أكّد عضو المكتب السياسي في تيار المرده في لبنان كريم الراسي أنّ ما يحصل في سورية هو عبارة عن عمليات تخريبية تمارسها منظمات إرهابية مسلّحة، مشدداً على أنّ لا علاقة على الاطلاق للأحداث السورية بالمطالب
حسين عاصي
تصاعد الضغوط على سورية.. ليس "صدفة"
موقف 14 آذار ليس "عبرة".. والتجارب أثبتت ذلك
في سورية أعمال تخريبية لا تمت للاصلاح بصلة
على قوى 14 آذار أن تعود لوعيها.. وتقرأ التاريخ
السعودية.. من سياسة شبه عربية إلى أميركية!
أكّد عضو المكتب السياسي في تيار المرده في لبنان كريم الراسي أنّ ما يحصل في سورية هو عبارة عن عمليات تخريبية تمارسها منظمات إرهابية مسلّحة، مشدداً على أنّ لا علاقة على الاطلاق للأحداث السورية بالمطالب الاصلاحية التي تجاوب معها النظام.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أشار الراسي إلى أنّ الضغوط العربية والدولية على سورية تعبّر عن تنسيق سياسي رفيع المستوى، ملاحظاً أنّ كل الدول تأخذ نفس الموقف في نفس الوقت، متسائلاً عن الحكمة وراء هذه "الصدفة".
ولم يستغرب الراسي مواقف قوى الرابع عشر من آذار في لبنان من الأحداث السورية، لافتاً إلى أنّ هذه القوى اعتبرت أنّ العدو الاسرائيلي هو "الجار" وبالتالي فليس من المستغرَب أن تعادي سورية، داعياً إياها للعودة لوعيها وقراءة التاريخ لتدرك أنّ الشعب السوري واللبناني هو شعب واحد وأنّ أيّ تغيير في النظام في سورية سيرتدّ دون شك سلباً على لبنان.
عمليات تخريب ممنهجة...
الراسي أكّد أنّ ما يحصل في سورية لا يمكن أن يُعتبر ثورة بأي شكل من الأشكال، موضحاً أنّ الأحداث الجارية في سورية تعبّر عن صراع بين النظام السوري والمنظمات الارهابية المسلحة التي تقاتل باسم الاصلاحات التي لا تسعى إليها في الواقع. وتحدث الراسي عن عملية تخريب ممنهجة للدولة ومؤسساتها وعن إرهاب للمواطنين، الأمر الذي دفع الدولة السورية للجوء إلى إجراءات عسكرية لحماية مواطنيها.
وإذ لفت الراسي إلى أنّه من غير المعقول أن يُقتل أربعمئة جندي سوري في وقت واحد "بالصدفة"، أشار إلى أنّ الضغوط العربية والدولية على سورية تعبّر عن تنسيق سياسي رفيع المستوى، ملاحظاً أنّ كل الدول تأخذ نفس الموقف في نفس الوقت، متسائلاً عن الحكمة وراء هذه "الصدفة". ورأى أنّ كلّ ما يحصل يثبت أنّ ما يحصل في سورية هو عبارة عن أعمال تخريبية لا تمتّ للاصلاح بأي صلة، واضعاً انطلاقاً من ذلك كل الضغوط التي تمارَس على سورية في سياقها السياسي، لافتاً إلى أنّ سورية تعطي الدروس اليوم للعالم كله، داعياً مختلف الحكومات للالتفات إلى شؤونها والكف عن إعطاء الدروس في الوطنية، مستندا في ذلك إلى ما تشهده أميركا وإنجلترا من أحداث.
سياسة قائمة على العداء لا التفاهم
وتطرق الراسي إلى الموقف السعودي المستجد من الأحداث السورية والذي تلقّفته العديد من دول الخليج التي سارعت لاستدعاء سفرائها في دمشق إسوة بالخطوة السعودية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، فلفت إلى أنّ الخطوة السعودية هي جزء من الضغوط التي تمارَس على سورية. وأشار إلى أنّ المملكة العربية السعودية كانت في مرحلة معيّنة تعتمد سياسة شبه عربية وشبه شرق أوسطية لكنها فجأة انتقلت من ضفة إلى أخرى فباتت سياستها أميركية تنطلق من مفهوم العداء وليس التفاهم.
ورأى الراسي أن القضية برمتها عبارة عن ضغط أجنبي أميركي، لافتاً إلى أنّ الضغط يتوقف بمجرّد أن تأخذ سورية بالتعاون مع الجمهورية الاسلامية في إيران موقفاً مسانداً للوجود الأميركي في العراق. ولفت أيضاً إلى أنّ الضغط هو إعلامي بالدرجة الأولى، متوقفاً في هذا الاطار عند الدور الذي تلعبه الشبكات التلفزيونية التابعة لأميركا والتي تقوم بتضخيم الأمور وتضليل الرأي العام، علماً أنّ الحكومة السورية لا تستجيب لهذه الضغوط حتى اللحظة.
وأعرب الراسي عن اعتقاده بأنّ الأميركيين يسعون إلى الوصول إلى تسوية معيّنة مع السوريين تقضي بتخليهم عن المقاومة وعن حقهم في السلام العادل والشامل كما عن علاقتهم الاستراتيجية مع الجمهورية الاسلامية في إيران، وعندها يتوقف الضغط الاعلامي ويعود الجميع أصدقاء.
ماذا عن مجازر فلسطين؟
وبالانتقال إلى الداخل اللبناني، علّق الراسي على موقف قوى الرابع عشر من آذار التي دخلت موجة التصعيد ضدّ سورية، فلفت إلى أنّ كلام هذه القوى لا يقدّم ولا يؤخّر، لافتاً إلى أنّ هذه القوى سارت مع إسرائيل واعتبرتها "جارة"، وبالتالي فمن غير المستغرَب أن تصنّف سورية "عدوّة". ورأى الراسي أنّ حقد هذه القوى أعمى بصيرتها وجعلها تصادق العدو وتعادي الصديق تماماً كما تعادي المسيحي المعتدل وتصادق المسيحي المتطرف وتماماً كما تقدّم الشاي للعدو.
ولفت الراسي إلى أنّ هذه القوى تسير مع "الواقف" دائماً، مذكّراً كيف أنها خاضت معركة شرسة ضدّ سورية في أعقاب جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ثم اعتذرت باعتبار أنّ اتهامها لسورية كان "سياسياً"، ومذكراً أيضاً كيف كان أركان هذه القوى أول من تدفقوا لتهنئة السفير السوري بتعيينه وللاحتفال بالعيد الوطني السوري. وأشار إلى أنّ ما يقوله هؤلاء الناس ليس "عبرة".
وتعليقاً على قول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أنّ لبنان لا يمكن أن ينأى بنفسه عمّا أسماه "المجزرة المفتوحة" في سورية، سأل الراسي لماذا لم يرَ الحريري وفريقه المجزرة المفتوحة في فلسطين ولا سيما في غزة والضفة ولماذا لم يفتح أحد فمه بوجه الجرائم الاسرائيلية التي كانت تُرتَكب دون حسيب أو رقيب. وذكّر بأنّ هذا الفريق سبق أن رفض عرض صور عمليات المقاومة لأنها تظهر أشلاء الاسرائيليين وهي تؤذي مشاعرهم، لكن صور أربعة آلاف طفل يُقتلون في غزة دون أي ذنب لا تعني لهم شيئاً، كما أنّ منظر الارهابيين الذين يرمون جنود الجيش السوري وينكلون بالجثث لا يزعجهم.
وفيما دعا الراسي قوى الرابع عشر من آذار للعودة إلى وعيها والتخلي عن منطق "عنزة ولو طارت"، أشار إلى أنّ الشعب اللبناني والسوري هو شعب واحد، متحدثاً عن نوع من ذهنية واحدة للدولتين، مشدداً على أنّ استقرار لبنان من استقرار سوريا، ومحذراً من أنّ تغيير النظام في سورية سيرتدّ سلباً دون شك على لبنان، داعياً الجميع لقراءة التاريخ وأخذ العبرة.