامح مظهر/ موقع العالم
بعد تفشي فيروس الوهابية خارج جزيرة العرب بقوة المال السعودي ، شوهت معان وقيم سامية اخرى من الاسلام مثل الوحدة الاسلامية والاتحاد الاسلامي والتضامن الاسلامي والتسامح الاسلامي ، فاذا بالاسلام الوهابي دين جامد لا روح فيه ، متكلس على ظواهر النصوص ، مقدس احاديث ضعيفة ومنزلها منزلة الذكر الحكيم ، مكفر كل من يخالفه الراي ، مخرجه من الدين ، مهدر دمه وعرضه وماله ، لذلك اصبحت المجتمعات الاسلامية ساحة تجول بها الفتن الوهابية في مشارق ارض المسلمين ومغاربها.
من بين القيم والمفاهيم الاسلامية السامية التي عجزت الوهابية من النيل منها هي مفهوم "الخلافة" ، لذا بقي هذا المفهوم ، رغم مرور كل هذه القرون ، يدغدغ مشاعر كل مسلم باجمل واسمى المعاني عن عظمة تاريخ الاسلام ، وعن صفات الحاكم العادل والحكم العادل ، الذي يؤمن المسلم في ظله على نفسه وعرضه وماله ما دام ينطق بشهادة لا اله الا الله محمد رسول الله ، فالحاكم يحكم بالظاهر والله يتولى السرائر.
للاسف الشديد حتى هذا الحلم الجميل الذي كان يراود المسلمين وهو "الخلافة" امتدت اليه يد الوهابية الاثمة ، فشوهته كما شوهت باقي تراث الاسلام العظيم ، فها نحن نسمع كيف اعلنت جماعة وهابية تكفيرية عاثت في ارض الله فسادا ، مثل جماعة "داعش" عن تاسيس دولة "الخلافة " الاسلامية !!، وتنصيب البغدادي "خليفة" للمسلمين !!، ذلك السفاح الذي قتل مئات الالاف من المسلمين ، سنة وشيعة، والمسيحيين والعلويين والصابئة والشبك ، وقطع رؤوس المسلمين ومزق اجسادهم وهم احياء ، وصلبهم ، واغتصب حرائر المسلمين وقتل الاطفال والنساء والشيوخ وحرق المساجد والكنائس والحسينيات ، وفجر سيارات مفخخة وسط الامنين ، وسلب الامن والامان عن المسلمين ، وجعل الصهاينة والمستكبرين يضحكون ملء اشداقهم وهم يرون "داعش" تفتك بالمسلمين بهذه الوحشية التي لم تخطر على بال الصهاينة انفسهم.
هل هناك ظلم وقع على الاسلام اكبر من هذا الظلم ، عندما تنصب جماعة، كل افعالها من الالف الى الياء تصب في صالح الصهيونية العالمية ، سفاحا مثل زعيم "داعش" ، ابي بكر البغدادي "خليفة" لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)؟!!!، هل بعد هذا الظلم من ظلم ؟، وهل هناك انكى من هذا العدوان الذي يتعرض له الاسلام على يد الوهابية الجاهلة؟.
ان على الامة ، الا تمر من امام هذه الجريمة الكبرى مرور الكرام، صحيح ان هؤلاء الخوارج لن يحققوا ما يحلمون به، الا ان الخطر ليس في تحقيق هذا الحلم الذي لا يعدو سوى اضغاث احلام، بل الخطر كل الخطر في ان يستغل اعداء هذا الدين العظيم ، من الصهاينة والمستكبرين، دعوة هؤلاء الجهلة المتخلفين المجرمين ، وان يتعرضوا لرسول الله (ص) والصحابة الاجلاء وكل تاريخ الاسلام وتعاليمة السمحاء، عبر تعميم هذه الصورة المقززة عن الاسلام التي رسمتها "داعش" الوهابية ، على كل تاريخ الاسلام، بهدف استغفال الشعوب وشحنها ضد الاسلام والمسلمين.
ان على علماء الدين والنخب في العالم الاسلامي، ان يسارعوا لسحب البساط من تحت اقدام الصهاينة والمستكبرين ، وان يبادروا الى رفض هذه الدعوة الشوهاء ل"داعش" ، وان يعلنوا وبصوت عال ان الاسلام براء من "داعش" وافعالها ، وان المسلمين هم اكبر ضحايا "داعش"، وان الهدف الاول والاخير لهذه الزمرة الوهابية هو تشويه الاسلام وضرب وحدة المسلمين، وهي ذات الاهداف التي تحاول الصهيونية الوصول اليها.