الرئيس السابق للجمهورية العماد إميل لحود يتحدث لموقع المنار عن أحداث المنطقة لاسيما الوضع في سورية ولبنان.
السيد نصرالله هو صاحب حجّة قوية ولا يحتاج كلامه الى تأويل
عدائية إسرائيل تقرر مواقيت الحرب والمقاومة مواقيت الانتصار
معادلة الجيش والشعب والمقاومة تكرست بالدم والشهادة
قوة سورية تنبع من الرئيس وشعبه وجيشه
التعرض لقوات اليونيفيل يخدم اسرائيل بمجرد أن اتهم إعلامها "حزب الله" به
حكومة الرئيس ميقاتي حكومة اغلبية متنوعة
14 آذار والمستقبل استغلا الدم ولم يعد بالإمكان مصادرة الشهادة لغايات سياسية
ما يجري على سورية ليس انتفاضة شعبية بل اعتداء مسلّح
الرئيس اللبناني السابق العماد إميل لحود يتحدث لموقع قناة المنار حول أبرز التطورات في لبنان والمنطقة، لاسيما الأحداث الجارية في سورية. وفي أجواء ذكرى الانتصار على العدو الإسرائيلي في حرب تموز 2006، سألنا: ماذا يقول فخامة الرئيس المقاوم (كما أسماكم السيد حسن نصر الله) في ذكرى نصر تموز الخامسة، وأنتم عايشتم تلك الفترة عن قرب؟
الرئيس لحود: أقول ما يقوله كل لبناني مؤمن بقوة لبنان وعزّة شعبه ومنعة جيشه ومقاومته، بأن الثوابت والمسلمات الوطنية التي لم احد عنها يوما اثمرت عقيدة قتالية وطنية للجيش اللبناني ومقاومة رائدة ومحمية الظهير ما مكنها من تسجيل أبهى الانتصارات على "الجيش الذي لا يقهر"، ما من شأنه إعلاء شأن لبنان وأمة العرب معا.
هل كان خطاب السيد نصر الله الأخير بحاجة إلى قراءة بين السطور، أم أنه كان واضحاً للصديق والعدو؟ هل ترى ان هناك حرباً قريبة بين لبنان والعدو الصهيوني؟
الرئيس لحود: إن سماحة السيد حسن نصرالله هو صاحب حجّة قوية ولا يحتاج كلامه يوما الى تأويل او تفسير او قراءة بين السطور، ذلك ان وعده صادق في كلامه وفعله، ما يعطي اقواله وافعاله مصداقية قلّ نظيرها عند من يتعاطى الشؤون الوطنية او العامة في لبنان ودنيا العرب. اما على صعيد توقّع حرب قريبة بين لبنان والعدو الصهيوني، فاني شخصيا لا ائتمن اطلاقا هذا العدو ولا أرى المقاومة ساعية الى حرب، ما يعني ان العدائية هي التي تقرر مواقيت الحرب والمقاومة منهج الإحتياط ومواقيت ردة الفعل والانتصار.
لقد عملتم على ترسيخ المعادلة الذهبية (الجيش والشعب والمقاومة) منذ فترة طويلة هل ترى أن هذه المعادلة اليوم هي المعادلة الناجعة التي تعبر بلنان كوطن موحد وصامد نحو إحباط أي عدوان صهيوني في المستقبل؟
إن معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي تلك التي تمّ تكريسها بالدم والشهادة والتضحية على أرض لبنان، أرض التحرير والانتصار، ولم تكن يوما حبرا على ورق، وهي بالتالي المعادلة الناجعة التي تمكّن لبنان في كل حين من ان يستمد قوته من قوته بتلاحم وتفاعل كاملين بين شعبه صاحب السيادة وجيشه حامي الحياض ومقاومته محققة الانتصارات. |
إنطلاقا مما قدمه السيد نصرالله وبين عدم قانونية المحكمة والفساد المستشري بها، وهيئة المحكمة المشبوهة، في ترى أي شرعية للمحكمة اليوم؟ من جهة ثانية كيف تقرأ اتهام قياديين في حزب الله باغتيال الحريري، وإلى أين يمكن لسبحة الاتهامات أن تكر وما هي واجبات الحكومة اللبنانية اليوم؟
الرئيس لحود: إستشرفت منذ اللحظة الاولى، عند اطلاعي على مسودة اتفاق المحكمة ونظامها الاساسي، على انها مشروع سياسي، بمعنى انه قابل للتوسل السياسي في كل حين من قبل مرجعيته السياسية. فأي شرعية تبقى لمحكمة تعتبر نفسها تعمل وفقا لاعلى معايير العدالة الجنائية الدولية اذا ما شاب مسار التحقيق فيها الشوائب المعروفة من الجميع من خرق لمبدأ السرية وفساد وافساد وتسويات سياسية وتلقين شهود الزور شهاداتهم الكاذبة وتوقيف قادة امنيين وابرياء آخرين توقيفا اعتباطيا وتوجيه الاتهامات يمنى ويسرى حتى تستقر على الحلقة الاصعب في خط الممانعة، اي "حزب الله". ان اتهام قياديين في "حزب الله" باغتيال الحريري يتعارض وابسط قواعد العلم الجنائي: من هو المستفيد من هذه الجريمة؟ حتما ليس لبنان وليس الاستقرار فيه وليس سورية وليس المقاومة، اذهم المتضررون بمجرد ان استهدافهم يخدم مصالح العدو الاسرائيلي. اما الحكومة اللبنانية فعليها ان تأخذ على عاتقها هذا الاستهداف لابناء مجاهدين ومقاومين من وطنها، ذلك ان هذه الامور لا تدخل في المهادنات والتسويات والمساحات الرمادية.
للمرة الثانية خلال شهرين تقريباً، تم استهداف وحدتين من قوات اليونيفل في منطقة جغرافية واحدة إذا صح التعبير..النائب وليد جنبلاط أعرب عن تخوفه من أن يؤدي ذلك إلى إحداث فراغ في الجنوب لمصلحة إسرائيل، والإعلام الإسرائيلي اتهم اليوم حزب الله باستهداف اليونيفل في صيدا مؤخراً، ما هي الرسالة من وراء هذا الاستهداف برأيكم، ومن المستفيد من عمليات كهذه ؟
الرئيس لحود: إن التعرض لقوات اليونيفيل يخدم اسرائيل بمجرد أن الإعلام الإسرائيلي اتهم "حزب الله" بهذا الاستهداف. إن من يعتدي او يخطط للاعتداء يهمه أن يخلي ساحة المعركة من الجنود والمراقبين الدوليين، أقله حتى يتمكن من ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وتهجير المدنيين الابرياء من قراهم وضرب البنى التحتية، وعين الشرعية الدولية لا ترى وتعتمد سياسة النعامة. فتشوا دائما عن العدو ومصالحه وعن موقف رعاته الحاني دائما لهذه المصالح.
بين الاستحقاقات المعيشية والاقتصادية، لاسيما ملف النفط والغاز، ما رأيكم بحكومة نجيب ميقاتي، هل تعتقدون أنها ستكون على مستوى الاستحقاقات وعلى قدر من المسؤولية لتحقيق الانجازات؟
الرئيس لحود: إن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هي حكومة اغلبية متنوعة اعطت الفرصة لللبنانيين بأن يترقبوا نمط حكم مختلف عما اعتادوا عليه منذ 1992 وما رتب عليهم ديونا باهظة بفعل افتقار تلك الطبقة الحاكمة في حينه الى مجرد جدول زمني لاولويات مشاريع الاعمار، اضافة الى هدر المال العام وافساد الحياة السياسية، حيث اصبح لكل قائد رأي سعر. ان الحكومة الراهنة مدعوة الى ايلاء الشأن المعيشي والاقتصادي الاولوية المطلقة، لا سيما لجهة ضمان الشيخوخة والبطاقة الصحية الشاملة ووسيط الجمهورية وضبط الانفاق غير المجدي ومسارب الهدر والقضاء على الادارات الرديفة وما شابه من ممارسات لا تفرق بين الشأن العام والشأن الخاص.
الهجمة الشرسة التي تقودها 14 آذار وتيار المستقبل تحيداً ضد الحكومة الجديدة، والتهديد بمقاطعة دول العالم لها والإصرار على إسقاطها وإطلاق وابل من الأسماء عليها، كحكومة حزب الله، هل تراها هجمة موفقة أولاً، وثانياً من تخدم برأيكم سواء في لبنان أو خارجه؟
الرئيس لحود: ان هجمة 14 آذار مصيرها الفشل، وهي تذكرني بالهجمة التي تمثلت بحملة "فل" مصحوبة بحملة اتهام قادة امنيين كبارا باغتيال الحريري وهم من هذا الاجرام براء. اني ارى بكل صدق ان 14 آذار وتيار المستقبل استغلا الدم الى آخر الدرجات ولم يعد بالامكان على الاطلاق مصادرة الشهادة لغايات سياسية وسلطوية بحتة. لم يعتد هؤلاء مبدأ تداول السلطة وان لكل عهد دولة ورجال وان الشعب سئم منهم ومن التجاذبات السياسية الحادة التي اوجدوا البلد فيها والتي ارتدّت على رخاء عيش اللبنانيين واستقرارهم النفسي والمادي.
كيف تنظرون إلى الثورات العربية والربيع العربي كما يسمى اليوم، في ظل حديث عن محاولة الغرب للالتفاف عليها واستيعابها ومن ثم القضاء عليها؟
الرئيس لحود: لم تستقر الثورات العربية على قيادات جديدة مميزة، وقد لفتني في هذا السياق كلام لغبطة البطريرك (مار بشارة بطرس) الراعي بأن معظم الثورات العربية يندرج في اطار مشروع صهيوني لتشتيت المنطقة. اني اشاطره هذا الرأي تماما بالنسبة لما يحدث في سورية، ذلك ان ما يحدث فيها ليس انتفاضة شعبية بل اعتداء مسلّح.
كيف تقيم الوضع في سورية، هل ترى أن الرئيس الأسد وسورية ككل قد تخطوا مرحلة الخطر، خصوصاً وأن هناك حديث عن أن الضغط الغربي على سورية قد ينحسر بشكل كبير في شهر أيلول، بسبب استحقاقات كالانتخابات في فرنسا، وإعلان دولة فلسطين وغيرها، وبالتالي تنشغل كل دولة بما لديها؟
الرئيس لحود: قلت منذ بداية الاحداث في سورية إن سورية أقوى ستخرج من هذا الإعتداء المسلح عليها، ولا زلت على رأيي، بدليل البيان الرئاسي الذي صدر بالأمس عن مجلس الأمن الدولي والذي يتبين منه أن بعض الدول العظمى لديها توصيف مختلف عن رعاة اسرائيل بموضوع ما حصل في سورية. أنا لا أعير الاستحقاقات الغربية العامة أي اعتبار، وحتى إعلان دولة فلسطين في الأمم المتحدة، ذلك أن قوة سورية تنبع من سورية بالذات، أي من الرئيس الدكتور بشار الاسد وشعبه وجيشه الواعين على أهداف الاعتداءات المسلحة والمصممين على الدفاع عن سورية الممانعة والمواجهة والمقاومة.