23-11-2024 07:50 PM بتوقيت القدس المحتلة

هاتفك الذكي عرضة للاختراق والتجسس... فاحذر!

هاتفك الذكي عرضة للاختراق والتجسس... فاحذر!

فعلياً، كسر التواصل الالكتروني قيود الزمان والجغرافيا مع انتشار الهواتف الذكية، نظراً الى سرعة التخاطب عبره لحظة بلحظة. أوجد اذا، هذا التواصل واقعا افتراضياً حتمياً لا يمكننا تجاهله او التفلت من استخدامه.

هاتفك الذكي عرضة للاختراق والتجسس... فاحذر!بعدما فجر ادوارد سنودن، المستشار السابق لوكالة الامن القومي الاميركية، قنبلة التجسس الموصوف الذي تقوم به الولايات المتحدة على اعدائها وحلفائها الغربيين والعرب، اثارت الفضيحة حفيظة حكام العالم ومن بينهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي دعت "الى ضرورة توفير قواعد عالمية صارمة لحماية البيانات الشخصية".

في الواقع لا يمكننا تخيل الامر سهلا اذ يصعب تضييق الخناق على عمليات التجسس التي يفترض انها تخترق لبنان ايضا، عبر تطبيقات سهلة الاختراق وعرضة للتجسس مثل "فيسبوك" و"تويتر" خصوصاً عبر الهواتف النقالة.

صحيح ان البعض قد يغالي حين يصنّف هذه التطبيقات الالكترونية، حديثة الاختراع، ضمن خانة الاساليب الغربية المبتكرة للسيطرة على العالم والامساك بأمنه واتصالاته وتحركاته وكأنها وجدت لهذا السبب دون سواه. لكن الصحيح ايضا، ان الارهاب الذي قض مضجع الغرب، الولايات المتحدة تحديدا، لن يكون دوماً الحجة المقنعة لشتى الحروب وتدابير الحماية لأن الامن لا يمسك من طرف واحد. ان الدول جميعها مهددة وبامكانها ان تجد التبرير لأي انتهاك لخصوصية الافراد ولتشفير تحركاتهم واصواتهم.

فعلياً، كسر التواصل الالكتروني قيود الزمان والجغرافيا مع انتشار الهواتف الذكية، نظراً الى سرعة التخاطب عبره لحظة بلحظة. أوجد اذا، هذا التواصل واقعا افتراضياً حتمياً لا يمكننا تجاهله او التفلت من استخدامه.

انما بالعودة الى الواقع الراهن للتواصل الالكتروني في لبنان، نجده مقسوماً، رأيا عاما ومحللين، بين متفائلين ومتشائمين. من ناحية، بات بامكان اي مواطن ان يستفيد من تطبيقات التواصل الالكتروني المنخفضة التكلفة مثل "واتساب" و"مسنجر" و"سكايب" و"فايبر". ومن ناحية اخرى، يمكن الناشط الالكتروني ان يكتب رأيا وينشره ويضعه في تداول الملايين بواسطة "فيسبوك" أو "تويتر" او سواهما. وبذلك تكون مواقع التواصل الاجتماعي وسعت مساحة حرية التعبير وضاعفت من فرص الحوار والنقاش، لكنها سجلت في المقابل خرقاً فاضحاً للخصوصية.


وما يهمنا هو تناول موضوع الخصوصية في عملية التواصل الالكتروني. فممن يحمي المواطن من عمليات التجسس؟ وهل يكون الحل بعدم تحميل هذه التطبيقات او حجبها؟. من الصعوبات التي تعوق امكانية قيام نظام امني الكتروني فعلي هو ازدياد مظاهر "الفجوة الرقمية" بين العالم العربي والغرب، فالقضية ليست قضية تقنية فقط، او امتلاك اجهزة كومبيوتر بنسب مرتفعة قياساً مع عدد السكان، او حتى استخدام هذه الكمبيوترات على نطاق واسع، انما هي القدرة على انتاج المعلومات وعلى تخزينها في مراكز معلومات وابحاث وادارتها.


للأسف، نحن في البلاد العربية مستهلكون واقصى طموحاتنا الحاضرة هي اللحاق بالتطور التقني في ظل ثورة التكنولوجيا الرقمية والمنافسة العالمية المحتدمة بين الشركات المصنعة للبرمجيات الالكترونية ولأجهزة الهاتف الذكية وللألواح الالكتروتية الغنية بالتطبيقات والبرامج. علينا ان نعلم ان الصحافة الالكترونية اكتسبت اهمية كبيرة وباتت اسلوباً من الاساليب الديبلوماسية بين الدول او اسلوباً من اساليب الحرب. كما يمكننا ان نجزم ان وسائل الاتصال الحديثة تساهم بشخصنة الافراد اذ بات التواصل مباشراً بين الناشطين والقادة السياسيين والنجوم.

فاذا كان مقبولاً ان يقوم سياسيو العالم وديبلوماسيوه باستغلال المواقع الاجتماعية لايصال افكارهم ولتمرير رسالة للخصم او العدو او الحليف، فمن غير المقبول ان تصبح افكارنا وتعليقاتنا ومكالماتنا تسجيلات موثقة ضدنا لأن رأينا لا يعجب دولة او حكومة معينة، ومن غير المقبول ايضا ان تصلنا انذارات من شركة "فيسبوك" مثلا المملوكة من الولايات المتحدة، بسبب تداولنا عبر صفحتنا اسما معينا لشخص او تنظيم او حزب.

ان المعلومات التي يتم التجسس عنها هي ارقام هواتفنا وتنقلاتنا واماكن تواجدنا، كما يتم اختراق قائمة الارقام المحفوظة على هاتفنا، اضافة الى داتا خاصة بالكلمات والتعابير والاسماء الاكثر استهلاكاً وتواتراً على صفحاتنا على "فيسبوك" كما يتم تسجيل وتشفير احاديثنا وتالياً فان بعض الكلمات المشبوهة او المحظورة مرمزة ولدى استخدامنا اياها سنصبح نقطة حساسة للتجسس.

وفي هذا السياق أوضح (المهندس) رودي زينون في حديث لـ"النهار" ان "لا شركات متخصصة في الامن الالكتروني او امن المعلومات في لبنان. لا تطبيقات امنية يمكن استخدامها. نحتاج الى قوانين لحماية البيانات كما نحتاج الى مقدمي خدمات انترنت موثوق بهم اي انهم لا يسربون البيانات الخاصة بك الى اي شخص من غير مذكرة تفتيش او ملاحقة".

اما بالنسبة الى نظام الحماية firewalls الذي يمكن تحميله على الكومبيوتر، يؤكد زينون ان هذا النظام يستطيع منع بعض التطبيقات من الوصول الى شبكة الانترنت الخاصة بنا. كما يمكن هذا النظام منع طلبات الصداقة "الملغومة" من الوصول عبر الانترنت الى جهاز الكومبيوتر. لكن نظام الـ"firewalls" قد يصبح طريقة مشتركة وشائعة يستغلها القراصنة الالكترونيين لمهاجمة اجهزة الكمبيوتر. على سبيل المثال، يمكن نظاماً ذكياً من الـ"firewalls" ايقاف القرصنة عن ارسال المزيد من طلبات الانتساب او الاحصاء او الصداقة، ويمكنه ايضا منع اي مستخدم من ادخال الرمز السري بعد محاولات فاشلة. ومع ذلك، فان الـ"firewalls" ليس نظاماً آمناً بشكل تام اذ ان فيه ثغرة تمكن القراصنة من اختراقه.

وبعد فضيحة التجسس التي اثارها سنودن، اشيع الكثير حول امكانية التجسس عبر كاميرا الهاتف او كاميرا الانترنت لدى حدوث الاختراق من غير معرفة المستخدم، لكن الواقع ان ما يتاح لوكالة الامن القومي الاميركية القيام به ليس متاحاً للعامة. ثمة فيروس يمكن الوصول عبره الى كاميرا الهاتف او كاميرا جهاز الكومبيوتر. الامر الذي لا يمكن القيام به على اجهزة "آي فون" و"يندوز فون" التي تنفذ رقابة شديدة على تطبيقاتها. اما بالنسبة الى مستخدمي "اندرويد" فعليهم تحميل التطبيقات من "غوغل بلاي" لمنع تحميل الفيروس اذ لا يمكن اختراق كاميرا اي جهاز من غير تثبيت الفيروس فيه، بحسب ما افاد زينون.

للحد من امكانية الاختراق او التجسس، ينصح زينون، بعدم الدخول الى الروابط المرسلة الى بريدنا الالكتروني ما لم تكن مصادرها موثوقة. بكل بساطة عند تلقي بريد الكتروني من "مايكروسوفت" أو "آبل" أو "غوغل" يطلب فيه ادخال او تبديل الرمز السري للوصول الى ملف علينا التروي وتسجيل الدخول مباشرة من بريدنا الالكتروني. يجب التأكد ما اذا كنا نستخدم HTTPS عند تسجيل الدخول الى مواقع الانترنت. يلجأ بعض المواقع على شبكة الانترنت الى طريقة "2-steps verification" باستخدام مرحلتين لمزيد من الامان، مثلا، تحتاج الى ادخال كلمة السر ورقم الهاتف ايضا. وتالياً، فان سرقة كلمة السر وحدها لن تجدي نفعاً.

وأشار زينون الى ان تطبيقات "whatsapp" و "viber" و "Blackberry" وسواها تستخدم خطوطاً آمنة، لنقل الرسائل التي لا يمكن تشفيرها، ولكن الشركة نفسها قد تعمد الى مشاركة المعلومات وهذا جانب يجب ان يخضع لقوانين وضوابط.