26-11-2024 12:25 AM بتوقيت القدس المحتلة

عربان المونديال..

عربان المونديال..

حين تستيقظون ارموا راياتهم في البحر وعودوا سريعا الى عقولكم..لا عرب في البلاد العربية..جلهم عربان الفنادق وعربان المآدب الممهورة بتواقيع من حبر أسود وختم احمر

القصف الإسرائيلي على قطاع غزةلا أبالغ إن قلت بأن من شاهد مباريات المونديال من العربان هم كثر..أكثر ممن شاهدوا آلة القتل الصهيونية تستبيح دماء فلسطين بكثير. هذا ليس بالأمر الغريب..منذ سنين كانت غزة تقصف وتدمر والعربان يتقاتلون على اختيار ملك جمال لبنان حينا وسيد أو سيدة ستار اكاديمي بملايين الرسائل المكتوبة والتعليقات وحتى الدعاء..

محمد احمد حمود/ خاص

يا لكم من عربان ..
ليست الكرة عيبا..ولا التشجيع عيبا ولا الفرح عيبا..
العيب أن العرب مكبلون بدشاديشهم المغبرة ذلا وهوانا واشمئزازا ..
"  شعب اذا ضرب الحذاء برأسه..قالها مظفر النواب..صاح الحذاء بأي ذنب أضرب.."

وتتهافت الكلمات..حبن يرانا الغرب شعبا يغرق في شاشة ويتقاتل من أجل لاعب أو من أجل كرة...ونجرح ونموت ونخسر ونبكي ونعلن الحداد والأعراس ونحبس الأنفاس وكأننا مجنسون من تلك الدول أو   ضيوف شرف في سفاراتهم المهتمة بنا أو موحدبن بالدم والروح....ووحدة القضية..

تموت غزة وتموت فلسطين وتنهش سوريا وتقسم العراق ولبنان في مخاض المؤامرات ونسف الأحزمة وسيارات الموت...ولا زال العربان يشاهدون لعبة يشاهدون أهدافها مرات ومرات والنتيجة واحدة ..ولن تتغير..جميل أن تشجع وأن تحمس وأن تحلل وأن يفوز من تتمناه..لكن بوعي..ففي مصر رقصات شرقية على دماء العرب بين دين ودنيا ودنيا ودين اختلط فيها اليباس بالنعاس بالكذبة العروبية وما زالت غزة تنزف..والمونديال همهم الأول..

يتآمر ذوو العقالات والدشاديش من الخلجان ويسكرون على جثة ميتة ويحكمون ويحكمون..ويشاهدون كل المباريات..يعرفون كل الاسماء والانحاء ويتقامرون على النتائج...يعرفون الكل عدا ايران! .. لو فازت ايران لقالوا: فوزهم خطر على دول الخليج.. ما أتفه العربان حين ينامون ورائحة اللحم تنثرها أفواههم العفنة..

ما أتفه العربان حين يستيقظون من شربة خمر وسكر لذيذين ويتناوبون على حكم الامة..حين ينتهي المونديال سيقولون دمرت غزة في يوم المونديال وقتل من قتل ..وسيقال بأن غزة استبيحت في يوم خسارة البرازيل المذلة..ترى؟ يحزن الالمان لحزننا ويلبسون السواد ويتعايشون معنا بالنصر والصبر وحتى بالهزبمة او يتباكون علينا حين نموت أو نقتل..أم تراهم يسخرون من قلة عقل ويتعجبون من كي وعي باطل...ربما سيأتون بالأساطيل والبوارج لانقاذنا ..في ذات حلم..

قصف تل أبيب لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيونيترى يشعرون بهذا الهيام العربي..وجنون قيس بفتاة اجنبية هجينة..الجواب لا..فحين تقصف تل ابيب..قد يشعر العربي الاصيل بفخر..وحين يقتل صهيوني ستوزع الحلوى على الطرقات..

أيها الشباب لا تكونوا عربانا في أثواب رخيصة..العربان يتخاونون في ملاهي الغرب ويكتبون هزيمتكم.. حين تنام عزائمكم ستنتهي حكاية العرب الجميلة..وحين يفوز من يفوز..ويخسر من يخسر..سترحلون وأنتم حاملين الخيبة ..وهم يحملون الورود والجاه .. والكاس ..وزجاجات الرذيلة...

حين تستيقظون ارموا راياتهم في البحر وعودوا سريعا الى عقولكم..لا عرب في البلاد العربية..جلهم عربان الفنادق وعربان المآدب الممهورة بتواقيع من حبر أسود وختم احمر ..عربان السيوف والصقور الهزيلة..عربان البطون والشعوب النائمة..عربان من طينة داعش...أسيرهم الخوف والبكاء والمدح والرثاء..تقصف غزة والدم العربي الشريف يسيل بصمت ليروي البحر والنهر والواحات..وتخسر الفرق الدولية وتربح...

وينتهي المونديال وتبقى الدماء تسيل..من دون اعتراض..ولا ركلات ترجيح..رغم ان الحكام العرب هم من يقودون الخيانة..ولن يربحوا.ففي قاموس الاعراب..لا كلمة تعلو فوق كلمة: الهزيمة...

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه