تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 09-07-2014 عدة مواضيع كان أبرزها مستجدات العداون الاسرائيلي على قطاع غزة ورد المقاومة الفلسطينية.. بالاضافة الى مواضيع داخلية وإقليمية عدة..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 09-07-2014 عدة مواضيع كان أبرزها مستجدات العداون الاسرائيلي على قطاع غزة ورد المقاومة الفلسطينية.. بالاضافة الى مواضيع داخلية وإقليمية عدة..
السفير
عجلة العدوان الإسرائيلي تتدحرج: أكثر من 100 شهيد وجريح
غزة وحيدة تحت النار.. وتضرب تل أبيب والقدس
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "بعد أيام من المناوشات، وإبداء النية في عدم التصعيد، تدحرجت عجلة الحرب الإسرائيلية الجديدة على قطاع غزة بعد أن أصبحت تحمل اسما: «الجرف الصامد» إسرائيليا، وأسماء بينها «البنيان المرصوص» فلسطينيا.
وهكذا انطلقت الحرب الجديدة بدموية بعد أن طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من جيشه «خلع القفازات» أولا وبعدها الاستعداد للتجريف الميداني ضد غزة التي تقاتل وحيدة.
وألحقت إسرائيل عدوانها بالإعلان عن بحث تجنيد 40 ألف جندي، للإيحاء بأن التلويح بالحرب ليس مجرد تهديد وإنما يجد ترجمة فعلية له، وأن إسرائيل لا تخشى العملية البرية. لكن من الواضح أنه بعد ساعات على الإعلان عن بدء عملية «الجرف الصامد»، وتوسيع الغارات على غزة، انطلقت صواريخ المقاومة من غزة إلى تل أبيب لتثبت أنها أيضا لا تخشى المواجهة الشاملة. وأطلقت صافرات الإنذار في كل غوش دان، من تل أبيب إلى بيتح تكفا ونيس تسيونا، ووصلت صواريخ المقاومة الى القدس المحتلة وتل ابيب عسقلان واسدود وبئر السبع، فيما اكدت المقاومة انها استهدفت حيفا ايضا.
ومن الجائز أن سياسة «ضبط النفس» التي انتهجتها ظاهريا حكومة نتنياهو كانت ترمي إلى الإيحاء بأنها غير معنية بالمواجهة، ما أثار عليها غضب القوى اليمينية. لكن هذه السياسة وجدت تأييدا لها من جانب أوساط واسعة في الجمهور الإسرائيلي، إذ أثبت استطلاع نشرته «معاريف الأسبوع» أن 47 في المئة لا يؤيدون عملا بريا في غزة. وبعد اشتداد المطالبة اليمينية بتوسيع نطاق الحرب ضد المقاومة في قطاع غزة التي تطلق الصواريخ بشكل واسع، قرر الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق غاراته. واستهدفت الغارات، خلافا للسياسة السابقة، بيوتا آهلة ومقاومين في تحركاتهم بطريقة تعيد للأذهان المقاربة الإسرائيلية في حرب «الرصاص المسكوب»، والتي أرادت الإيحاء بأن لا حصانة لأحد ولا مكان آمن.
وكان من أبرز الخطوات التي أقدمت إسرائيل عليها محاولة ترسيخ قاعدة الردع عبر استهداف بيت آل كوارع في خانيونس، وهو مليء بالمواطنين الذين احتشدوا لمنع تدميره. فالفلسطينيون الذين جربوا في الماضي ويلات النزوح من بيوتهم فقط بسبب تهديد إسرائيلي قرروا الاعتصام في بيوتهم وعدم الخروج منها، بل واحتشاد الجيران والأقارب فيها بقصد وقف هذا النمط من التهجير والتدمير. لكن الجيش الإسرائيلي آثر هذه المرة استعادة «الردع» برفع منسوب الدم، فقصف البيت ما أدى إلى استشهاد ثمانية وإصابة ما يزيد عن 25 فلسطينيا. وتدعي إسرائيل أن البيوت الآهلة التي تقصفها هي جزء من «البنية التحتية» لحركة «حماس»، وأنها بين أكثر من 150 هدفا تعرضت للقصف والغارات في مناطق من رفح جنوبا إلى بيت حانون شمالا.
وفي كل حال كان منسوب الدم في غزة قد وصل يوم أمس فقط إلى 17 شهيدا، وهو مرشح للتصاعد بفعل القصف من ناحية وانعدام الرعاية الطبية اللازمة من ناحية أخرى. ومعروف أن مستشفيات القطاع تعاني من أزمة حادة بسبب النقص في المواد الطبية وتدهور الخدمات جراء عدم توزيع الرواتب على مستخدمي هذه الوزارة منذ عدة شهور. وأشارت مصادر طبية في القطاع إلى إصابة 106 اشخاص بجروح.
وقال المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري، في بيان، «مجزرة خانيونس ضد النساء والأطفال هي جريمة حرب بشعة، وكل الإسرائيليين أصبحوا بعد هذه الجريمة أهدافا مشروعة للمقاومة». وحذر من أن «استمرار استهداف الاحتلال الإسرائيلي للبيوت الآمنة وقصف السيارات وسقوط الشهداء هو لعب بالنار»، مشيرا إلى أن «الاحتلال سيدفع الثمن».
ورغم أن عددا من المعلقين العسكريين والسياسيين في إسرائيل يؤكدون أن غاية الجيش الإسرائيلي من التصعيد هو دفع «حماس» تحديدا إلى وقف إطلاق الصواريخ، وإلى اتخاذ تدابير لمنع القوى الأخرى من الإطلاق، إلا أن هدف الحكومة الإسرائيلية هو دفع «حماس» نحو تفاهمات جديدة. ويبرر المعلقون هذا الاستنتاج بأن الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترغب في وساطة تجري، سواء عبر مصر أو أية دولة أخرى، والمهم هو توقف المواجهة قبل أن يستمر سقوط الصواريخ على تل أبيب والقدس.
لكن أوامر استدعاء القوات الاحتياطية، وبالآلاف، بعد أن كان الأمر مقصورا حتى أمس الأول على 1500 جندي، يشير إلى استعدادات واسعة لمعركة تطول. وقد طلب وزير الدفاع موشي يعلون من الحكومة تفويضا باستدعاء حتى 40 ألف جندي بغرض نشرهم في الضفة وعلى الحدود الشمالية بدلا من القوات النظامية التي سيتم نقلها للمشاركة في الحرب على غزة. وقال «نحن نستعد لشن حملة ضد حماس لن تنتهي في بضعة أيام»، مضيفا «في الساعات الأخيرة ضربنا بقوة، وألحقنا أضرارا بعشرات من ممتلكات حماس، وسيواصل الجيش جهوده الهجومية بطريقة من شأنها تدفيع حركة حماس ثمنا باهظا للغاية».
وصدرت أوامر لبلدية تل أبيب والبلديات المحيطة بها بفتح الملاجئ وتجهيز وحدات الدفاع المدني والخدمات الصحية. ويتحدث ضباط إسرائيليون للصحافة عن قناعتهم بأن الذراع العسكري في «حماس» هو من يدير التصعيد حاليا، ويقود عمليات إطلاق الصواريخ. ويقول هؤلاء إن الضائقة الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها الحركة قادتها إلى توسيع الإطلاقات وعرض شروط لوقف إطلاق النار.
ومن الواضح أن البدء بإطلاق الصواريخ على تل أبيب ومحيطها سيزداد، حيث أن الليل حمل معه أشد صلية صواريخ منسقة، لا تقل عن 30 صاروخا متوسط المدى نحو القدس وتل أبيب وبئر السبع دفعة واحدة. وأثارت هذه الصلية الانطباع بأن قيادة المقاومة في غزة تنسق خطواتها رغم السيطرة الجوية الإسرائيلية، وأن «القبة الحديدية» رغم قدرتها على إسقاط عدد من الصواريخ إلا أنها كانت عاجزة عن مواجهة صلية كبيرة. وقد سقطت صواريخ في القدس وبئر السبع وأسدود على أقل تقدير. إضافة لذلك هناك العمليات الهجومية التي شنتها «كتائب عز الدين القسام» بحرا على «كيبوتس زيكيم»، حيث اعلن الاحتلال استشهاد 4 مقاومين واصابة جندي، وبرا عبر الأنفاق نحو «كيبوتس كيرم شالوم». وهنا يطرح السؤال هل سيشكل ذلك اقتراب الحرب الجارية من نهايتها، أم بداية تصعيد أخطر وأكبر.
واعلنت «كتائب عز الدين القسام» انها قصفت حيفا والقدس وتل ابيب بالصواريخ. وقالت، في بيان، «للمرة الاولى، كتائب القسام قصفت مدينة حيفا بصاروخ ار 160»، مضيفة انها «قصفت مدينة القدس المحتلة باربعة صواريخ من نوع ام 75، وتل ابيب باربعة صواريخ من نوع ام 75». وتبعد القدس وتل ابيب حوالي 80 كيلومترا عن غزة.
ومن المؤكد أن توسيع نطاق الإطلاقات يعني إدخال ملايين جديدة من الإسرائيليين في نطاق النيران، وهو أمر له عواقب، ليس فقط على صعيد الخسائر في الأرواح والممتلكات. فعلى سبيل المثال، ما إن تم الإعلان عن عملية «الجرف الصامد» حتى خسرت بورصة تل أبيب واحدا في المئة من قيمة أسهمها كما تراجع الشيكل أمام الدولار بشكل طفيف. وبديهي أن استمرار المعارك وتحقق توسيعها يعني المزيد من الخسائر، خصوصا أن مطار اللد وموانئ اسدود وعسقلان تقع في مرمى صواريخ غزة.
وهكذا فإن الوقت عملة صعبة وجنرال بالغ القوة يحاول كل طرف استغلاله أكثر لصالحه. فالمقاومة الفلسطينية من جهة تراهن على طول المعركة وقدرتها على شل أو تشويش الحياة لأكبر قدر ممكن من الإسرائيليين. أما الدولة العبرية فتراهن على تكثيف الضربات لـ«حماس» ودفعها إلى التراجع عن إطالة المعركة والتوصل إلى تفاهمات بأسرع وقت ممكن.
ومن الواضح أن توسيع دائرة المواجهة سوف يدفع العديد من القوى الإقليمية والدولية للتدخل بهدف وقف الحرب. كما أن ازدياد القصف الإسرائيلي على القطاع سيقود بالتأكيد إلى وقوع الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين، ما يشكل عنصرا ضاغطا على إسرائيل والسلطة الفلسطينية والدول العربية المحيطة.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل إلى وقف التصعيد فورا، فيما طالبت الجامعة العربية مجلس الأمن بالانعقاد فورا لوقف العدوان. وأعربت واشنطن كعادتها عن دعمها لإسرائيل في عدوانها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست «ندين بشدة إطلاق الصواريخ المتواصل على إسرائيل والاستهداف المتعمد للمدنيين من جانب منظمات إرهابية في غزة». وأضاف «لا يمكن أن تقبل أي دولة إطلاق الصواريخ التي تستهدف المدنيين، ونحن نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تلك الهجمات الشريرة»، لكنه حث نتنياهو الإبقاء على القنوات الديبلوماسية مع الفلسطينيين مفتوحة لحل الأزمة.
النهار
إسرائيل أغارت على 150 هدفاً في غزة وصواريخ "حماس" طاولت تل أبيب والقدس وحيفا
وتناولت صحيفة النهار مستجدات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وكتبت تقول "اطلقت اسرائيل عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية "حماس" مستهدفة اكثر من 150 موقعاً واستدعت أكثر من 40 ألف جندي من قوات الاحتياط تمهيداً لتوغل بري محتمل، فقتل 19 فلسطينياً بينهم ثلاثة اطفال، بينما استهدفت الفصائل الفلسطينية تل ابيب والقدس وحيفا بصواريخ بعيدة المدى.
وهزت ثلاثة انفجارات قوية مدينة القدس بعدما دوت صفارات الانذار في انحاء المدينة ليل الثلثاء. وانطلقت الصفارات قرابة الساعة 19:00 بتوقيت غرينيتش، ولمعت اربعة اضواء على الاقل في السماء جنوب غرب المدينة.
وتحدثت تقارير اعلامية عن سماع صفارات الانذار شمال تل ابيب للمرة الاولى مع تصعيد "حماس" معركتها ضد اسرائيل.
ودوت صفارات الانذار في تل ابيب الواقعة على مسافة نحو 60 كيلومتراً من قطاع غزة، قبل ان يتمكن نظام "القبة الحديد" من اعتراض صاروخ كان موجهاً الى المدينة، استناداً الى الجيش الاسرائيلي. وفتحت السلطات الاسرائيلية جميع الملاجىء في تل ابيب والقدس. ودعت بلدية القدس المحتلة سكان المدينة
إلى ملازمة المناطق الآمنة لدى سماع صفارات الإنذار والبقاء فيها مدة عشر دقائق من إطلاق الصفارات.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر الجيش "بتكثيف النشاط العسكري ضد حماس وتوسيع رقعة العمليات العسكرية واجراء الاستعدادات اللازمة للذهاب حتى النهاية بما في ذلك احتمال دخول قوات برية قطاع غزة".
صواريخ الفصائل
وأعلنت "كتائب عز الدين القسام" الجناح المسلح لـ"حماس" في بيان انه "لاول مرة، كتائب القسام قصفت مدينة حيفا بصاروخ ار 160"، مضيفة انها "قصفت مدينة القدس المحتلة باربعة صواريخ من نوع ام 75، وتل ابيب باربعة صواريخ من نوع ام 75". كما اعلنت مسؤوليتها عن اطلاق عشرات الصواريخ من نوع "غراد" و صواريخ 107 على ميناء اشدود وموقع زيكيم العسكري.
وقالت إن "وحدة كوماندوس تابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام تقتحم قاعدة سلاح البحرية الصهيوينة على شواطئ البحر ولا تزال الاشتباكات مستمرة". وأضافت: "من أرض المعركة مجموعة الكوماندوس القسامية تمكنت من اقتحام الموقع وتقوم بمهمتها حسب المخطط". وأشارت الى انه "قبل دقائق تم إجراء محادثة مع قائد المجموعة ولا تزال المهمة مستمرة وهناك خسائر كبيرة في صفوف العدو".
وفي المقابل، أعلن مصدر امني اسرائيلي ان الجيش قتل عدداً من الناشطين الفلسطينيين المسلحين الذين دخلوا اسرائيل قادمين من البحر على مسافة نحو ثلاثة كيلومترات شمال الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية إن أربعة مسلحين قتلوا على الشاطىء.
عباس
في رام الله، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولا خلاله الوضع المتصاعد في الاراضي الفلسطينية في ضوء التصعيد الاسرائيلي الأخير.
ونقلت عنه وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" أن "الرئيس السيسي أكد خلال الاتصال حرص مصر على سلامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتجنيب القطاع هذا الهجوم الخطير ووقف التصعيد من اجل العمل على التوصل لوقف اطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وان جهود مصر لم تتوقف منذ بدء العدوان" . وقال إنه "قدم للسيسي شرحا حول التصعيد الاسرائيلي الخطير ضد قطاع غزة، وكيفية احتواء ما يجري، وسبل انقاذ الشعب الفلسطيني من ويلات هذا التصعيد". وخلص الى أن "الرئيس السيسي وعد باستمرار بذل الجهود المصرية لوقف إطلاق نار فوري وفي أسرع وقت".
واشنطن
في واشنطن، نددت الولايات المتحدة باطلاق مسلحي "حماس" صواريخ على اسرائيل، مبدية قلقها على المدنيين من الجانبين بعد الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة.
ودعا الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست رئيس الوزراء الاسرائيلي الى ابقاء القنوات الديبلوماسية مع الفلسطينيين مفتوحة لحل الازمة التي أشعلها قتل ثلاثة شبان اسرائيليين وفتى فلسطيني. وقال: "نحن ندين بشدة استمرار اطلاق الصواريخ على اسرائيل والاستهداف المتعمد للمدنيين من المنظمات الارهابية في غزة".
كما أكد الناطق التأييد لحق اسرائيل في الرد على الهجمات، قائلاً: "لا يمكن أي بلد ان يقبل باطلاق صواريخ تستهدف المدنيين، ونحن ندعم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه هذه الهجمات الشرسة". وأضاف ان واشنطن تدرك معاناة المدنيين الذين يتعرضون لاطلاق النار بين اسرائيل و"حماس"، وان ذلك يعني "سكان جنوب اسرائيل المجبرين على العيش تحت نيران الصواريخ في منازلهم، والمدنيين في غزة الذين يتعرضون للنزاع بسبب عنف حماس".
ودعت وزارة الخارجية الاميركية الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الضغط على "حماس " التي عقدت اتفاق مصالحة مع السلطة الفلسطينية.
الأخبار
المقاومة تخرج المفاجآت وتقصف ما بعد تل أبيب
كما تناولت صحيفة الأخبار رد المقاومة الفلسطينية على العدوان الصهيوني على قطاع غزة وكتبت تقول "بقدر ما سجّلت حرب عام 2012 علامة فارقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية حينما قصفت تل أبيب، فإنها اليوم تخطّ تكتيكاً نوعياً بدأ بالتدرج وصولاً إلى التصعيد المفاجئ الذي بلغ الحرب المفتوحة على كل الاحتمالات. ليس الحديث عن المدى الصاروخي الذي تجاوز تل أبيب إلى الخضيرة على أهميته بقدر الالتفات إلى تنفيذ المقاومة عمليات نوعية في البر والبحر. كل ذلك قبل أن تفكر القوات الإسرائيلية، المحتشدة بعشرات الآلاف حول قطاع غزة، في أن تخطو خطوة واحدة نحو الحدود.
هذا ليس ردعاً بقدر ما هو حرب أدمغة، إن صح التوصيف؛ ففي البداية كانت المقاومة تطلق الصواريخ بين مديات 20ــ40 كيلومتراً من دون الإعلان عن المسؤولية، عدا بعض المجموعات والتشكيلات الصغيرة. لكن إسرائيل واصلت قصفها المركّز على مواقع تدريب وأراض وأهداف أخرى، ثم عادت لتمارس سياسة الاغتيالات باستهدافات مباشرة حصدت 10 شهداء في رفح، ما دعا كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، إلى إرسال رسالة واضحة عبر صلية صاروخية محدودة ومركزة قبل ليلتين.
لا يُعلم هل كانت الخطوة الإسرائيلية اللاحقة بإعادة استخدام سياسة قصف المنازل خطوة عقابية أو غبية، لكنها بدت محاولة لكسر خط أحمر استدعى تصعيداً من سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي»، التي استرجعت المشهد الأقوى في الحرب السابقة، عبر تصدّرها قصف تل أبيب بصاروخ (براق 90، فجر 5 مطوّر)، وإعلانها حملة «البنيان المرصوص» لـ«تأكيد أن يد المقاومة واحدة في وجه إسرائيل».
رغم ذلك، أصرّت تل أبيب على ارتكاب المجازر عبر توسيع سياسة قصف المنازل وتدميرها على رؤوس ساكنيها، وهي ارتكبت، حتى كتابة النص، مجزرتين: الأولى في خانيونس ضد عائلة مهدي كوارع (ناشط في «حماس») وأدت إلى سقوط 6 شهداء، وثانية ضد عائلة حافظ حمد (قائد في «الجهاد») وأدت أيضاً إلى سقوط 6 شهداء آخرين. ثم قصفت منزلاً لعائلة عقل في المحافظة الوسطى، ليتخطّى حاجز الضحايا، في منتصف الليل، 25 شهيداً و130 جريحاً، جراء 450 هجمة في يوم واحد على القطاع.
ما لبثت كتائب القسام أن وسعت موجة القصف بعد سلسلة الاعتداءات الكبيرة والسريعة، فأرسلت صواريخها، أربعةً إلى القدس المحتلة ومثلها إلى تل أبيب (75 كلم عن غزة)، فيما أعلنت أنها استهدفت بصاروخ (رنتيسي 160 كلم) مدينة حيفا المحتلة، لكن المصادر الإسرائيلية أشارت إلى وقوع الصاروخ في الخضيرة (100 كلم عن غزة).
على مستوى ميداني آخر، قدمت «القسام» نموذجاً فريداً في المواجهة عبر ردّ استباقي على أي عملية برية إسرائيلية، وذلك في اتجاهين؛ الأول عملية تسلل بحرية إلى قاعدة زيكيم في عسقلان المحتلة عبر مجموعة من «الضفادع البحرية» نفذت عملية نوعية لا تزال إسرائيل تتكتّم على نتائجها، في حين أكدت «القسام» أنها تواصلت حتى اللحظات الأخيرة مع قائد المجموعة المهاجمة الذي أشار بدوره إلى وقوع قتلى في صفوف الجنود.
الاتجاه الثاني كان تفجير برج مراقبة، أو هدف لم تحدده بعد، عبر نسف نفق محفور تحت موقع كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، وهو الموقع نفسه الذي أسر منه الجندي جلعاد شاليط قبل أعوام، ووعدت بنشر التفاصيل لاحقاً، فيما لم يشر العدو إلى خسائر هناك.
مع أن العملية البحرية تزامنت مع اغتيال الاحتلال قائداً عسكرياً في «حماس»، قيل إنه مسؤول عن «الكوماندوز البحري»، فإن احتمال الاختراق الأمني على وروده ليس أكيداً، لأن العملية كانت مفاجئة بتوقيتها وتكتيكها، وهي عملية تجعل الجنود الإسرائيليين في حالة نفسية صعبة مع استهدافها قاعدة للجيش الذي ينوي اقتحام غزة.
قد تختصر هذه الحرب في ما لا يتعدى أسبوعاً بعد أن ألقت المقاومة جزءاً من أوراقها في ساحة الردود الاستباقية التي يمكن أن تمنع الاحتلال من الإقدام على المواجهة البرية، كما حدث في حرب الأيام الثمانية قبل عامين، حين خاف من «الكورنيت» على دباباته ومشاته. رغم ذلك، وقعت الحكومة الإسرائيلية في شر أعمالها، ولا تزال جبهة القدس والداخل المحتلة مفتوحة، ما يعني أنها مضطرة بطريقة أو أخرى إلى رد الاعتبار، وهذا ما يفتح باب الحرب إلى ما هو أوسع من المتوقع.
وحتى لا تكون هذه التوقعات خبط عشواء، كما ظهر أن تحليلات ما قبل تطورات يوم أمس كانت تميل إلى رغبة الطرفين في الهدوء، فإن هذه الحرب على كبرها وخروج المفاجآت في يوم واحد لا تنفي في أي حال الرغبة السابقة. ما جرى أن لعبة «حافة الهاوية» التي مارسها الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني، في الأيام الأخيرة، وصلت أمس إلى نهايتها، في انزلاق، متعمد أو غير متعمد، نحو المواجهة الواسعة.
مفاعيل الرد الصاروخي الفلسطيني حضرت بكل أبعادها على طاولة المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) الذي قرر في ردّ مضاد تجنيد 40 ألف جندي من قوات الاحتياط، استعداداً لإكمال العملية العسكرية التي أطلق عليها مسمّى «الجرف الصلب»، معطوفة على مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالاستعداد للذهاب حتى النهاية، وأن «التوغل البري مطروح على الطاولة».
هذا الارتقاء الاسرائيلي على المستويين الميداني والسياسي ما كان ليتحقق لولا أن القراءة العبرية اتجهت نحو تقدير يفيد بأن مستوى الاعتداءات الحالية لم يعد كافياً لإخضاع غزة وفصائل المقاومة، وبأن الرد الفلسطيني ما كان ليقفز إلى مستوياته الحالية إلا على ضوء احتمالين، إما أن الفلسطينيين يستندون إلى فرضية أن إسرائيل لن تذهب نحو خيارات أكثر تطرفاً، وإما أنهم فعلاً على استعداد للذهاب إلى مواجهة أكثر اتساعاً، حتى لو تضمنت حرباً كبرى.
ما كشف خلال جلسة «الكابينيت» داخل وزارة الدفاع في تل أبيب أن نتنياهو عبّر بوضوح عن أن «حماس اختارت تصعيد الموقف، لذا فإنها ستدفع الثمن باهظاً». وطالب الجيش بـ«خلع القفازات وتوسيع رقعة العملية العسكرية». وأتى قرار نتنياهو والمجلس بناءً على توصية تقدم بها الجيش، وفحواها توسيع العملية العسكرية، مشيرة إلى أن «أي دولة لا تقبل واقعاً كهذا».
على المسار نفسه، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون «أننا نستعد لمعركة ضد حماس لن تنتهي خلال أيام معدودة»، وشدد على ضرورة التمتع بطول النفس. أما وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش، فأكد أن الحكومة «منحت الجيش يداً طليقة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد غزة»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن احتجاز ملايين المواطنين في الملاجئ». في المقابل، ناشدت رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلاؤون، نتنياهو، بألا يدخل برياً إلى القطاع غزة، قائلة إن الاختبار يكمن في الصمود وعدم الخضوع للداعين إلى الدخول البري. في سياق متصل، فتحت بلديتا «تل أبيب» و«ريشون لتسيون» غالبية الملاجئ العامة، وقررت وقف جزء كبير من النشاطات اليومية للسكان.
الأسماء الدينية للحرب
دأبت إسرائيل من جهة، والمقاومة الفلسطينية من جهة مقابلة، على تسمية العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية بأسماء مختلفة، لكنها كلها اشتركت في غايات الردع، وفي أنها ذات دلالات دينية واضحة. في هذه الحرب أطلق الاحتلال مسمى «الجرف الصامد»، أو «الصخرة الصلبة»، لترد عليه المقاومة باسم «البنيان المرصوص»، وكلاهما مقتبسان من الكتب السماوية. سبق ذلك بأيام عملية «عودة الإخوة» في الضفة المحتلة.
حرب عام 2012 سمّاها الاحتلال «عمود السحاب» لترد عليه سرايا القدس باسم «السماء الزرقاء» التي ستبتلع ذلك العمود، والقسام بـ«حجارة السجيل». وكانت تل أبيب أيضاً قد سمّت حرب 2008 عملية «الرصاص المصبوب» أو «الرصاص المصهور»، وسمّتها «حماس» آنذاك «حرب الفرقان» بين الحق والباطل.
هذه الردود بالتسميات الفلسطينية كانت غالباً لا تسبق إسرائيل التي تسارع إلى تسمية عملياتها الصغيرة والكبيرة، ومن تلك الأسماء: حقل الأشواك، والجحيم، وجهنم المتدحرجة، والسور الواقي، وأيضاً رحلة الألوان، والمسار الحازم، وفارس الليل، وقوس قزح. كذلك استخدمت اسم السهم الجنوبي، والطريق الحازم، وأول الغيث، وفي جباليا أيام الندم، وانفجارات بلا حدود، والواقي الأمامي، ورياح خريفية، والحديد البرتقالي، وسيف جلعاد، وليس أخيراً أمطار الصيف.
اللواء
«صواريخ غزة» ترعب الكيان وتوحّد الفلسطينيين
27 شهيداً فلسطينياً.. و«القسام» ضربت حيفا والقدس وتل أبيب
صحيفة اللواء تناولت العدوان على غزة وكتبت تقول "أثبتت المقاومة الفلسطينية أمس أن العدوان الاسرائيلي «الجرف الصامد» لن يمر هذه المرة من دون رد نوعي يفرض معادلة توازن رعب جديدة على قاعدة أن إسرائيل كلها هدف مشروع لصواريخ المقاومة التي وصلت مساء أمس إلى تل أبيب وحيفا والقدس ردا على الغارات الاسرائيلية التي استهدفت المدنيين في القطاع، فيما تمكنت وحدة كوماندوز تابعة للمقاومة من اقتحام قاعدة سلاح البحرية على شواطئ عسقلان عبر البحر وتكبيد الاحتلال خسائر.
سياسيا دعت الجامعة العربية مجلس الامن الدولي الى اجتماع عاجل لوقف العدوان الاسرائيلي بينما صفت واشنطن كالمعتاد مع حليفتها الاستراتيجية منددة بالصواريخ الفلسطينية.
واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس مساء أمس انها قصفت حيفا والقدس وتل ابيب بالصواريخ.
وقالت في بيان «لاول مرة، كتائب القسام قصفت مدينة حيفا بصاروخ ار 160»، مضيفة انها «قصفت مدينة القدس المحتلة باربعة صواريخ من نوع ام 75، وتل ابيب باربعة صواريخ من نوع ام 75».
كما اعلنت مسؤوليتها عن اطلاق عشرات الصواريخ من نوع غراد وصواريخ 107 على ميناء اسدود وموقع زيكيم العسكري، بحسب البيان.
وكان مراسلو فرانس برس نقلوا في وقت سابق سماع ثلاثة انفجارات قوية هزت مدينة القدس بعد ان دوت صفارات الانذار في انحاء المدينة مساء.
كما تحدثت تقارير اعلامية عن سماع صفارات الانذار شمال تل ابيب لاول مرة مع تصعيد حماس لمعركتها ضد اسرائيل.
وفي سياق اخر اعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان ان كتائبها فجرت «نفقا اسفل موقع كرم ابو سالم» العسكري الاسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مشيرة الى انها ستبث مزيدا من التفاصيل حول ذلك في وقت وقت لاحق.
وفي بيان سابق للكتائب أعلنت أن وحدة كوماندوز تابعة لها اقتحمت قاعدة سلاح البحرية على شواطئ عسقلان عبر البحر مؤكدة وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو ومقتل جندي إسرائيلي، بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية أن أربعة مسلحين قتلوا على الشاطىء.
كما أعلنت الكتائب قصفها قاعدتي «زيكيم» و«يفتاح» الإسرائيليتين بعشرة صواريخ «كاتيوشا».
من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس ان «السلطة الفلسطينية ستتوجه الى كل المنظمات والمؤسسات الدولية لحماية الشعب الفلسطيني».
ودعا عباس في كلمة متلفزة بثها تلفزيون فلسطين بعد سلسلة غارات اسرائيلية على قطاع غزة ادت حتى الان الى استشهاد 27 فلسطينيا وجرح العشرات، الشعب الفلسطيني الى الوحدة والتماسك. واضاف «اعدو اللجنة الرباعية ومجلس الامن الدولي لتامين الحماية لشعبنا وسنتوجه الى كل المؤسسات الدولية والمنظمات الدولية من اجل تامين الحماية الدولية لشعبنا».
واوضح عباس ان «شعبنا في غزة يتعرض الى عدوان غاشم مبيت من الحكومة الاسرائيلية» مضيفا ان «سياسة هذه الحكومة هي استمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية واطلاق يدها للمستوطنين وقتل عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين».
وشدد الرئيس الفلسطيني على ان «هذه الحكومة سعت لافشال كل الجهود الدولية لتحقيق السلام مما وضعها في عزلة دولية وجريمة قتل وحرق الطفل محمد ابو خضير شاهد على هذه الجريمة».
وقال عباس ايضا انه «منذ تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني التي رحب بها المجتمع الدولي صعدت هذه الحكومة من خطابها ضد القيادة الفلسطينية». وتابع قائلا «اخترنا الوحدة ونسعى للسلام مع اسرائيل وان انهاء الانقسام ليس ضد اسرائيل». واضاف «كنت على تواصل مع كل قادة الفصائل الفلسطينية ومنها قيادة حركة حماس» محذرا من ان «اسرائيل تريد جر المنطقة الى العنف وكان الكل متفق انه مع التهدئة وضد التصعيد».
واشار عباس الى ان «ما يجري ليس حربا بين جيشين بل نحن شعب اعزل تحت الاحتلال ونريد حماية دولية ضد المجازر الاسرائيلية». واوضح ان الحكومة الفلسطينية «ستوفر كل ما تستطيع في القدس وقطاع غزة» مضيفا «ادعو شعبنا في كل اماكن تواجده الى الوحدة والتماسك».
المستقبل
الاحتلال يستدعي 40 ألف احتياطي لمعركة غزة و«حماس» تعتبر كل الإسرائيليين أهدافاً
صواريخ المقاومة تطاول حيفا والقدس وتل أبيب
بدورها تناولت صحيفة المستقبل العدوان على غزة وكتبت تقول "اشتعلت أمس سماء المدن والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة وصولاً إلى حيفا والقدس وتل أبيب بصواريخ المقاومة الفلسطينية، قابلها قصف جوي شرس للقطاع بصواريخ مقاتلات الجيش الاسرائيلي، الذي استدعى أمس 40 ألف جندي من الاحتياط استعداداً لاحتمال التصعيد العسكري البري على جبهة غزة.
فقد هزت ثلاثة انفجارات قوية مدينة القدس بعد ان دوت صفارات الانذار في انحاء المدينة مساء أمس. وانطلقت الصفارات نحو التاسعة ليلاً، ولمعت اربعة اضواء على الاقل في السماء جنوب غرب المدينة، بحسب المراسلين. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الاسرائيلي على الانفجارات التي تأتي فيما يشن الجيش الاسرائيلي هجوما واسعا ضد مسلحي «حماس» في قطاع غزة.
كما تحدثت تقارير اعلامية عن سماع صفارات الانذار شمال تل ابيب لأول مرة مع تصعيد «حماس« لمعركتها ضد اسرائيل. ودوت صفارات الانذار في تل ابيب الواقعة على بعد نحو 60 كلم من قطاع غزة، قبل ان يتمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض صاروخ كان موجها الى المدينة، حسبما اعلن الجيش الاسرائيلي. وفتحت السلطات الاسرائيلية جميع الملاجئ في تل ابيب والقدس.
وأعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحماس مساء انها قصفت حيفا والقدس وتل ابيب بالصواريخ. وقالت الكتائب في بيان «لأول مرة، كتائب القسام قصفت مدينة حيفا بصاروخ ار 160»، مضيفة انها «قصفت مدينة القدس المحتلة باربعة صواريخ من نوع ام 75، وتل ابيب بأربعة صواريخ من نوع ام 75». كما اعلنت مسؤوليتها عن اطلاق عشرات الصواريخ من نوع غراد و صواريخ 107 على ميناء اسدود وموقع زيكيم العسكري، بحسب البيان.
تبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» اقتحام قاعدة زيكيم العسكرية الاسرائيلية على شواطئ عسقلان شمالي قطاع غزة. وذكرت الكتائب في بيان لها اليوم ان مجموعة كوماندوز تابعة لها تمكنت مساء من اقتحام قاعدة زيكيم العسكرية على شواطئ عسقلان شمالي القطاع عن طريق البحر والاشتباك مع جنود جيش الاحتلال.
وأقرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن مسلحين تسللوا إلى القاعدة وخاضوا اشتباكات مسلحة مع الجنود الإسرائيليين وجهاً لوجه قبل أن يتمكن الجيش من قتلهم بحسب المصادر. وأكدت كتائب القسام أن المجموعة قامت بالمهمة كما هو مخطط، وأن قائد المجموعة أكد من خلال الاتصال به في أرض المعركة وقوع خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال.
وفي تطور لاحق، اعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحماس انها قامت بقصف قاعدتين عسكريتين اسرائيليتين بعشرة صواريخ من نوع كاتيوشا. وقالت الكتائب في بيان صحافي ان كتائبها «قصفت قاعدتي زيكيم ويفتاح بعشرة صواريخ كاتيوشا».
وردا على وكالة فرانس برس قال متحدث عسكري انه يتم التحقق من المعلومات الواردة في بيان القسام. في المقابل اعلن مصدر امني اسرائيلي مساء ان الجيش قتل عددا من الناشطين الفلسطينيين المسلحين الذين دخلوا اسرائيل قادمين من البحر على بعد نحو ثلاثة كيلومترات شمال الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان اربعة مسلحين قتلوا على الشاطئ.
وفي وقت لاحق قالت الكتائب في مؤتمر صحافي عقدته في مدينة غزة ان «على العدو الا يحلم بالهدوء والاستقرار الا اذا التزم بوقف الحملة العسكرية على الضفة والقدس المحتلة ووقف الغارات على غزة وتحليق الطائرات، والافراج عن اسرى صفقة وفاء الاحرار بعد اختطافهم في الضفة». واشار ابو عبيدة المتحدث باسم الكتائب خلال المؤتمر الى ان كتائبه استهدفت مواقع العدو بعشرات الصواريخ ردا على العدوان المتواصل». كما قالت سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الاسلامي في بيانات عدة صحافية انها اطلقت عدة صواريخ على اسرائيل، مشيرة في احد هذه البيانات الى انها «اطلقت صاروخ براق 70 على مطار بن غوريون جنوب شرق تل ابيب». وكان الطيران الاسرائيلي قصف 150 موقعا في قطاع غزة ما ادى الى مقتل 27 فلسطينيا.
تسابق المسؤولون الإسرائيليون على من يعلو صوت التطرف لديه أكثر في سوق التصعيد الداخلي خصوصا من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي دعا الجيش إلى خلع «القفازات» وتوسيع رقعة العملية العسكرية ضد قطاع غزة، موضحاً أن خيار الاجتياح البري مطروح على الطاولة، وسط سماح الحكومة الاسرائيلية باستدعاء 40 ألف جندي احتياطي لهذا الغرض.
وفي هذه الأثناء كان قطاع غزة، يتعرض لعشرات الغارات ويسقط فيه نحو مئة بين شهيد وجريح، وهو أمر دفع حركة «حماس» إلى الإعلان عن أن «كل الإسرائيلين أصبحوا أهدافاً مشروعة». فقد سمحت الحكومة الامنية المصغرة في اسرائيل امس للجيش باستدعاء 40 الف جندي احتياط في اطار عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة، بحسب ما اعلن الجيش الاسرائيلي.
وقال الجيش على حسابه الرسمي على موقع تويتر «بتوجيه من رئيس الاركان... وبعد موافقة الحكومة، زادت قوات الجيش من تعبئة قوات الاحتياط». واضاف «الموافقة تقتصر حاليا على اربعين الف» مجند احتياط.
واتخذ هذا القرار بعد ساعات من بدء عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في قطاع غزة اطلق عليها اسم «الجرف الصامد» وشن عشرات الغارات الجوية على القطاع. وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال موتي الموز قال في حديث لاذاعة الجيش سابقا «لقد تلقينا تعليمات من القيادة السياسية بضرب «حماس» بقوة».
واجرى وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون مشاورات مع قائد الجبهة الجنوبية في الجبهة الداخلية ومسؤولين اخرين في وزارته. ونقل بيان صادر عن مكتب يعالون قوله «نحن نستعد لشن حملة ضد «حماس» لن تنتهي في بضعة ايام». واضاف «في الساعات الاخيرة، ضربنا بقوة والحقنا اضرارا بعشرات من ممتلكات «حماس» وسيواصل الجيش جهوده الهجومية بطريقة من شأنها تدفيع حركة «حماس» ثمنا باهظا للغاية».
وفي المقابل اعتبرت حركة «حماس» امس ان «كل الاسرائيلين اصبحوا اهدافا مشروعة للمقاومة» بعد الغارة الاسرائيلية الجوية التي استهدفت منزلا جنوب قطاع غزة وقتل فيها سبعة فلسطينيين على الاقل بينهم عدد من الأطفال.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة في بيان صحافي نشره على صفحته على «فايسبوك» «مجزرة خان يونس ضد النساء والأطفال هي جريمة حرب بشعة وكل الإسرائيليين أصبحوا بعد هذه الجريمة اهدافا مشروعة للمقاومة».
وكان شهود عيان قالوا ان «طائرة استطلاع اسرائيلية اطلقت صاروخا تحذيريا على المنزل ليقوم سكانه باخلائه». واضافت المصادر نفسها «لكن الجيران والاقارب تجمعوا حول المنزل وصعدوا الى سطحه ليشكلوا درعا بشريا لحمايته من القصف، الا ان الطائرات الاسرائيلية اف 16 اطلقت صاروخا دمره بالكامل وخلف عددا كبيرا من الشهداء والجرحى».
وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بين فجر أمس ومطلع الليل نحو مئة شهيد وجريح بينهم عدد من الأطفال، وجروح بعضهم خطيرة.
وعقب تحذير «حماس» باستهداف كل الاسرائيليين، دوت أصوات صفارات الانذار في تل ابيب وأظهر بث تلفزيوني حي ما بدا أنها عملية اعتراض لصاروخ أطلق من قطاع غزة نفذها نظام القبة الحديدية الإسرائيلي المضاد للصواريخ.
وقلصت إسرائيل المجال المتاح للطيران المدني في أجوائها وقالت إن عمليات الإقلاع والهبوط بمطار بن غوريون الدولي قرب تل ابيب ربما تتأخر بسبب الحملة الجوية التي تشنها على غزة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء ان «السلطة الفلسطينية ستتوجه الى كل المنظمات والمؤسسات الدولية لحماية الشعب الفلسطيني». ودعا عباس في كلمة متلفزة بثها تلفزيون فلسطين بعد سلسلة غارات اسرائيلية على قطاع غزة ادت حتى الان الى مقتل اكثر من عشرين فلسطينيا وجرح العشرات، الشعب الفلسطيني الى الوحدة والتماسك مؤكدا ان «شعبنا في غزة يتعرض الى عدوان اسرائيلي».
في ردود الفعل الخارجية، وعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الفلسطيني مساء بالعمل على «وقف اطلاق فوري وباسرع وقت» على غزة، وذلك خلال اتصال جرى بينهما.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) الرسمية ان الرئيس عباس «قدم للرئيس السيسي في الاتصال الهاتفي شرحا عن التصعيد الاسرائيلي على غزة». وقالت ان الرئيس السيسي اكد لعباس «حرص مصر على سلامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتجنيب القطاع هذا الهجوم الخطير ووقف التصعيد من اجل العمل على التوصل لوقف اطلاق النار بأسرع وقت ممكن».
واعربت الحكومة الأردنية عن شجبها وادانتها للعدوان الإسرائيلي. وطالبت على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسمها محمد المومني اسرائيل بوقف عملياتها العسكرية «فورا».
كما دعا بيان لوزارة الخارجية التركية «اسرائيل الى الوقف الفوري لهجماتها على غزة»، والمجتمع الدولي وخاصة الامم المتحدة الى التدخل. وطالب البيان إسرائيل بالتخلي عن سياسة «العقاب الجماعي» التي تتبعها.
وطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطات الإسرائيلية والفلسطينية بضبط النفس ووقف موجة العنف الجديدة. ونقلت وكالة «أسوشيتيد برس» الثلاثاء عن دعوة وجهها الرئيس أوباما ونشرت في إحدى الصحف الإسرائيلية ان أوباما وصف الوضع الحالي بأنه خطر. وأضافت الوكالة أن أوباما ثمّن عاليا تمسك الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسلام والتعاون والأمن، مؤكدا سعي الولايات المتحدة لضمان السلام في المنطقة.
ودانت الولايات المتحدة الثلاثاء اطلاق مسلحي حركة «حماس» صواريخ على اسرائيل معربة عن قلقها على المدنيين من الجانبين عقب الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة والتي اسفرت عن مقتل 27 فلسطينيا.
ودعا المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الابقاء على القنوات الديبلوماسية مع الفلسطينيين مفتوحة لحل الازمة التي أشعلها قتل ثلاثة شبان اسرائيليين وفتى فلسطيني. وقال ارنست»نحن ندين بشدة استمرار اطلاق الصواريخ على اسرائيل والاستهداف المتعمد للمدنيين من قبل المنظمات الارهابية في غزة». كما اكد المتحدث التاييد لحق اسرائيل في الرد على الهجمات، وقال «لا يمكن لأي بلد ان يقبل باطلاق صواريخ تستهدف المدنيين، ونحن ندعم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه هذه الهجمات الشرسة».
كما قال ارنست ان واشنطن تدرك معاناة المدنيين الذين يتعرضون لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس. واضاف ان ذلك يعني «سكان جنوب اسرائيل المجبرين على العيش تحت نيران الصواريخ في منازلهم، والمدنيين في غزة الذين يتعرضون للنزاع بسبب عنف حماس». ودعت وزارة الخارجية الاميركية الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الضغط على «حماس» التي ابرمت اتفاق مصالحة مع السلطة الفلسطينية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي»نحن بالتاكيد نتوقع من الرئيس عباس ان يبذل كل ما بوسعه لمنع الهجمات الصاروخية وان يدين العنف». واضافت «ونحن نبعث له بنفس الرسائل حول ضرورة ممارسة ضبط النفس ونزع فتيل التصعيد في الوضع على الارض».
وقالت اجهزة الطوارئ في غزة ان الغارات الجوية الاسرائيلية ادت الى مقتل 27 شخصا واصابة نحو 100 آخرين مع بدء الجيش الاسرائيلي حملة جوية ضد المسلحين في القطاع.
واظهرت احصاءات الجيش الاسرائيلي ان مسلحين من قطاع غزة اطلقوا 130 صاروخا لم توقع اي اصابات، فيما شنت الطائرات الاسرائيلية 150 هجوما على «اهداف ارهابية» في غزة.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها